27_عالمه

3.5K 184 10
                                    

إتجه جارد و لونا نحو المدينة ثم إلى إحدى المطاعم المشهورة بالسمك المشوي و الذي كان له إطلالةٌ على الشاطئ و تناولا العشاء هناك ثم أكملا السهر مع التحلية

•••


- هذا المكان سيكون مرعبًا بدون أضواء!
علقت لونا و هي جالسةٌ مقابل جارد و تشرب العصير
فسأل الأخر
- هل تخافين الظلام؟
رفعت كتفيها و هي تكمل آخر قطرات العصير، مسحت فمها لتجيب
- ليس بقدر كرهي له!
- و البحر، تخافينه؟
- لا أعرف السباحة لذا أخاف أن أغرق لكني أخاف السفن كذلك -نظرت نحو البحر- ليس لدي ذكرياتٌ جيدةٌ معها
حدقت لونا في البحر بتمعن لتعود لذاكرتها صرخات كاميليا المكتومة و كيف رموها هي بدورها للبحر و كيف إجتاحها الشعور العارم بالبرودة و منظر ذلك القرش أمامها و كيف نجت بإعجوبة منه

إستفاقت من شرودها بعد تذكرها لأمرٍ ما سارعت للإفصاح عنه لجارد
- تَذَكَرْت! قلتَ أنك ستحكي لي عن الزعيم
حرك جارد كأسه قليلًا ثم رد عليها بعد تذكر الأمر
- آه أجل، بهذا الخصوص، مايا كانت إبنة "إدوارد ماديسون: و هو زعيم عالمنا
أخذ جارد رشفةً من شرابه و لم يسمع لونا التي تمتمت مع نفسها حين إستوعبت أمرًا قديم
- آه! لهذا السبب قالت لدولف: "أنا إبنة أعظم رجلٍ بريطاني" -شقهت فجأةً بفزع و أردفت بخوفٍ سائلةً جارد- هل إدوارد هذا يعيش في لندن؟!
- أجل
- إذن هو السبب في كل جريمةٍ حدثت في المدينة! شرير!
نطقت ما سبق بحنقٍ ليردف جارد
- لا، يستحيل أن يقتل الناس، المافيا لا يفعلون ذلك
- أليس هو من دمر السفارة الأمريكية؟!
- أجل صحيح، لكنه في العادة لا يفعل أمورًا كهذه، قام بها هذه المرة للإنتقام مني
- ينتقم منك! لماذا؟!
تنهد جارد بعمق و بدأ بسرد الماضي
- قبل سنوات و في يوم الإجتماع الشهري في لندن، إلتقيت صدفةً بمايا، يمكن أن تقولي أنه كان حبًا من أول نظرة، تواصلنا كثيرًا و تحدثنا دون علم أحد، في أحد الأيام أتى إدوارد إلى امريكا من أجل مهمةٍ ما و هناك تطورت علاقتي بمايا أكثر لأننا كنا أقرب و في إحدى الليالي عثرت عليها في إحدى الحانات و قد ثملت بشدة، أخذتها معي إلى هذا المنزل الريفي الذي نعيش فيه الآن و...حدث ما حدث بيننا -إتسعت عينا لونا ليكمل- صباح ذلك اليوم حدث بيننا شجارٌ لا أستطيع وصف مدى بشاعته، هي كانت تُحملني مسؤولية ما حصل برغم أنها مَن كانت في حالة ثمالة و دفعتني لفعل ما فعلته بها، غضبت مني و عادت إلى بلدها و لم نلتقي إلا بعد خمسة أشهر و مجددًا كانت ثملة و إلتقينا في الإجتماع الشهري و قالت لي أنها تريد أن تنام معي مجددًا، كبحت نفسي قدر الإمكان و أيقضتها من ثمالتها لكنها لم تغَيِر أقوالها و ضلت تقول أنها تحبني ولا تستطيع العيش بدوني و مجددًا عدنا معًا، لكن سعادتنا لم تدم طويلًا لأن إدوارد كان سيزوجها زواج مصلحة و قالت له أنها تحبني و قد قام بيننا شيءٌ من قبل، لذا بدأت حربٌ طاحنة بيني و بينه، لكنه لم يستطع فعل أي شيء لأنه في حال عرف أي أحد بالموضوع فمايا كانت لتُعاقب و ليس أنا، و في آخر مواجهةٍ لنا إختارت مايا البقاء معي و التخلي عن والدها و حدث ما حدث، أخذتها و عشنا مع بعض في هذا المنزل الريفي قبل أن نتزوج و ننتقل لواشنطن
- و ما الذي حدث حتى صرتما متشاجرين؟
- تذكرين الليلة التي هجمت فيها على بيت الدعارة الذي كنتي فيه؟ -أومأت له ليُكمل- عندما عدت للمنزل وجدت رسالة منها تقول لي أنها غاردت و لن تعود أبدًا و بعد أن بحثت عنها وجدت أنها عادت لوالدها بحجة أني كنت أخونها مع فتاة أخرى و قد قالت عني كلام سيئًا للغاية و إنفصلنا
- القصة حزينة جدًا لكن لدي سؤال، لماذا لا ترسل لهذا الإدوارد رسالةً تخبره فيها بأنك لم تفعل ما تم إتهامك به؟ سأشهد معك و أخبره أن مايا من قدمت نفسها لك
هز رأسه للناحيتين نافيًا الأمر
- لقد منع الأمريكين من دخول إنجلترا كاملةً و حتى إن دخلت فيستحيل أن يصدقني
- لكن، ما المشكلة إذا تزوجتْ هي من شخصٍ تحبه؟! هو كان سيزوجها لشخص لا تعرفه و قسرًا كذلك، إنه قاسيٍ للغاية!
- ليس هو القاسي بل أنا من لم يحترم القانون في المقام الأول، فأنا ما كان يجوز لي الزواج و بالأخص من فرد من عائلة الزعيم
- ماذا؟! لا يجوز لك الزواج! -أومأ لها موافقًا فحادجته
بإستغرابٍ ثم سألت- هل أستطيع أن أسأل؟
- إسألي ما تريدين
- ما هو الإجتماع الشهري الذي إلتقيت فيه بمايا؟
- هو إجتماعٌ شهري يجتمع فيه إدوارد بزعماء مافيا البلدان و يناقشون آخر المستجدات
- من هم زعماء مافيا البلدان و لِما لا يجوز لك الزواج؟!
- حسنًا هذا يحتاج الكثير من الشرح لذا ركزي معي جيدًا، نحن زعماء المافيا لا يجوز لنا الزواج
رفعت حاجبها و نظرت له بإستفهام
- إذن دولف يخلف القانون بزواجه من أمي؟!
- لا، فهو زعيم عصابةٍ لا تنتمي لواء "العائلة السوداء"
- ماذا؟! عقلي بدأ يتوقف!
- ركزي فقط، العصابة التي تحت ولاية العائلة السوداء
هي عصاباتٌ معترف بها من قِبل الزعيم إدوارد الذي يترأس منظمةً تدعى "H&A" و هي عصابات تخضع لقوانينه هو، الأمر يشبه المملكة، حيث إدوارد هو الإمبراطور و نحن ملوك المناطق التي يتحكم بها، في هذا العالم السفلي ليس كل شيءٍ منظم، و هو مليء بالتنافس، فهناك عصاباتٌ شاردة متفرقة تعمل لأجل نفسها مثل التي يملكها دولف، لها الكثير من الحريات و أعضائها يتزوجون بطريقة عادية كما أنهم في الأغلب من يقومون بعمليات إرهابية لأنهم لا يخضعون لقوانين الزعيم إدوارد، إن حدث و قررت الدخول لمنظمة "H&A" ستبدأ بالإمتثال للقوانين التي يسنها زعماء عائلة إدوارد المكناة بالعائلة السوداء، فهمتِ هذا المقطع؟ -همهمت فأكمل الشرح- حسنًا، هناك عدة عصابات وفيةٍ لهذه المنظمة، و في بعض البلدان المعينة هناك العديد من العصابات، و لكي يتحكم الزعيم جيدًا فيها، يعين زعيم عصابةً متفوقة كزعيمٍ على كل العصابات في ذلك البلد، و هذا هو الأمر، نحو الأحد عشر زعيمًا في حال تزوجنا قبل أخذ مناصبنا فزوجاتنا ستبقى معنا، لكن بعد ذلك لا يمكننا الزواج بعد، يحق لنا إمتلاك حبيباتٍ وحسب، و غير هذا سنتعرض لعقوبة، لنفترض أني تزوجت بفتاةٍ من عصابة أخرى غير إبنة الزعيم، كنت سأعاقب أنا لكن عندما تزوجت إبنة إدوارد هي من تعاقب لأن عائلة الزعيم تحكمها قوانين صارمة أكثر منا فالزعيم لا يمكنه الزواج أبدًا و مايا لكونها إبنته يجب أن تكون أكثر من تحافظ على القوانين لذا هي من تُعاقب
- و لِما كل هذا العبث؟! فقط، تزوجوا بطبيعة و توقفوا عن كل هذا!
- هذا ليس عبث فكلما صعدت بك المرتبة كثرت المسؤولية لذا يجب ألا يُشتتَ ذهنك بأفكارٍ غير العمل، كما أن إحتمالات الإغتيال تزيد حين تمتلك عائلة أصهار
- و كيف ولِدَت مايا مع هذا العبث؟!
- من حبيبةٍ ما لإدوارد
- و هل سمح لها إدوارد بالبقاء مع إبنتها؟
- ليس لدي معلوماتٌ كافية عن هذا الأمر، مايا أخبرتني أنها فقدت أمها و هي في عمرٍ صغير
- هذا مؤسف، و كيف صار إدوارد هو الزعيم؟
- صار كذلك بعد موت والده
- هل يرثون زعامة المافيا؟!
صرخت بفزعٍ جعل جميع الأبصار تتجه نحوه و حتى جارد أسقط كوبه لينسكب القليل مما فيه على الطاولة مما جعل لونا تمسح الفوضى بالكثير من المناديل الورقية و هي تسمع جملة جارد
- صه لونا ستكشفيننا!
حذر جارد فنظرت لونا حولها بخجل ثم همست
- أسفة لكني تفاجأة بشدة، هل يرثون زعامة المافيا؟!
- أجل، يموت الأب فيَخْلِفُ العصابة إبنه المختار
أومأت له بفهم ثم علقت بإعجاب
- جميلٌ جدًا، إذًا قلت لي أن المافيا لا يقتلون الناس؟
- أجل لا يقتلون المدنين
- ظننت أنكم تقتلون أي أحد دون إكتراث، إذًا ماذا تفعلون في حياتكم؟!
- مثل ما تفعلون أنتم كناس طبيعين مثلًا لو كنتِ مديرة شركة ماذا ستفعلين؟ ستنافسين الشركات الأخرى لتصيري الأفضل، هكذا نحن نتنافس لنرى من الأفضل و نبيع و نشتري المخدرات و السلاح و غيرها من الأمور غير القانونية
- و كيف تفلتون من الشرطة دائمًا؟
- الشرطة لا تلاحقنا بما أننا لا نؤذي العامة، الشرطة الفيدرالية هي التي تملك بعض الأسماء من رفاقنا، لكن، يمتلك الواقع تحت حكم العائلة السوداء فرصةً أكبر كون إدوارد يتفق مع رؤساء الشرطة الفيدرالية الطامعين في الثراء السريع بأن يتم غض البصر عن أعمالهم، و من جهةٍ أخرى يضع قوانين صارمة لنا بأن لا نلمس مدنيًا أو نكشف صفقاتنا للعلن، فالذين يؤخذونهم إلى السجن هم من يخلفون القانون علنًا و يقتلون الناس أو يتم الإمساك بهم في عمليات المخدرات و الأسلحة، هم يتظاهرون أنهم لا يعرفون بهذه العمليات و لكن إذا كُشف أحدهم فلن يتساهلوا معه
- آه فهمت -سكتت قليلًا لتنطق مغيرةً الموضوع- سأعترف لك، عالمك مليءٌ بالقوانين المملة لكني أحببته
- اووو هذا كلام شقي جدًا يا فتاة!
- أتعرف ما هو الشقي جدًا؟ أن أصير عضو مافيا
- هاهو! تحلمين، أتظنين كل أعضاء المافيا مثلي؟! هييه!الأمر أبشع مما يمكنكِ تخيله عزيزتي
رفعت يدها بإستفهام و سألت
- ما هو البشع؟!
- الحياة داخل عالم المافيا بشعة ولا يمكن تصور مدى حقارتها، فتاةٌ مثلك سيتم القضاء عليها في غضون أيام، على العموم دعينا من هذا الكلام أخبرني بقصة قلادتكِ
نظرت له لونا بغضبٍ و حزن ثم نطقت بملل
- لا أريد، هيا نعد للمنزل
رفع رأسه ليرى ملامح الخيبة التي خيمت على وجهها
فنهض من مكانه و أتى بجانبها، كوب وجهها بين يديه
- لونا ماذا أصابكِ؟!
- لا شيء فقط...لا، لا شيء
رفع جارد حاجبه بإستنكار و سأل
- يستحيل أن تكوني جادة بخصوص أن تصبحي عضو مافيا صحيح؟
- لا أنا فقط...
- هل جننتي أم ماذا؟! -ضرب الطاولة بقبضته و صرخ بها بغضب مما جعلها تنظر إليه بخوفٍ حقيقي- أتعتقدين أنهم سيعاملونكِ مثلي أو حتى مثل دولف؟! أقسم لكِ أنكِ ستتمنين لو بقيتِ مع دولف و قتلكِ و لم تدخلي إلى هذا المكان، أأشفقتِ على إدوارد لأن مايا ماتت؟! أنت لا تعرفين من هو إدوارد، إدوارد قاتلٌ لا رحمة في قلبه، و هل تظنين أنه وحده من يملك هذه السادية؟! كل عائلته ملعونة! أخوه جون، أتعرفين ما فعل؟! شنق أخته الكبرى بيديه و هو بعمر العشر سنوات، ينعتونه "بشيطان العائلة السوداء" كان هو من سيُعدم مايا لو عرف أحدٌ بزواجنا، هو من يُعدم كل خونة عالمنا دون أن يرف له أي جفن و أخوهم الأخر دانيال قد تسبب في نقص عدد الفتيات العذرى لأنه كان يغتصب كل فتاةٍ يصادفها في طريقه كما أن إدوارد ليس وحيدًا، هو يملك طفلًا أخر ليس إبنه الحقيقي و هو يدعى أيس ولا أحد يعرف بالأمر عداي لأن مايا أخبرتني، هو إبن أخيه الأكبر لوكاس، من سوء حظه أن والدته من المافيا الناعمة، تسألين ما هي المافيا الناعمة؟! سأخبرك، هن نساءٌ يغتصبن الرجال! أجل نساءٌ يتزوجن بالرجال من أجل أن ينجبن الجيل القادم و بما أن الرجل هو من يحدد جنس الطفل فإن أنجبت هي طفلًا من حقها قتل زوجها و هذا ما فعلته زوجة لوكاس، لو لم يأخذ إدوارد أيس من بين يديها كانت لتحوله لوحش يكره الرجال و يدافع عن الإناث، و هل تنظنين أن موت أبيه أمام عينيه و كل ما حدث له في طفولته لم يؤثر عليه؟! أيس هو وحشٌ بشري شرس، لقد أحرق ميتمًا للفتيات و هن فيها، 500 فتاةٍ لا تتجاوز الثامن عشرة ماتت محروقة و هو مازال ينام بكل راحة بال فما بالك بكِ أنت في هذا العمر!
أحس جارد بشيءٍ على كتفه قاطعه فإستدار بسرعةٍ ليجد رجلًا قال له
- سيدي! أنا أسف، لكنك تصرخ بجنون و أنت تزعج الناس هنا، كما أنك...دمرتَ الفتاة!
إلتفت جارد للونا ليرى كيف كانت تبكي فنطق بسرعة محادثًا النادل
- شكرًا لك على التنبيه، و أنا أسفٌ على الإزعاج الكبير
أجاب الرجل كلامه بإيماءةٍ بسيطة ثم إبتعد بينما إقترب جارد من لونا و أمسك وجهها بين يديه
- لونا! إهدئي، لم أقصد الصراخ عليكِ
تنفست بصعوبةٍ و سألت بتقطع
- لِمـ...لِما...أحرق...الميتم...لِما؟!
- لأن المديرة رفضت جعله ميتمًا مختلط
شهقت ببكاءٍ ثم أردفت
- ماذا لو وجدني...لو ذهبتُ للميتم...كان سيَحرقه...لو...
عانقها جارد بقوة و همس لها
- لم أكن لأسمح له بفعل ذلك، لذا إهدئي
مسح على شعرها لتهدأ و هي بادلته العناق حتى صار لا يفرق بين نبضه و نبضها بسبب قربهما، أحس أنه إرتكب خطأً بإخبارها بتلك الأشياء عن عالمٍ لا يمكنها أن تفهمه و هي بهذا القدر من النقاوة

Mafia's inferno _الجزء الأول_Место, где живут истории. Откройте их для себя