29_الكنز و الدم

3K 176 5
                                    

فتحت عينيها و لم ترى سوى الظلام، ظلامٌ حالك جال لدقائق طويلة

بدأت لونا تنادي على جارد لعله يجيب لكنها لم تسمع سوى صدى صوتها، نادت أي أحد ليساعدها لكن لا جواب، تعثرت قدمها في شيءٍ ما و بسبب الظلام لم تقدر على رؤيته فوضعت يدها على ركبتها التي أُصيبت و تأوهت بألم و لكن قاطعها سماعها لصوت جارد الصارخ يناديها، نادته و هي تبحث عنه بعينيها و تخبره بأنها هنا لكنها لم تعثر عليه، فجأةً سقطت على ركبتيها و لم تعد قادرةً على التحرك، و كأن كفيها و ركبتيها إلتصقوا بالأرض بغراءٍ قوي، حاولت الإبتعاد عن الأرض لكن رأت  ضوءًا غريبًا يقترب منها تبعه زمور سيارة، إلتفت إلى الضوء الذي بات يقترب منها و حاولت أن تصرخ لتجيب جارد الذي مازال ينادي عليها لكنها لم تجد نفسها سوى قد نهضت بجزئها العلوي من السرير تحاول إلتقاط أنفاسها بصعوبة

"كابوسٌ مرعب"

وضعت يدها على رقبتها و حاولت التنفس بعمق ثم مسحت عن وجهها حبات العرق التي كانت عليه و أبعدت الغطاء عنها لتذهب إلى الحمام، غسلت وجهها و رقبتها فإرتعش جسدها فجأةً عندما أحست بالبرد برغم أن الصيف ولج هذا اليوم الذي سيكون أطول يوم في السنة، تنهدت و عادت إلى سريرها و إحتضنت الغطاء بقوة و ذلك الألم أسفل بطنها يزيد، أحست بأن شيئًا ما يُعصَرُ داخلها لذا تأوهت بصوتٍ منخفض و كادت تبكي، هذا حقًا مؤلم، عضت شفتها و نهضت من السرير، ستخبر جارد، يجب أن تذهب للطبيب، لقد تجاهلت الألم بما فيه الكفاية منذ أربعة أيام، لم تعره إهتمامًا لأنه لم يكن قويًا، لكن حاليًا، تشعر أن أحشائها تسقط

نزلت إلى الأسفل و هي بالكاد تستطيع المشي فوجدت جارد متكئًا على الجدار يشرب قهوته و يشاهد شيئًا ما في هاتفه، همست إسمه بتعب و إقتربت منه ببطءٍ ثم أردفت بنبرة باكية
- جارد!
إنتبه لها فوضع كوبه و هاتفه فوق الطاولة و إقترب منها
- لونا! ما خطبكِ؟! -مسحت عيناها و شهقت ببكاء فنزل على ركبه لمستواها- حلوتي ماذا حدث؟
- بطني يؤلمني بشدة
نطقتها بشهقة ليكوب وجهها بين يديه
- أين يؤلمكِ؟
أشارت بيدها للمكان و سرعان ما مسح على شعرها و هدأها
- إهدئي حلوتي لا بأس، لا بأس، تعالي
حملها بين ذراعيه و عاد بها لغرفتها ثم أحضر لها دواءً مسكنًا للألام

نامت طوال الفترة الصباحية و لم تستيقظ إلا عصرًا لتجد جارد جالسًا هناك بالقرب من سريرها، سألته و هي تمسح النعاس عن وجهها
- ماذا تفعل هنا؟!
نظر لها بإبتسامةٍ واسعة
- أنتظر أن تفتح حلوتي عينيها -إستقامت بجزئها العلوي ليسألها عن حالها- كيف تشعرين الآن؟
- أفضل مئة مرة مما كنت عليه
- ما الذي حدث لكِ؟
- لا أدري، إستيقظت متعبةً و بدأت أشعر ببطني تُعصر
- في الحقيقة عندما سألتكِ عن الألم أشرتي إلى أسفل بطنكِ قليلًا لكن لا يهم، هل أنتِ جائعة؟
- لا، لستُ كذلك
أبعدت الغطاء عنها لتنزل من السرير فسألها مستغربًا
- إلى أين؟!
- سأرتدي ثيابي و أخرج لشم بعض الهواء في الحديقة الخلفية
- إذا أردتِ سنذهب إلى الحديقة العامة
- حقًا تريد أن نذهب؟!
- سأفعل أي شيء يجعلكِ تبتسمين
قوست لونا شفتيها و شكرته على إهتمامه ثم جهزت نفسها و ذهبا إلى الحديقة

Mafia's inferno _الجزء الأول_Where stories live. Discover now