38_خيانة

3.2K 191 39
                                    

بدأت أذناها تلتقط الأصوات من حولها و بعد مدةٍ توضحت لتصير حوارًا واضحًا و هذا ما حثها على فتح عينيها ببعض التعب

تأوهت بنبرةٍ خفيفة و نظرت إلى الجهة الأخرى بعد أن أدركت أنها نائمةٌ على أريكة حينها لمحت ثلاثة أشخاص، أحدهم يجلس على الأريكة برخاء و امرأة تجلس على حافة الأريكة و صاحب الجثة الضخمة كما تسميه يتكلم معها، كانت ستنهض لتفهم ما يحدث لكن ذلك الصوت الذي تبع صوت إغلاق الباب جعلها تفتح فمها بذهول لتَظهر لتلك الشقراء التي ترتدي ملابس التدريب و التي دخلت قائلةً
- تبًا! كان التدريب صعـ...-توقفت عن الكلام بعد أن لمحت ذلك المرتخي على الأريكة ثم صرخت بالمرأة الجالسة- لماذا لم تخبريني أنه هنا؟!
كانت سيليا الجالسة على حافة الأريكة ستتكلم لكن كريس الجاثي تكلم بإستفزاز
- لماذا يخبرونكِ؟ هل تخجلين مني مثلًا؟
- الأمر ليس هكذا، أنا...
سكتت لورين بعد أن لمحت عيناها لونا التي جلست مبعدةً الغطاء عنها بعينان غارقتان بالدموع فنظر الجميع نحو لونا، حدقت لورين بسيليا التي إبتسمت و أومأت لها لتعود لنظر إلى لونا بأعينٌ دامعة، ثواني و تحركت نحوها معانقةً إياها بقوة

صفع كريس فخديه بخفة و نهض و هو يقول
- حسنًا، سأترك الشقراء مع الشقراء بأمانتكما و أذهب لإحضر الأشقر الأخر
ضحكت سيليا بخفة على هذا بينما قلب فارمر عينيه بملل ثم خرج كريس من المنزل

جث فارمر بمكان كريس و هو ينظر إلى لورين و لونا اللتان كانتا تتعانقان بقوة و تسألان بعضهما البعض عن أحوالهما بإستمرار، تنفس براحةٍ ثم قلب عيناه لسيليا فوجدها مركزةً عليهما بإبتسامة سعيدة ليسأل
- مسرورة؟
هزت له رأسه دون النظر إليه فدعم يده بالأريكة و إقترب من أذنها هامسًا
- إذن متى تنجبين لي فتاةً مثلها حتى نصير أكثر سعادة؟
نظرت إليه بسخطٍ و بعض الحمرة على خديها ثم ضربت صدره بغيض
- هذا ليس الوقت المناسب لهذه الأشياء!
ضحك فارمر بصخب و قد إلتفت يده حول خصرها ليسحبها نحو أحضانه فقاطعه صوت حمحمت لورين
- نعرف أنكما تحبان بعض لكن لدينا فتاةٌ صغيرةٌ هنا!
إلتفت كلاهما نحو لورين التي كانت تمسح على شعر لونا المعانقةِ إياها بشدة و كأنها سوف تهرب، تفطنت سيليا للوضع لتحاول الهروب من بين أحضان فارمر لكنه شد على خصرها مانعًا إياها من النهوض و أردف
- هل يمكنكِ يا لورين إبقاء بعض أسرار الدولة في الدولة؟!
- هي مازلت كلها في الدولة كما تعرف، أضف على ذلك،
لونا صارت واحدةً من الدولة!
نظر هو إلى لونا التي ترمقه بغيض ليسألها
- ألا يمكنكِ حتى النظر إليَّ بطريقةٍ عادية لأني أنقذتكِ
من الجحيم؟
نظرت كلٌ من سيليا و لورين إليه بأعين تحذيرية فرفعت لونا أبصارها للورين و سألت بإستغراب
- ماذا هناك؟ أيُ جحيم؟!
نهضت من حضن لورين و جلست لتسأل فارمر
- ماذا تقصد بكلامك؟!
سكت فارمر لثواني قبل أن يُبعد سيليا من بين أحضانه ليقول و هو ينهض و يتجه نحو لونا
- عاجلًا أو أجلًا ستعرف الحقيقة و هي تبدو أقوى مما تريانها و ستتقبل الحقيقة كاملةً
جلس أمامها على الأرض بينما هي تجلس على الأريكة و تنظر إليه بترقب، سمِعته أمر
- لورين، إذهبي و غيري ثيابك و أنتِ سيليا إهتمي بشيءٍ ما، أريد أن نتحدث أنا و لونا وحدنا قليلًا
فهمت سيليا ما كان يقصده بـ"إهتمي بشيء ما" فذهبت فورًا و تبعتها لورين التي أغلقت باب الصالة

Mafia's inferno _الجزء الأول_Where stories live. Discover now