34_she

3.5K 154 29
                                    

حملقت لونا حولها بأعينٍ خائفة بينما جارد يعبث بهاتفه، منذ دخولهما و هو ينظر إلى هاتفه و هي نوعًا ما تشعر
بالتوجس، ليس لأنها محط كل الأنظار و حديث كل الأفواه عن كونها الطفلة الصغيرة الوحيدة هنا بل أيضًا من كل تلك النساء صاحبات اللباس و الزينة و الجمال الصارخ، كيف يتحدثن مع الرجال بأصواتٍ عالية و نبرةٍ واثقة للغاية

هذا المكان كان بلا شكٍ لا يناسبها البتة!

إلتفتت إلى جارد و همست بضيق
- جارد، هل يمكنني الذهاب للحمام؟ -همهم لها بلامبالاة
و مازال يحدق بهاتفه فتأفأفت هي من هذا ثم خطت خطوة في طريقها إلى هناك لكن إنطفئت أضواء القاعة فجأة، تصنمت مكانها و أحست بيدٍ على مرفقها تسحبها و قد كان جارد- ما الذي حصل؟!
سألته لتسمعه يأمرها بحدة
- لا تتحركِ من أمامي مجددًا أبدًا
أومأت بثقلٍ و هي تنظر لنظرته الجادة، لم تراه هكذا أبدًا
- سيدي
إرتعدت لونا من الصوت خلفها و أصدرت صيحة فزع صغيرة فنظر جارد نحوها ثم إلى التي نادت و سأل
- ماذا تريدين أنتِ؟
سأل الخادمة بغضب لتجيب هي بهدوء
- أردت أن أعرف فقط ماذا أُقدم للأنسة الصغيرة بما أنها لم ترغب بشرب النبيذ
تنهد ثم طلب من لونا
- ما الذي ترغبين بشربه؟
- ماء
- فقط؟!
- أجل فقط ماء و لن أشربه هنا سأذهب إلى الحمام
قطعت الخادمة طريقها رادفةً
- يمكنني ان أُحضر لكِ الماء الذي ترغبين به
زفرت لونا و بدأت تفقد صوابها
- قلت، سأذهب إلى الحمام، إبتعدي عن طريقي فورًا
إتسعت عينا الخادمة و إلتفت كل من كان قريب و عمَّ الصمت بعد صوت لونا الحادة و البارد و هذا جعل جارد يبتسم ببعض النصر

دفعت لونا الخادمة و ذهبت تبحث عن الحمام من دون مساعدة أحد في حين هزت الخادمة رأسها بخبث مدعيةً الإحترام لجارد ثم رفعت عينيها تنظر إلى ريان البعيد بإبتسامةٍ لعوبة بادلها إياها

إختفت إبتسامة جارد بعد مغادرة الخادمة و بدأ التفكير بالوضع الراهن، الوضع هادئٌ نسبيًا ولا يوجد ما يدعو للقلق أو الذعر، ربما أخطأ بما فعله و الأمر لا يتضمن أي خدعة، لكن قلبه ليس مرتاحًا البتة

قلب هاتفه بين يديه بتوتر شديد، إتصالٌ واحد سيدمر المكان عن بكرة أبيه، يريد بشدة أن يدمر هذا المكان على رؤوس هؤلاء الذين يرمقونه بنظرات الشفقة لكنه خائفة من أن يرتكب خطأ جديد، خائفٌ من أن يكون الزعيم...
- لقد أتيتَ فعلًا! -سمَع جارد صوت ريان الماكر من خلفه ليستدير و بالضبط وقعت عيناه في عيني إدوارد، إبتلع ريقه ببعض الخوف لكنه لم يرغب بأن يظهره- هذا الزعيم يا جارد في حال نسيت الأمر، و بالمناسبة، أختك جريئةٌ جدًا، لقد أزعجت أيس كثيرًا!
أضاف ريان بنبرةٍ مستفزة ليتقدم أيس مواجهًا لجارد الذي وقف بشهامة أمامه و هذا ما جعل جون و دانيال يهمسان لإدوارد كي يتدخل
- هاي إسمع! هذه حفلة للبالغين لا نريد صعاليك هنا و...
-تقدم أكثر من جارد و صار يهمس بحيث لا أحد يسمعه
غير جارد- أخبر أختك المزعومة أنها لا تحتاج لتهرب كالبلهاء إلى الحمام خوفًا منا!
- هي لم تهرب، هي فقط إبتعدت لكي لا تشم رائحتك القذرة يا...إبن إدوارد المزعوم!
همس جارد بنفس نبرة أيس الذي تزعزع كيانه من هذه الجملة وقاطع هذا الحديث إمسك إدوارد لذراع أيس و حديثه الأمر
- أيس يكفي، إنها صغيرةٌ على أن تعاتبها، الحق على من رباها
- أجل طبعًا الحق على من يربي و ليس على الصغير
نظر أيس مجددًا إلى جارد الذي كان يقصده بكلماته و كاد يتقدم لكن الثلاثة سحبوه بعيدًا و نادوا ريان ليكملوا حفل البلوغ الذي لم يعد يفهم جارد أي شيءٍ منه فوجود الزعيم دليل واضح على أن ريان لا يرغب بالقيام بأي مشكلة ففي النهاية سيعدمونه إن عَرَّضَ حياة الزعيم للخطر، لكن لِما دعاه إلى هذه الحفلة؟!
من المستحيل أن يكون هذا عن طيب خاطر!
ما هي اللعبة هنا؟!
إلى ماذا يخطط ريان؟!
كيف سيهجم عليه دون أن يؤذي الحضور؟! يتظاهر بأنه ليس من قام بالهجوم مثلًا؟! لكن من قد يساعده؟!

Mafia's inferno _الجزء الأول_Where stories live. Discover now