الفصل (17)

25.3K 1.3K 192
                                    

« بحر النسيان »
     « سلسلة للحب شعائر خاصة» 
الفصل السابع عشر
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

في صباح اليوم التالي...
في غــرفـة التحقيق...

يجلس داخل الغرفة المغلقة و هو يمسك يديه الإثنين ببعضهم البعض بتوتر و يتصبب جبينه عرقًـا نفخ الهواء من صدره لكي يهدي من روعه قليلًا و يرد علي ذلك الضابط الذي لا يكف عن الاسئلة و بجانبه المحامي الذي أشار إليه بـ أعينه لكي يهدأ بدون أن يلاحظ أحد
بينما خارج الغرفة يجلس اللواء أحمد علي كرسيه و قد صمم علي حضور التحقيق بنفسه و يري عمليًا ماذا سوف يفعل الطوفان الذي يتحدث عنه الجميع و بجانبه اللواء عصام

عصام بهدوء : شايف منظره عامل إزاي ؟!.. توتره ده زياده عن الطبيعة... من رائيك اللي قتل هو ؟!

لم تنزاح أعين أحمد من علي حسن ليردف بهدوء : فعلًا توتره زيادة.. بس مش هو بس جزء من اللي حصل !!

ضم عصام جبينه بعدم فهم : قصدك ايه ؟؟
أحمد بابتسامة : لو اللي في دماغي صح... و فعلا " يــم الراوي " بيعمل اللي بفكر فيه يبقي اخترت صح المرة ديه... و القضية ديه هتبقي نقله ثانيه ليه... متأكد من ده بس لما اشوف اللي في بالي..

لم يكاد ينتهي من حديث وجد صوت حذاء يتردد مثل اللحن الموسيقي الهادئ يجعلك ترغب في معرفه مصدر صاحبه ليلتفت كلًا من
" عصام " و " أحمد " إلي مصدر الصوت
وجدوا " يــم " يدلف إلي غرفة التحقيق و التفت ببصره وجدهم جالسين ليقلب أعينه بـ ملل و هو يشير إلي الضابط بفتح الباب ليفعل مثلمًا أمره و دلف إلي الغرفة تحت أنظار الصدمة المنبعثة من
" عصام " من أسلوبه الفظ و المتعجرف مثله بينما ارتسمت ابتسامة هادئة علي شفتي " أحمد " دائمًا ما يؤكد إليه أنه أختار الشخص المناسب هذه المرة...لــ يلتفتوا إلي غرفة التحقيق و الفاصل بينهم ذلك الزجاج العازل..

___________________

في غرفه التحقيق...

دلف " يــم " بـ صوت حذائه الذي يسبب التوتر بسبب صوته المزعج بالنسبه للباقين لكنه بالنسبه إليه بداية  التحدي و الجحيم علي الجميع

عندما رآه حسن بتلك الهيئة تملكه الرعب بدون اراده
الضابط : نورتنا يا يـم باشا..

يم بابتسامه : شكرًا يا تامر.... بس تسمح اسأل الباشا كام سؤال لو مش هعطلك شغلك ؟!


نهض تامر من علي كرسيه يغمغم بترحيب : طبعًا طبعًا يا باشا اتفضل براحتك ده شغلك أنت..

ارتفع جانب فم يـم بسخرية و خلع جاكيته ملقي إياه علي الكرسي بـ إهمال و ثني أكمام قميصه.. لــ تظهر يديه الحاده و عروق يديه نافره بـ شكل مخيف.. لينظر بطرف أعينه مثل الصقر المتربص لـ فريسته إلي " حسن " وجده يبتلع لعابه بـ خوف و هذا ظاهر من تفاحه آدم التي انزلقت ثُـم عادت إلي موضعها لم يعطي إهتمام و اكمل ما يفعله لـ يفتح أزأر قميصه الأولي و جلس مكان تامر مثبت انظاره علي حسن لـ يستمع إلي ذلك الشخص القابع بجانب حسن يغمغم بجدية:-
- سعد الدين الهلالي محامي حسن بيه و أولاده اظن سمعت عني ؟!

يـم بنبرة رجولية حاده و لكن هادئة : و ماله منورنا... و ابتسم بسخرية ينظر إليه بازدراء: بس بصراحه و لا مره سمعت عنك بس اهو جات لينا الفرصة نتعرف و مين عالم..

لـ يختم حديثه و هو يلقي نظره ناريه علي حسن الذي ابتلع لعابه مرتبكًا

ارجع يـم ظهره للخلف و ارتسمت ابتسامه مستمتعة عندما رأي خوف حسن الزائد و قرر اللعب معه : نبدأ التحقيق

حسن : بصراحه مش عارف لازمته إيه التحقيق... إحنا اتحقق معايا أنا و أولادي أكتر من مره...و كل مره نفس الاسئلة شايف أن مافيش داعي للتحقيق ده و خصوصًا في الأوضة ديه...

نهض يـم من علي كرسيه و أمسك جاكيته و اخرج منها علبه سجائره الثمينة و أمسك واحدة وضعها بين شفتيه مشعلًا إياها بـ القداحة و لم يعطي لحديثه اهميه كأنه لم يسمعه من الأساس بينما حسن ينظر إليه بصدمه من أفعاله المختلة تلك من وجهه نظره

نفث يـم دخان سيجارته : معلش يا حسن بيه خليها عليك و بعدين ده إجراء روتيني و لا إيه يا متر ما تقوله أن لينا الحق نطلبه في أي وقت عايزينه
و ابتسم بسخرية : و بعدين ليه مثلًا متقولش أن احنا عايزين نشوفك و تشرفنا بمرورك الكريم ده علينا

و جلس علي كرسيه مجددًا و اخذ نفس عميق من سيجارته التي يمتصها بين شفتيه بهدوء
و نظر إلي حسن حرك رأسه بمعني حان وقت البدا

يم بنبرة مقصودة : بص يا حسن بيه أنا مش جاي عشان البسك التهمه و لا ليك و لا غيرك عايزك تعتبرها دردشه عاديه جدًا و كدا إحنا الإثنين نرتاح
المحامي سعد : كدا كويس جدًا
نظر إليه يـم بنظره ناريه : التحقيق بيني و بين حسن بيه و مش عايز تدخل من أي طرف غير عند اللزوم يا مافيش حد هيحضر..

نظر إليه سعد بغضب و قد اختنق الدماء في وجهه و هو يعلم ماذا يريد أن يفعل ذلك المدعي طوفان و يبدو أنه مثل لقبه
بينما يـم ابتسم بهدوء و لكن ابتسامه تحمل الكثير و الكثير من الهلاك له

يم : نبدأ بقي

و القي سيجارته ارضًا و دهس عليها بقدمه و رفع نظره تجاه حسن : حسن بيه أنت عمرك 55 سنه صح اتجوزت فيروزة  المنصوري من حوالي عشر سنين و ده فتره كبيره كانت العلاقه بينكم عامله إزاي طول الفترة الطويلة ديه و إزاي تقبل علي نفسك تتجوز مرات صاحبك اللي كان ذي أخوك

نظر حسن تجاه المحامي سعد الذي شجعه بنظراته علي التحدث و اخذ نفس عميق و تحدث نبرة مهزوزة نوعًا ما : أنا عملت شركه مع صاحبي شريف المنصوري و بدائنا فيها سوا و في فتره قليله فعلًا اسمنا كبر في السوق و كنا دائمًا مع بعض و في يوم جه قالي أنه كان متجوز واحده في السر و مخلف منها و ولد و بنت كبار

ارتفع حاجب يــم بسخرية : في السر!

حسن : أيوا في السر بس بعقد جواز و موثق في الشهر العقاري

يم بهدوء : امممم كمل ...

حسن : بس ماحدش كان يعرف بيها خصوصًا أنه كان متجوز واحده بس مخلفش منها عشان عندها عيب في الخلفة هو رفض يقول لحد علي الجواز منها بس للأسف عمه اللي هو جوز مراته لما عرف طلقه منها و خصوصًا أنها بنته الوحيدة و كمان كان عضو في مجلس الشعب يعني ليه اسمه

يم : اسمه إيه عضو مجلس الشعب ده ؟!

حسن تتنهد : خالد سليمان المنصوري و كان عضو سابق

يم : امممم كمل !!

حسن : بس و بعد ما أطلق منها أعلن أنه كان متجوز و عنده ولد و بنت و اتعرفت مراته فيروزة  المنصوري باسمه و بعدها بفتره مات في حادثه و هي كانت ست وحيده و رغم كدا جميله جدًا و غنيه و نزلت اشتغلت مكانه و أنا كنت معاها و قربنا من بعض و عرضت عليها الجواز و هي وافقت

يم ببرود : ليه ؟!

حسن بغضب : هو إيه اللي ليه ؟!

يم : تؤ تؤ تؤ ليه بس العصبية ده مجرد سؤال عادي جدًا يا حسن بيه بسالك ليه اتجوزتها هي بالذات و غمز بسخرية : لا هي احلوت في عيونك..
نهض حسن بغضب من علي كرسيه رفع صوته و قد طفح الكيل من أسلوبه : أنا مش اسمح ليك إنك...

قاطعه يـم بحده و ضرب بقبضته علي الطاولة و تحدث بصوت مثل الرعد : ده أنا اللي مش اسمح ليك ترفع صوتك في وجودي ده أنا أقطع لسانك و ارميه لكلاب الحراسة اللي برا أنت مش بتتكلم مع عيل ده أنا
" يــم الراوي " يعني اللي ذيك و أعلي منك بيعملوا ليا ألف حساب و الكل يجي عندي و يحط حدود لنفسه و شركاتك اللي فرحان بيها ديه بطلب صغير تبقي في الأرض بلاش تثير غضبي عليك عشان أنت و لا ابنك قد اللعب مع الطوفان أنا امحي أسمك و اسم ابنك من علي وش الأرض تحب تجرب و لا تقعد كدا و نتكلم بمنتهي الأدب و الاحترام الخيار عندك بس بعد كدا متلومش غير نفسك و أوعي تكون فاكر إني بقول تهديد من فراغ يبقي لسه متعرفش أنا تربيه مين هـــــا تحب تشوف

نظر إليه حسن بغضب احتقن وجهه بالدماء من شده الغضب و كور يديه بقبضه حديديه صوت تنفسه عالي

أما يم ينظر بابتسامه ساخرة شيطانيه و هو يعلم أنه اثار غضبه هذا ما يريده تمامًا يبدو أنه لم يعلم مع من سوف يتعامل و لكن حسنًا

جذب المحامي سعد يد حسن و جعله يجلس بجانبه هو ينظر إليه بطرف أعينه و يعلم كل العلم ماذا يحاول ذلك اليم أن يفعل بينما تامر يتابع الحديث و علامات الدهشة ترتسم علي وجهه الآن يشعر أنه بداخل ساحه لصراع الذئاب و السيد هو من يقدر علي الاستكمال للأخير


في غرفه التحقيق مجددًا

جذب يـم علبه سجائره مجددًا و اشغل واحده و وقف مكانه و لم يجلس أما حسن أبعد أنظاره عنه هو مازال في حاله الغضب من ذلك المتعجرف

نظر يـم إلي حسن بنظرات ناريه مشتعلة بالتحدي : سؤالي واضح اشمعنا هي..

حسن بغضب و التفت إليه : مرات صاحبي و عندها ولد و بنت صغيرين و كمان زياد ماكنش بـ الإدراك الكافي وقتها كان لسه شاب صغير و هي ست صغيره و حلوه و أنا كان مراتي ميته قولت انسب واحدة و اخد بالي منهم

أشار يـم بيده التي تحمل سيجارته بتهديد و غضب : أنت متأكد من الكلام اللي بتقوله ده ولد عنده في الوقت ده 16 سنه مش قد مسئوليه خليني ماشي معاك و نقول إنه فتره مراهقة و طائش بس لما صاحبك يتجوز من ورا مراته يقولك بعد 16 سنه و كمان عنده بنت حوالي 5 سنين و حد قالك أن أنت جاي تكلم عيل في حضانة قدامك ده علي أساس إنك ماكنتش شاهد علي الجواز

حسن بصراخ : لا ماكنتش شاهد علي الجواز و لا كنت أعرف أي حاجه عن مراته الثانية

يم بسخرية غاضبة : أومال قالك ليه بعد 16 سنه اشمعنا في الوقت ده بالذات إيه كان مكشوف عنه الحجاب و عارف أنه في الوقت ده هيموت

حسن : يمكن كان خايف من مراته تعرف

يم بسخرية : مش بقولك فاكرني عيل قدامك


و ضرب بقبضته علي الطاولة جعلها تهتز بعنف : هيعمل إيه بواحده مش بتخلف و كمان لو كان بيحبها كان رفض أنه يتجوز عليها و ملقتش غير مرات صاحبك تتجوزها آه أنا رجل و عارف متطلباتك كويس اوي كمان بس ملقتش غير مرات صاحبك و إيه لازمه الجواز عندك

المحامي سعد : يـم بيه الاسئلة ديه مالهاش أي داعي بالقضية و موكلي ميعرفش أي حاجه عن الاسئلة ديه.. ليه شريف بيه ﷲ يرحمه مقالش لحسن بيه ﷲ و اعلم لكن اتجوزها ليه اظن أنه رد علي سؤالك

يم بغضب و قد طفح الكيل من هذان الرجلان : أنا مش بيه و لا باشا أنا سياده المقدم مش شايفين قاعد علي مكتب طول النهار و مرتاح أو علي رجلي واحدة.. عشان تقولي يا بيه و أنا اللي اقرر إيه اللي ينفع أو لا و لو مش عجبك الكلام أطلع برا و كلامه علي بعضه مش داخل دماغي لما صاحب عمره اللي قال طول عمرهم مع بعض يتجوز واحد في الخفاء 16 سنه و كمان مخلف منها ولد و بنت و يجي مره واحده و يقوله و يطلق مراته الأولي اللي كانت بنت عضو مجلس الشعب ده كل ده محتاج رد و لما يروح يتجوز مرات صاحبه ده بقي اللي عايز اعرف لازمه الجواز إيه عنده

حسن بغضب : واحد و عايز يتجوز و أنت لسه قايل بنفسك متطلبات يعني لو كنت مكاني كنت عملت كدا

يــم بحده : لا مسمحش ليك بديه  أنا أبويا خلف رجاله مش شويه حيوانات تلف ورا الرغبات و أنا عمري ما أبقي مكانك و لا أسمح لنفسي أبقي ذيك فوق لنفسك

حسن بغضب : سياده المقدم..

يم بغضب : أنت معروف علاقاتك النسائية من بعد موت مراتك الأولي
رضوى وحتي و قبل موتها الكل كان عارف أنها حتي وهي عايشه كنت علي علاقات مع الستات و بتخونها و حتي لما اتجوزت فيروزة  المنصوري علاقاتك مع الستات مستمرة و بعد موتها كمان و لا تحب اجيب ليك سونيا رقاصة  كباريه  ***** اللي كنت معاها من ثلاث أيام بس بصراحه طلعت جبار ده اللي في سنك بيروح يعمل عمره و حج عشان يودع الحياه و أنت ما شاء ﷲ مستمر عرفت دلوقتي بقي ابنك طالع لمين هذا الشبل من ذاك الأسد فعلًا

ارتسمت معالم الصدمة علي وجه حسن و وضع يده علي وجه بينما المحامي نظر إلي حسن بنظرات ناريه

أمسك يـم سيجارته التي بين يديه يكمل شربها مطلقًا زفيرًا حادًا لـ يلتفت إلي حسن و
نفث السجائر ببرود : كدا يا حسن بيه في سبب أن فيروزة المنصوري تسحب منك التوكيل و تنقل كل فلوسها باسم بنتها الصغيرة سلا المنصوري هي هتأمن إزاي علي واحد كل يوم مع واحدة.. و ده اللي مطلوب..

_______________

في الإسكندرية

تداعب اشعه الشمس تلك الجميلة النائمة منظر مهلك للقلوب شعرها ملتف حول وجهها بشكل جذاب ترتدي أحدي المنامات البيتي المحتشمة ذات الاكمام الطويلة و سروال الي نهاية القدم مرسوم عليها رسمه كرتونيه مضحكه شكل طفولي جذاب و لكنها تلتف بعدم راحه تشعر أنها تختنق أحد يمسك رقبتها بأيده و الهواء لا يستطيع الوصول إلي رئتيها
ذلك الحلم المزعج يعود نعم مجددًا........ الوجوه مختفيه لا تستطيع رؤيه أي أحد هو فقط يعود إليها من جديد تلك الجملة تردد في عقلها الباطن

ده بحري أنا و بس ..... !!!!!!

و إلي هنا شهقت بفزع و هي تنهض من علي الفراش و وضعت يدها حول نحرها تأخذ  أنفاسها بصعوبة و تحاول تنظيمها... نظرت حولها وجدت أنها في غرفته
تنهدت براحه و وضعت يديها علي رأسها و هي تحاول تهدئه نفسها

لم تلك الجملة تترد دائمًا في عقلها... لمن ذلك الصوت الطفولي الذي يتحدث ؟! إذا كانت هي كيف ؟؟! هي لا تعلم أحد بهذا الإسم ؟! لماذا تختصه بها هي ؟! من يكون هو لكي تخصه بالملكية أنه ملكها ؟! في حلمها تشعر بالأمان في أحضانه نعم تشعر بالدفء والحنان و تلك القبلة التي تشعر بها علي وجنتيها تشعر بـ الملمس الناعم مثل رفرفه الفراشة و رائحته في أنفها و لكن عندما تستيقظ تتبخر

و بدون وعي منها وضعت يدها علي وجنتيها اليمني و هي تتحس وجهها و تنهدت بحزن

سلا بصوت خافت : لو فعلا أنت حقيقي أتمني أشوفك !!

و انزلت قدميها أرضًا و ارتدت الخف المنزلي و ذهبت في إتجاه المرحاض بخطوات بسيطة و بعد مده.. خرجت من المرحاض و هي ترتدي منشفه حول جسدها لأنها نست ملابسها في غرفه الملابس كما تركتها جنة  و لكن رغم ذلك شديده الجمال و السحر جسدها الشبه العاري أرجلها الطويلة البيضاء شعرها المبتل الذي يتساقط منه قطرات الماء علي جسدها لتلتمع علي جسدها مثل حبيبات الكريستال بشكل جذاب و هي لا زالت تفكر في أمر ذلك الحلم و حياتها تلك و أنها يجيب أن تذهب إلي منزلها لكي تأتي بأشيائها من هناك لا تقدر
حتي لا تمكث عاله علي أحد مهما كانت الظروف و ذهبت في إتجاه غرفه الملابس و لكن تملكتها الصدمة من النظام الذي بها كل شئ في مكانه الصحيح الملابس منظمه بطريقة لم تراها من قبل في غرفه رجل بالغ مثله

القمصان تدرج للألوان الفاتحة إلي الغامقة بترتيب مذهل و المعاطف الجلدية و الشتوية في مكان آخر مرتبه حسب طولهم و ألوانهم

الاحذية في خزانه أخري و لكن جميع الماركات العالمية موجوده

و جرت قدميها بدون وعي و أخدت تتفحص كل شئ في تلك الغرفة بشغف كبير و معجبه بهذا الشكل لم تري غرفه شاب من قبل بهذا الترتيب و النظام و عندما كانت تدلف إلي غرفه زياد كانت تشعر أن هناك إعصار في الغرفة و لكن هي لا تنكر انه مميز و له طله عند دلوفه نعم رأته مرتين أو اكثر و لكن كل مره تراه لا تستطيع رفع عيونها  في عيونه التي تشبه موج البحر العالي و تشعر بالتشوش و الغموض ملتف حوله دائمًا و رغم ذلك هي لا تخف منه بل تشعر بالرهبة منه فحسب لا تفهم ماذا يحدث إليها عندما تراه لا تنكر أنها رأت بعينيه شئ مميز بهم لا تستطيع تفسيره.. و ثم
اسمه الذي لم تسمعه في حياتها من قبل الا في عائله الراوي نعم تعترف أنه مميز و لكن رغم ذلك فظ و مغرور و وقح هي تكره تلك الصفات بشده و رغم ذلك تستغرب من حب إخوته إليه نعم جلست معهم فتره قصيره فحسب و لكن رأت مدي عشق نجم إليه و أنه مستعد لفعل أي شئ من أجله و رأت قلق فهد عليه بسبب اختفائه منذ فتره قصيره و جنة أيضًا التي كل دقيقه و الثانية تسأل عنه و لكن تشعر بـ الاستغراب من منى هي الوحيدة التي لم تأتي بسيرته أمامها و صامته بشأنه

كل تلك الأفكار في رأسها و لكنها ذهبت في إتجاه جزء العطور المخصص بالغرفة و لأول مره في حياتها تري كميه تلك الزجاجات و ابتسمت بسخرية يبدو أنها مثل ما توقعت مغرور و يحب التباهي

و لكن بدون اراده منها و الفضول مسيطر عليها رأت زجاجه غريبه لأول مره تراها في حياتها زرقاء بالكامل ذات شكل غريب و غطاء زجاجي شفاف تشبه موج البحر و امسكتها بهدوء و فتحت ذلك الغطاء و قربت الزجاجة من أنفها و اشتمت العطر و للصدمة نعم إنه هو تلك الرائحة التي تراودها في أحلامها و لكن كيف ذلك ؟! ماذا يحدث؟!

سمعت صوت في الخارج و نظرت إلي نفسها بصدمه و أفاقت علي أنها لا ترتدي شئ سوا المنشفة  و جذبت سريعًا الملابس التي توجد علي ذلك الكرسي في الغرفة الخاصة بها و هرولت سريعًا إلي المرحاض و ارتدت ملابسها و خرجت من المرحاض و لم تجد شئ بل وجدت أن ذلك الصوت إتي من الشرفة و اصطدم الباب بالهواء و ابتسمت بهدوء و ذهبت في اتجاه الشرفة و فتحتها لتدخل اشعه الشمس الساطعة و تنتشر في أرجاء الغرفة و ابتسمت ابتسامة تفاؤل و إذا بها تتجه نوح الخارج وجدت خزانه صغيرة مخفيه بجانب الشرفة لأول مره تراها و جذبت انتباها و فضولها الذي لا ينتهي
و ذهبت في اتجاه المقبض و فتحت الخزانة و لحسن الحظ لم تكن مقفولة و وجدت العديد من الملابس الشبابية المرتبة كالعادة و لكن رائحتها معطره و جميله يبدو أن أحد كان ينظف تلك الخزانة باستمرار و ذلك لأنه لا يوجد غبار في الخزانة مثل الخزائن التي يبدو أنها مغلقه منذ زمن و لم يكن بها شئ مثير للاهتمام بالنسبه اليها و لكن جذبها في الرف السفلي من الخزانة تلك الحقيبة الجلدية السوداء لتجلس أرضًا و جذبت تلك الحقيبة و فتحتها و وجدت جيتار

جيتار !!! ماذا يفعل به ؟! هل يكون إليه و ثم نظرت بصدمه للجيتار عند تلك النقطة : مستحيل طبعًا... ده يبقي بتاعه الجيتار... بس لا أكيد يعني هو مش ضابط موسيقي شرطه يعني و بعدين منظره ده ميدلش أنه بتاع الكلام ده

تنهدت بنفاذ صبر من تفكيرها به من عند استيقاظها كان ينقصها هو الآخر أصبح يشغل حيز كبير من تفكيرها و أصبحت مجنونه من شده تفكيرها به و لكن لا يجوز عليكي أن تنهضي يا سلا أنتِ مجرد ضيفه لفتره مؤقته و بعد ذلك سوف يذهب كل منكم إلي طريقه أنتِ بالنسبه إليه طفله لا تتأملي في شئ صعب الحصول عليه لا ينقصك يكفي ما بكِ من الألآم و الأقربين إليكِ قتلوكِ بدم بارد نصل حاد رشق في صدرك و ما زلتي تعانين منهم فماذا سوف يفعل الغريب نعم أنها تشعر بأمان لم تشعره مع أحد غير والدتها و لكن هذا لفتره محدودة يجب أن امني نفسي بشيء صعب الحصول عليه

أفاقت من تفكيرها و وضعت الجيتار في الحقيبة مجددًا و لكن وجدت في ركن الحقيبة دفتر كبير يبدو أنه مثل البوم الصور و ابتسمت بسعادة فهي تعشق تلك الذكريات التي توجد في الصور لأي شخص مهما كان
و مدت يديها مجددًا داخل الحقيبة و جذبت البوم الصور

و فتحت أول صفحة وجدت مكتوب بخط مزغرف جميل كأن هناك شيئين متداخلين سويًا لم تستطع قراءته

__________________

في غرفه التحقيق مجددًا

يجلس المحامي و أمامه يـم و هو يشرب سيجارته بشراهة تدل علي عصبيته  المفرطة محاولًا التحكم بنفسه و لكن هذه المرة ليس حسن بل أكرم الذي ينظر إلي يـم بنوع من أنواع الغضب

يـم : ها نبدأ بقي يا أكرم بيه..
اكرم و هو يتحدث من بين أسنانه : اتفضل سياده المقدم !!

يم نهض من علي كرسيه و القي سيجارته أرضًا و نظر إليه اكرم و الي كميه السجائر حوله بسخرية : مكنتش أعرف أنك بتشرب سجاير بالكمية ديه ؟؟

يــم بابتسامه لكن  نبره سخريه : امممم و متعرفش عني كتير برضوا بس أهو جات الفرصة نتعرف.. أكرم عندك 35 سنه متجوزتش لحد دلوقتي ليه ؟!

أكرم بانفعال قليلًا : اظن أن أنت نفس سني 30 تقريبًا تعرف ترد علي السؤال ده

يم : و ماله اصلًا مافيش داعي للغضب ده مجرد سؤال أنا مش اتجوزت يا سيدي عشان مافيش أي واحده تستاهل إني أبقي معاها تقدر تقول كدا لسه ملقتش اللي تستاهل تشيل اسمي و تبقي أم لأولادي بس أنت بقي معروف عنك علاقاتك الكثيرة ملقتش و لا واحده بتحبك
أكرم : اكيد لقيت بس المهم أنا عايز مين !!
يم : يا ترا مين تبقي سلا المنصوري !!
المحامي : يم باشا اظن ان مافيش داعي للسؤال ده
يم حرك يده بحركة ساخرة : إزاي بس يا متر ؟؟ ده هو ده محور الموضوع كله !

ثُـم نظر إلي أكرم بشده : واحد عنده 35 سنه كانت متجوز واحدة في السر ثلاث سنين بعد كدا طلقها و اختفت ده من غير سبب يعني !!! و كمان طلع اشاعه يوم الموافق

...../ ....../.... ٢٠ أن في علاقه بين اكرم التهامي و سلا المنصوري بس زياد المنصوري طلع و نفي الإشاعة و قال أن أخته اصلًا في فرنسا مش في مصر تقدر تقولي انك ماكنتش عارف ان الخبر ده نازل
أكرم بغضب : أنا كنت اعرف منين يعني حد قالك أن أنا صاحب جرائد مصر كلها
يم بسخرية : اه متعرفش و مش صاحب جرائد مصر يمكن أنا اللي رئيس تحرير مجله **** و كلمني قالي أن اتصورت في الخفاء مع ست و انا خارج من كباريه و كان الخبر حصري عندهم و مره واحده الخبر قبل ما ينزل يتشال بس الصحفية صاحبة  الخبر رفعت قضيه علي المجلة و خسرتها بس بعد ما فضحتني تصدق اني قليل الاصل برضوا

نظر إليه اكرم بصدمه و التف الي المحامي الذي تملكته الصدمة للمرة الثانية
أما يم ابتسم بجبروت و تحدث بنبرة ثقه و سند بـ ساعديه علي الطاولة الفاصلة بينهم

يم : اول حاجه جواز في السر
ثاني حاجه تطلع اشاعه عليك انك هتتجوز سلا المنصوري اللي في الوقت ده ماكنتش في السن القانوني لولا زياد المنصوري لحق الموضوع
ثالث حاجه : فضيحه مع راقصة  في كباريه و خارجين سوا

سيبك من كل اللي فات و ندخل في حاجه اهم مثلًا كنت فين لما حصلت الحادثة

أكرم : انت عرفت كل ده ازاي ؟؟
يم بابتسامه واسعه خبيثة : يعني مش بتنكر عجبتني  صريح !! بس انا الف مين يتمني يساعدني يا أكرم بيه اسال بس عني بس ! مش قولتلك شكلك انت و ابوك فاكرين بتكلموا عيل ميغركش صغر سني ده بالعكس ده انا الشيطان يقوم ليا و اقعد بداله !!! و بصراحه حبايبك كتير ماكنتش متخيل اني اول لما اكلم اي حد و اطلب المساعدة الاقيها بعد دقيقه واحده شكلك عامل الواجب مع الكل

و ابتسم بسخرية و غمز إليه بخبث و لكن المحامي و اكرم كأن علي رؤوسهم الطير
مما جعل يم يبتسم و قد وصل إلي غايته

يم بـ سماجه : ها مش هتقولي بقي كنت فين يوم الحادثة !

____________________

نظرت سلا الي الكلمة بــ استغراب و عقدت جبينها بعدم فهم و لكنها هزت كتفيها بيأس يبدو أن كل شئ خاص به غامض مثله
و قلبت الالبوم و يا للصدمة وجدت شابين غايه في الوسامة و لكن ملامحهم غير متشابهة فـ هناك واحد منهم ذو عيون خضراء ممزوجة بالأزرق أما الثاني عيون زرقاء خالصه مثل السماء و ملامحه تشبه هذا اليم و لكن هناك اختلاف كبير بينهم يبدو عندما كبر تغير شكله و لكن المضحك في الصورة أن ذلك الشاب يجلس فوق ظهر يم وهو يضحك و لكن يم يتضح من أعينه السعادة و الفرح والبسمة من القلب تري ذلك جيدًا أما الثاني يضع يده علي شعر يم و يده الأخرى تلتف حول عنقه و الإثنين يرتدون نفس القميص أنهم يم و ذلك الشخص سويًا

و ضحكت و هي تري شكلهم سويًا و نظرت إلي صوره أخري وجدت يم يغمض أعينه و يضع رأسه علي قدم نفس الشخص هو يلعب في شعره و يقبل رأسه لتنظر هي إلي تلك الصورة بعيون مغمضة متأثرة و ابتسمت بسعادة علي تلك الصورة

و وجدت صوره اخري يم يجلس و يضع الجيتار علي قدمه و يعزف عليه و بجانبه فهد التي عرفته علي الفور و لم يتغير شكله كثيرًا  و لكنها لا تعلم من هذا الشاب الذي يجلس بجانب يم و يسند رأسه علي كتفه براحه و للغريب يم ينظر إليه و يبتسم ابتسامة ساحره

عقدت حاجبيها بحيره من ذلك الشاب الذي يسمح إليه ذلك المتعجرف أن يفعل ذلك معه

و نقلت إلي صفحه أخري وجدت يم بجانبه نفس الشاب و باختلاف أن وجهه ملئ بالشكولاتة و يم يضحك و يرفع يده الملوثة بـ الشوكولاتة و عيونه تلمع ببريق السعادة

ضحكت عاليا من تلك الصورة يبدو أنه في الصغر شخص في غايه الروعة و لكن ماذا حدث له و اين ذلك الشاب الذي يجعل ذلك الطوفان يبتسم شعرت لأول مره بالفضول تجاه شخص

و قلبت الصفحة وجدت يم يجلس و بين أحضانه طفله لحظه!!!! ما هذا

تلك الطفلة أنا ....


في غرفه التحقيق مجددًا...

يجلس زياد بجانب المحامي يوم شاق وطويل و شارف علي الانتهاء و لكن ليس بتلك السهولة

مكان هادئ يسوده الصمت بين الإثنين وحرب النظرات التي قاطعها يــم

يم بهدوء عكس ما في داخله من إعصار  و لهب حارق عندما يري تلك الاعين الشبيه تمامًا إلي الشخص القريب إلي قلبه و تنهد و زفر بصوت عالي هو يحاول تهدئه ذلك الصغير الاحمق الذي ينبض عندما يراه بينما ابتسامه هادئة ترتسم علي وجه زياد و ينظر في أعينه مباشره تلك السماء الصافية و اتسعت ابتسامته بدون أراده منه بينما ارتفع حاجب يـم بسخرية : عارف إني أمور بس لدرجه إنك فاتح بوقك كده... كده ممكن اشك فيك..

ضحك زياد بدون اراده منه و تحدث يـم بغضب لم يقدر التحكم به و أمسك تلك الصور و جذب صوره واحده و كانت عباره عن اسورة شبابيه
يم بغضب : الحظاظه ديك بتاعتك ؟؟؟ جبتها منين !!
نظر زياد الي الصورة بابتسامه هادئة : ليه ؟؟ و بعدين اظن انه سؤال شخصي ميفرقش معاك
ضرب يــم بيده علي الطاولة و تقرب منه و امسك فكه بقبضه حديديه و تحدث بغضب و صوت عالي استغربه الجميع اولهم اللواء أحمد الذي ما زال يتابع التحقيق

يم بغضب و فحيح : الحرية الشخصيه ديه لو مش وصلت ليك انت بالذات جبتها منين ؟؟؟ ديه بالذات مافيش منهم غير اثنين وصلت ليك ديه اززززززاي مش المفروض تكون غير مع واحد بس !! لكن أنها توصل في الاحراز بتاع جريمة القتل و في المكتب ده اللي عايز اعرفه ديه بتاعتك و لا لا !!

زياد هو ينظر إليه بنظرات تحدي : ثاني حريه شخصيه و انت مش هتفرق معاك تعرف و ازاي مافيش منها غير اثنين يعني ؟؟!

يم بغضب و قد نسي هدوئه هو الآن في نار حارقه لهب ينهش في صدره سوف يجن إذا لم يعلم من اين اتي بها و تحدث بصوت مثل الرعد هز أرجاء المكان و صوت عالي و صرخ في وجه زياد : عشان ديه بتاعت اخــــــــويــــــــا !!!!!!!!

يتبع... 

إلي اللقاء في الحلقة القادمة

و دلوقتي اقدر اقول بحر النسيان بدأت

الرواية أحداثها طويلة و كتيرة و هتاخد فصول كتير عشان كدا انا بوضح من الاول عشان تكونوا عارفين مين معايا 🧐


جُ1 بحر النسيان   جُ2 قَيصر قَصرها حيث تعيش القصص. اكتشف الآن