رد عليه "حسن" قائلاً ، و هو ينظر إليه من أعلاه لأسفله بنظرات متفحصه ، يشعر بشئ غريب تجاه ذلك الصبي منذ مده ، و لكن لا يعلم ما هو
_ بس مش شايف أن الاجازه طولت شويه ، شهر و زياده ماحدش يعرف عنك !حك "يامن" لحيته الكستنانية الخفيفه المنمقه التي تشبه أمان كثيرًا و أردف بصوت ذو مغذي:-
- فعلاً طولت ، بس تقدر تقول وصلت ليا حاجة قريبة من قلبي ، أسيبها و لا أحاول على قد ما اقدر اعوض اللي فات منها ، و اكتمل بيها ؟!عقد "حسن" حاجبه بإستغراب من حديثه المستتر ، و لا يفهم مقصده ، فذلك الشاب دائمًا ما كان غامض بتلك الطريقة ، لا أحد يفهم ما به ، زفر الهواء بنفاذ صبر و تحدث بصوت رجولي أجش رخيم:-
- عايزك !نظر الآخر إلي ساعه يديه و تحدث بصوت هادئ قد المستطاع:-
- مش فاضي ، لما ارجع يبقي لينا كلام !ليذهب من أمامه بدون قول كلمه أخري، يولج إلي سيارته مغلقًا الباب خلفه بحدة، ليراقب حسن ذهابة بأعين ضيقة و يبدو أن شكه كان في محله
..........................................................................................
توقفت تلك السيارة الوردية الرياضية ، أمام ذلك الصرح الشامخ ، لينظروا الحارسان اللذان يقفان أمام البوابة إلى بعضهم البعض بإستغراب ، يضع كل منهم يديه على مسدسه الخاص ، و هم علي أهب الاستعداد لأي شئ قادم
ليفتح زجاج السياره اتوماتيكيا ، لتظهر تلك الأعين الزيتونة الناعسة ، بجمال طبيعي جذاب ، و هي تحمل الهاتف بين يديها و تضعه على أذنها
و تنظر إلي ساعتها المزينة ساعدها الأيسر ، و أومأت بخفه ليقع خصلات شعرها على وجهها بشكل ساحر لتتحدثت و هي تنظر إلى الصرح الذي أمامها بابتسامة :-
- تمام يا أستاذ هيثم.هيثم بنبرة عملية جادة :-
- بالتوفيق يا مادي ، بس مش عايزك تنسي يا مادي ده رجل أعمال كبير ، و لن الجريدة ماحدش يعرف أنها بتاعته ، ده لأن أغلب حياته عايش برأ مصر ، أهله و عائلته كلهم كانوا بعاد عن الصحافة، و المؤتمرات ماحدش بيروحها و بيبعت نائب عنه ، ده يعتبر أول مؤتمر رسمي يشترك فيه شخصيًا، مش عايز هبلك و جنانك ده معاه !إجابته مادي بسخرية قائلة :-
ليه ؟ ، هو حد قال لحضرتك قبل كدا إني مجنونه يعني !
أتاها رد هيثم الساخر : لا لسمح الله ده أنتِ ست العاقلين !
ضغطت على يدها ، و هي تحاول كبت غضبها علي ذلك المتعجرف من وجهه نظرها ، تحدثت معه ببعض الكلمات المقتضبه ، و أغلقت معه ، كان الحارسان على وشك الذهاب إلى تلك السيارة و معرفة صاحبها ، لكن عندما خرجت تلك الحسناء توقفوا أماكنهم ، وهم ينظرون إلى بعضهم البعض ، انحنت لأخذ الملف من السيارة حيث كان في الكرسي الخلفي مع حقيبة يديها ، و عندما رفعت جسدها من السيارة و كانت علي وشك غلق الباب ، اصطدمت بحائط بشري و كانت علي وشك السقوط ، لولا تلك اليد التي منعتها من السقوط لتصطدم بصدره..........................................
أنت تقرأ
جُ1 بحر النسيان جُ2 قَيصر قَصرها
Romanceالماضي هل يُمحى؟! سؤال يعرف إجابته الجميع فـليته كان يُمحى لما وصلنا إلى ما نحن عليه الآن كُلًا منا يريد العودة بالزمن ليصلح أخطاء فعلها و ندم عليها و نتمنى مع كل لحظة فرصة محوها من صفحات حياتنا و لكن حتى إن أتت تلك الفرصة يبقى للماضي أثر على صف...
الفصل الأخير- الجزء الأول
ابدأ من البداية