الفصل (19)

28K 1.3K 158
                                    

« بحر النسيان  »
      « سلسه للحب شعائر خاصة»
الفصل التاسع عشر
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم جبرًا يتعجب له أهل السماء و الأرض ، اللهم أرنا الفرح في كل ما نريد ، يا رب العوض الجميل بعد الصبر الطويل ، اللهم دربـًا لا تضيق به الحياه و قلبـًا لا يزول منه الامل ، يا رب ازرع في قلوبنا راحه دائمه و أمل لا يخيب اللهم طمأنينة و ثبات لا سقوط و لا تعثر

اللهم آمين يا رب العالمين.. 


طرق عده طرقات علي الباب بهدوء ، و لكنه لم يسمع الاذن بــ الدلوف ، تنهد بضيق هو يعلم أن والده غير راضي عن افعاله ، و لكن ما باليد حيله ، و أدار المقبض و دلف خطوتين الي الداخل ،  وجده ينظر من الشرفة الزجاجية و يضع يده في إحدى جيوبه ،
و الآخر يحمل سيجارته ، و يتناولها بشرود
يراقب تلاطم الأمواج بأعين شاردة..
و علم أن والده في أقصي غضبه !! لأنه لا يتناول تلك السجائر إلا عندما يغضب مثله ... !!!

وتقدم بخطوات هادئة ، و ارتفع صوت حذائه بحركة منتظمة ، و وقف بجانب والده في الشرفة و دس يديه  في جيب بنطاله و نظر إليه مطولًا و قرر الصمت و نظر إلي البحر و يري انفعالاته غير هادي ! ملئ بالألغاز مثل حياته ! قادر علي سلب حياه البشر مثله ! إذا غضب ينقلب نعم فإنهم متشابهان ... و لكنه ليس غدار ... و يكره الكذب إذا كذبت عليه فأصبحت خارج نطاق الخدمة لأنه و بـ اختصار ليس لديه فرصة ثانيه .. يعطي فرصة واحدة إذا خسرتها لا يوجد غيرها ... هكذا هي قوانين الطوفان ... لذلك لم تقدر اي أنثي علي الحصول عليه لم تستطع واحدة الوصول إلي أحضانه و صدره التمتع بـ البحر الصافي في أعينه الشعور بـ اشعه الشمس الساطعة في بشرته البرونزية كل ذلك بسبب تلك القوانين الذي وضعها و البرج العالي الذي بناه حوله لكي لا تقدر انثى علي اختراقه و لكن هل يدوم الأمر طويلًا بالتأكيد لا ...... و اغمض أعينه بإرهاق ظاهرًا علي ملامح وجهه بوضوح و ليفيق من مخيلاته  علي صوت والده الهادي و فتح تلك الجفون لتظهر تلك السماء الصافية فيهما
و وجد زين يطالعه بنظرات هادئة عكس ما يجول بخاطره

زين و تحدث بصوت هادئ هو ينظر في أعينه التي تشبهه كثيرًا : اول لما اتجوزت مامتك و عرفت انها حامل في فهد حسيت بفرحه عمري في حياتي ما كنت اتخيلها ، حسيت فعلا بشعور الأبوة من قبل ما يتولد ، حسيت أنه مسئوليه مني من قبل ما اشوفه ، .... شعور الأبوة فطري ، يمكن الام بتحب اولادها من قبل ما بتشوفهم ده اكيد لأنهم ...... بيكبروا جواها ، بتحس بيهم ، و بتحركاتهم لكن الأب مختلف .... بيحب أولاده من قبل ما يتولدوا أو يشوفهم ، أو حتي يحس بيهم ، و خصوصًا لو كانت جوا واحده بتعشقها ! ساعتها الشعور مختلف .. السعادة بتبقي أضعاف اتولد فهد و جدك صمم يسميه علي اسم والده ساعتها ماكنتش اقدر ارفض !!! حفيده الأول و ليه معزه عنده و وافقت ! و كنت مكتفي بــ فهد و مني في حياتي هعوز ايه ثاني ...... مراتي و معايا ، ابني في حضني ، شغلي بيتي كل شئ في الوقت ده متاح ليا ، بس عرفت أن مامتك حامل للمرة الثانية !!!! هكذب عليك لو قولتلك اني مفرحتش ذي فرحه فهد .... يمكن اكتر كمان هيجي ليا ولد او بنت ثاني يبقوا مع فهد ، و سند لبعض رغم أن كان فهد صغير في وقتها و عمره سنتين ، ... بس فرحت !!
و الفرحة كبرت لما عرفت انهم تؤام ساعتها شرف أشخاص جديده في عيله الراوي...

و ابتسم و هو مازال ينظر إلي يم الذي يستمع إلي حديثه و هو صامت فقط ينظر إليه
و اكمل زين حديثه : انت و يامن اول لما اتولدوا كنتوا الاثنين ماسكين ايد بعض !!!! ساعتها الدكاترة كلها اتصدمت من المنظر ماسكين ايد بعض ، و نايمين اول مره يشوفوا المنظر ده طبيعي تعرف مين كان ماسك ايد الثاني يا يم ؟؟

نظر إليه يم بعدم فهم لا يعلم لما والده يتحدث في الماضي ؟؟ يشعر بقلبه يتألم بشده علي توأمه ! اغمض أعينه بتعب و لاحظ زين تعبه الواضح علي وجهه ... يعلم ذلك يعلم أن قلبه يتألم ، يعلم أنه مازال في الماضي ، يعلم أنه مستعد لفعل اي شئ اذا وجب حتي إذا ضحي بحياته لكي يعود
أخيه ، و ابنه أخته يعلم أنه لم يصبح ابنه الذي رباه علي يده .... تغيرت كثيرًا يا ولدي إلي أن وصلت اني لا أعلمك ، و لكنه يجب عليه معرفه كل شئ ، يحب أن يعود كما كان يجب أن يعلم لماذا تلمع أعينه بتلك النظرة يراها جيدًا !! سعادة ممزوجة بألم ! و للصدمة الذنب !! كأنه فعل جريمة بحق أحد ماذا فعلت يا يـم لكي اري بعينيك  تلك النظرة لما تخفيها عني لكي لا اراها

تحدث بصوت هادئ هو يحاول تهدئه  انفعالات يم الظاهرة علي وجهه : يامن كان ماسك ايدك الدكتور كان بيحاول يبعد أيده عنك بس مش راضي كان متمسك بيك بطريقه مش طبيعة بالنسبه لــ اطفال لما شوفت منظركم سوا ساعتها اتاكدت انكم هتبقوا حاجه ثانيه !! هتبقوا مميزين فعلًا ...
و اول واحد فتح عيونه كان يامن أنت كنت هادي .......

لكن يامن اول لما فتح عيونه لقيتها شبه آمان  ابن عمي ساعتها قعدت اضحك لأني كنت دائما بستغرب لون عيونه الاقي ابني واخد عيونه ولكن لما فتحت عيونك جدك قال عليك بحر !!!! بصتله باستغراب و قولتله بحر ايه يا بابا ؟؟؟
بصلك  بسرحان ... و قال عيونه زى البحر في وقت صفاءه بس هيكون عنيف وهادي وفى نفس الوقت شديد!!!! بس هو هيكون شخص مختلف كتير بس يارب يكون الاختلاف ده مفيد ليه مش نقمه عليه واتمنى لأحفادي الخير والسعادة وانا متأكد ان فعلا احفاد الراوي هيكونوا غير اى حد........

ساعتها ماكنتش فاهم قصده أو معني كلامه و خصوصًا
أن لما فهد اتولد قال عليه هيبقي فهد و انا ذي العادة ماكنتش فاهم يقصد بكلامه عليك انت و فهد ايه و أمينة قالت عيونه بحر يبقي اسمه يـم وافقت  اول لما شافتك عيونها اتعلقت بيك و خصوصًا انها في الوقت ده ممنوعه من الخلفة بسبب تعبها و وافقت علي الاسم كان مميز فعلًا ذي ما شوفتك انت و اخوك كنتوا مميزين و منى اختارت يامن عشان توأم يبقوا قريبين من بعض

كبرتوا كنت كل واحد فيكم بدماغ و شكل مختلف حتي التصرفات في نفس الموقف كانت بتبقي مختلفة انت هادي ذكي بتحسب الأمور يامن كان قلبه اللي مشيه مش عقله ذيك كان فعلًا قلبه ابيض و طيب بالفطرة لكن انت كنت صعب حد يتعامل معاك و
صدمني تعلق منى بطريقه غير معقوله ليامن و انها كانت بعيده عنك من اول لما اتولدت ، و خصوصًا أن يامن اتولد ضعيف ، و تعبان فــ تعلقها بيه زاد اكتر ، كنت عايز امنع ده كنت قلقان ، و خايف بدون سبب..... طلع قلقي في محله!!!!
بس ساعتها لقيت أمينة متعلقة بيك انت بغرابه ، و ماكنتش بتنام غير و انت في حضنها ، حتي اول لما بدأت الكلام قولت كلمه ماما بس.....
ماكنتش لمنى كانت لعمتك أمينة !
كبرت انت و اخواتك الكل اتعود علي الوضع ماعدا انت كنت كل ما بتشوف امينة واخده يامن في حضنها كنت تبعد بسكوت حتي ماكنتش بتغير غيره الاطفال الطبيعية كنت فعلا هادي ، و تسكت من صغرك كنت بتسمح لــ يامن ياخد اللي ليه ، و ليك و كنت موافق مش هنكر أنه كان بيغير عليك من أمينة وفهد اي حد يقرب منك حتي لما كبرتوا فضل كدا و انت كنت قريب منه وأي حاجه كان بيعملها أو طلب مهما كان حتي لو علي حسابك او انت مش عايزه كنت توافق من غير نقاش طبعك مع الكل كان صعب ساعتها كنت بشوف نظرات جدك ليك و يبتسم اه كنت مسالم هادي بس دخولك طلتك من صغرك كانت بتبان و عمتك أمينة طلعت حامل اخيرًا بعد عذاب ساعتها كانت بتخليك تقعد قدامها عشان تطلع بنتها شبهك و تاخد عيونك الكل كان يفضل يضحك عليها وهي تضايق و تقول ماحدش يدخل بيني و بين جوز بنتي

ابتسم يم بدون اراده منه علي تذكر موقف ما نعم يتذكره جيدًا و زين ابتسم هو يعلم أنه تذكره

Flash back.....

كان يم في الحاديه عشر في وقتها و ذهب في اتجاه باب منزل العائلة هو يرتدي بنطاله الرياضي و فوقه تيشيرت اسود ، و يضع حقيبة علي ظهره هو خارج بدون الحديث مع أحد رغم تجمع الجميع!!!!! و لكنه توقف عندما سمع نداء باسمه؟؟؟؟

و التف وجد أمينة و ذهب في اتجاهها.......

يم باستغراب : عايزه حاجه يا امينة  ؟
نفخت منى وجنتيها بخنق و نظرت إلي يم بضيق : ما تحترم نفسك و تقولها يا عمتو ذي اخواتك !!!
نظر إليها يم و صمت بينما نظر إليها كلا من أمان ، و زين بضيق  بينما  جذبت أمينة يد يــم و احتضنته بحب : بحري ده يقول اللي هو عايزه ، هو بالذات !!
و ماحدش ليه دخل بينا ، و بعدين يا ستي أنا اللي قولت ليه يقولي اللي هو عايزه أمينة أو ماما أو اي حاجه صح يا بحري ؟؟؟
ابتسم يم : صح يا أمينة .....
امينة بابتسامه : طيب يا عم بحر بقي رايح فين كدا و خارج من غير ما تتكلم مع حد و محضر نفسك كدا ؟؟
و اكملت بصرامه وهي تشير إليه بتهديد : اوعي تكون رايح تقابل مزه !!
نظر أمان إليها بصدمه : اي يا بنتي اللي بتقوليه!!!!!! ده مزه ايه لولد عمره 11  سنه ؟
زين : أنتِ بتعلمي ابني ايه ! ما تلم مراتك يا عم أمان في ايه.....
نفخت أمينة وجنتيها بضجر و نظرت إليهم بنظرات ناريه : ايه مش جوز بنتي لازم اخاف علي مستقبل بنتي برضوا ﷲ  أنتوا ناس عجيبة.....
زين : هو ابني اتجوز من غير ما اعرف !!
امينة : هو كدا!!!! يـم لبنتي اعمل حسابك بقي تربيتي أنا عرفاه و واثقه ان بنتي هتبقي ملكة زمانها لو مراته ...
أمان بسخرية : مش لما يخلص الابتدائية الاول ، تفكري تجوزي الواد ، و البنت يا عين امها اللي لسه حتي ماخدتش شهاده ميلاد و بعدين يا بنتي هيبقي كبير عليها الفرق 11  سنه...
أمينة بعدم اهتمام : ديه كلها شكليات يا حبيبي و علي العموم اكبر منها 11  سنه ايه يعني هيبقي ابوها  و حبيبها  و جوزها هي هتبقي بنته قبل مراته و بعدين يا بيه ما انت اكبر مني بــ خمس سنين فرقت يعني

التفت زين إلي أمان هو ينظر إليه بعدم اهتمام : ديه كلها شكليات يا حبيبي
و التفت إلي امينة و صاح بحده : أنتِ هبله !!!!!

أمينة : بلاش تزعق ﷲ ،ايه الغلط خايفه اوي على مستقبل بنتي ، و ابنك و بعدين أنا بنتي هتطلع قمر ، و تخلي الرجالة تموت فيها بس برضوا هي لواحد و بس و هو يــم قلبي ....

تطلع يــم إلي الحديث الدائر بذهول كأن كل منهم يحمل راسين بدلًا من واحده  بينما جده ينظر إليه و يبتسم
و صاح  بنفاذ صبر : ممكن تسكتوا بقي.....

و اكمل هو يجذب حقيبته الرياضية و ارتداها خلف ظهره : لا اقول ليكم أنا ماشي احسن ....

و كان علي وشك الذهاب وجد أمينة  تجذبه من الحقيبة لتتوسع أعينه بصدمه و  الباقي ينظر اليها بيأس

أمينة : خد بس رايح فين تعال هنا !!!!

يم بخنق هو يحاول جذب نفسه من بين يديها : اوعي يا أمينة بقي ، ورايا تمرين فاضل عليه نص ساعه هتاخر كدا .....

امسكته  أمينة  جيدًا و أوقفته أمامها بينما يم أزاح يديها من حوله بخنق و عدل من ملابسه و نظر إليها بغضب لا يناسب سنه : ينفع اللي أنتِ بتعمليه ده ؟؟ ما قولت مشغول لما ارجع ...

شهقت أمينة  بصدمه : أنت بتزعق ليا يا يم ؟؟ و بترفع صوتك عليا !!

نظر إليها يم بصدمه متي رفع صوت عليها و نظر في اتجاه أمان الذي وضع يده علي صدره علامه اعتذار و تمتم بصوت منخفض : هرمونات الحمل معلش عايش في الهبل ده ليل نهار !!!
ابتسم يم بدون اراده و ضغط علي شفتيه لكبت ضحكاته بينما لاحظت أمينة أن أمان يهمس بشيء ليم رفعت حاجبها بتهديد : في إيه !!! أنت بتقول للولد ايه ؟؟

نظر إليها أمان و حمحم بجديه بينما تحدث يم سريعًا : مافيش حاجه ، فعلاً متزعليش مني صوتي اترفع من غير قصد ، بس بجد مشغول ورايا تمرين لازم الحق قبل ما الكابتن يجي ....

أمينة سريعًا : طب استني كدا اهدي بقولك مش أنت هتبقي جوز بنتي صح ؟؟؟؟

زين : يووووووووووه علينا و البني يا ابني أنا نفسي تعبت ليك ، يا بنتي فين الغرور ديه هتبقي أميرة  القصر ده يعني هتبقي جوهره العيلة هي و جنة بنت اخوكي يعني اللي ياخدهم لازم يبقي مميز و يطلع عينه عشان بس تبقي بتاعته ...

أمينة بخنق : يووووووووووه عليك أنت ، أنت مالك أنت أنا واحده يا سيدي بخطب لبنتي أنا حره ﷲ معنديش دم ممكن تسكت بقي !!

نظر زين إلي أمان الذي حمل كوب قهوته و ارتشف منه القليل هز كتفيه بملل يعلم زوجته خير العلم و لم يستطيع أحد أن يجعلها تصمت إلا أن تفعل ما تريد بينما نظر إليه زين بغضب و القي نظره ناريه عليه

أمينة بابتسامه : ها يا بحر صح !!

نظر يـم  إليها بتساؤل و لا يعلم ماذا حل لعمته منذ أن علمت أنها سوف تنجب فتاه و كل مره تتمسك به و تقول إنه زوج ابنتها نظر إلي وجوه الجميع المنتظرين إجابته
و تحدث هو يلوي فمه بنفاذ صبر : صح ايه بس !! أنا بقولك يا ماما هي هتطلع تقولك يا ماما يبقي اكيد لا طبعًا .... و هبقي كبير عليها ديه هتبقي أختي !

أمان : عجبك كدا ؟؟؟ كرامه بنتي وقعت في الأرض من قبل ما تيجي علي ايد أبن زين!!

أمينة بتجاهل حديث أمان : ماشي يا أبن زين.... بس وعد شرف أن أنت هتموت في بنتي لما تكبر .... ، و هتموت عشان تبقي ليك و بكرا نشوف !

زين  : ده في احلامك ده بكرا الستات تترمي تحت رجله هو و اخواته هو يقعد رجل علي رجل يختار

أمينة : كان غيرك اشطر و  وعد يا زين ، و عند فيك أنت و الجوز اللي جنبك دول ، و ابنك اللي كل شويه يرفض بنتي هيبقي هو بحرها هي و بس ، و مش لحد غيرها و بكرا تقول أمينة قالت هي مكتوبه ليه من يوم ولادتها و بكرا نشوف

صرخ يـم بغضب و قطع الاشتباكات بينهم :  الصبر ﷲ........ عالم لا تطاق بجد..

و ذهب خارج المنزل هو مكتفي من جدال الجميع عليه كأنه إحدى الالعاب و كل ذلك من أجل فتاة لم تولد يبدو أن الجميع بحاجه إلي العقل و عقب خروجه نظر منى و أمان و زين و أمينة الي بعضهم البعض بأحراج و بينما ابتسم الجد و حرك رأسه بابتسامه هادئة علي حفيده .....

Back.. 

ارتسمت ابتسامه حزينة عندما لاحت تلك الذكرى علي رأسه هز رأسه بيأس من أمينة و حديثها ها هو الآن كما هو و لم يحدث شئ ...

و ابتسم زين هو علم سبب شروده و أنه كان يتذكر الماضي
و تنهد و قطع حبل أفكاره يم و التفت إليه وجده ينظر إليه بنظرات ذات صله : اتولدت فراولة و كنت قريب منها ، كنت أنت ليها ملكيه خاصه ممنوع حد يقرب منك ، لدرجه ان فعلا كنت شاكك أن كلام أمينة يطلع حقيقي !!! بس ساعتها كل حاجه انتهت ، و أخوك راح و هي راحت فهمت قصد جدك و فهمت كلامه...  ساعتها وقعت اول لما يامن مات جالك حالة نفسية و خصوصًا لما منى حاولت ...

نظر إليه يم لكي يصمت و ابتلع تلك الغصة  التي تكونت في حلقه من أثر حديثه ضغط علي كل اوجاعه و ماضيه لماذا يفعل ذلك لماذا يضغط عليه بقوه ماذا يريد أن يوصل إليه

تحدث بصوت مختنق غاضب يرغب أن يصيح لكي يتوقف يشعر أن قلبه لا يقدر علي التحمل و تحدث بغضب و قاطع حديثه : حضرتك عايز توصل لايه ؟؟؟!!!! ليه بتحكي كل ده من الاول مش فاهم ؟؟!

اكمل زين و كأنه لم يسمع حديثه : ساعتها شوفت في عيونك من بعدها أن السعادة اللي كانت موجوده مع يامن ، و فراولة راحت انت اتغيرت لدرجه ان ماحدش بقي فاهم تصرفاتك ، أو دماغك بقيت اسوا من الاول وتعلقك بــ  يامن و الخوف اللي كنت عامل حسابه فعلًا حصل لكن النهاردة لمعه السعادة اللي ماكنتش بتبقي موجوده غير مع اخوك و بنت عمتك رجعت ثاني يا يم و انا مش فاهم سرها ايه و شايف أنك حاسس انك خاين في كسره في عيونك كأنك خدت شئ مش من حقك و انت عمرك ما خدت حاجه مش ليك إيه اللي حصل خلاك تحس بده ايه اللي خدته مش من حقك يا ابن زين ايه اللي مش ملكك و حاسس انك خاين غلط في ايه يا يم

و صرخ بحده هو لا يعلم لما يشعر بقبضه في صدره و أن هناك شئ خاطئ : ما تـــــــرد يا يــم

نظر إليه يم  بتشوش........ نعم اخذ شئ لما يكن يخطر علي باله اختلفت مشاعره تبدل كل شئ بالنسبه اليه و لكن الآن أصبح شئ اخر تمناه بشكل مختلف لم يكن يتوقع انه في يوم من الايام سوف يفكر بها بتلك الطريقة نعم خان مشاعره و ثقته بنفسه يشعر بنار داخل صدره و تسحق قلبه بدون شفقه أو رحمه يشعر بألم لم يكن يتوقعه عادت إليه السعادة و لكن أتت بألم يريدها بشكل مختلف كيف أو متي لا يعلم فقط يعلم أنه حطم ثقته بنفسه

و تحدث بصوت خافت و نظر إلي زين الذي علم و بل تأكد أنه علي صواب و يشعر بألمه اكثر منه ما يؤلمه اكثر أنه يري بوضوح تلك النظرة التي لا يفهم معناها يري أنه يحاسب نفسه بشده كأنه المخطئ و الجلاد في نفس الوقت

تحدث يــم  نعم سوف يخبره ومستعد لتحمل المسئولية الكاملة و لكنه ليس بيده يقسم أنه حاول السيطرة على مشاعره التي لا يعلم متي ولدت لديه : أنا عمري ما كنت اتخيل في يوم اني ابص ليها بنظره غير بنظره الحنان أو الأخوة اللي كنت بشوفها بيها و أن النظرة تختلف بحاجه اسوا ميت مره في احلامي ماكنتش أتخيل أن أفكر فيها بالشكل ده معايا أنا و مش مع غيري كنت حاسس بيها انها هي بس كنت بكذب نفسي و اقول لو هي مستحيل افكر فيها كدا لكن فكرت فيها بنظره مختلفة كانت هي لكن الكارثة الأكبر أنه مينفعش في كل الحالات مينفعش مش ليا و مش من حقي فكرت فيها ازاي كدا معرفش ليه هي بالذات لم اقع ..... اقع في واحده عمري ما شوفتها غير طفله بالنسبه ليا ممنوع أصلًا لو انت فهمت ماحدش هيفهم ماحدش هيتقبل الموضوع او الفكرة نفسها خصوصا لو عرفوا كانت بالنسبه ليها ايه حاسس اني تايه وحيد و ماحدش فاهم أو حاسس باللي فيا

و نظر إلي زين بتألم جعل قلبه يهوي أرضًا هو غير مصدق حديثه و لكن قاطعه يم هو يلقي نفسه بين أحضانه و دفن رأسه في صدره و تحدث بصوت شبه باكي : أنا موجوع مش فاهم حصل ازاي ده موجوع مش قادر ماحدش فاهم وجعي أنا مش خاين و عمري ما كنت غدار يا بابا....... عمري ما كنت كدا  ياريتني ما كنت عرفت حاجه كان احسن ليا و للكل .........

بينما زين يشعر أن الصدمة شلت أطرافه من حديث ولده للصدمة ماذا فعل لماذا يقول هذا من هي التي تبدل فكرته و أحلامه بها طالما تمني أن يأتي إليه أحد منهم و يخبره أنه يريد الزواج و يحب الفتاه و لكن عندما يتحقق يأتي إليه الإثنين كل واحد منهم يحمل نفسه الذنب و الالم لم يكن يعلم أن حياتهم بدون الحب سوف تصبح افضل و لكنهم تحولوا للاسوا بوجودهم طالما عاهد أولاده في قوتهم و جبروتهم و لكن تأتي اثنتين تقلب حياتهم رأسًا علي عقب كلمات يم تتردد في عقله تمني الا يكون فهم قصده أو التي اختارها قلبه سوف تصبح بالنسبه له قبل المجتمع عشق محرم
لا لا تفعل ذلك يا يم من هي التي استطاعت أن تقلب حياه الطوفان رأسا علي عقب

و لكنه مهما فعل أو علم سوف يصبح الداعم إليه هو ولده الصغير مهما كبر سوف يظل أمام نظره ذلك الطفل الذي تربي أمامه و نعم بين أحضانه هو طفله مهما كبر اسمه او رهب الجميع من سماعه سوف يظل ابنه فلذه كبده يعلمهم خير العلم هم ليس أولاده فقط انهم أصدقائه هو الصديق الوفي وقت أحزانهم قبل سعادتهم و الصدر الحنون الذي يستقبل أحزانهم بصدر رحب مستعد لفعل اي شئ و لكن لا يريد اي يريد نظره كره ابنه لنفسه مستعد لفعل اي شئ كل لا يراها

و حاوط جسده بين يديه و ضغط بشده عليه يرتب علي ظهره بحنان هو رمي بكل حديثه عرض الحائط و في خاطره شئ واحد مهما كانت أو من ما كانت و يريدها ابنه سوف تصبح إليه إذا استعد لقلب موازين العالم رأس علي عقب كسب ملايين العداوات من الناس سوف تصبح إليه و و حتي إذا كانت متزوجه سوف تصبح الي ابنه نعم مستعد للتخلي عن مبادئه وقيمه و ضرب كل شئ في عرض الحائط لكن يعود ابنه مثلما كان يكفي ما تحمله و مازال يتحمله و يرفض البوح به

تحدث زين بجديه لم تخلو من الحنان ف مهما كان أنه ابنه و ولده : اتكلم يا يم هي مين و في ايه و انا اوعدك مهما كانت مين لتبقي ليك و ماحدش يقدر يقف في وش حاجه انت عايزها حتي لو كانت في حمايه مين أو هي ملك مين لتبقي ملك ابن الراوي ماحدش يقدر يقف في وش حاجه الطوفان عايزها ...............

____________________

اصبحت الساعة العاشرة مساءًا

حيث ذهب يم و زين منذ عوده يم ، الي مكتب فهد بدون قول اي شئ غير ذلك و رفض يم الحديث في أي شئ قبل أن يري أخيه و خاض زين لطلبه و ذهب معه الي مكتب فهد منذ وقتها لم يعد أحد الي البيت

بينما كانت تجلس سلا في غرفتها المشتركة مع جنه حاليا نقلت اغراضها منذ يومين فــ حسب و جلست علي الكرسي الهزاز و تعود و ترجع بظهرها للخلف و الي الامام شارده الذهن تشعر بــ سعادة لا يمكن وصفها عندما عاد و اطمئن قلبها لا تعلم سبب ذلك الخوف الغير مبرر لم تراه سوى عده مرات قليله فــ حسب لما فرحت لعودته ؟؟ خائفة و بشده من أن تتعلق بشيء مستحيل بالنسبه اليها نعم عليها أن تتذكر دائما انها فقط مهمه سوف تدوم لفتره مؤقته و سوف تذهب و تعود لحياتها العادية مره اخري و لكن الان غير متأكدة من ذلك و لكنها متأكدة أنها مهما حدث سوف تظل طفله بالنسبه اليه لا تعلم السبب و لكن رجل في قوته و جماله و عنفوانه يحتاج انثي ناضجه لكي تستطيع أن تسد احتياجاته كرجل تعلم ذلك تمام

و أغمضت اعينها  بتعب لا تعلم ما هذه المشاعر التي تجتاح صدرها تشعر بإحساس غريب عندما نظرت في عينيه كلما تذكرت رائحته وقلبها يقرع مثل الطبول متأكدة انها التي تأتي في حلمها و من تلك الفراولة هي متأكدة أنها صورتها هي..  كيف تجلس علي قدمه و تقبل وجنته بشده و سعادة بدون أن تقلق أو تخاف منه و نظره الحنان التي تملئ اعينه لتلك الطفلة و جذبت تلك الصورة التي كانت تخبأها في جيب بنطالها و أرجعت راسها للخلف و وضعتها أمام اعينها تراقب ملامح و وجهها و وجهه هي متأكدة انها هي كيف إذن !! راسها سوف ينفجر من كثره التكفير و الأسئلة ماذا تفعل مع يم الراوي و هي تكون سلا المنصوري كيف

لحظه !! هل من الممكن أن أكون هي فراولة !!
و عند هذه الفكرة نهضت كمن لدغها عقرب من علي الكرسي و أمسكت راسها بين يديها بذهول و صدمه و تحدثت بتوهان كأنها تحدث نفسها : اكيد لا طبعا !!! ازاي ايه اللي بفكر فيه ده ... انا سلا مش فراولة ، أنا بنت المنصوري مش الراوي ، ازاي ؟؟ بس لو أنا بعمل ايه معاه في الصورة ؟ و ليه جنه بتقول ماتت ؟ لو ماتت يبقي اكيد مش انا بس ازاي اززززززاي .......... ؟؟؟؟؟

و وضعت يدها علي رأسها و هي تشعر بالدوار
و اكثر من صوره مشوشه تظهر امام عينيها و الكلمات تردد في عقلها

قولها يا بحر ! اتجوزها وربيها ! اتجوزها أنا ! يلهوي عليها بصه تموتك في جلدك ! طب احترم لسانك طيب ! انزلي يا حبيبتي ! وعد شرف ! وعد ! ...
انت بتاعي و مش لغيري ..

صرخت بألم هي تمسك راسها بين يدها و تشعر بالدوار و علي وشك السقوط و ارتطام راسها بالأرض وجدت يده من فولاذ تمسك بها قبل أن تصدم راسها بالأرض .....

_____________

يجلس علي كرسيه الجلدي الفخم و امامه كاسه و سيجارته الفاخرة بين يده و يتناولها بهدوء تام بينما الآخر يستشيط غضبا من هذا المسمى يم الذي اتي في خلال أيام و قلب حياته رأسًا  علي عقب و جعل النوم يذهب من جفونه

و التفت و هو ينظر إلي والده و صاح بغضب و بنفاذ صبر

نهض أكرم من علي كرسيه و ضرب بقبضه حديديه علي المكتب جعله يهتز : هنعمل ايه ؟؟ بقالنا اسبوع قاعدين ممنوعين من السفر برا مصر و كل ده بسبب ابن **** اللي طلع لينا ده
و اكمل بغل و وعيد : اااااه بس لو اطوله مش هرحمه ابن ستين ***** ده

اجابه حسن ببرود مثل الجليد هز كتفه بخفه : مش هنقدر نعمل معاه حاجه ، ده مش حته ضابط عادي فوق لنفسك ، القضية وصلت للقيادة عندهم لأنه مافيش حد عرف يحلها و ووصلت للإسكندرية كمان ، و اختاروه هو بالذات عشان مش قضيه قتل عاديه يمسكها حته ضابط لسه متخرج ، ديه بقت راي عام ، و الكل لسه بيتكلم عليها رغم أنها داخله في شهور ، الواد ده مسنود من فوق كمان معني أنه يدخل و يمسك التحقيق من الضابط و ماحدش يفتح بوقه يبقي سمعته كافيه

و ارجع بظهره للخلف بهدوء : عرفت من حبايبي عنه كل حاجه و ملفه فعلا يشرف

أكرم نظر إليه بصدمه ممزوجة بالغضب : انت هتشلني قاعد بتشكر فيه قدامي .... ده بدل ما تلاقي حل للمصيبة اللي احنا فيها ديه المحامي اللي كان ماسك القضية معانا سابها بعد ما عرف الي احنا عملناه .... و مش كفايه كدا و بس لا نتمتع من السفر ..... رقابه علي حساب البنك بتاع كل واحد فينا .... و انت قاعد بتتكلم عنه و تقولي يشرف ....... احنا لازم نخلص من اللي اسمه يم الراوي ده انا مش مستعد اخسر كل اللي عملته في حياتي عشان واحد بايع نفسه ذي ده ........

نهض حسن من علي كرسيه بغضب : تبقي غبي !!!

لو فكرت تقرب منه .... ساعتها الدنيا هتقوم علينا و مش هتقعد اول ناس الكل هيشك فيها هيبقي احنا .... ساعتها مش هتقدر تقف في وش جهنم اللي هتفتح في وشنا .... ده ابن زين الراوي !! و لو مش عارف أبوه مين اسأل عنه و اعرف ده اللي يقف قدامه ينسفه من علي وش الارض ..... و خصوصًا لو حد قرب من عياله ساعتها هيبقي جهنم علي الارض رحمة  للي ممكن يحصل لينا ...... و لا اخوه الكبير فهد ده مش عنده ياما ارحميني ديه عيله كلها بايعه نفسها ..... و ماحدش عنده جراءه  يقرب منه أو من اخواته مش بقولك مسنود ... !!

عقب كلماته نظر إليه اكرم بعيون حمراء شيطانيه و جذب كل الاشياء من علي  المكتب أرضًا فترتفع اصوات عالية و ضجيج
و صرخ بغضب : ما هو مش معقول حته عيل عمره اصغر من عمري بيلعب بينا و احنا قاعدين ساكتين ايه مش عنده نقطه ضعف كامل مفيهوش عيوب ذي الخلق !!!

و اكمل هو يتنفس بغضب و سند ساعديه علي المكتب أمامه : الواد ده بيلعب في عداد عمره ..... و بيلعب مع حد مش قده و انا مش هسيبه !!!!
و سلا هتبقي ليا و مش لغيري مش مستني طول حياتي وانا من ساعه ما عيوني وقعت عليها وهى بقت ليا و في الاخر تروح من بين ايدي

تحدث حسن بغضب عارم : انت مجنون؟؟؟؟سلا ايه دلوقتي اللي بتفكر فيها ، ما ديه السبب في كل اللي حصل لينا دلوقتي ...

أكرم بغضب و صرخ هو الآخر : اه مجنون بس بيها هي !!! انا من الاول قولتلك جوزها ليا بس سكت عشان فيروزة هانم .... رفضت و قالت صغيره عليا ...... انت خفت تتكلم عشان متفضيش  الشراكة اللي بينا ...... !!! خصوصًا أن النسبة الاكبر من الأسهم كانت ليها بعد موت جوزها !!! لولاك انت كان زمانها دلوقتي تحت ايدي و ماحدش يقدر يقرب منا
بس اي دلوقتي مش ظاهره بسبب ابن **** اللي شايلها معاه و مش ظاهره كأن الأرض انشقت و بلعتها و انت بكل برود جاي تقولي انه مسنود

حسن بغضب : مقدرش اقرب منه انت مش مستوعب ، انت قدامك مين !! مستقل بالخصم اللي قدامك ...

أكرم بغضب : ليه !!! محصن مافيش حد قادر عليه نبعت ليه اي ست و خلاص تجر رجله لحد عندنا مش هو اللي لعب في النقطة ديه لينا

حسن : مينفعش !!

أكرم بانفعال : هو ايه ده اللي مينفعش مش رجل ذي بقيت الرجالة معندوش دم يعني

حسن بغضب : ما تفهم بقي !! بحاول اشرح ليك من الصبح و انت اللي في دماغك في دماغك ..... انت متخيل أن ابن زين الراوي ليه في الشمال و حته بت **** تقدر عليه

أكرم هو يضرب كفا علي الاخر وسب بلفظ بذئ و لم يفرق معه أنه أمام والده : يلعن ***** زين الراوي اللي دماغي راحت بسببه و كأن مش ورايا حد غيره هو و ابنه ايه شيوخ جامع كلهم ماحدش فيهم ليه علاقه مع الستات كلهم اترهبنوا يعني ...

ذهب حسن في اتجاه البار الموجود في ركن المكتب الذي صممه خصيصًا لأوقات الفراغ و جلس علي كرسي طويل و لم يهتم بألفاظ ابنه و لكن هناك مثل يقول أجعل  من يراك يدعي لمن رباك و لكن إذا كان الأب عديم الاخلاق و لم يعلم ابنه كيفيه الاخلاق كيف سوف يكون ابنه و لكن الحق كله ليس عليه فهو أيضًا علي ابنه لان كل شخص يصبح كيف ما يريد مهما كانت الظروف التي تحاوطه و الا اذا وضعنا كل منا الذنب علي الوالدين أو البيئة المحاطة بنا كان العالم جميعه فاسد .....

و جذب زجاجه من الويسكي و كاسين و وضع بـ كل منهم عده قطع من الثلج و سكب المشروب و امسك الاثنين بيده و قدم واحد منهم الي اكرم الذي مازال يشتعل من الغضب و ينظر إلي والده بنفاذ صبر من أفعاله الغريبة التي لا يفهمها و تقدم منه بخطوات غاضبة ظاهرة  بوضوح و جذب الكأس من بين يده بعنف و شربه علي دفعه واحده و جلس في الكرسي المقابل له بينما حسن يشرب من كاسه بهدوء و هو ينظر إلي انفعالات ابنه الظاهرة هو يرغب في تهدئه هو يعلم أنه في غضبه لا يقدر احد علي التفاهم معه و أنه يصبح شخص آخر

و وضع أكرم الكاس علي المنضدة بعنف ادي الي اهتزاز صوت عالي غير محبب في أرجاء الغرفة

و وضع حسن كاسه بهدوء و جذب الزجاجة مره اخري و وضع إليه المزيد بينما اكرم نظر إليه بشبح ابتسامه ساخرة و جذب الكاس

التفت حسن إليه و شبك يديه الإثنين  ببعضهم البعض و نظر إلي اكرم : بص يا أكرم أنت بقالك اسبوع قالب الدنيا و مافيش تقدم خطوه واحده لصالحنا بالعكس ده احنا قاعدين محلك سر و يم الراوي بيلعب بينا ذي العرائس اللعبة .

هم أكرم الحديث و لكنه قاطعه حسن بإشارة من يده : من غير غضب ، و اهدي ، و اسمع كلامي لو مش عجبك يا سيدي اعمل اللي انت عايزه !!

نظر إليه أكرم و علي وجهه علامات الغضب و التفت في اتجاه البار و ابعد نظره عن حسن بينما حسن لم يرغب في ازدياد غضبه و هم بالحديث

حسن : معني أن يتم استدعاء ضابط و بالاسم علي حسب ما سمعت يبقي أنه مش قليل بعيد عن صغر سنه اللي انت مستقل بيه و أنه يعرف معلومات عننا بالمنظر ده ماحدش يعرفها غيرنا منها ... انك اتجوزت في السر ثلاث سنين، و طلقت مراتك ، أو اني علي علاقه مع سونيا و أنه يوصل عدم ثقه فيروزة  فيا بالتوكيل ده يدل أنه ذكي ، غير بقي ﷲ و اعلم عمل ايه مع زياد اللي رفض يحكي تاني ايه اللي حصل ....

أكرم بغضب : يعني هنعمل ايه احنا في وش المدفع ، و زياد رمينا و لا علي دماغه الموضوع و لا كأن اللي ماتت ديه أمه و لا يعرفها ، وراح قعد في ڤيلا الساحل الشمالي بيغير جو انت عايزيني اقعد مرتاح انت بتتكلم بجد و لا بتهزر

نظر إليه حسن بنظرات متفحصة : أكرم انت همك موضوع موت فيروزة  اوي كدا ليه ؟
انت ساعتها كنت مسافر ، و اصحابك شهدوا بده ، و انك كنت في الغردقة في رحله معاهم . يعني انت اصلا دلوقتي برا الموضوع نهائي ، و انا اللي فيها يا انا يا زياد فارق معاك موضوع التحقيق كدا ليه ؟؟!

أكرم نظر إليه بنظرات لم يفهمها و تحدث بصوت غاضب : أنا و لا فارق معايا لا تحقيق و لا غيره !!
أنا عايز سلا مش فاهم يعني ايه عايزها .. أنا هجبها ، و هتبقي ليا مش لغيري ، لكن لو اللي في دماغي صح طلع ، و ربنا في سماه ما حد هيطلع من تحت ايدي عايش ، و بنت **** اللي رفضتني ديه هتيجي تبوس رجلي ذي الكلاب عشان اتجوزها ، و ساعتها أنا اللي هرفض ، و هخليها ذي البيت الواقف كدا ، و تخلي امها اللي في التربة  بقي تفرح بيها ، و لا يم الراوي و لا غيره يقدر يقف في وش حاجه أنا عايزها ، و سلا ديه أنا استنتها من زمان لو هعمل حرب مع ابن الراوي عشانها تبقي تتعلن احسن بس هتبقي ليا و مش لغيري لو فيها رقاب هتضيع حتي لو اموت اللي اسمه يم و اخدها هعملها ، كلامك مش عجبني و هعمل اللي عايزه و بلاش تقف في وشي عشان ساعتها هنسي انك ابويا ....

و القي الكاس أرضًا فتهشم الي قطع و صدي صوت عالي في أرجاء المكتب و خرج من المكتب اكرم مثل الاعصار بينما توسعت أعين حسن علي وسعهم من الصدمة و علم ان ابنه أعلن الحرب مثلما قال و خرج عن طوعه و لم يقدر احد علي الوقوف أمام وجهه الآن تخطي الأمر الحدود .....

بينما خرج أكرم ليس من المكتب بلى من الڤيلا بأكملها و دلف الي سيارته و امسك  هاتفه  و ضغط علي عده ازار و وضعه علي أذنه و صوت تنفسه عالي و فك رابطه عنقه و ألقاها علي الكرسي الذي بجانبه و فتح ازار قميصه الي منتصف صدره و في خلال دقائق كان الرد موجود

أكرم : أنتِ فين ؟؟
المجهولة : في البيت ليه !!
أكرم : استني عندك جاي ليك ..
المجهولة : طب اجي شقتك أنا احسن ؟
أكرم : لا مينفعش عندك افضل .
المجهولة : طيب يا بيبي مستنياك باي

اغلق أكرم الهاتف و القاه بإهمال بجانبه ادار سيارته في ذهب سريعًا  ادي إلي احتكاك الاطارات بالأرض و ارتفاع الأتربة

_________________

صرخت بألم و هي تمسك رأسها بين يدها و تشعر بالدوار و علي وشك السقوط و ارتطام راسها بالأرض لكن وجدت يده من فولاذ تمسك بها قبل أن تصدم راسها بالأرض و لم يكن سوا نجم الذي دلف الي الغرفة بعد أن اخذ في الطرق علي الباب كثيرًا  و لكنه لم يستمع الأذن ليتملك قلبه الشعور بالقلق و خاصه أنه يعلم انها بالغرفة بمفردها ظننًا  منه انها قد فعلت شئ بنفسها و دلف الي الغرفة و كان معه حق..

حملها بين يده و وضعها علي الفراش بحذر شديد و جذب الغطاء عليها هو يبعد بصره من ارتفاع البنطال القماشي  التي ترتديه قليلًا عن أقدامها و لكنه أخفاها بالغطاء و جلس بجانبها بقلق هو يضرب علي وجهها بخفه هو يحاول إفاقتها

نجم : سلا يا سلا أنتِ يا بنتي !!!
يا نهار اسود عليا ، يم لو دخل شاف المنظر كدا ممكن يفهم غلط احيه ، احيه بجد ... يا صغير يا نجم علي الهم هو مكتوب عليا القرف في كل حته اروحها يا عين أمي عليا ....

و ذهب في اتجاه غرفه الملابس بالخاصة بهم و جذب زجاجه عطر و ذهب في اتجاه سلا و جلس علي طرف الفراش بجانبها و وضع القليل من العطر علي يده و قربها من أنفها و لكنه لم يجدي نفعًا لم تتحرك أو ترمش حتي
ليتأفف  نجم بضجر و هو يشعر بالقلق عليها وضع زجاجه العطر جانبًا

و جعلها تجلس بالطريقة الصحيحة حتي تأخذ أنفاسها و وضع يده علي عرقها النابض في رقبتها وجد أنها حيه و مازالت تتنفس اخذ  أنفاسه براحه بعد ما تأكد انها حيه ترزق إلي الآن

و ذهب في اتجاه الباب بخطوات سريعة و نزل لكي يحضر بعد الاشياء ، بعد ما تأكد انها بخير و لو لفتره مؤقته عندما يعود إليها و ذهب في اتجاه المطبخ و طلب من الخدم تحضير كوب من العصير الطازج من اجلها مع سكر و بصله متوسطة الحجم مع شطيره من الحجم الكبير و رغم استغرابهم و لكنهم وافقوا لطلبه من يقدر أن يرفض له طلب مهما كان

و ذهب بعد ذلك إلي الصيدلية الخاصة بهم في الدور الاخير و جذب منها جهاز قياس الضغط و ذهب إلي غرفه سلا مجددًا  و لا يعلم أين جنه

و دلف الي الغرفة و جعل الباب مفتوحًا مهما كان لا يجوز أن يدلف إلي الغرفة و يغلق الباب بدون أحد معهم حتي لو كان اصغر منها فهي مهما كانت  فتاه

و جلس بجانبه و وضع الجهاز علي يدها بعد ما رفع كم القميص التي ترتديه قليلًا و ابعد وجهه و  هو يتأفف بضيق و يتحسر علي حاله الذي دائمًا يوقعه في المشاكل
و وضع السماعة في أذنه و بعد ما استخدم الأنبوبة و اخذ في الضغط عليها قليلًا وجد أن ضغطها منخفض و تأكد من ذلك و أزال الجهاز عن يدها و أعاد طرف القميص مجددًا و التفت علي صوت طرقات علي الباب و وجد الخادمة تقف و هي تخفض رأسها أرضًا

نجم : تعالي يا بنتي حطي الاكل علي الكرسي ده لما نشوف اخرتها ايه في البيت ده معايا

ضمت الخادمة شفتيها بضحك و وضعت الطعام مثلما طلب و رأت سلا في حالتها تلك ليتملك القلق من قلبها  احبها الجميع رغم الفترة الصغيرة التي عاشت معهم و سألت بتوتر و خوف بالغ : هي يا باشا مالها سلا ...
نجم هز كتفيه ببساطه : مافيش الضغط بتاعها واطي بس ده لفتره وقته فين البصلة جبتيها
اخذت الخادمة سريعًا البصلة من صنيه الطعام و جذبها نجم من يدها و قربها من أنفها بشده

شهقت سلا و أزاحت يده بضعف و تمتمت بصوت منخفض : ايه القرف ده !!
نجم  : ما انا جبت برفان منفعش أنتوا اللي عالم معفنة تموتوا في القرف خدي يا بنتي البتاعه ديه من ايدي ، ايدي بقت مكمكمة ذي الغسيل

ضحكت الخادمة بصوت منخفض علي أسلوبه الغريب بالنسبه الي مكانته و مكانه أهله فهو مختلف تمامًا عن أشقائه و جذبت البصلة من يده
بينما التفت نجم و وجدها تحاول النهوض ساعدها علي ذلك و اسندها ووضع الوسادة خلف راسها و جلس بجانبها و تحدث بصوت هادئ : أنتِ كويسه !!

أومأت سلا  بابتسامه هادئة : الحمد لله بس دوخت شويه

نجم : الضغط بتاعك واطي متقلقيش هتبقي تمام طالما أنا اللي أسعفتك مش عارف من غيري كنتي عملتي ايه

و جذب صنيه الطعام و وضعها علي قدمه و هي نظرت إلي الطعام بلا نفس و تحدث بصوت مترجى : لا يا نجم لو سمحت بجد مش قادره اكل حاجه

نجم : لا هو مش ليكي فعلًا

نظرت سلا إليه بصدمه و ازدادت عندما جذب نجم الشطيرة  و اكل منها و هو ينظر إليها باستغراب و بلع ما في فمه : مالك ؟؟

اشارت سلا  ببلاها علي الشطيرة  : مش كانت ليا ..
نجم وضعها مجددًا علي الطبق و التفت بوجه عليه الضيق و عوج فمه بنفاذ صبر : أنا أقولك الغدا في البيت ده بيبقي سحور ما أنتِ عارفه و مهما اتكلمت أنهم يقدموا المعاد بدري يقولوا لا عشان اخواتك يكونوا رجعوا من شغلهم و نقعد سوا أنا مال أمي هو انا بشتغل زيهم أنا واحد بشقي في المذاكرة ليه اتعذب انا فــ  خدت تصبيره و مسح زور يعني المهم أنا في بالي كنت اصلا نازل اروح المطبخ بس افتكرت إن  زين طلب مني انادي عليكي عشان عايزك في المكتب لما رجعت ثاني لقيتك بتودعي

سلا بصدمه : بودع !!

نجم : اه اكذب يعني كنتي مفرفرة  في أيدي

أشارت سلا  بيدها : خلاص يا نجم خلاص بفرفر قال يا اخي ده الكلمة الطيبة صدقه ايه اللي أنت بتقوله ده
لوي نجم فمه بسخرية : والنبي بلاش محاضرات مش ناقصه ايه قاعد قدام يم اهو الأخلاق بتاعتكم هي اللي تعباكوا في حياتكم يا بنتي الجيل بتاعتنا ده حاليًا مبقاش في حد متربي و بعدين ده انا تربيه فهد لو حد غير فهد كنت قولت معاكي حق ما بالك أنتِ لو كنت تربيه يم اعوذ بـ ﷲ  يعني يبعد عننا الادب استغفر ﷲ  يعني بتخليني اكفر 
كنت زماني في أزهر مش انترناشونال أخويا و عارفه يلا الحمد لله ربنا عالم بحالي كان زماني خربت الدين أنا أصلًا  مش وش تعليم و بتهدد بالدراسة طب ما يخرجوني من المدرسة اسهل تاعبين قلبهم ليه !!

نظرت إليه سلا و ضحكت بدون اراده منها رغم الم راسها و أمسكت راسها بين يديها وهي تضحك من قلبها : أنت مش معقول هههههههههههه مافيش منك إثنين هههههههه

نجم بلا مبالاة : لا في و حياتك عندي بس انا صغير عليكي ممكن تأخدي صوره ليا تنزلي الصورة في موقع جواز أو تنسيق علاقات عامه و تقولي ليهم عايزه عريس ذي ده
مش هتلاقي في جمالي اكيد بس اهو جربي و علي رأى المثل اف يو ونت تو هابي أسعى و صلي علي النبي

قهقهت سلا عاليـًا و هي لا تستوعب حديثه الذي يتفوه به و الخادمة أيضا شاركتها الضحك بينما ابتسم نجم بهدوء و هو سعيد انها أصبحت افضل و جذب كوب العصير و ناوله إياه بينما هي توقفت عن الضحك و لكن مازالت البسمة علي وجهها
أومأت بخفوت : شكرًا..
ابتسم نجم و اخذته من بين يده و ارتشفت منه القليل و عندما تأكدت الخادمة من أنها بخير قررت الذهاب و طلبت منها سلا الا تخبر احد لأنها لا تريد أن يشعر احد عليها بالخوف بدون سبب و اطاعتها الخادمة و ذهبت بهدوء و جلس نجم  بجانبها إلا أن تأكد و أجبرها علي شرب كاسه العصير بأكملها و أخذها من بين يدها و وضعها في الصينية مجددًا و نظر إليها : بقيتي احسن ...؟
سلا بابتسامه : الحمد لله احسن كثير شكرا يا نجم ..
نجم : يا ستي علي ايه أنتِ ذي أختي الصغيرة اه حتي لو أنتِ الكبيرة بـ سنتين بس أنا مبعترفش بفروق السن أساسًـا

سلا بابتسامه سعيدة : اكيد يشرفني إني يبقي عندي اخ عسل ذيك
حمحم نجم مداعبه و امسك ياقة قميصه بغرور مصطنع : طب بس عشان بتكسف بقي ﷲ

قهقهت سلا عاليــًا هو ضحك علي اصوات ضحكاتها العالية و اخذت أنفاسها بصعوبة من شده الضحك : أنت غير خالص
ضم نجم حاجبيه باستغراب : غير إزاي ؟
سلا بابتسامه : يعني مش ذي اخواتك كدا مختلف مميز عنهم بصراحه كل واحد فيكم مميز عن الثاني ماحدش فيكم شبه بعض بس أنت كوكتيل غريب كدا يعني لما لقيتني تعبانة فضلت جنبي لحد ما بقيت احسن و في نفس الوقت بتضحك أنت ازاي كدا

نجم  : اه فعلًا أنا مش شبه يم نهائي يم هادي عاقل بحسب الأمور من قبل ما يعملها رغم كدا صارم و جدي بس كل ده فيه حنان الدنيا فيه و انا بحبه جدًا و مستعد اعمل اي حاجه بس ميزعلش مني أنا اصلًا اتربيت في حضنه هو و فهد لما كنت ببقي تعبان بلاقي الإثنين جنبي و ماحدش فيهم بيهتم بمكانته أو شغله عشاني لدرجة إني مره تعبت و قعدت يومين نايم بفوق بس تايه لما صحيت لقيت الإثنين نايمين معايا فهد نايم علي الكنبة في اوضتي و يـم ماسك أيدي و قاعد علي الكرسي مستني افوق و ماحدش فيهم راح شغله أسبوع لحد ما طلعت من دور الحمي و بقيت أحسن و رفضوا أقعد في المستشفى
و  لما كنت أقع في مشكله مجرد ما بطلب من حد منهم بلاقي في ظهري أسود عمر ما حد فيهم اضايق أو اتكسف أنه عنده اخ صغير و هما رجاله بالعكس أنا بالنسبه ليهم ابنهم قبل اخوهم و دائما الإثنين بيقولوا ليا أنت أبن عمري مش اخويا... تعرفي ساعات كثير بحسد نفسي عليهم إحساس حلو لما تلاقي في ظهرك حد.. في عز تعبك تلاقي حضن تترمي فيه و يشيل عنك حملك.. و هما بالنسبة ليا كده

ابتسمت سلا بحزن عند سماعها كلام نجم : زياد كان بيقول كدا لما كان قريب مني بس بعد ما سافر اتغير

نجم بابتسامه و وضع يده علي كتفيها : يا ستي اعتبرينا احنا الثلاثة أخوات و أنتِ أكبر مني بسنتين و لا حاجه بس يــم و فهد ذي بنته دول لو كانوا متجوزين بدري كان معاهم قدنا في الطول

و ضحك هو غير واعي ماذا فعل حديثه بتلك المسكينة و بلعت ريقها بصعوبة : معاك حق ذي بنته ! علي العموم هروح اشوف اونكل زين ذي ما قولت ليا بس هو رجع أمتي

نجم : رجع من شويه لوحده و يم اختفي من ساعتها هي عيله كلها غريبه اصلًا أنا طلعت فالته كدا
أومأت سلا بهدوء مع ابتسامه مرتعشة و ساعدها نجم علي النهوض و ذهب كل منهم إلي وجهته بينما سلا ذهبت إلي غرفه المكتب

و وقفت أمام الغرفة و بـ ارجل مرتعشة هي  تشعر أن قلبها يكاد يخرج من مكانه بدون سبب...   تشعر أن هناك شئ ليس علي ما يرام اتي و اخذت نفس عميق و طرقت  عده طرقات متتاليه هادئة علي الباب و سمعت الأذن بـ الدلوف بصوت هادئ

و فتحت الباب بهدوء و دلفت إلي الداخل و التفت إلي الصوت زين الذي الي أن رآها التمعت عينيه  بسعادة غريبه و تحدث بصوت هادئ لم يخلو منه الدفيء : تعالي يا سلا ادخلي و اقفلي الباب وراكي

ابتسمت سلا بتوتر فعلت مثلمـًا طلب منها و  ذهبت في اتجاهه بخطوات هادئة
زين : اقعدي يا سلا ...
نظرت إليه سلا بتوتر و جذبت الكرسي المقابل إليه و جلست عليه و هي تفرك يديها بتوتر عقلها به الملايين من الأسئلة التي وردت في رأسها بينما هو ابتسم بهدوء و علم بماذا تفكر و قرر إخراجها من شرودها ذلك و تحدث بصوت حنون هادي أفاقت هي عليه و رفعت راسها و قابلت وجهه

زين : اكيد عايزه تعرفي أنا طلبتك ليه .

همت سلا بالحديث و لكنه قاطعها بإشارة من يده : اهدي و اسمعي كلامي للآخر و مش عايز تقطعيني لو كلامي مش عجبك في الاخر أنتِ ليكي حريه الاختيار و ماحدش يقدر يجبرك علي حاجه بس ساعتها أنتِ تتحملي مسئوليه اختيارك

بلعت ريقها بصعوبة و نظرت إلي بأعين  مرتعشة و هي تشعر أنها مثل الطفلة الصغيرة التي تحاسب
زين : ..........

يتبع

إلي اللقاء في الحلقة القادمة

انتظروني في الحلقة القادمة خلال ساعات

بلاش كلمه كملي أو اتاخرتي ليه او اي كلمه من دول اولا احنا في الحالتين هنكمل الرواية ثانيه اتأخرت ليه عشان حياتي الشخصية  مش معرض عشان كل شويه اقول سبب اني اتأخرت فيه المفروض ده يبقي معروف لو أتأخرت  لسبب و كملي ديه مش بتعمل معانا حاجه احنا عايزين توقعات الأحداث نتكلم في وجهات النظر بتاعت بعض لكن في الاخر نلاقي كلمة  كملي و بلاش تأخير و ليه مش كملتي بحر النسيان كأن الواحد شغال عندهم ده للبعض مش الكل أرجو أن احنا نحترم و نقدر بعض أكثر من كدا مش هقول ثاني أنا بكتب في الفصل بقالي يومين طويل اوي بس بعد كدا مش هكتب كل ده


جُ1 بحر النسيان   جُ2 قَيصر قَصرها حيث تعيش القصص. اكتشف الآن