الفصل الأخير- الجزء الأول

ابدأ من البداية
                                    

رد عليه "حسن" قائلاً ، و هو ينظر إليه من أعلاه لأسفله بنظرات متفحصه ، يشعر بشئ غريب تجاه ذلك الصبي منذ مده ، و لكن لا يعلم ما هو
_ بس مش شايف أن الاجازه طولت شويه ، شهر و زياده ماحدش يعرف عنك !

حك "يامن" لحيته الكستنانية الخفيفه المنمقه التي تشبه أمان كثيرًا و أردف بصوت ذو مغذي:-
- فعلاً طولت ، بس تقدر تقول وصلت ليا حاجة قريبة من قلبي ، أسيبها و لا أحاول على قد ما اقدر اعوض اللي فات منها ، و اكتمل بيها ؟!

عقد "حسن" حاجبه بإستغراب من حديثه المستتر ، و لا يفهم مقصده ، فذلك الشاب دائمًا ما كان غامض بتلك الطريقة ، لا أحد يفهم ما به ، زفر الهواء بنفاذ صبر و تحدث بصوت رجولي أجش رخيم:-
- عايزك !

نظر الآخر إلي ساعه يديه و تحدث بصوت هادئ قد المستطاع:-
- مش فاضي ، لما ارجع يبقي لينا كلام !

ليذهب من أمامه بدون قول كلمه أخري، يولج إلي سيارته مغلقًا الباب خلفه بحدة، ليراقب حسن ذهابة بأعين ضيقة و يبدو أن شكه كان في محله 

..........................................................................................

توقفت تلك السيارة الوردية الرياضية ، أمام ذلك الصرح الشامخ ، لينظروا الحارسان اللذان يقفان أمام البوابة إلى بعضهم البعض بإستغراب ، يضع كل منهم يديه على مسدسه الخاص ، و هم علي أهب الاستعداد لأي شئ قادم

ليفتح زجاج السياره اتوماتيكيا ، لتظهر تلك الأعين الزيتونة الناعسة ، بجمال طبيعي جذاب ، و هي تحمل الهاتف بين يديها و تضعه على أذنها

و تنظر إلي ساعتها المزينة ساعدها الأيسر ، و  أومأت بخفه ليقع خصلات شعرها على وجهها بشكل ساحر  لتتحدثت و هي تنظر إلى الصرح الذي أمامها بابتسامة :-
- تمام يا أستاذ هيثم.

هيثم بنبرة عملية جادة  :-
- بالتوفيق يا مادي ، بس مش عايزك تنسي يا مادي ده رجل أعمال كبير ، و لن الجريدة ماحدش يعرف أنها بتاعته ، ده لأن أغلب حياته عايش برأ مصر ، أهله و عائلته كلهم كانوا بعاد عن الصحافة،  و المؤتمرات ماحدش بيروحها و بيبعت نائب عنه ، ده يعتبر أول مؤتمر رسمي يشترك فيه شخصيًا، مش عايز هبلك و جنانك ده معاه !

إجابته مادي بسخرية قائلة :-

ليه ؟ ، هو حد قال لحضرتك قبل كدا إني مجنونه يعني !

أتاها رد هيثم الساخر : لا لسمح الله ده أنتِ ست العاقلين !

ضغطت على يدها ، و هي تحاول كبت غضبها علي ذلك المتعجرف من وجهه نظرها ،  تحدثت معه ببعض الكلمات المقتضبه ، و  أغلقت معه ، كان الحارسان على وشك الذهاب إلى تلك السيارة و معرفة صاحبها ، لكن عندما خرجت تلك الحسناء توقفوا أماكنهم ، وهم ينظرون إلى بعضهم البعض ، انحنت لأخذ الملف من السيارة حيث كان في الكرسي الخلفي مع حقيبة يديها ، و عندما رفعت جسدها من السيارة و كانت علي وشك غلق الباب ، اصطدمت بحائط بشري و كانت علي وشك السقوط ، لولا تلك اليد التي منعتها من السقوط لتصطدم بصدره..........................................

جُ1 بحر النسيان   جُ2 قَيصر قَصرها حيث تعيش القصص. اكتشف الآن