Mafia's inferno _الجزء الأول_

37_جيمس و لونا

ركزت الطبيبة عيناها على إحدى الزوايا بينما تضع سماعتها على صدر لونا النائمة بعمق بعد الدواء المسكن الذي أخدته، أبعدت تيفاني السماعة عن المكان السابق ثم عدلت قميص لونا و غطتها جيدًا بالملائة لتقول بعدما قلبت أنظارها لجارد و ديكسي الواقفان بجانبها
- حرارتها عادت لطبيعتها و كل شيء جيد، تحتاج للراحة وحسب إطمئنا
أطلق جارد زفرةً قوية بعد تصريحات تيفاني ليضع يده بين عينيه فأشارت ديكسي لتيفاني بأن تخرج من الغرفة

خروج تيفاني تلاه صوت جارد الغاضب
- كل شيء بخير و الفتاة كانت تشبه الجسد بلا روح و ترجف كأن...
أبعد جارد يديه عن عينيه بعدما أحس بلمسة ديكسي على ذراعه
- ما خطبك؟ لِما كل هذا القلق؟
سألت بهدوءٍ زاد من حدة غضبه
- ما خطبي؟! أنظري إليها ممددةً كالموتى هنا!
- أنا أرى هذا، ما لا أراه هو سبب كل هذه العصبية! -أشاح جارد بصره عن عيناها و هو يهز رأسه بغضب لتزيد الطين بلة بقولها- هي ليست أختك حتى، لِما كل هذا القلق؟! -إلتفت جارد نحوها بقوةٍ و عنف راميًا إياها بنظراتٍ ساخطة، حينها أدركت ديكسي أنها أخطأت لكنها أكملت كلامها عكس ما كان سائدًا داخلها- ماذا؟! لِما ترمقني هكذا؟! أليست الحقيقة؟!
- ديكسي لا! -صرخ جارد جاعلًا لونا تتحرك قليلًا، إلتفتا إليها ثم أكمل جارد بخفوت لكن بغضب- ديكسي، إتفقنا على أن أخبركِ بالحقيقة مقابل أن تخفيها ولا تستخدميها أبدًا ضدي!
فكرت ديكسي قليلًا ثم قالت بنبرةٍ حزينة خائفة
- أنا لا أريد قلقك من أجل فتاة لا نعرف حقيقتها الكاملة
- أي حقيقةٍ كاملة ديكسي؟!
صرخ مجددًا لتُصرح هي بحدة
- ربما وُضعت عمدًا بجانبك! أيجب أن أُعيد كلامي ألف مرة!
تحركت لونا أكثر لينظر جارد بخيبةٍ إلى ديكسي ثم نحو لونا، عاد ينظر إلى ديكسي هازًا رأسه نافيًا راجعًا إلى الخلف ليخرج تاركًا إياها تحملق بغيض بلونا، اللعنة!
هذه الفتاة غير طبيعيةٍ البتة!
فتاة، مازلت في أول أعمار حياتها، لم تبلغ عقدها الثاني بعد، صارت عائقًا أمام خطة رؤساء مافيا متمرسين، ما هذا بحق الجحيم؟! و كأنها شيطانٌ بهيئة ملاك تشكل على شكل بشر! فيها من البراءة ما يُبكي العيون من الضحك و فيها من الخبث ما يُبكي العيون من الحزن، أي طريقةٍ هي هذه التي تكون بممارسة الشر ببراءة؟! أي نوع من الطرق هذا؟! أي فكرة جحيمية هي هذه؟!

تكاثرت الأسئلة في رأس ديكسي لكنها فضلت إعلان الحرب على لونا دون الإفصاح عن أي مشاعر داخلية، لكن الأمر لن ينتهي على خير أبدًا، قررت ديكسي لتعدل هندامها ثم تخرج من الغرفة و تتجه نحو غرفتها

•••

في نهاية الممر الذي تقع فيه غرفة لونا في العلية حيث ينقسم إلى جانب أيمن و جانب أيسر، ضيقَ جيمس
عيناه بغيض بعد ما تطرقت له مسامعه من حديث ديكسي و جارد، لا يعرف إذا كان عليه أن يفرح لأنه وجد ورقةً رابحة ضد جارد أم يحزن لأن هذا الأخير يكذب على لونا و يشك بوجودها معه