مشهد اخر
#غشاء
#زينب_الموسوي
بغداد سنه ١٩٧٠
وسط حديقه بيت جدي شجره تكي مغروسه قبل ولادتي بعشرات السنين .. شجره جذعها بحجم برميل كبير .. وفروعها متشعبه منها القويه ومنها الواهيه
العب ويه ضرغام ابن خالتي .... ويدفعنا حب المغامره الممزوج بتحدي الخوف لتسلق اعلى الشجره .. مثل كل الاطفال
صعد ضرغام وتسلق واني اباوع عليه كل مايعلى احذره ( ضرغام الزم الاغصان قوي لاتوگع )
( مااوگع اني سبع )
مد ايده اليه ( تعالي ويايه لاتخافين ) رجعت خطوات للخلف وهو يشجعني ( لج تعالي كلش حلو من تصعدين والله )
( تلزمني اذا اصعد ومتعوفني )
( والله الزمج لاتخافين )
سلمت ايدي لايده الممدوده ..،
وتسلقت اول غصن .. وثاني غصن .. صرت اقرب عليه ..،وصعدت غصن اعلى واعلى
وزاد الخوف وحاصرني البجي
( ضرغام لاتتركني عفيه )
ضحك وهو يحاول يزيد خوفي
ترك اديه وصفگ ( شوفي اديه
ملازمه الشجره ) ارتبكت وبجيت ومسكت الشجره بحضن الجذع الاوسع من طوق أدييه ..واني اباوع على الگاع صارت بعيده عيوني زغللت .. واديه عرگت ...وصرخت بيه
( نزلني نزلني اريد انزل )
الغصن الحاملني اهتز وتمايل وصوت تكسره سمعته .. وهو سمعه .. وانملى وجهه خوف عليه .. وبسرعه تحرك يجذبني للغصن اقوى .. لكن الغصن انفصل عن الجدع اسرع ...
وگعت على غصن ثاني ورجليه مفتوحه .. وتحتي اغصان قصيره
خشنه اصبحت في ملابسي الداخليه واخترقت سروالي .. والدم لطخ فستاني ورجليه من الفخذين تچلغت ( تزلغت )
وكل الاسمعه صريخ ضرغام باعلى صوته ( فاطمممممممه )
وبكائي اعلى من صرخاته .. ومنظر الدم السايل من بين فخذيني .. ارعبني .. وگعت على الگاع من كثر خوفي .. صرت مدده على ظهري وضرغام يم راسي .. راسي ثگيل واحس بالم قوي .. عيوني اجتي على السمى شفتها بعيده ...وتدور بسرعه
واختفت صورة السمى وحل محلها صورة امي وخالتي
المشلوله تعابير وجوهن ... وعيونهن
تقذف حمم غضب عليه واديهن تلقفت ضرغام بالضرب على وجهه وتكسير اديه وصرختهن وحده ( شسويت يامعزى الله ياخذك .. ولك صخمت البنيه )
وهو يحلف ( والله ماسويت شي هي وگعت )
بصراخ وعيون تذرف دمع حملتني امي.. وخالتي خلفها تملخ بخدودها
بغرفه اتذكرها لحد الان كانت حاره .. وكاشيها بارد .. مددني بالقوه والضرب بالارض غير مهتمات بالالم الاحس بيه .. لزمت خالتي ايدي الاثنين وخلتهن ليفوگ راسي ..
واخذت بيبتي التسب بضرغام وامه وامي فتح رجليه بالقوه .. اصرخ وارجع اسد رجليها .. وترد عليه امي بضربه تخلي رجليه ترجف وتزمخ بيه وهي تحاول تخنگني ( وج لو ميته ولا جبتيلي العار .. شصعدج للشجره ياحماره .. وج نشگيتي بعد منو ياخذج ) دفعتها بيبي عني
وتوسلي مستمر بيهن ( بيبي عوفيني مابيه شي .. يوم مابيه شي والله )
على هالحال .. مدت بيبي اصبعها لسروالي واني بكل قوتي اقلص نفسي وهي بقوه اكبر تسحبني من رجليه عليها
لحد وجدت السروال ممزق وياه بقايا اغصان حاده دگت على خدها وهي تطلع خشب الغصن
وصاحت ( انفضحنا .، وتعزينا )
وسلمت سروالي الداخلي والدم عليه .. لامي الوگعت على الارض تبجي وشاركنها بالبجي
توحد صراخي وصراخ ضرغام بتلك الغرفه .. وكذلك الضرب على اجسادنا ..،
تكرر نفس التصرف بعياده دكتوره العصر .. ونفس الوجوه اللاطمه الباكيه حولي
.. عجزت الدكتوره وهي تحاول تخليني افتح رجليه ..
وضربتني على وجهي مرتين
وتركتني على السديه بعد مااديها عرگت وحجت لامي
( مااگدر افحصه هذي طفله واخاف تموت بالسكته القلبيه
من الخوف )
واجاها صوت امي الباكي
( والحل دكتوره على بختج )
رجعت لكرسيها واخذت ورقه كتبت بيها
( هذا تقرير مني .. وبيه التاريخ احتفظي بيه .. ومن تكبر خليه دليل للشخص لليتقدم للزواج منها )
ظلت امي تبجي وتتوسل والدكتوره تعاود محاولتها لفحصي وياها تعاود ضربي
لكن ماحسيت بالم الضرب .. تعودت عليه ..، صار من ضمن حياتي ..
انام واصحى على حجي امي وهي تضربني وتبجي ومن تهدأ تاخذني بحضنها واسمعها تدعي ( ربي استر عليه وعلى بنتي .. ربي تدري بيه مظلومه وصابره )
وتنزل راسها من الدعاء وتتوجه عليه
( فاطمه انتي انكسرتي .. مااريدج تحجين بالصار .. اسكتي ترى محد يصدك بيج وبيه ) وتدخل نوبة بكاء مستمره
سمعت وصيتها وسكتت عن الصار .. واني اجهل شنو الصار وشنو الانكسر بيه ...
كم مره تمنيت تفهمني .. وتگلي من شنو خايفه وليش خالتي خايفه وليش سكتن وهنه وحده توصي الثانيه .. اسكتي مو تگولين .. خليهم يكبرون ونحل السالفه
ماحجيت .. ويه احد انعزلت
لاصديقات .. لابنات الجيران
شطبت الناس من حياتي والتزمت بالصمت داخل البيت والمدرسه .. محد يسمع صوتي الا بكلمه حاضر
او من اسمع الدروس امام معلماتي ..
معنى كلمة لا للاعتراض على اي شي مو من حقي .. حقي الوحيد
هو اتنفس وبس وانظر بعيوني
ومناسبات الاهل .. امي تحذرني من ضرغام قبل يوم المناسبه
( ديري بالج من ضرغام حتى متباوعيه والله افگس عيونج ..)
ويمكن هو هم حذروه مني
صرنا ننهزم واحد من الثاني ..
وعيون امي تراقبني ...
والسكوت صار صفه تلازمني
خلصت الابتدائيه .. خجوله معزوله معقده ..
لو معلمه گالت (راح اطلعج برفعة العلم لان شاطره وعاقله )
اغيب من المدرسه وتوارى عن عيون الطالبات والمدرسات
كبرت وصلت للثالث متوسط ومن احاديث المراهقات ويايه عرفت
شنو الصار بالحديقه وليش انكسرت وشنو فقدت .. قريت بمجله النهضه السربتها بالسر من عين امي .. والي اشترتها اليه صديقتي .. قريت مقاله عن الغشاء ...
معلومات المقاله زادتني حيره
وقلق وخوف مره توصف الغشاء بالقوه .. ومره توصفه بالرقه
ووووو ... هواجس تتراكم بداخلي ولدت عندي
كره لنفسي وجسمي .. واقتنعت اني مو مثل البنات .. اني ماعندي دليل عفة وشرف .. اني ميحق اليه اكون عروس .. وانزف بفخر من بيت ابويه ..،،
تعايشت مع هالوضع ..
وبالاعداديه حاولت اكتشف بنفسي اذا كنت فقدت الغشاء
او لا
اخذت مرايه ودخلت الحمام ..
وكفت خايفه اتصور راح الكى حفره عميقه او بئر كبير .. اتصورت وخفت وو.. خانتني الشجاعه
وگعت المرايا من ايدي .. وصوت امي ديگ باب الحمام بقوه ( هاي شكو ) خلاني الملم الزجاج
واطلع من الحمام وكتمت دموعي عن امي واخواني ....
وداريت سنين طويله ...
ضرغام خلص اعداديه وابوه بمنصبه ونفوذه حصله بعثه دراسيه لبنان .. وحتى يهزمه من الحرب وميخدم عسكريه
من سمعت الخبر .. امي انهارت بالنحيب والبجي ..وماحتاجيت اسالها ليش ..
تبجي لان اتصورت ضرغام يكبر ويشيل عني ذنب اللعب البريء
دخلت الجامعه .. وكل جهدي حاولت اقاوم الدخول بصداقات مع زميلاتي .. لكن بنت اسمها سمر اقتحمت عزلتي
واصبحت صديقتي المقربه ...وباحاديث الصديقات حجتلي كل تفاصيل حياتها وعن علاقاتها مع ولد من اولاد جيرانها .. وطلعاتها السريه وياه
اما اني فكنت استمع فقط وماافكر مجرد التفكير احجيلها سري ... وامام كتماني .. منعت نفسي ان اذكر الحادث حتى ويه نفسي
وبالجامعه . حام حولي زميل اسمه .. اوس ... شاب متوسط الطول والبنيه .. ثري مدلل حسب كلام سمر التعرف اخبار طلاب الكليه واحد واحد
حاول ..واجهد نفسه حتى يلفت انتباهي .. وتعرف على بنات يعرفوني ...
و دز بنات عليه وهمه يحملون نفس الجمله
( اوس يريد يتعرف عليج )
وجوابي واحد
( اني مو مال تعارف .. بلغوه يتركني بحالي )
وبالسنه الثانيه استجاب وتركني لحالي ... واخر رساله وصلها اليه
( معقده وشايفه روحها )
مضت الايام واني حبيسة عار
شايلته .. اصد كل طلب تعارف او خطوبه .. من الكليه من الجيران .. من الاقارب
وماانكر تمنيت الزواج .. وحلمت بدله بيضه .. وشاب يكون زوج اليه .. واكون بيت واطفال واسره
وهالامنيات معلقه .. مركونه
ممنوعه .. بسبب غشاء
تكمله مايحصل مع فاطمه في قصتي الجديده
#في_الغرفه_التاسعه
زينب الموسوي