1_حبيسة المافيا

31.9K 708 101
                                    

وضع ذلك الرجل صاحب الشعر البني يده على رأسه الذي بدأ ينزف لينظر بغيضٍ و غضب إلى تلك الفتاة التي كانت دموعها كافيةً لإغراق الغرفة التي هما بها

بعد أن تأكد من أنه ينزف و أنها هي سبب ذلك لكن جرحه لا بأس به، مد يده الأخرى و أمسك برقبتها متمتمًا بنبرةٍ حادة و زمجة سخط
- بائسةٌ مثلكِ تضربني على رأسي و تُسيل دمائي! حثالةٌ مثلكِ تمنعني من أخذ حقي من هذا الجسد المتعفن! -هزت لونا يدها بثقلٍ و وضعتها على يده التي على رقبتها تُنذره بأنها لا تستطيع التنفس لكنه لم يهتم و أكمل التهديد- إستمعي إليَّ يا كتلة اللحم المتعفن، سأعود مجددًا لأخذ ما أريد، تذكري هذا جيدًا
أبعدها عن الحائط قليلًا ليعيد ضربها به بقوةٍ جعلتها تسقط أرضًا

إتجه هو ليخرج من الغرفة و هو يجر قدمه التي إلتوت عندما حاول إمساك لونا التي لم تكتفي بهذا فكسرت كأسًا فوق رأسه للتو و هذا فَجْرَ ذلك كل براكين غضبه

ضرب الباب بقوة بعد مغادرته مما جعله لونا تضع يداها على أذنيها و هي تبكي بحرقة شديدة و تحاول
إسترجاع أنفاسها في نفس الوقت

برغم أنها حبيسةٌ منذ ثمانية أشهر و هناك ثلاث رجالٍ حاولوا إغتصابها لحد الآن و قد قتلت منهم إثنين في محاولةٍ للدفاع عن نفسها و صارت قاتلة و قد حاول أخرٌ فعل ذلك بها اليوم و هو يبدو أكثر شراسة من سابقيه فقد هددها و كاد يقتلها كذلك، برغم كل الذي حصل معها فلا شيء منه يدفعها للبكاء بهذه الحرقة لأن السبب الحقيقي كان تلك الطعنة داخل قلبها الصغير و التي مازلت تنزف
ما يؤذيها ليس ما يحدث معها، ما يؤذيها حقًا هو سبب ما يحدث، والدتها، أمها، المرأة التي يجب أن تحميها من الخطر قد رمتها فيه دون أي شفقة!

حاولت أن تُبرر فعلة أمها بأن زوجها هددها بالقتل أو أن أمها كانت ثملةً و لم تعرف ما فعلته، لكن هل بقيت ثملةً لثمان أشهر؟! لماذا لم تأتي لتخرجها من هنا؟!
"لِما؟!" السؤال الذي لم تجد له لونا أي جوابٍ منطقي

فتحت لونا عينيها لتدرك الظلام الحالك الموجود حولها، الشيء الوحيد الذي كان يضيء تلك العتمة هو ضوء القمر الذي يتسلل من نافذةٍ عالية مليئةٍ بالقضبان الحديدية، حاولت إنزال يديها لكنها وجدتهما مربوطتين للأعلى و وجدت أنها في غرفةٍ غير التي كانت فيها و هذا أرعبها، بحق كل شيء لقد أغمضت عينيها بسبب البكاء الشديد فكيف غرقت في النوم حتى تم تغيير مكانها دون أن تشعر؟!
ثواني و فُتح باب الغرفة و فُتحت معه عينا لونا على مصرعيهما


•••

- حـ...حـ...حقًا؟!
قالها رجلٌ جاثٍ على ركبتيه بثقلٍ و رعبٍ شديدين ليجيب الجالس بأرياحية و الذي يلعب بالمسدس بيده
- أجل طبعًا!
إبتلع الرجل الذي يتعرض للتهديد حاليًا ريقه ثم سأل
- سترحمني حقًا؟!
قلب الأشقر الجالس عينيه ليُعبر بملل
- أنت مزعج أتعرف!
هذه الجملة قدمت للرجل رسالةً بأن صبر الأشقر سينتهي و تنتهي معه حياته لذا سارع لتنفيذ ما طُلب منه من بداية هذه المحادثة الخاسرة
- حـ...حسنًا، إن الخائن الذي ينقل أخبارك إلى "دولف" هي "كيرا"
نُحِرَ الرجل فورًا بعد هذه الكلمات ليتمتم الأشقر "جارد" بحنقٍ بعد سماع الإجابة
- إذن كيرا! أحسنتِ صنعًا يا سافلة زمانها!
قام من مكانه و أشار إلى "فارمر" يده اليمنى و صديق طفولته
- حلل الجثة ثم أرميها بعيدًا
خرج جارد و هو يحشو مسدسه بالرصاص و ينوي إفراغه في رأس كيرا

كيرا، تلك الخادمة التي تلعب دور البطولة في كل حادثٍ في بيته تأكد اليوم من كونها خائنةً تنقل كل أخباره هو زعيم المافيا الأمريكية إلى دولف زعيم عصابةٍ روسية صغيرة، و هو الذي يتسأل كيف لصاحب عصابةٍ بسيطة كدولف أن يتغلب عليه و هو زعيم كل المافيا الأمريكية في المنظمة التي تحكمها العائلة السوداء!
و بإدراكه للسبب، ها هو يعقد العزم على إنهاء جَوْسَسَةِ كيرا و معها قطع ذراع دولف التي إمتدت لعقر داره

Mafia's inferno _الجزء الأول_Where stories live. Discover now