19_في الجبال "2"

3.1K 203 8
                                    

فتحت لونا عينيها بعد أن نامت بعمقٍ لا تذكر له أي مثيل، تثأبتْ و هي تُحس بالنشاط في جسدها لعل أبرز
أسبابه هو النوم المريح و الهواء في هذه المنطقة

وقفت بعيدًا عن السرير و عدلت شعرها الذي تخرب ثم ثيابها لتنزل بعد ذلك إلى الأسفل فتقابلت مع جارد و هو يعدل نفسه أمام المرآة قرب باب البيت
- صباح الخير
قالت بينما تتقدم منه ببطء فنظر إليها من المرآة ثم رد
- و صباحك
نظرت حولها فوجدت فوق طاولة المطبخ كيسًا غريبًا دفعها لتسأل
- ما هذا الكيس؟
- إفطاركِ
رد عليها جارد و هو يعدل شعره مما جعلها تستغرب و تستفسر
- من أين أحضرته؟! أتوجد بقالةٌ هنا؟!
- شخصٌ ما أحضره
همهمت على جوابه الغريب ثم ذهبت لتتفقد ما يوجد داخل الكيس لأنها بالفعل جائعة، لكن قاطعتها ملاحظتها لجارد على وشك المغادرة فترجلت من مكانها و إقتربت منه لتسأل
- لحظة! إلى أين أنت ذاهب؟!
توقف جارد أمام الباب بعد خطوة بسبب جملتها ثم أعطاها نظرةً من فوق كتفه فيها نوعٌ من الغضب و أجاب من بين أسنانه
- لدي أعمال
- و ماذا عني؟ أأبقى هنا وحدي؟!
- أجل! لن يحدث لكِ شيء، المنزل مُحصن ولا توجد أشباح!
خرج هذا الكلام من ثغره غاضبًا لأنه بالفعل على أعصابه ولا قدرة له لتحمل تفكيرها الطفولي

زفر و هو يبتعد من جديد عن الباب ببضع خطوات لكن سمعه إلتقطها و هي تصرخ من خلفه
- لكني لم أعثر على الحمام!
لوح لها بيده و هو مستمرٌ بالإبتعاد عن مخرج المنزل و يجيب جملتها السابقة
- إنه في آخر الرواق الأيسر، و إياكِ أن تخرجي حتى أعود
أضاف الجملة الأخيرة لأنه تذكر لحظة وصولهم البارحة و كيف أنها أُعجبت بالطبيعة لذا حذرها من مغادرة البيت رغم أن المنطقة بأكملها أمنة، لكن هو لم يكن ذاهبًا للقيام بأمور أمنة لذلك يجب أخذ الإحتياط

شاهدته لونا و هو يركب سيارته و يغادر تاركًا إياها خلفه هنا وحدها في مكانٍ لا تعرف مكانه في الخريطة حتى، تنهدت بعمقٍ بعد أن غادر منظره مدى بصرها فأغلقت الباب خلفه ثم ذهبتْ لتتفقد الكيس الذي إحتوى رغيف خبز و علبة زبدة فول سوداني، علبة عصير صغير و بعض الجبن و حقًا لم تُحِب هذا الإفطار فجلست على الأريكة بملل، لا طعام داخل بطنها ولا مرح خارج البيت، تنهدت و قد قررت أن تغيِر نفسها قليلًا ثم تجد حلًا للطعام

صعدت إلى الحمام و الذي كان شبيهًا بالغرفة فعثرت فيه على الكثير من مستحضرات التجميل و خطرت في بالها فكرة تجريبها، جمعتها كلها في علبة و أخذتها إلى غرفتها لتحتفظ بها قريبًا منها

غسلتْ وجهها جيدًا و غسلتْ أسنانها ثم ذهبت لتختار ثيابًا جيدة من الثياب القليلة التي إقتناها الأشقر لها

رتبت الغرفة و وضعت مقتنياتها البسيطة في الحمام ثم نزلتْ للتتعامل مع الأكل، أبعدت زبدة الفول السوداني فهي لا تحب مذاقها القوي و رائحة الجبن جعلتها تشمئز، جربتْ الفرن فكان يعمل، لذا وضعت الخبز فيه ليصير مقرمشًا بما أن مِحْمَحَةَ الخبز لم تكن موجودة

Mafia's inferno _الجزء الأول_حيث تعيش القصص. اكتشف الآن