جُ1 بحر النسيان جُ2 قَيصر ق...

By NouranIbrahimshams

1.8M 85.4K 10.2K

الماضي هل يُمحى؟! سؤال يعرف إجابته الجميع فـليته كان يُمحى لما وصلنا إلى ما نحن عليه الآن كُلًا منا يريد... More

﴿مبدئيًا﴾
الفصل الأول | الجُزء الأول
الفصل الثان | الجُزء الأول
الفصل الثالث | الجُزء الأول
﴿الـفَـصـل الـرّابـع﴾
﴿الفَـصـل الـخَامـس﴾
﴿الـفَـصل الـسّـادس﴾
﴿الـفَـصل الـسّـابع﴾
﴿الـفـَصل الـثّـامن ﴾
﴿ الـفـصل الـتَـاسّع ﴾
﴿ الـفَـصل الـعـاشـّر ﴾
﴿الـفَـصـل الـحّـادي عـشـر ﴾
﴿الـفـصل الـثـانـي عـشـر ﴾
﴿ الـفـصل الـثـالـث عـشـر ﴾
الفصل (15)
الفصل ( 16)
الفصل (17)
الفصل ( 18)
الفصل (19)
الفصل (20)
الفصل(21)
«الفصل الثاني و العشرون»
« الفصل الثالث و العشرون»
«الفصل الرابع و العشرون»
«الفصل الخامس و العشرون»
«الفصل الخامس و العشرون 2»
«الفصل السادس و العشرون»
note
«الفصل السابع و العشرون»
«الفصل الثامن و العشرون»
«الفصل التاسع و العشرون»
الفصل الأخير- الجزء الأول
«افتتاحية الجزء الثاني»
«إقتباس»
الفصل الأول | الجُزء الثاني
«الجزء الثاني /الفصل الثاني»
«الجزء الثاني /الفصل الثالث»
«الجزء التاني / الفصل الرابع»
«الجزء الثاني / الفصل الخامس»
note
«الجزء الثاني /الفصل السادس»
«الجزء الثاني / الفصل السابع»
«الجزء الثاني / الفصل الثامن»
«الجزء الثاني /الفصل التاسع 1»
«الجزء الثاني / الفصل التاسع 2»
« الجزء الثاني / الفصل العاشر»
«الجزء الثاني / الفصل الحادي عشر»
A special apology.
note
«الجزء الثاني / الفصل الثاني عشر»
« الجزء الثاني / الفصل الثالث عشر»
note
note
note
« الجزء الثاني /الفصل الرابع عشر»
«الجزء الثاني / الفصل الخامس عشر»
Important information
«الجزء الثاني / الفصل الخامس عشر 2»
« الجزء الثاني /الفصل السادس عشر»
« الجزء الثاني / الفصل السابع عشر»
الفصل الثامن عشر
إقتباس من جملة واحدة
الكل يجمع هنا
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الواحد و العشرون
« الفصل الثاني و العشرون»
تنوية
« الفصل الثالث و العشرون»
الفصل الرابع و العشرون
تنوية
الفصل الخامس و العشرون
إقتباس
الفصل (25) قـ (2)
الفصل (26)
الفصل ( 27)
إستطلاع رأي
« الفصل الأخير / الجزء الثاني»
« الجزء الثاني / الفصل الأخير 2»
تنوية
سؤال

الفصل 28

21K 972 112
By NouranIbrahimshams

بِاسْمِكَ رَبِّي وَضَعْتُ جَنْبِي، وَبِكَ أَرْفَعُهُ، فَإِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَارْحَمْهَا، وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا، بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ....

« قيصر قصرها الجزء الثاني»
                 « سلسلة للحب شعائر خاصة»
الفصل الثامن و العشرون و ما قبل الأخير

نزلت من علي درجات السلم و هي تمسك الترابزون الذهبي.. تتطلع للمكان حولها بأعين متفحصة.. لتوها استيقظت من تلك الغيبوبة بعد بكاء دائم طوال الليل.. تصدم أن الساعة أصبحت السابعة مساءً.. اخرجت طرف لسانها تبلل شفتيها تناجي بأسمه بصوت هادئ:-
- محمد.. يا محمد..

زفرت مرتعدة خوفًا من عدم وجود أحد معها فهي تكره الوحده و تمقتها.. وقفت في منتصف البهو و لا تعلم إلي أين تذهب لأول مرة في حياتها تأتي إلي منزله في مصر.. فـ أيام زواجهم كان يعيش معها في أمريكا و لم تأتي لمصر سوي لمرة واحدة فقط و استقبلها صديقة في منزله و لم يكن سوي زين.. لحظة غير محسوبة جعلت أعينها تسقط علي تلك الصورة التي تتوسط جدار الحائط.. لبرهه ظنت أنها مادي.. إلي أن أدركت أنها لم تكن سوي لوالدتها « چنا » تشبها كثيرًا تلك الأعين الخضراء الناعسة.. و الشعر الاشقر باختلاف شعر مادي البني و تلك الابتسامة البريئة التي تذهب بالعقول.. لأول مرة في حياتها كانت تراها و لم تنكر أنها بالفعل جميلة.. شقت إبتسامة مريرة علي شفتيها فور أن رأت محمد يعانقها من الخلف مقبلًا وجنتيها أما أعينها تدل علي سعادتها..و هي تمسد علي معدتها المنتفخة يبدو أنهم اخذوا تلك الصورة اثناء حملها.. رغبة ملحة في البكاءٍ أنتابتها طالما أحبته بكل جوارها.. تمنت أن يعطيها نصف الحب التي كان يحبه لزوجته.. أو عندما تأتي سيرتها لا يتوقف عن مدحها مثلها.. جعلها تتمني أن لو كانت هي التي تحت الأرض مكانها علي أقل ستبقي سيرتها معه و ذكراها في قلبه.. مسحت تلك الدمعة التي فرت منها سريعًا فور أن استمعت لصوته الهادئ يهتف:-
- چنا..

أومأت سريعًا تهتف بنبرة جاهدت في جعلها متزنه كي لا تظهر غصتها تهتف:-
- شبه مادي.. شكلك كنت بتحبها أوي عشان تبقي شبها كده

لاحظ أعينها المخبئه عنه و لم يريد الضعط عليها يعلم ما بها.. و مدي تعلقها بروبين أراد أن يخفف الضغط قليلًا و أردف بنبرة عابثة:-
- طب ما روبين شبهك.. ما يدلش إني حبيتك برضو

توسعت حدقتيها الذابلة و التي حاوطتها تلك الدائراين السوداء مثل أثر البكاء تلوي فمها بسخرية تعقد ساعديها أمام صدرها تهتف:-
- عارف يا محمد.. لو السما انطبقت علي الأرض مش هصدق.. أنت محبتش غير واحدة و هي مامت مادي الله يرحمها أما أنا للأسف جيت ليك في وقت احتياج مش أكثر كل واحد فينا كان محتاج للثاني.. كنت محتاج حد يعوضك مكان چنا و أنا كنت عايزة انسي سليم بس مش أكتر

احتدت أعينه بغضب كالجمرات عقب ما ذكرت اسمه يهتف بنبرة محذرة:-
- مش ملاحظة أنك لسه فكراه.

هتفت بتهكم:-
- أكيد فكراه في يوم من الأيام كان جوزي ذيك بالظبط و عشت معاه و لولا والدته ماكنتش سبته حقيقي عشان سليم ميتعوضش.. علي العموم فين مادي أنا عايزها

نظر لها بطرف عينيه بالكاد يمنع نفسه عن جذب رأسها في أقرب حائط يصيبها بفقدان ذاكرة لنسيان ذلك المدعو سليم.. تلك المرأه خطر علي اعصابه أصبحت كل يوم تكبر به تزاد جمالًا و جاذبية و لا يعلم لما للان طلبت الطلاق و اصرت عليه ليتمتم بصوت منفعل:-
- في فرح فهد..

توسعت حدقتيها مضطربة تهتف بصوت عالٍ من هول الصدمة:-
- نعم.. أنت عايز تفهمني إني نمت في البيت و أنت و أنا لوحدنا.. أنت بتهزر

رفعت حاجبه الأيسر محتدًا يهتف بانفعالٍ:-
- أنتِ هبلة يا سالي.. أنتِ مراتي

اشهرت سبابتها في وجهه تهتف بصوت حاد:-
- لا عندك يا دكتور.. أنت طليقي لا أكتر و لا أقل..

رفع كفه يصدمها في الحائط لتتاوه بألم و هي تمسك رأسها.. بين يديها ترمقة بأعين ضيقة منفعلة.. تحولت في أقل من ثانية إلي حرج و هي تكاد تلتصق بالحائط من القرب الحاد بينهما تهتف بنبرة محذرة:-
- التزم بحدودك معايا.. و أبعد شوية كده واخد كل الاكسجين هتخنق كده

وضع كفه علي الحائط يرفع حاجبه الأيسر بتهكم واضح و الشرار يندلع من مقلتيه:-
- امممممم التزم حدودك.. بزمتك مش مكسوفه من نفسك و أنتِ بتقولي كده.. علي أساس مشوفتش كل ده زمان.

أصفر وجهها حرجــًا و حمرة قانية زحفت وجنتيها تضع كفيها علي صدره تهمس:-
- محمد لو سمحت أبعد أنا مش مرتاحة كده

مسك كفها ينزله بهدوء واضعًا الكف الآخر علي وجنتيها يهمس:-
- و لا أنا مرتاح و ﷲ.

بلعت لعابها متوترة من صوته الهامس الذي يتلاعب علي وتر قلبها.. تقسم أنها لم تتعلم أصول الحب سوي علي يده.. طُلقت صغيرة في ريعان شبابها حيثما هو كانت معه مادي
و منذ أن وقعت أعينها علي مقلتيه المنكسرة حزنـًا جذبها منذ الوهلة الأولي.. تحدت والدها و الجميع لتتزوجه رغم رفضه كي لا تعاني ابنته من جديد خاصتًا مع علمه بحبه لزوجته و لكن تبًا لاحكام القلب التي تجبر الإنسان علي اتخاذ قرار بدون حسبان نتائج المستقبل..
التحمت أعينهم سويًا.. في حديث طويل بين عتاب.. اشتياق.. حزن.. الأهم الحب
ليتوقف العالم حولها عندما استمعت لصوته الهادئ يتحدث:-
- تعالي نرجع لبعض يا سالي.. خلينا ننسي كل اللي فات و نبدأ من جديد أنتِ اللي سبتيني و صممتي علي الطلاق و دلوقتي راجع و بقولك نرجع لبعض.

خانتها عبراتها تهمس بصوت متألم:-
- مينفعش.. مينفعش اخون ثقة بنتي فيا عشانك أنت أناني عاقبتها عشان ترد ليا طلبي من بالطلاق و إني لجأت لبابا.

صاح منفعلًا من اتهامها الباطل له:-
- أنا عمري ما عاقبتها.. دائمًا كنت بدور ليها علي الأفضل.. و حياتها معاكِ كانت وقتها هتبقي أحسن من معايا

ضربته في صدره تصيح بغضب باكي:-
- متقولش مبررات كدابه يا محمد.. أنا عرضت عليك من اول لما البنت بدأت تفهم و تطلبك إني اخدها و أنزل بيها مصر و تعيش معاك حتي لو هضطر اضحي بشغلي و حياتي عشانها.. لكن أنت رفضت.. عرضت عليك كل سنه تيجي ليها و لو أسبوع الاجازات بتاعت مادي رفضت حتي تيجي و تشوفها كأنها مش بنتك كل ده بس عشان هي مني مش بنت ست هانم چنا.. عشان لو كانت بنتها ماكنتش عمرك عملت كده فيها أبدًا.. و الدليل أنك معاك مادي لكن روبين تتحرق روبين أنا بنتي بسببك بقت معقدة و عندها عقدة نقص بسببك أنت بقت تكره أختها.. و أنها بتخاف تروح أي تجمع عشان ماحدش يعايرها.. اتقالها أنها بنت زنا و علاقة غير شرعية عشان البيه لما بيطلب مش بيجي فاتقال أنه مش معترف بيها.. و دلوقتي بكل بساطة تقولي ننسي اللي فات ده أنا لو موت يا محمد مش هرجعلك.. كنت بحبك آه بس حب بنتي بالدنيا كلها. أنت محستس بربع الوجع اللي حسيته لما بشوفها بتوملني علي اختياري الغلط و أنها حتى بقت تكره تقعد معايا بسببك أنا بنتي داقت اليتم و أبوها و امها عايشين فاهم يعني إيه.. مستوعب ده انا جبار يا أخي إيه ده موحشتكش.. متمنتش تشوفها خالص بقي عمرها خمستاشر سنه و أنت متعرفش شكلها.. جبت منين قسوة القلب ديه منين...

جذبها لاحضانه عنوه مرتبـًا علي خصلات شعرها.. تناسب دموعه من مقلتيه المـًا يجدها تهبش في كتفيه تصيح باكية كارهة:-
- أبعد عني أنت دمرتها و مش هسامحك طول ما أنا عايشه.. ياريتني كنت سمعت كلام بابا.. أبعد و ﷲ بكرهك بكرهك من قلبي

أطلق زفير قوي من رئتيه يعلن غبائه و حظه العثر ليصيح فيها باكيـًا يجذب رأسها بين كفيه يتمتم بصوت هادر:-
- افهمي بقي يا غبية.. أنا مبعتش من غير سبب أبوكِ السبب كان هيموت مادي لو معلمتش كده..

تنحنحت مجيبة بخفوت صادم:-
- أنت.. أنت بتقول إيه

■■■■■

جذب كف يديها يجرها خلفه متجاهل أنظار الناس التي تاكلهم و الفضول متسرب من اعينهم.. زفرت على مهل تبتلع لعابها متوترة قلقة مضطربة من ما هو قادم.. لأول مرة تدعم قرار أبيها في أن يبتعد عنها لأنها لو بقت أمامه بمفردهم دقيقة أخري أقل شئ أنه سيلقيها من الدور العشرون حيث يقبع الجناح الخاص بالفتيات.. تحاول أن لا تجاريه في الحركة.. تثبت قدميها في الأرض و لكن بدون جدوي تبدو مثل العصفور في مواجهة الصقر و عليها الآن المواجهة و لا خيار آخر لديها.. لا تعلم متي أو كيف وصلت إلي الجناح حيثما افاقت من صراعها النفسي الخائف منه
عندما استمعت إلي صوت صفع الباب.. لدرجة أنها شعرت أن تلك الضربة كانت موجهة إلي قلبها الذي هوى إلى قدميها
تراجعت للخلف تبلع ماء حلقها تشهر بسابتها في وجهه تقول بنص عين مرتعدة من نظراته المسلطة عليها:-
- أنا ماليش دعوة باللي حصل... قبل ما تزعق بس هو اللي قليل الأدب..

رمقها بنظرة غاضبة تعلم ما يليها عن ظهر قلب لتنكمش في نفسها مثل القطة المُبتله عندما تسقط في دلو ماء بارد تقبض علي كفها تغرز اظافرها بكفها.. توقف نظرة عند اظافرها يراقب طولهم المتساوي و نضارتهم يبدو أنها تعتني بهم جيدًا و لكن ما يلوح على عقله لما تحب النساء تقليم الاظافر إلى تلك الدرجة.. زفر خانقًا يفيق من افكاره المختلة تلك.. وصل به الحال إلي أن يتفحص أقل شيء بها حتي اظافرها!!!

ليدس يده اليمني في جيب بنطاله يتقدم منها بخطوات هادئة كـ إنذار المنارة بعد أن تصطدم سفينة في الحاجز الحجري.. لتتراجع مع تقدمه الخطوة منه بعشرة منها إلي أن اصطدمت في
الطاولة الخشبية الصغيرة المزينة ركنة الجناح.. و علي حين غرة رفعت رأسها لتصطدم في مقلتيه.. اسندت مرفقيها على الطاولة تهتز شفتيها متوترة تحاول أن تخرج الأحرف من شفتيها لتسمعه يهمس بصوت أجش رخيم:-
- أنتِ إيه حكايتك معايا في المناسبات..

اخرجت طرف لسانها تلعق شفتيها متوترة ترسم إبتسامة مرتعشة عليهما تردف بتلعثم:-
- أنا.. و الله ما بعمل حاجة.. أنت اللي..

قاطعها عندما وضع كفه علي شفتيها يهمس بنفاذ صبر:-
- هشششش

ازدادت من انقباض يديها علي الطاولة..تنظر له بمقلتيها تنتظر رده على ما حدث بالاسفل و وجدت أن المماطلة معه بدون فائدة.. تعلم أنه لم يرفع يده عليها مهما حدث و أن أخلاقه لا تسمح له بفعل بذلك... و هي أيضًا كشخصية مستقلة ترفض تعنيف الجسد.. فهي ليست أنثي من هجين من الحيوانات كي يقلل من كرامتها أو أتت بكرامتها من علبة حلويات كي تسامحه من مجرد اعتذار..!!

و لكنها لا تنكر أن أفعاله ليست متوقعة دائمـًا ما كان يفعل عكس توقعاتها.. لتجده يميل عليها حتى أصبحت تتنفس هواءه.. اتسعت حدقتيها لا تستوعب ماذا سوف يفعل من اقترابه المهلك حيث صور لها عقلها أنه علي وشك تقبيلها!! شعور غامر باحساس دافئ يتسرب إليها جاعلًا إياها تطاوعه فيما يفعل مثل صلصال الذهب تاركة لصانعه تشكيله كما يريد.. قيصر هو متربع علي عرش قصرها.. ليس كل حاكم يكون حاكم بلد فحكم القلب أصعب مئة مرة من البلاد.. و لكل قلب شعائر خاصة في حبه.. تركت لقلبها العنان جاعلاه نفسها بلدته التي يحكمها ليكون هو حاكمها... شيء معقد للغير علاقتهم مثل شفرات حجر رشيد اغمضت عينيها مستسلمة للاحساس التي تشعر به الآن..

ثانية... اثنتان... ثلاثة تنتظر حدوث شيء قبل أن تجده يهمس بصوتٍ خبيثٍ هادئ بالقرب من أذنها:-
- أنتِ مغمضة عينك ليه!!

توسعت أعينها بصدمة.. تشعر أن احلامها سقطت أمام أعينها حتي ترى شَظاياه.. و حمرة قانية غزت وجنتيها ترمقة بدمعها الغاضب.. ذلك الخبيث يتلاعب على وتر انوثتها بجدارة لتجده يرفع بين يديه علبة بيضاء شفافة ذات غطاء أزرق أمامه وجهها يتمتم ببراءة:-
- كنت بجيب علبة مزيل المكياچ من وراكِ..

عضت شفتيها بخجل من أفكارها المنحرفة... فمنذ أن عرفته و أصبحت أفكارها تتجه للجهه الخطأ لتسمعه يتحدث بالقرب من شفتيها.. حتي تتلاحم انفاسهم معًا:-
- دماغك بقت تحدف في منطقة غلط خالص..

في تلك اللحظة تمنت أنها لو لم تكن تولد من الأساس..و بجهد فوق حملها رفعت كفها تضع على صدره تشيح بوجهها عنه:-
- أبعد.. و خليني أمشي..

هم بالحديث.. و لكن فجأة و بدون مقدمات استمعت إلي صوت صياح من خلفهم مما جعل سلا تنتفض من الفزع..
تتمسك بظهر يـم الذي أصبح موجه لها
و الآخري تضعها علي نحرها ترى صاحب الصوت و الذي لم يكن سوى والدها.. الذي هدر فيهما بغضب:-
- إنتوا بتعملوا إيه هنا سوى كده..

همت بالدفاع عنهما و توضح أنهما لم يفعلًا شيء معًا لتجد يـم يقترب من والدها بعد أن وضع علبه الكريم في كفها مقتربـًا من الباب.. يتمتم بتلقائية مستفزة:-
- بنتك قالتي هات بوسة شوفها بقى.. و أنا عمال أقولها أبوكِ و بتاع تقولي ملكش دعوة بيه

شهقة عنيفة حركت من شفاهها ليلتفت كلاهما عليها يجدونها تحرك رأسها نافية بعنف كأنها ترفض ما يقول تردف بنبرة شبه باكية:-
- أنا..

نظر له يـم يشير إليها و هو يذهب للخارج يغمغم بلا مبالاة:-
-شوفت أهو قالت أنا أزاي لا مكنش العشم معرفتش اربي يا أمان...

أغلق الباب خلفه تليها ضحكاته التي ملأت المكان

■■■■■

في فرح فـهـد & جـنـة..

أقترب نيروز من ليلا بخطوات واثقة عندما وجدها برفقة صديقاتها.. ليجذبها بدون آذن يتمتم بفجاجة:-
- تعالي أرقصي معايا..

حاولت التملص من بين يديه تتمتم رافضة:-
- أبعد.. مش عايز ارقص معاك

جذبها من يديها يصدمها في صدره يتمتم بلا مبالاه:-
- مش مهم المهم أنا عايز و اعملي حسابك كل ما تقولي لأ هعند معاكي و شوفي قرار مين اللي في الآخر هيمشي

نفخت وجنتيها بطفولية تشهر سبابتها في وجهه:-
- اللي بتعمله ده مش هسكت عليه كتير علي فكرة و إنك تمسكني كده وسط أصحابي مش مقبول... طول عمري مبحبش الغلط و فضلت محافظة على سمعتي بعد موت أهلي و مش مستعدة اخسر ده.. عايزهم يقولوا عليا إيه

قبل اصبعها الموضوع أمامه وجهه يتمتم بخفوت يجدحها بنظرة وقحة من قدميها لرأسها:-
- هيقولوا خطيبها بيحبها

توسعت أعينها بدهشة تتمتم بغل من تحكمه الذي ليس لها أي أساس:-
- خطيبة مين يا أبو خطيب أنت....
أنت مجنون ده أنت لو آخر رجل في الدنيا مش هوافق و طلبك مرفوض شكلًا و موضوعـًا قال خطيبها

رد بنوعٍ من الثقة:-
- براحتك بس اعملي حسابك لو مش أنا مش هتشوفي جنس رجالة ثاني يا ليلا

كبت دموعها الغاضبة التي تلح بالنزول تهتف بتعب:-
- أنت بلوة و بليت نفسها بيها أقسم بالله.. أنت عايز مني إيه ما فيه أحلى مني ميت مره و كنت دائما بتقولي يا مي و إني مش نوعك دلوقتي احلويت

رد عليها بأعين تفيض حبـًا:-
- تؤ.. أنتِ حلوة من زمان بس أنا اللي كنت أعمى

ليزيح تلك الدمعة التي فرت منها يهتف بصدقٍ:-
- ليلا و ﷲ بحبك ليه مش عايزة تصدقي!!

ابتلعت لعابها مرتبكة تحاول أن لا تظهر آثر تلك الكلمة علي قلبها الذي يقرع مثل الطبول مردفة:-
- نيروز.. ممكن تسبلي وقت أفكر لو سمحت و طول الفتره ديه لحد ما اوافق أو أرفض سبني لوحدي

انصاع لطلبها يهتف بتعب من راسها الصلبه:-
- ماشي.. ممكن بقي تتفضلي ترقصي معايا و اعملي حسابك مش هقبل بالرفض

قلبت أعينها بيأس تمسك بيده تذهب معه إلى حلبه الرقص و قلبها يكاد يرقص طربا فاخيرًا وجدت من يهتم بها.. من غير سبب لا مال لا صراع لا و لا لكل شيء..

هناك مقولة صحيحة مئة بالمئة كانت تقول محاولة التفاهم مع الأنثي يشبه تقليبك لأوراق جريدة وسط العاصفة فقط احتصنها و سوف تهدأ
فصدق ويليام شكسبير..

■■■■■

تجلس علي الطاولة بجانب زين تغمز شوكتها في قطعة المقبلات تدسها في فمها تلوك طعامها بهدوء... ثوانٍ قبل أن تجده يجلس بجانبها يهتف مرحًا:-
- مادية قلبي..

قلبت أعينه بملل تضغط علي الشوكة بين اصابعها لا تفهم من ما يتركب ذلك الكائن.. كل دقيقة بحال مثل انقلاب قنوات التلفاز تزفر مختنقة
لتجده يهتف بنبرة عابثة:-
- عقبالنا يا روحي..

هتفت بنفاذ صبر:-
- ﷲ ياخد روحك يا أخي.. يا أبني أنت مجنون كل دقيقة بحال أبعد عني لوجه ﷲ و اعتقني خلاص كفرتني في أسبوعين ظهرت فيهم يا أخي

سبل أعينه ببراءة يمسك كفها الممسك بالشوكة.. يقبله باختطاف:-
- أهون عليكِ.. و أنا قلبي بينزف كده و واجعني..

بصعوبة منعت " منى " تلك الضحكة التي كادت أن تفلت منها.. تضع يديها علي فكها تحاول استرداد انفاسها بينما رفع زين كوب العصير يرتشف منه يتابع ما يحدث ياسا من ابنه الذي لا يحترم تواجده من الأساس..
لتهتف مادي بغيظ:-
- استاصله يا حبيبي.. و ريح نفسك و ريحني..

استند علي مرفقة يهتف بحمالية مضحكة:-
- أنتِ قولتي يا حبيبي..

ضغطت علي شفتيها.. تكبت تلك البسمة التي كادت أن تفلت منها تنظر له بطرف عينيها تحاول رسم الجدية و لكن كيف تصمد أمام تلك النظرة الناعسة من اعينه الخضراء المميزة... فلتت ضحكة صغيرة تمسح وجهها بكفها تستند علي اليد الآخري تهتف يأسة:-
- أنت عايز إيه؟!

وضع يديه علي لحيته يصطنع التفكير يغمز لها بعبث بطرف عينيه اليسري يتمتم:-
- أنتِ و نظرك يعني واحد حساس ذي.. مشاعره جياشه المفروض تخلي عندك دم و ترقصي معايا..

رمقته بطرف عينيها تمسك الشوكة تغمسها في طبق المقبلات.. تضعها في فمها تتحدث بثغر ملتوي:-
- حرام.. دمعتي هتغرق الأرض من انفعالات مشاعري تصدق.. قوم يا ابني ﷲ يكرمك و حل عني روح يا حبيب حياتك جبها من باريس ترقص معاك .

- أيوا ما هي لو كانت هنا مكنتش اتحوجت لامثالك.. عارفة يا مادية أهو أنت من النوع اللي لو دخلت عليكِ ببوكية ورد مش بعيد تحدفيه في وشي اخرك دكرين بط... و تفرحي و ﷲ

ضحك زين عنوة و لم يستطع الصمود أكثر من ذلك لترمقه منى بتحذير كي لا يجرح مشاعر مادي و في تلك اللحظة رغبت مادي دس الشوكة في عنقه ترمقة بأعين يندلع منها الشرار.. ليقطع الجلسة صوت فتاة تقترب منهم مرتدية فستان أسود عاري الكتفين.. بالكاد يصل إلي ركبتيها.. خصلات شعرها منسابه علي ظهرها برقة تذيب القلوب.. و أعينها البنية الناعسة.. في نفس وقت جلوس نيروز بجانب يامن و ليلا توسطت المقعد بين مادي و زين ليجدوا الفتاة تهمس بصوت عاذب:-
- هاي يا اونكل إزيك..

رفع زين مقلتيه يتمتم مبتسمًا:-
- سوار إزيك يا حبيبتي عاملة إيه..

ارجعت الفتاة خصلة شعرها للخلف بشكل راقي تهمس بنفس النبرة:-
- أنا تمام.. مبروك لفهد

رد عليها زين بلباقة:-
- ﷲ يبارك فيكِ عقبالك..

تحدث يامن بصوت هادئ يهتف بنبرة عابثة و هو يرمق مادي بازدراء :-
- و ﷲ الحج ده بيفهم.. عقبالنا يا رب... أهو ديه الستات اللي تفتح النفس.

وكزه نيروز بعتاب بالكاد يكبت ضحكته:-
- اتلم ﷲ يحرقك.. بتقول إيه ديه البنت في ثانية ثانوي عيلة و أبوها عضو مجلس شعب

هم يامن بالرد ليجد الفتاة تتجه بحديثها إلي نيروز تتمتم متبسمة:-
- إزيك يا نيروز أخبارك.. مبقناش نشوفك في النادي يعني؟!

لاحظ نيروز انظار ليلا التي تكاد تسقط الفتاة متوفاه فبرغم من صغر سنها إلي أنها ذات قامة طويلة و جسد فارع لا يعلم ما حل بواليد الالفين و لما ذلك الإنتاج لم يكن علي ايامه.. ليتحدث متبسمـًا بجاذبية:-
- أنا تمام مشغول بس مش اكتر

أومأت بتفهم و هي تلقي بنظرها علي نجم العائد بظهره للخلف بشكل أكثر راحه كأنه يجلس في بهو منزله ليس عرس أخيه ابتسامة شقت شفتيها و هي تقول:-
- هو ممكن يا نجم ترقص معايا.

لم يلاحظ نجم حديثها المتجه له من الأساس.. ليجد أمينة توكزه في يده بحده ليلتفت لها متعجبـًا يهتف بضيق:-
- إيه يا أمينة ما تخلعي دراعي أحسن في إيه..

تحدثت منى بابتسامة مجاملة كي تداري الموقف تهمس لنجم:-
- بتقولك قوم أرقص معاها .. قوم

همس لوالدته مستنكرًا يتمتم بصوت متهكم:-
- أرقص معاها هو أنتِ كنتِ مخلفه جواهر ما تسبيني قاعد..

رمقته بغضب تهتف بخفوت كي لا يصل الحديث إلي مسامعها:-
- عيب كده هي جايه بنفسها ليك

رد عليها متعجبًا:-
- يا حول ﷲ يا رب هو أنا كنت قولتها تيجي ليا.. مش عايز أرقص أنا ﷲ بصي شكلك مكسوفة هقولها أنا..

التفت لها متجاهل انظار والدته يهتف بابتسامة صغيرة كي لا يثير حرجها و قال:-
- آسف يا سوار بس ماليش مزاج...

أصفر وجه الفتاة المدعوة سوار حرجًا تتحدث بتلعثم:-
- لا و لا يهمك عن اذنكم.. و اتبسطت إني شوفتك..

ابتسم اجباريًا كي لا يثير حرجها أكثر من ذلك يتابع ذهابها الشبه راكض كأن هناك وحش ضاري يركض خلفها ليفيق من متابعتها علي صوت والدته الحازم الغاضب تهتف:-
- و الله إنك قليل الذوق.. كسفت البنت..

رد عليها ساخرًا يلوح بكفه:-
- كسفت البنت.. هو النوع ده بيتكسف
ديه بنت بجحه كده مبحبش النوع ده... إذا ذهب الحياء ذهب معه الإيمان و الصنف ده لا يمتلك لا حياء و لا دين ناقصه ارف..

رمقته والدته بأعين ساخرة و قالت:-
- و الله لتقع في واحدة فيها كل الصفات اللي مبتحبهاش من فرعنتك عن الناس بالمنظر ده

لوي فمه بسخرية و قال:-
- و الله لو هعنس جنبك كده و مش هعملها و أقولك أنا رايح للفشلة بتوعي عن اذنكم.

أزاح كرسيه و ذهب في إتجاه أصدقائه  المقيمين في البوفيه.. بينما طلب منسق الأغاني اقتراب الفتيات من أجل قذف باقة العروس.. لتسارع جميع الفتيات بالركوض خلف جنة كأنه هناك من يوزع الطعام في احدي المجاعات مصدقين تلك الخزعبلات.. أن من تحصل علي الباقة سوف تتزوج بعد العروس مباشرتًا يبدو أنهم لا
يعلموا أن هناك لكل شخص نصيبه منتظرة في وقته المحدد.. ماعدا مادي و ليلا الذين رفضوا النهوض من مجلسهم.. يتابعون ما يحدث بابتسامة صغيرة..
التفت جنة للفتيات تحاول رؤيه سلا كي تلقي لها الباقة و لكن عندما لم تراها التفت لمادي و القت لها الباقة لتسارع مادي متعجبة مذهولة مما حدث تتمسك بها بين يديها.. ضحكت جنة بمداعبة و هي تغمز لها بطرف عينيها.. لتجد مادي تضحك ترسل لها قبلة الهواء

علت أصوات التصفيق من الحضور بينما ظهر السخط و اليأس علي أوجه الفتيات من فعلتها فتمنت كل واحدة منهم الحصول علي تلك الزهور.. و لكن فجأهم فعل العروس الخارج عن التوقعات.. منصارفين خاصتًا بعد ما أعلن منسق الأغاني عن رقصة الثنائيات.. ليقترب منها فهد يمسك خصرها بين يديه جاعلًا إياها تحاوط رقبته بكفيها تعطيه إبتسامة نابعة من القلب تسمعه يهتف متبسمًا:-
- كنتِ بتدوري علي سلا..

ضحكت بخفة قائلة:-
- أيوا فعلًا بس قولت مادي أولي يمكن تحن علي يامن و توافق طول النهار ماسكين في خناق بعض تحس توم و چيري قاعدين سوي

حمحم بهدوء و قال:-
- تعرفي رغم إني عمري ما حبيت اسلوب مادي بعد ما كبرت بس ماكنتش كده.. يمكن هي بدأت ترجع ذي ما كانت بوجوده و هي مش حاسه.. طول عمرها تطلع و قدامه تتحول لقطة من الأدب ذي إمبارح كده.

رمقته بنظرة معاتبة و قالت:-
- حرام عليك و ﷲ ديه طيبوبة خالص أنت ظالمها.. كل ده بس عشان هي بتقول الحقيقة

ظهر الاستنكار علي وجهه و تشدق ساخرًا:-
- حقيقة إيه!! ديه سوابق أعوذ بالله الصحافة بتعلمهم البلطجة..

ضحكت تحرك رأسها نافية تهتف:-
- مافيش فايدة فيك.. مش بيعجبك العجب.

الصقها في صدره يهتف بصوت هادئ بالقرب من اذنها:-
- عاجبني واحدة بس و خدتها

اراحت رأسها علي صدره.. تتنهد حائرة سعيدة بدرجة لا يمكن وصفها و لكن ما حدث صباحـًا ضغط علي اعصابها برفقة أنظار الناس التي تكاد تاكلهم تشعر أنها تحت مجهر لا يحق لها التصرف بتلقائية.. علي حافة الانفجار و لكن ما يصبرها هو.. لاحظ ثقلها في الحديث.. ليضع يده علي ظهرها يهمس بصوت هادئ:-
- أنا جنبك... متخافيش من حاجة.

أبتعدت عن صدره تنظر له متبسمة بامتنان ترمقه بأعين عاشقة ترفع كفها تمسح علي ذقنه تهمس:-
- بحبك

أمسك كفها يقبله و باختطاف رفعها بين يديه دائرًا بها ليتعالي أصوات الصفير من الشباب برفقه الأيادي التي تكاد تصم الأذن ذلك التصفيق كانت بمثابة ألحان أغنية عذباء
تعذب علي أوتار قلب كلاهما..

■■■■■

يقف نجم في ركن بعيدً نسبيًا يحمل بين يديه هاتفه الجديد الذي ابتاعه له أخيه منصب كامل تركيزه علي الهاتف حيث توقفت الكاميرات و ذهب المعازيم إلي البوفيه المفتوح و كان علي وشك الذهاب وجد يد تجذب بنطاله و عندما التفت وجد طفل صغير يرمقه ببراءة ممتزجة بأعينه الرمادية التي تشبه القطط ليقطب جبينه متبسمًا يجثو علي ركبتيه أمامه متجاهل انظار بعض الضيوف حوله.. يتمتم باعجاب و هو يتحسس وجنتيه الممتلئة:-
- ما شاء ﷲ إيه العيال ديه ... أنت مين؟!

رد عليه الصغير سريعًا يسأله:-
- أنا قصورة ... أنت نجم الدين؟!

قطب نجم جبينه ضاحكًا يهتف بايجاب:-
- أيوا أنا نجم الدين.. عايز إيه!!

أخرج الصبي من جيب حلته السوداء الطفولية مع رابطة عنقه الحمراء التي عندما رآها نجم كان علي وشك السقوط أرضا ضاحكًا و بصعوبة كبت ضحكاته يجده يشهر في وجهه جواب يهتف سريعًا:-
- عمو اداني ده و قالي عشانك...

أشار نجم إلي نفسه يهتف بعدم فهم:-
- أنا هو قالك لنجم!

أكد الصغير بضراوة و قال:-
- أيوا مش أنت نجم الراوي اخو العريس..

شرد نجم لثوانٍ قبل أن يجذب من يديه الجواب يقبل رأسه و هو يعدل من وضع خصلات شعره:-
- شكرًا يا أستاذ قصورة و أنا فعلًا نجم.. بس متأكد

اجابه الصغير سريعًا قبل أن يركض:-
- أيوا..

.. و عقب ما ذهب نظر نجم إلي الجواب بين يديه يقلبه يتفحص.. و سؤال يتردد في رأسه
« لما أنا؟! » ثوانٍ مرت قبل أن يفتح الظرف مجددًا وجد مكتوب بخط جانبي صغير

« إلي نجمي » قطب جبينه بتهكم يتمتم بسخرية:-
- نجمي!! إيه  اللي بيحصل علي المسا ده في إيه

تأكله ذلك الصوت داخله لمعرفة ما يحتوي هذا الظرف خاصتًا عقب ما رأي المكتوب و ياء الملكية التي تضاف إلي إسمه بتلك الطريقة لا يفعلها شخص إلا إذا كان يعرفه
ليشق الورقة يخرج من داخلها جواب و بدأ في قراءة محتواه

« نجم الراوي!! تعرف كلفتني قد إيه عشان أعرفك و خدت مني وقت قد إيه!! بس بصراحة مش خسارة فيك.. مكنتش متوقعة أن أنت تطلع بالشكل ده..طلعت احلي من خيالي بكثير من الواضح أن شكلك احلي من صوتك.. بس بلاش تتغر في نفسك أوي لسه خسارة الفيسبوك مخلصتش.. نسيت اسألك صح هديتي عجبتك؟! و لو إني اشك في ده .. حبيت أبارك ليك مباركة خاصة بجواز أخوك و أقولك عقبالك.. بس مش هيبقي مع حد غيري.. و آه قبل ما انسى ياريت تأمن حسابك أكتر من كده»

كور الجواب في يديه يحرك رأسه بعدم استيعاب.. فتاة... من هزمته ليلتها كانت فتاة لما تحدث في تاريخ العائلة من قبل أن يهزم أحدهم علي يد مرآه طالما عاهد أبيه و اخواته هم المسيطرين.. و لكن أتت تلك الفأرة و قلبت تاريخ العائلة و من أين أتت بكل تلك الثقة لتتحدث معه بتلك الطريقة أين حياؤها أين الخجل.. ما تلك الجراءة..؟! و بحركة هوجاء غاضبة شطر الورقة إلي نصفين يلقيها تحت قدمه يدعس عليها كأنها بلا قيمة يسارع بالذهاب إلي مروان لمعرفة من الذين اتوا علي الحفل و لكن دمر كل تخيالاته عندما اخبره أن لا أحد يدخل الحفل بدون بطاقه vip و أن الجميع من طبقات مخملية و معروفة و ذلك الطفل الذي إتي بالجواب كأنه شبح و تبخر
جاعلًا إياه في حالة لا يحسد عليها

■■■■■

علي صعيد آخر حرفيًا القاها علي الطاولة لتسارع والدتها بجذبها إلي جوارها ترمق زوجها بأعين غاضبة تدمدم بغضبٍ:-
- إيه يا أمان ده إزاي ترميها كده هي لعبة معاك..
لم يعير لها انتباه و التفت إلي زين يضرب بقبضته علي الطاولة يجز علي أسنانه:-
- بقول إيه يا زين أبعد إبنك عن بنتي أنا خلاص مبقتش قادر استحمل أكتر من كده

لم يقدر زين علي منع تلك الضحكة التي فلتت منه يجذب كف أبن عمه يجلسه بجواره مرتبًا عليه يهتف بنبرة هادئة:-
- عملك إيه يـم!!

انفعل أمان و قال:-
- يعني عارف أنه زفت..

اعترضت أمينة تقعد ساعديها أمام صدرها تهتف بنبرة منفعلة:-
- بليز يا أمان متقولش علي ابني زفت..

تدخلت منى تهتف ساخرة متاخده وضعية الدفاع عن ولدها:-
- ما هو مفيش غيره بالعقل كده.. يامن و لسه حالًا واخد مادي ترقص معاه
و نجم مع أصحابه و فهد مع مراته أكيد مش هيسيب جنة و يفضل ورا سلا.. يبقي يـم و عمل إيه مخليك متنرفز كده و بلاش تغلط فيه عشان بجد يا أمان هزعل منك..

زفر أمان بغضب حيث أصبح يشبه التنين الخرافي في القصص الرومانية الذي يخرج النيران من أنفه
يقبض علي كفه يلتفت إلي زين يحاول أن لا يجذب الأنظار تجاهه:-
- بص يا زين إحنا أخوات و أنت صاحبي.. و مش عايز اخسرك و يعز عليا زعلك بس بنتي ماليش في الدنيا غيرها.. و مش لازم اقولك عمل إيه بس أبعده عنها و بصراحة أهو

تحدثت سلا ببوادر اعتراض:-
- بابي الله..

جدح شخصها منفعل يشهر بسبابته أمام وجهها يتمتم بغضب:-
- أنتِ بالذات تخرسي خالص فاهمة..

ردت عليه بتلقائية معترضة:-
- بابي احنا اتكلمنا في الموضوع ده و قولتلك إني بحبه اقولك إيه تاني يعني عشام تسبني معاه

صمت الجميع بلا استثناء يتطلع إلي سلا.. بينما هي توقف الحديث في حلقها تشعر أن دلو ماء سكب علي رأسها.. ثانية مرت قبل أن ينفجر الجميع في الضحك بينما نظر لها زين يضع يديه علي فمه يرمقها بأعين دامعة من الضحك.. يحرك رأسه ياسا... أصفر وجه أمان يرمقها بنظرات غاضبة لتحتمي منه في صدر والدتها تتشبس بها خائفة.. بينما مسدت أمينة علي خصلات شعرها و غير قادرة علي تمالك نفسها من الضحك.. خبأت ليلا وجهها بكفيها و بالكاد تلفظ انفاسها.. أصبحوا محط أنظار الجميع المتعجبين من تلك السعادة التي فردت جناحيها عليهم.... إتي في تلك اللحظة يـم بعد أن كان يودع صديقه غيث و  وجدهم بتلك الحالة ليقطب جبينه متعجبًا.. يجلس بجانب أمينة :-
- هو في إيه!!؟!

نظرت له منى باعين دامعة الضحك لتزاد حالتها فور أن رأته.. بصعوبة بالغة تمالك زين نفسه يجذب منديل من فوق الطاولة يمسح وجهه به ينظر بطرف عينه تجاه سلا التي ازاد من ضم والدتها خجلة و لا تعرف كيف تفوهت بتلك الكلمات أمام أبويه.. ليزداد اقتطاب يـم لجبينه يهتف ساخرًا:-
- سعادة ربنا يديمها بس اعرف السبب يمكن أضحك معاكم.. الناس بقت تبص عليكم منظركم غريب فعلًا

بلعت أمينة لعابها تهتف بنبرة متحشرجة:-
- ممكن اطلب منك طلب..

امسك كف يديها يضغط عليه بحنو يهتف بدون تفكير:-
- أكيد يا حبيبتي في إيه مالك!!

توقفت منى فجأة عن الضحك.. تتابع ما يحدث بأعين مضيقة يندلع منها الغيرة.. ولدها و من حقها أن تغار عليه.. لما أمينة تحديدًا التي يتحول معها بتلك الطريقة؟!!.. أما معها يفكر دائمًا للانتهاء من الحديث.. يوميًا تدرك أنها أضاعت الكثير و كل ذلك بفضلهما.. لتبتسم أمينة تهتف بنبرة ناعمة:-
- ممكن تاخد سلا ترفص معاها..

دهش من طلبها و التفت ينظر إلي أمان الذي يجدح بنظرات غاضبة.. يعلم أنه يغار علي ابنته و أنه من حقه أن يفكر بها قبل أي شيء
يبحث عن سبب سعادتها في الحياة.. و بالتأكيد ليس هو من يبحث عنه.. رغم صلة القرابه بينهما.. و لكن بالفعل لا يريد خسارته
دائمًا كان خير الصديق له منذ أن كان بذرة صغيرة في بداية التنبيت حتي أصبح شجيرة و لم تكن سوي شجرة صبار.. إبتسامة صغيرة شقت شفتيه يلتفت إلي أمينة يهتف بنوعٍ من الذكاء و لحل الموضوع بدبلوماسية:-
-و الله أنا معنديش مانع... بس واضح أن أمان مضايق و رافض

التفت أمينة ترمق زوجها بنظرة راجية تضغط علي كفه أسفل الطاولة برقة.. كي يوافق لينظر أمان إلي يـم بنص عين غاضب.. ذلك الخبيث القي الطابة في ملعبه و القرار له و لا يوجد في يده خيار اخر سوي الموافقة فإذا رفض سوف تتهمه سلا آنه السبب في إبعاده عنها ليزفر بخنق يشيح بوجهه الجهة الآخري:-
- أنا نطقت...

إبتسامة واثقة ارتسمت علي شفتيه قبل أن ينهض من مجلسه يبسط كفه لها يردف بإبتسامة صغيرة.. و الرضا تملك قلبه عندما وجدها ازالت مكياجها و كم ظهرت أجمل:-
- تسمحيلي..

ابتعلت لعابها مضطربة ترفع كفها تمسك كفه و وجدت ذلك أن هذا الحل الأمثل لكي تتخلص منهم و من نظراتهم الملاحقة لهم..

■■■■■

علي صعيد آخر زفرت خانقة تهتف بنبرة غاضبة و هي تجدح شخصه:-
- ممكن تبعد شويه نفسك في قلبي خلاص اتخانقت..

رد عليها بسماجة و هي يشتد من ملامسه خصرها:-
- أنا مرتاح كده

رعش جسدها أسفل يده لتتطلع له بمقلتيه تجده ينظر لها تلاحمت انظارهم في حديث طويل.. ما بين الغضب و الميل و الإشتياق
عتاب علي خيانته لأمانته لها لتضغط علي كتفه بقبضتها تحاول تمالك زمام مشاعرها ليلاحظ هو اظافرها التي تكاد تخترق لحمه من قوتها.. لم يهتم بحركتها بمقدار ما جذب الحزن القابع في عينيها ليهتف بخفوت:-
- لسه!! هستنه لحد أمتي..

إبتسامة ساخرة مريرة شقت شفتيها قبل أن تتبلع ماء حلقها تتحدث:-
- ما أنا استنيت فوق العشر سنين.. إيه كام يوم كتير عليك..

زفر يامن بضيق يحاول أن لا يجعل غضبه يتحكم به يهتف:-
- مادي أنا ماكنتش واعي.. ماكنتش يامن اللي تعرفيه.. و صدقيني مقربتش من ولا واحدة منهم.. كانت علاقتنا صداقة بس مش أكتر

ردت عليه بنبرة يشوبها العتاب:-
- أنت لو مقربتش من واحدة منهم ده مش معناه إنك مش خاين.. الخيانة مش بالجسم بس يا بشمهندس ممكن تبقي بكلمة أو نظرة إعجاب.. بس رغم كده عمري ما عملتها و أنت مش موجود حتي نجم اللي نسخة منك الكل بيبقي معاه بيقول أنت الإ أنا اللي عمري ما فكرت فيه كده.. أنت مكنتش أد الثقة يا يامن و حقيقي مش عارفة أعمل إيه متكتفه ما بين إني خايفة منك و من حبي ليك..

- و أنت شايفة أن أنا ممكن أجي جنبك بوحش للدرجة ديه؟!! يااه ماكنتش أعرف إني وحش أوي كده
هتف بها باستنكار ساخر و هو ينظر بها بمقلتيه التي يفر منها الشرار.. لتزفر متوترة تبلع ماء حلقها توضح الأمر بشكل أبسط:-
- أنت علي طول بتفهم كلامي غلط... يامن أنا مش ملاك و مبغلطتش.. معترفة إني بعمل أخطاء كتير بس خايفة أنا بجد خايفة

تلاعبت نبرة الاختناق في صوتها الممتزجة بالبكاء.. ليمسك وجنتيها يكفه يهمس خافتا يحاول امتصاص ذلك الخوف:-
- خايفة من إيـه!!

ردت وهي تشيح وجهها الجهه الآخري كي لا تضعف أمام الجميع:-
- خايفة إني مبقاش قد المسؤلية و لا أنت مش في أول مشكلة تمشي و تسبني.. أو إني ابقي مهملة في اولادي و اسبب ليهم الازمة ذي اللي حصلت ليكم.. أو أنهم يكرهوا بعض ذي ما اختي بتكرهني و حتى معرفش شكلها إيه!! خايفة يدقوا إحساس اليتم اللي جربته
أو إني أفضل شغلي عليهم... مش أنت بس اللي منعني فيه ألف حاجة واقفة و مكتفاني و ماحدش فاهم.. أنا أنا مش عارفة اتقبل شكلك الجديد و حاسة إني واقفة مع حد معرفهوش أنت فاهمني!!

نظرت له بأعين دامعة ليزيح يده من علي خصرها.. يمسح وجنتيها بابهاميه يتمتم بصوت هادئ و ابتسامة شقت شفتيه.. إتي برد فعل لم تكن تتوقعة:-
- فاهمك.. و قولتلك الوقت معاكِ محتاجة ايد تمسك و هتبقي أنا... بعد فرح فهد نتكلم شكل الكلام بينا كتير

أومات ممتنة.. و هي تطلع له لتجده يغمز لها يعاود التمايل معها علي ألحان الموسيقة جذبها تقدم يـم برفقة سلا و أعينه المثبته عليهم.. لتتوجه لحديثها له تهتف متعجبة:-
- هو يـم بيبص علينا كده ليه

لم يلتفت بل ارتسمت إبتسامة صغيرة واثقة علي شفتيه و قال:-
- عارفة.. يـم ده دماغ شيطاني و لما بيحب يلعب بيلعب و بيبقي أستاذ.. عيبه أنه دائمًا مضحي عشان اللي حواليه
حتي لو علي حساب نفسه و كل ده من كلمتين قولتهم... رغم أنه عارف إني بكدب بس مطاوعني و حقيقي مش عارف ليه

قطبت جبينها بحيرة و قالت:-
- إزاي يعني و إيه كل الالغاز ديه

زفر يستكمل بنفس وضعه و قال:-
- مش الغاز.. قد ما هو لعبة كل الموضوع أني قولت ليـم خلي سلا أمانه عندك لحد ما إرجع و اخدها.. بطريقة مبطنة قولته إني بحبها و علي حسب ما فهمت أنه حبها.. مستني أشوف هيختار مين فينا!!

فرغت فمها منصدمة و قالت باستنكار:-
- أنت بتسعبط إيه اللي عملته ده!!  يختار مين إزاي يعني مفيش مقارنة أصلًا بينكم كل واحد في مكانة مختلفة و بعدين أنت قولتله الكلام ده أمتي

ارتفع جانب فمه بثقة و التمعت أعينه بمويض غريب لم تفهمه:-
- هقولك ساعة التحقيق لما اتجبنا كلنا عشان قتل فيروزة.. يـم عرف إني اخوه و ساعة لما غاب شهر و البيت اتقلب و نيروز دور عليه و فهد مكانش بيرجع البيت و كان بداية أن سلا تعيش معاهم.. يـم قعد الفترة ديه معايا أنا و كنا بعض حتى لما مشي مع زين في نفس اليوم اللي رجع فيه و راح مكتب فهد.. ساعتها قالهم ذي ما متفقين أن سلا عايشة لكن أنا مجبش سيرتي عشان وقتها كنت مع عيلة التهامي و إني اتعرف غلط عليا و كان هيضيع كل اللي عملاناه عشان نمسك أكرم و أننا نسلم شركات المنصوري كلها علي طبق من دهب للحكومة.. في نفس الوقت لما قعد معايا قولتله إني بحب سلا أما في الأصل كنت مستني لو رجعت يـم هيعمل إيه و للحظ أول لما زين عرف إن بنت أخته عايشه قرر يجوزها ليه... و يـم في نفس الوقت قال لفهد عليا و جم ليا سوي الاتنين و قعدوا معايا يوم و رجعوا ڤيلا الساحل الشمالي تاني...  عشان كده لما ظهرت في المستشفى كده كده في الحالتين كان فهد شافني قبلها بفترة و كنت علي تواصل معاه.. أما أنتِ بقي من ساعة ما شوفتك و أنا بدور وراكِ و عرفت إنك كنتِ بتحبي يامن الراوي اللي هو أنا و كنا مستعد أعمل أي حاجة عشان اوصلك ساعتها عرفت إنك شغالة في جريدة صاحبها صديقي و كمان أكرم اتفضح مع رقاصة و عرضت اشتريها بحجة الم الموضوع و أقدر انقلك القاهرة في الوقت اللي أنا عايزه عشان تقربي مني بس يا ستي كده القصة كلها خلصت..

حركت رأسها نافية مذهولة تقول في صدمةٍ:-
- لا أنت مش طبيعي و ﷲ ما طبيعي.. ده أنتوا لو عصابة مش هتعملوا كده.. أنت دماغك جابتك لكل ده إزاي!! أنت مستوعب عملت إيه دخلت كله في بعضه

أومأ بثقةٍ و قال بابتسامة صغيرة:-
- طبعًا عارف.. اللي يقعد ما فيروزة لازم يطبع بطباعها و منكرش علمتني كتير.. و خلتني إزاي أعرف اخد حقي بدماغي مش بأيدي لأن السلطة من غير عقل بتروح.. ده قانون عشان كنت أقدر أعيش مع شويه التعابين دول يا اقتلهم يا اتقتل أنا.. و اني اموت غدر مقبلش بيه عشان كده سلمتهم الثلاثة تسليم أهالي
عارفة عيب فيروزة أنها كانت بتعلمني طريقتها بالحرف.. متعرفش أن دائمًا لازم المعلم يدي المعلومة ناقصة.. عشان ميجيش القرود تنط علي ظهر الأسد لما يكبر.. لكن هي كانت فاكرة أنها ربت قرد مش شبل هياخد مكانها لما تبقي خارج نطاق الخدمة.. و اهو أديني قاعد و مستني يـم هيعمل إيه!!!

« ابغي اقولك إنك شيطان بس استحي» 

■■■■■

يرقص معاها و عقله علي شفتي يامن يحاول قراءة ما يقول و لكنه متطبع بجينات ولده عندما لاحظ ذلك بدل الإمكان مع مادي ليعطيه ظهره زفر لاعننا أخيه ذلك العقرب علي خبثه و الذي سوف يحطم سن سمه عما قريب.. أفاق علي صوت سلا الشبه عالٍ و هي تقول في سخطٍ:-
-علي فكرة بكلمك

رسم ابتسامة صغيرة علي شفتيه يقول في تعجل و هو يتركها:-
- معلش يا سلا بس افتكرت حاجة و لازم اعملها عن إذنك..

تركها سريعًا بدون ان ينتظر ردها لتتوسع حدقتيها بصدمة و هي تراقب ذهابه بأعين جاحظة..تكور قبضتها غضبًا علي إهماله لها بتلك الطريقة

■■■■■

يقف بجانبها في بوفيه الطعام يتهامسون ببضع الكلمات بينهما و التي جعلت الناس يشكون فيما يتحدث معها فيه لـ يقترب منه يـم يرتب علي كتف أخيه ببعض الحده يتمتم بنوع من الجدية:-
- ما تتلم بقي الناس عماله تتكلم و منظركم بقي زفت أوي

رد عليه مبتسمًا باصفرار:-
- يا عم أنا بجح اللي ليه عندي حاجة ياخدها

إقترب منه يامن من الجهه الأخرى واقفا قبله في الطاولة العرضيّة تلك يجذب قطعة
« جمبري» يدثها في فم أخيه يتمتم بلا مبالاة:-
- كل جمبري كل الفسفور حلو عشانك

قلب يـم أعينه بنفاذ صبر يتاكله أسنانه بغضب:-
- بطل سفاله و اتعدل ايه القرف اللي بتقوله ده

دس يامن معلقة الارز في فمه يسبل أعينه ببراءة مصطنعه يشير إلي نفسه و هو يلوك الطعام في فمه:-
- أنا.. أنا مقولتش حاجة أنت اللي دماغك قذرة

ابتلع فهد ما في جوفه يتمتم ساخرًا:-
- آه أنت هتقولي.. عقبالك لما أشوف متشحطط مع عيالك و متجوز

رمقة يامن باعين عابثه يرفع تلابيب قميصه متفاخرًا مردفًا:-
- ممكن اجبلك من غير جواز عادي

التفت له يم علي حين غره يضربه في كتفه ليسارع يامن بالرد قبل أن يقتله أخيه:-
- أهو دماغك لثاني مره توديك لاتجاه شمال شايف.. أنا قصدي اتبني أطفال أهو اكسب ثوابهم أو إني أشتري ملجأ

صدحت ضحكات فهد العاليّة مما جذبت الأنظار لهم أكثر من السابق بينما حرك يـم رأسه بدون فائده من وقاحة اخيه المورثه في العائلة هو يكاد يشتعل من ادماغتهم تلك.. اكأن ينقصه ذلك أيضًا

ألتفت علي يد توضع علي كتفه و عندما التفت جد أمينة إبتسامة صغيرة شقت شفتيه فور رؤيتها يرفع كفه يديها يقبلها بحنو بالغ يهتف بخفوت:-
- حبيبة قلبي..

وضعت يديها علي وجهه تهمس بخفوتٍ:-
- مالك.. حساك مضايق.

هز رأسه نافيـًا يبتسم بمجاملة:-
- أنا كويس.. متقلقيش .

ضيقت أعينها بشك فهي تحفظه علي ظهر قلب تتمتم:-
- مش مرتحالك يا يـم..

قرص انفها يهتف بمشاكسه:-
- طالما قولتي يـم لازم مترحتيش.. شكلك نسيتي.

رمقته بطرف عينيها تحاول منع تلك الإبتسامة التي حلت ثغرها:-
- من أمتي بنسي حاجة تخصك يا أستاذ بحر.

ضحك بخفه يتشد من عناقها مرتبـًا علي ظهرها يهتف بصوت هادئ:-
- طول ما أنتِ بخير أنا كويس صدقيني.. و مش هسمح حد يقرب منك بوحش

هوي قلبها مرتعدة من كلماته التي لا تفهم سببها.. تركها في طوفان مشاعرها بعد أن اهتز جيب بنطاله يهم عن مكالمة أبتعد عنها يخرج هاتفه يتطلع إلي المتصل.. لتختفي تلك البسمة التي كانت تحل علي ثغره يحل محلها وجه جامد يتلفت إلي أمينة يلقي إليها نظرة خاطفة مرتبًا علي وجنتيها متخطيًا إياها سريعًا حتي اصطدم بمنى و لكن لم يعيرها انتباه يسارع بالذهاب بخطاه للخارج

■■■■■

شارف الحفل علي الانتهاء.. بينما كان يجلس سهم برفقة زوجتة في مكان بعيد عن الأنظار تاركين... قوس مع نجم إحساس بالغربة يجتل خلاياه ليس ذنبه أنه ولد يتيم الابوين لتأتي تلك الملاك الخاص به « سارة «.. أمه بالتبني تعوضه عن الإحساس الذي فقده.. و لكن يبدو أنه كان مثل اللعنه علي الجميع.. كلما يقترب من أحد و يحبه يجب أن يذيقه نيران حبه
تخطي عمره الثلاثين و لازال لا ينسي أنه يتيم أنفق أموال طائلة لمعرفة من هم و لا بدون جدوي.. فقط لو عرفهم سوف يذيقهم العذاب الألوان علي تركهم له.. لا يريد حتي التفكير مجرد تفكير أنه إتي علاقة نزوة بين إثنين مقررين التخلص منه بعد ولادته.. و لكن إذا كان كذلك لما لم يقتلوه و هو مجرد كيس من الدماء... لما ارادوا أن يدمروا مستقبله و حياته كما فعلوا في طفولته..

انفعالات ترتسم علي وجهه تدريجيًا من سئ إلي أسوء... ازادات قاتمه أعينه العسلية.. يبسط كفه علي صدره يفك زر من قميصه برفقة الزر المتوسط لجاكيت حلته.. لاحظت زوجته ما يمر به لتبسط كفها علي ظهره تتحسه بخفه تتمتم بقلقٍ:-

- سهم حبيبي لو مش مرتاح يالا بينا نمشي من هنا.. و خلاص الحفلة قربت تخلص خلاص 

التفت لها سهم يرتب علي وجهها برفقٍ.. و نظرات الشكر تفيض من أعينه هي و ابنه المصبرين له علي تلك الحياة... لولاهم كان قتل نفسه منذ زمن... و لكن لا يريد تجريب ولده اليتم كما فعلوا معه أبويه:-
- أنا كويس.. نادي بس علي قوس عشان نمشي الطيارة كلها ثلاث ساعات و تطلع المفروض نبقي في المطار...

التفت له تتحدث بوجومٍ:-
- مش واضح إنك كويس.. بس ماشي يا سهم اللي أنت عايزه..

تدخل في الحديث تلك المرة يـم الذي اقتربا منهما و هو يبحث بأعينه عنه طيلة الحفل:-
- ماشين رايحين فين؟!
لم يلتفت سهم بل عقد ساعديه امام صدره يتوجه بانظاره تجاه فهد.. ليقطع عنه الرؤية جسد عريض و لم يكن سواه أطلق تنهيدة غاضبة محتدة يرفع عسلتيه يرمقه بأعين يندلع منها السهام.. ليرفع يـم حاجبه الأيسر يجذب كرسي يجلس بجانبه.. يهتف بنبرة ساخرة:-
- اقتلي أحسن قدامك السكينه أهو.. بدل ما تبص ليا ذي مرات أبويا كده.

لم تتحرك أعين سهم عن تلك النظرة الغاضبة.. ليلتفت يـم إلي آزاد يردف ببساطة:-
- آزاد ممكن تسبينا لوحدنا..

اتجه سهم ببصره يهددها الا تستمع لحديثه و تذهب.. لتبلع آزاد لعابه مضطربة تهتف ببراءة مصطنعه و هي تجذب حقيبة يديها الفضية الصغيرة:-
- إيه بتبصلي كده.. لا بص أنا ماليش دعوة أنتوا أخوات مع بعض و أنا في الأول و الآخر غريبة معلش يعني.. و كمان أنا ريقي نشف تشربوا عصير.. تشربوا عصير

قالتها سريعًا و حرفيًا تفر من أمامهم كأنها وجدت الملاذ.. ليسب سهم بصوتٍ طفيفٍ يزفر خانقًا و في عقله يتردد جملة واحدة
« اعوانك خانوك يا ريتشرد «

وضع يـم يديه أسفل ذقنه يهتف ساخرًا:-
- عايز أقولك إني مش خطيبتك و نسيت أكلمك قبل ما أنام.. أنت ابني عمتي و ﷲ 

التفت له يجدحه بنظرة غاضبة يهتف بانفعالٍ:-
- أنت عايز إيه يا يـم..

وضع يـم يديه علي كتفه يهتف بجديةٍ و قال:-
- عايز صاحبي.. اللي عمره ما سابني لوحدي
أخويا الكبير و اللي مهما عملنا في بعض عمرنا ما زعلنا.. جاي و زعلان عشان كلمة قولتها و أنا متعصب و أنت عارف أنت بالنسبه ليا إيه.  معزتك عندي ذي فهد و اكتر..

أزاح سهم يديه من علي كتفه يهتف ساخرًا:-
- أيوا وصلني معزتك يا أبن الراوي.. بامارة أنت مالك أهلك.. و أنت متجوز آزاد بأسم غير العيلة واجبك وصل و مغرقني..

زفر يـم بضيقٍ يلعن لحظة تهورة في تلك المرة و لكن كان لديه عذر ليردف بحجة قوية مجدحًا إياه:-
- ماشي.. غلطت و جيتلك و بعتذرلك و أنا ندمان  و كمان مكانش قصدي أما الدور و   الباقي علي اللي غلط و عاند... سهم حاسب  جناحتك دخلت في عيني و لا بريق الطبق الأصفر عمتني.. فوق لنفسك أنت مش ملاك يعني.. و بعدين أنت قليل الأدب و متربتش

توسعت أعين سهم ليجده يكمل سيل السب:-
- أيوا متربتش.. عشان لما تيجي و تقولي لمستها و لا لا تبقي متربتش.. و قادر عشان أبوها كان قاعد.. متخيل أنت أمان لو ممسكش نفسه كان عمل فينا إيه.. و أنت عارفك أن ماكنتش هقدر امدي أيدي عليك عشان كده دخلت بعشم في الكلام و نسيت أن المواضيع ديه مينفعش نتكلم فيها أصلًا.. مش طبق اليوم هو..

ضغط سهم علي دفة شفتيه يمنع تلك البسمة التي احتلت فمه.. يرمقة بنظرة هادئة.. لا يعلم متي سيوقف عن خلط مزاحه بغضه  ليسمعه يزفر خانقًا يكمل:-
- و بعدين أنا مش متعود عليك كده.. علي طول كنت قريب مني و زعلك غالي عندي

رمقة سهم بنظرة خاطفة يمط شفتيه ياسا:-
- مغرور في إنك تقولها حتي..

زفر يـم يرمقة بنظرة غاضبة يقبض علي كفه في محاولة قوية لردع يديه علي لكمه في وجهه يطيح صف اسنانه لينهض من مجلسه يهتف بجديةٍ:-
- توصل بالسلامة..عن إذنك.

هم بالذهاب و علي ثغره إبتسامة عابثه يعلم خير العلم أن سهم من النوع الحساس.. الذي يجعل قلبه يتحكم في بعض قرارته ما ليث أن وجد يد تقيض علي رسغره ليحل محل الابتسامه سريعًا.. وجوم الوجهه يتطلع له بنصف عين يدمدم في هدوءٍ:-
- عايز إيه؟!

ركزه سهم في كتفه يتمتم في تزمتٍ واضحٍ:-
- افلمه مش عايز أنت عارف إني هقوم وراك
تعالى في حضني يالا الأول..

ضحك يـم عاليًا يشتد من عناقه سهم مرتبًا علي ظهره بنوعٍ من القوة يهتف بنبرة هادئة:-
- حقك عليا.. إحنا من غيرك ناقصين يا سهم و  متطولش الغيبة هستني أشوفك ثاني.

رد عليه سهم ببسمةٍ راضيةٍ و قال:-
- قوس هيخلص آخر سنه ليه هناك و هنرجع مصر كفاية كده..

شرد يـم لبرهه و قال بخفوت:-
- فعلاً كفاية... 

■■■■■

انتهي الزفاف و كان كل شيء اروع من الخيال بين فقرات الزفاف المتنوعة.. و ضحكات و سعادة الأصدقاء.. أصحاب نجم الذين اضافوا جوا من المرح إلي الحفل.. سعادة فهد الظاهرة للجميع.. كل شئ كان ياخذ بـ الالباب متناسين ما حدث صباحا و لو سويعات بسيطة
بينما زين لم يستطع التحدث مع فهد بنسبة إلي ما حدث صباحا لم يريد أن يخرب عليه سعادته الظاهرة للجميع.. تاركًا إلي جنة الساحة كي تصارحه و منذ تلك اللحظة ليس لديه الحق في التدخل بينهما..

- نورتي اوضتك يا شابه
هتف بها فهد بمزاح كي يخفف توترها الظاهر علي قسمات وجهها بصوت الشخصية الشهيرة ريا لتبتسم جنة في ارتبارك و هي تتأكد من سلامتها بعد أن وضعها علي الفراش بدلًا من أن كانت تحلق بين يديه في الهواء لـ تزفر انفاسها الحارقة تتمتم بتوتر و صوتها بالكاد ظهر:-
- أنا.. أنا عايز أدخل الحمام ممكن؟!

أبتسم بهدوء مقدرا تماما قلقا الظاهر يحرك رأسه ايجابا يشهر بسبابته:-
- أكيد طبعا براحتك.. ادخلي الحمام علي الجهه الشمال و بكره هناخد طيارة الساعة 3 اللي مسافرة دبي

أومات سريعا و هي الآن ترغب في الاختباء من تحت أعينه تعود إلي أبيها زين مجددا غير قادرة علي استيعاب إنها أصبحت معه بمفردهم.. لتهرول إلي المرحاض متجنبة أنها كانت علي و شك السقوط من أطراف الفستان

و لكن هذا لم يجعلها تتوقف بل بالعكس جعلها تسارع بالذهاب.. بينما حرك فهد رأسه يآسا مقررا اعطاها كامل المساحة التي تريدها.. يذهب في إتجاه غرفة تبديل الملابس المرفقة بحناج الفندق يجذب منامتها البيتيه التي تتوسط منتصف الطاولة المزينه.. كل شيء في الجناح مزين علي اكمل وجهه بشكل يليق بعروسين جديدين في بداية حياتهم.. بدل ملابسه سريعا مقررا انتظارها في الغرفة إلي حين أن تأتي.. ليجد باب الجناح يطرق يهتف شخص من خلف الباب انه عامل خدمة الغرف
ليفتح له الباب يستلم منه الطعام الآتي لهما..
معطيه اكرميه تعبته و ما يسمي بـ البقشيش
تاركًا الطعام إلي حين أن تخرج يذهب في إتجاه حقيبته الجلدية و التي حرص علي اقتناها معه يجذب منه حاسوبه المحمول يجلس علي الاريكة التي تتوسط منتصف الجناح يتفحص وسائل الإعلام و خبر زواجه الذي بات يتصدر الصحف..

ليغلق الحاسوب ساخرا يجذب كاسه المياه يرتشف منه بضع قطرات أصبح شاغل عقلهم زواجه كأنهم هما الذين سيتزوجون ليس هو بسبب تسارع الزواج يكاد يجن الجميع منه هو نفسه لا يعلم لماذا فعل أخيه ذلك و لكن ليس هذا المهم الأهم أنها معه الآن بنفس الغرفة يتنفسون نفس الهواء.. ليرفع ساعده الأيسر ينظر إلي ساعة يديه و هي علي وشك الدخول في ساعة داخل المرحاض ليطلق العنان لانفاسه الحارة و لا يعلم ما سبب تاخرها.. لـ تمر ثانيه يفتح باب المرحاض يجدها تخرج منه مرتدية اسدالها الأبيض تضع الحجاب فوق رأسها وقد نزعت كامل زينتها عنها لتسمعه يتمتم بسخرية:-
- قولت هتنامي جوا!

ابتلعت لعابها مرتبكة تشير إلي المرحاض كي توضح له الأمر:
- كنت بحاول أخلع الفستان و عقبال ما عرفت

نهض من مكانه يردف بمكر ورث في العائلة يمسك كف يديها يتمتم ببراءة:-
- مقولتيش ليه كنت جيت اساعدك

رمقته بؤبؤي مضطربة تجذب يديها سريعًا من بين يديه تمتم بتلجلج:-
- يلا نصلي!

زفر بتهمل يحرك رأسه إيجابا مقبلا جبينها:-
- حاضر.. هروح اتوضي و أجي!!

تركها تلملم أنفاسها المكبوته داخل صدرها لتنظر إلي انعكاس نفسها في المرآه تهتف بثقه مصطنعة كي تكسب بعض الشجاعه الزائفه:-
- مالك يا جنة في إيه!! ده فهد و عمره ما يأذيكي أهدي كده و بلاش تعكنني عليه في أول يوم ليكم سوي

لتطلق تنهيدة قوية من رئتيها و اخذت تردد تلك الكلمات في عقلها كي تقنع نفسها بها دقائق مرت وجدته يحمل منشفة بين يديه يجفف وجهه و خصلات شعره المبتله يخرج هاتفه يبحث عن مكان القبله ليشير إليها من الاتجاه التي هي به يتمتم بهدوء كي لا يقلقها أكثر من ما هي به:-
- القبله من هنا.. هتلاقي سجادتين صلاة عندك طلبت منهم يجبوهم هقف أمام الصلاة و أنتِ ورايا.. عارفة بتصلي إزاي و لأ

إبتسمت مجبره تمتم بتهكم:-
- عارفة يا أخويا

رفع حاجبة مستهجنا تلك الكلمة علي مسامعة يتمتم ساخرًا يرغب في صدم راسها في أقرب حائط:-
- أخوكي.. و ربنا ما هرد عليكِ انجري قدامي قال أخوها قال جاتك نيلة أنا قولت و ﷲ هتبهدلي أمي

إنتهت صلاتهما بامامه فهد و عقب ما انتهي التفت يضع يديه علي رأسه يتمتم بالدعاء بصوت مسموع هادئ:-
-بسم ﷲ اللهم إني أسألك خيرها و خير ما جلبتها عليه و اعوذ بك من شرها و شر ما جبتلها عليه
اللهم بارك لي في أهلي و بارك لهم في، اللهم اجمع بينا ما جمعت بخير.. و فرق بينا إذا فرقت إلي خير

تمتمت بصوت مرتعش خائف:-
- أللهم آمين!!

أمسك كف يديها البارد السقيعي اخذا اياهم بين راحتيه يتمتم بصوت هادئ يحاول امتصاص رعبها الواضح منه كأنه وحش إتي للانقضاض علي فريسته يسألها بخفه:-
- جنة أنا مين!!

ابتعلت لعابها متوترة تفهم إلي ما يشير لتردف بصعوبة:-
- فهد..

اكمل متبسما:-
- و أنتِ عارفة فهد من رأيك أنه ممكن يأخد حاجة منك غضب.. صدقيني لو مش مستعدة دلوقتي مش مهم المهم راحتك دلوقتي و عارف إن الجواز جه بسرعة بس كده احسن لينا بس قبل ما نعمل أي شئ عايزين نتفق.. علي كام حاجة الأول جنة أنتِ لازم تحطي فوق أي اعتبار دراستك الأول أنا لسه عن وعدي ليكِ و مافيش نقاش أنك هتكملي و بعد ما تتخرجي لو طلبتي بس تعملي مشروع خاص بيكي براحتك مش همنعك عن مستقبلك.. و عارف أن مستقبلي ذي ما هو مهم عندك أكيد مستقبلك اهم عندي مش معني كده نقصر في حق الثاني و لآخر وقت هبقي متفهم معاكِ لظروفك و هساندك كمان ثاني شئ و عارف أنك هتسألي.. أنت مش هينفع تحملي ابدًا قبل ما تخلصي كليتك عشان كده هبقي بظلمك معايا العمر قدامنا طويل بإذن ﷲ ظبطي حياتك كوني دنيتك و هبقي معاكي مش هسيبك و دلوقتي هسألك و ليكي مطلق الحرية و صدقيني مش هزعل ده قبل أي شيء ده يبقي رضا بين الطرفين
مستعد يا جنة تبدأي معايا و لوحدنا جاهزة

نظرت إليه و القلق بدأ يزاح من قلبها تدريجيا من كلماته التي كانت مثل نسمة هواء باردة عالجت مخاوفها لتحرك رأسها إيجابا.. تهتف بخفوت:-
- جاهزة !!

و هنا توقف القلم عن الشرح مدركًا شهرزاد خطورة الموقف منسحبا بخفوت مغلقا الباب خلفه

■■■■■

- إيه اللي عملته ده أنت خليت منظري ذي الزفت لما سبتني كده

صاحت بها سلا بانفعال واضح فور خروجهم من القاعة بدأت تلقي جم غضبها عليه بينما هو في حالة تبريد مستفزة لم يلتفت لها حتي كي يهدأها أو يشرح لها موقفة بينما في الخلف يتابع كلا من ابويها و أبويه ما يحدث فتلك السيارة تتحمل أكثر من وجود اثني عشر شخصا و نجم استقل سيارة صديقة عمر مكملا باقي السهره برفقتهم لتسمعه يهتف بصوت بارد:-
- وطي صوتك !.

توسعت حدقتيها غضبا تصيح بانفعال:-
- اوطي صوتي!! بتهزر صح ده كل اللي فارق معاك إني اوطي صوتي.. أنت يا بني جايب الثبات ده منين مش بتتعصب ذي البشر و الخلق ليه!!

هدر بها بحده جعلها تبتلع ما في جوفها:-
- قولتلك وطي زفت صوتك خلصنا!

ليجذب هاتفه الذي لم يتوقف عن الدق من نصف الزفاف يصيح في المتصل بحده:-
- إيه يا مارسيليا في إيه ما اتنيلت عرفت خلاص!! و لو اتصلتي ثاني اعملي حسابك استقلتك أنتِ هتبقي علي مكتبي بكره

ليغلق الهاتف في وجهها يلقيه علي الحامل بنفاذ صبر... يفتح زارين من قميص يحاول تهدئة انفاسه الثائره.. يستمع إلي منى التي تمتم بقلق يفيض من مقلتيها:-
- مالك يا يـم!! أنت كويس

القي إليها نظرة باردة من خلال المرآه يعلو ثغره ابتسامة ساخرة اتساله الآن؟!!! يقسم انه لا يذكر متي آخر مره سألته بذلك السؤال
عام عامين..ثلاثة أو لم تسأله من الأساس!! ليتمتم بكلمة واحدة غير قادر علي تجاهلها:-
- كويس!

ردت عليه تلك المره أمينة مضطربة:-
- إزاي.. أنا أول أشوفك بالشكل ده حصل إيه من نص الفرح و أنا حساك ذي ما تكون مستني حد..

اغمض أعينه لثانية يعاود إلي ما كان عليها يتمتم بصوت بارد:-
- كويس.. كويس

همت تتحدث مني وجدت زين يقبض علي كف يديها يمنعها من الحديث لتنظر إليه بأعين قلقة مضطربة خائفة تجده يجدحه بنظرة فهمتمها جيدًا... دقائق مرت علي الجميع في صمت تام ليقف يـم أمام بوابة المنزل.. يسارع بالذهاب لخارج السيارة يستقل سيارته المنتظره إياه بالخارج كأنه كان محضر كل شيء قبل ذهابه.. بينما خرج الجميع خلفه وجدوه يستقل سيارته يشق غبار الطريق كأنه في مارثون للركض...لـ تتوسع أعين الجميع بلا استثناء.. ما عدا سلا التي شعرت بألم غريب يغزو قلبها.. كأنها فقدته للأبد!!!!!

■■■■■

حل الصباح يكنس باقيا الليل و هي مازالت منذ ليلة أمس تنتظرة أن يأتي و لكن لا تعلم لما تأخر كل ذلك الوقت و ماذا يفعل!! لما ذهب ليلة أمس بتلك الطريقة؟! و إلي أين ذهب؟! ماذا حدث! لما تغيرت تعابيرات وجهه في متتصف الحفل!! لا تعلم لا تعلم أي شيء من رأته ليلة أمس هو ليس يـم الذي جلست معه بمفردهم.. ليلة أمس رأت من رأته للمره الثانية في الإسكندرية عندما قام بضرب نجم و تلك التعابيرات الباردة المرتسمه علي وجهه ذلك هو ليس صاحب الأعين التي تشع حنانا مع كل كلمة يتفوها بها

قطع حبل أفكارها.. صوت بوق سيارته التي فتحت لها الأبواب اوماتيكا و لم تلاحظ السيارات السوداء الآتيه خلفه لهرولتها علي السلم كي تتسابق برؤيته و كانت علي وشك تخطيه آخر خطوة.. عندما استمعت إلي جملة جمدت الدم في عروقها

عندنا أمر بالقبض علي أمينه الراوي بتهمه قتل سيدة الاعمال فيروزة المنصوري

يُتبع.... 

Continue Reading

You'll Also Like

11.2K 273 22
عندما يكون القريبين هم الخائنين فهذة تكون النتيجة !🖤 بقلم شهد محمود
11M 977K 58
معشر أمسكت حلومهم الأر ض وكادت لولاهم أن تميدا فإذا الجدب جاء كانوا غيوثا وإذا النقع ثار ثاروا أسوداً تتبع الهوى روحي في مسالكه حتى جرى الحب مجرى ال...
2.7M 77.9K 41
في إحدي الليالي حيث تجمعت الغيوم في سماء تلك المدينة الكبيرة تلبدت فيها السحب بإصرارٍ علي يومٍ ممطر، كان الظلام قد أسدل ستاره عندما كانت تلك السيارة...
195K 6.2K 27
مالك اكبر مصنع سيارات وصاحب اكبر شركه استيراد قطع غيار يقع فى حب السكرتيرة