Mafia's inferno _الجزء الأول_

30_الكنز و الدم "2"

بدأ جارد يفتح عينيه ببطءٍ و لم يردد لسانه سوى إسمها و سرعان ما نهض بذعرٍ مستقيمًا بجزئه العلوي
- هل أنت بخير؟!
أتاه ذلك الصوت الذي أحس أنه سمعه من قبل فنظر نحو صاحبه ثم سأل بصدمة
- أنت!
- سألتك هل أنت بخير، فإن لم تكن سأنادي الطبيب
نظر جارد له بإستغراب و فرك عينيه
- ما...كيف...هل صرتَ شرطيًا أم ماذا؟!
إبتسم الرجل و جلس بجانب جارد
- كنت كذلك منذ سبع سنوات و مازلت كذلك
- إذًا لِما كانت متسولًا في الخارج؟!
- لأني أحب حراسة المدينة ليلًا و أحب أن أكون متسولًا لأرى معاملة الناس لأدنى طبقات المجتمع
- ألا يعتبر التظاهر بالتسول و أخذ المال سرقة؟!
قهقه نوا بمرح ثم صرح
- أنا لا أخذ أي مالٍ من أي أحد، أساسًا لا أحد يقدم لي المال إلا من له هم في قلبه أو مريض في المستشفى أو
مشكل عمل أو شيء من هذا القبيل فندردش قليلًا و إن أصَرَّ عليَّ كثيرًا أقول له ماذا ستفعل إن لم أكن متسولًا حقيقيًا فيشك و يغادر أخِذًا ماله
- شكرًا لأنك سردتَ لي قصة حياتك و الآن أخبرني كيف وصلتُ إلى هنا و لِما أنت هنا معي؟
- لقد أبلغ الناس عن حالة إختطافٍ في الحديقة العامة و أحدهم صوَّرَ السيارة التي قامت بالعمل لذا قمنا بتتبعها و عندها وجدناك في طريقنا -عادت لذاكرة جارد الأحداث التي حدثت فزفر بتعب- يبدو أنك مهموم!
رفع جارد رأسه نحو نوا و أردف بقلق
- خطفوا لونا، أخذوا المسكينة، أنا خائفٌ من أن يؤذوها
- مَن لونا؟!
- الفتاة التي حدثتك عنها في المطعم، بالمناسبة أنا...
قاطعه نوا قبل أن يكمل و رمى يده للمصافحة
- جارد ويس بوند، زعيم عصابات امريكا السابق -توسعت عينا جارد و نظر له بصدمة و هو يكمل- أنا نوا ميبر، محقق في قسم الشرطة
صافحه جارد و مازال ينظر له بإستغراب
- كيف عرفت من أكون؟!
- أنا على إطلاعٍ دائم بأحداث المافيا، أحب مراقبة أحداث حياتهم، لا تقلق هذه ليست جوسسة
- حسنًا إذن، ستُساعدني على إيجاد لونا صحيح؟
- طبعًا، لقد تم تكليفي بهذه المهمة، في الحقيقة أنا من أردت ذلك لأني خفتُ عليك، فأنت لا تعرف ماذا عليك أن تفعل
- ماذا تقصد؟
- يجب ألا يعرف أحدٌ أنك من المافيا لأنهم إن عرفوا فلن يساعدوك و ستكون وحدك
- لحظة، لحظة! ظننتك قلتَ أنك تعرفني!
- أجل، أنا أفعل لكن ليس كل فريقي
- و لِما لا يجب أن أخبر أحد؟
- حينها تُعتبر مشكلةً بين المافيا و كما تعرف الشرطة لا تتدخل في مشاكل المافيا لذا سينسحبون
- أستطيع إنهاء الأمر وحدي
- يستحيل ذلك كما أني لن أسمح لك
- أسف نوا لكن لونا هي روحي الثانية لا أريد المخاطرة بحياتها
نهض جارد عن السرير و فصل كل الأجهزة عنه
- على رسلك إلى أين؟!
إرتدى جارد سترته و إتجه للبس الحذاء
- أين عثرتَ عليَّ عندما هربتُ من بين أيدهم، سأعود و أنقذ لونا منهم
وضع يده على المقبض و هو على وشك الخروج فقاطعه الأخر
- لقد تدخلنا بخصوص المنزل الذي كان هناك، كما أننا فتشنا المنطقة كلها، عثرنا على عناصر مافيا، لكن ليس طفلةً صغيرة
إستدار جارد بسرعة و على وجهه علامات الصدمة ليسأل
- إذًا أين هي لونا؟!
- هذا ما أحاول أنا و أصدقائي معرفته لذا يجب أن تتعاون معنا يا جارد لا تعاندنا -إقترب نوا منه و وضع يده على كتفه- أنا بجانبك و هذه ليست أول حالة إختطافٍ أتعامل معها لذا لا تقلق، الآن عليك أن تأتي معي لمركز الشرطة لتُدلي بشهادتك حول ما حصل، و تذَكر، عليك ألا تُظهر بأنك عميل مافيا
أومأ جارد دون نقاش ثم سارع لتوقيع أوراق المشفى للذهاب إلى مركز الشرطة