Mafia's inferno _الجزء الأول_

17_قلوب سوداء

مرت ثلاثة أشهرٍ على ذلك الحدث الأليم ليُكون شهر فبراير/شباط قد حل هو و تقلباته

كانت ليلةً هادئة تلبدت سمائها بغيومٍ رمادية، بعد مدةٍ صدع الرعد و لمع البرق لكن المطر لم ينهمر و كان إدوارد ينظر إلى هذه التقلبات من نافذة غرفته ليأتيه صوت جون من خلفه
- أمازلتَ تحب الجو الغائم؟
- قليلًا -إتجه إدوارد ليجلس مقابل جون و أردف بجدية- علينا الحديث يا جون، لدي مواضيع مهمة للنقاش
- أنا في الإستماع
تنهد إدوارد لبرهة ثم أطرأ مع إبتسامةٍ صغيرةٍ تكاد لا تُرى حتمًا لم تكن سعيدة
- أتَذْكُرُ تلك المرأة، زوجة المدعو دولف؟
- أجل أذكرها، ما خطبها؟
إتسعت إبتسامة إد قليلًا جدًا ثم صرح
- هي خالة مايا
إتسعت عينا جون ليسأل بصدمة
- من الذي قال لك هذا؟!
- أنا إستنتجته، ألم ترى أنها تشبه مايا كثيرًا؟ و كذلك تشبه كاتيا، كما أن لهما نفس اللقب و كاتيا حادثتني من قبل عن أختٍ صغرى لها تدعى كريستين، لا يعقل أن يكون كل هذا صدفة!
رمش جون بغير تصديق و تمتم
- واو! كم أن العالم صار صغيرًا! لكن، لماذا تخبرني عن هذا الآن؟ هل تنوي على شيء؟
إختفت إبتسامة إدوارد و نفى
- لا، لم يعد يهمني الأمر بتاتًا، كنت أفكر في البحث عن فتاتها المفقودة من أجل أن تكون مع مايا بعد أن أعثر عليها هي الأخرى، كما تعرف، مايا كانت حزينةً على ما حدث لها لذا قلتُ أن وجود فتاةٍ من عائلتها سيُخفف عنها لكن الآن مايا رحلت ولا جدوى من هذا
زم جون شفتيه بعبوس قبل أن يقول مغيرًا الموضوع
- إذًا، أهناك موضوعٌ أخر غير هذا؟
- أجل -تنهد إدوارد و وضع يديه المتشابكتين فوق الطاولة ثم أردف لجون بجد- قبل أسبوعين إتصل بي لوسيفر، تحدثنا عن علاقتك مع إيملي و غيرها و قد طلب مني طلبًا ما و أنا صِدقًا لم أجد مانعًا للرفض لكن بما أن الأمر يتعلق بإبنك فيجب عليَّ إخبارك، لوسيفر يريد أن يزور جاك الشهر القادم
زفر جون بعدم الراحة ليُجيب بضيق
- حسنًا، دعه يفعل لا أمانع
- لكن، ليس هذا كل ما قاله لي
- ماذا إذًا؟!
- يريد أن يزوره كل شهرٍ بداية من الشهر القادم
- لماذا؟!
- لا أدري، قال أنه يرغب بفعل هذا وحسب
- اللعنة!
شتم جون و هو يعيد ظهره للخلف و يشعبك شعره
- جون لا تُعَقِدْ الأمر، دعه يزوره، إنه مجرد يومٍ في الشهر و سيمر بسرعة
- أخاف يا إد، أخاف من أن يبدأ الحديث عن الماضي
- لن يفعلها، لو تحدث فهو أول شخصٍ سيكرهه جاك، و لا أظنه يرغب بهذا
- ربما يكذب و...
- لن يفعل ذلك صدقني، أعرفه جيدًا، لن يفعلها
زفر جون هذه المرة بعد كلام إد و سكت لثواني قبل أن يُبدي رأيه بعصبية
- إن تغيرت تصرفات جاك معي بعد زيارته أقسم أني...
تنهد إد بتعب و قاطع تهديد جون
- جون، أرجوك، من أجلي فقط حاول وضع أعصابك في ثلاجة فأنا حقًا لستُ قادرًا على التحمل مثل هذه المشاكل التي قد تولع حروبًا لست مستعدًا لأبدأها
بدا صوته مترجيًا و متعبًا مما دفع بجون دون تفكيرٍ للموافقة حفاظًا على صحة أخيه
- حسنًا سأفعل، أنت فقط لا تقلق -حلت بعض لحظات الصمت التي قطعها جون- إذًا، أمازلت هناك أمورٌ للحديث عنها؟
- أجل -عدل إدوارد جلسته مصرحًا- لدينا مهمةٌ جديدة،
عَنْوِنْهَا بـ"مهمة السفارة"
تفاجأ جون من كلام إدوارد الذي بدا جادًا للغاية لكن كل ما صدر منه كان موافقةً خفيفة برأسه و إمساك الملف بيديه لتفحصه