4_مايا

9K 357 23
                                    

FLASHBACK
_خمسة عشر ساعة قبل إكتشاف جارد لهروب مايا_

حدقت تلك الشقراء بالصور التي كانت أمامها بكآبةٍ شديدة و هي تقبض على فستانها بينما تجلس نفس تلك الفتاة العاملة في بيت الدعارة الخاص بدولف و هي تضع ساقًا على ساق
- و لماذا ظهرتِ الآن؟
سألت مايا بخفوتٍ برغم أنها تشعر بالرغبة الشديدة في البكاء و الصراخ فأجابت الأخرى بضيق
- البارحة أَعْلَمَني جارد بكونه لا يريدني بعد اليوم و كل ما حدث بيننا كان مجرد تسلية لهذا قلت أنه من غير اللائق ترك امرأة أخرى تعاني معه!
- يمكنكِ المغادرة الآن
أمرتْ مايا دون مبرر فتفاجأت الفتاة و سألت بهلع
- ألن تفعلي شيئًا حيال هذا؟!
رفعت مايا نظرها إلى تلك المزعجة فإتنتفضت بضيق و خرجت من منزل جارد بينما تدمرت مايا تمامًا

هي لا تريد التصديق لكنها لا تستطيع إنكار الصور، أساسًا هذه ليست المرة الأولى التي تأتي عاهرةٌ لتخبرها بأن جارد قضى ليلةً أو ليالي معها لكن هذه كانت تملك صورًا و دلائل على لقائتها بجارد

هي تعرف أنه في الفترة الأخيرة صار مشغولًا للغاية و قد فَسَرَ ذلك بأن مهامه و أعماله لا تسمح له حتى بإمضاء يومٍ كامل معها و قد تفهمتْ هذا بحكم طبيعة عمله، ولكن ها هي تعرف أنه يخونها مع عاملةٍ من بيت دعارة، و أنه قد كذب عليها

ما فائدة كل تضحياتها بعد الذي حدث؟!

هي قد خاصمتْ كل أفراد عائلتها من أجله، إستعدتْ للموت من أجله في حال عرف أحدٌ بزواجهما، إستعدتْ لتضحي بروحها من أجله...من أجل "خائن"

كم كان صعبًا نطقها لهذه الكلمة

تَمَلَكَها الغضب و مَلَكَها الحزن، و تكسير كل تلك الصحون
و ضرب الأثاث لم يشفي غليلها، شعرتْ بالقذارة لبقائها هنا في بيته و في لحظةٍ من عدم التفكير السليم أخذت كل ما يخصها و ركبت سيارتها و إتجهتْ إلى...

لحظة!

إلى أين تنوي أن تتجه بالضبط؟!
منزل أهلها يقع في لندن و بينهما مسافة محيطٍ كامل، تعرف أنها لن تستطيع مغادرة امريكا دون معرفة جارد بذلك و هذا الأخير صار بيته قذرًا للبقاء فيه بالنسبة لها، إذًا أين المفر من القدر؟
بكتْ، صرختْ، ضربتْ المقود، شعرتْ بالذل، الإهانة، قلة الحيلة، الندم و كره الذات، شعرتْ بكل إحساسٍ يقسم القلب و يفتته قبل أن تقرر بطرف العقل الذي بقي لها الذهاب إلى فندقٍ لترتاح فيه ثم تتخذ القرار الذي سيغير
حياتها، إما إلى الأحسن و إما إلى الأسوء


END FLASHBACK
•••

كُسر باب المنزل بقوة و دخل فارمر و هو يصيح بجنون
- جارد! أين أنت؟! -سمع بعض الأصوات القادمة من الطابق الثاني فصعد بسرعة و إتجه إلى الغرفة التي كان الضوء منارًا بها ليجد جارد ينظر إلى ورقةٍ ما و هو ساقطٌ على ركبتيه دون حراك- جارد! ما الذي يجري؟! لقد إرتعبتُ عندما لم تجب على الهاتف، ماذا حدث؟! جارد تحدث!
- تَرَكَتْنِي...ذَهَبَتْ...رَحَلتْ و تَرَكَتْنِي!
- مايا؟!
أومأ له جارد لتنتقل تعابير الصدمة التي كانت على وجهه إلى فارمر الذي ما إن إستوعب المشكلة حتى سمع صوت صديقه المُحَرِضِ على إحضار ورطة
- لن أسامحها، خائنة، ضحيتُ من أجلها بكل شيء، وقفتُ في وجه زعيم الزعماء من أجلها، ثم...ثم تهرب بكل بساطة! -ضغط بشدة على الورقة التي كانت رسالة وداع منها- ستدفع الثمن، سأريها من هو ويس بوند
- جار...
- فارمر، جهز الرجال، أخبرهم أن يعثروا عليها بأقصى سرعة
قالها بطريقةٍ مرعبة حتى فارمر جعلته يرتعب منه و لكنه علق ناصحًا
- جارد، ألا ترى أن هذا مبالغٌ فيه؟! في النهاية هي زوجتك ولا يمكنك أن تحكم عليها من رسالـ...
أمسكه جارد من قميصه و جعله يستقيم
- فارمر، نفذ الأوامر ولا تتدخل بما لا يعنيك و إلا تعرف
ما سيحدث
أومأ له فارمر دون نقاش فهو يعرف جيدًا كيف يكون غضب جارد حارقًا و يجعل منه وحشًا بهيئة بشري

Mafia's inferno _الجزء الأول_Where stories live. Discover now