20_pancake

3.1K 187 10
                                    

كانت نشيطةً جدًا في العمل و هذا لفت إنتباه جارد فهي صغيرةٌ على إتقان العمل في المطبخ بهذه الطريقة الشبه مثالية فأغلق هاتفه و سألها
- مَن علمكِ الطبخ؟
إلتفتْ له لتُجيب و هي تحرك المزيج
- أبي علمني، كنتُ أدخل معه للمطبخ عندما يحضر لنا الطعام فأمي تركتنا عندما كنا صغار
- كنتم!
- أجل، كان لدي شقيقٌ صغير يدعى جيمي، تركتنا أمي و أخذتْ أختي الكبرى
همهم لها ثم عاد لتفحص هاتفه رغم أنه شَعرَ بالفضول بخصوص إستعمالها لكلمة "كان" لكنه تجاوز ذلك و أكملتْ هي صنع البان كيك بسرور

•••

حاولتْ لونا فتح علبة العسل لكنها لم تستطع فقدمتها لجارد و طلبت
- هل يمكنكَ فتحها لي من فضلك؟
أعطاها جارد نظراتٍ خفيفة قبل أن يضع هاتفه ثم يتجه لفتح العلبة لها بسهولة مما إستدعاها لتشكره بإبتسامةٍ ساحرة جلستْ بعدها و شرعت بالأكل تحت أنظاره الخفيفة عليها و التي لاحظتها بعد مدة فإبتلعتْ لقمتها و سألته
- أتريد القليل؟
- لا، لست جائعًا
- حسنًا -سكتت قليلًا قبل أن تبدأ بعض الأفكار تلج عقلها لتسأله مجددًا- سيد جارد، أين هو كيس إفطارك؟ لم أجده في سلة المهملات!
- و لماذا تريدينه؟
- فقط...لأني لم أجده، إستغربتْ، أقصد، لا مكان أخر لرمي المهملات غير هذه السلة و لكن هو غير موجودٍ بها!
تنهد جارد ليجيب بهدوء
- لدي حساسيةٌ من زبدة الفول السوداني ولا أحب رائحة الجبن المقززة كما أن الخبز كان طريًا للغاية
- إذن لم تشرب سوى العصير!
قالتها و قد إنتفضت من مكانها ليُجيبها بإستهزاء
- و هل ترينني طفلًا لكي أشرب العصير الحلو!
حادجته بإستغراب قبل أن تفهم قصده، تلك المقتنيات إشتراها هو في طريق قدومهم و هناك كيسٌ واحد و هو لم يأكل شيئًا في إفطاره، مما يعني أنه يكذب بخصوص جوعه و شَبعه!

جلستْ لونا على الكرسي و هي تقطب حاجباها لتُكمل الأكل بصمت رغم أنها كشفتْ كذبه

في نهاية فطورها اللذيذ، بقيتْ بعض فطائر البان كيك فتركتها لونا فوق الطاولة بعد أن غطتها ثم وقفت أمام جارد و سألته
- أريد أن أسألك بخصوص الغرفة التي أنام فيها، الغرفة فيها ثياب مايا لذا أريد أن أعرف إذا كان بإمكاني تفقدها و رؤيتها
- أجل، يمكنكِ
أجاب جارد بخفوتٍ شديد حتمًا كان بسبب وجود إسم مايا في طلب لونا مما جعله لوهلة يسمع صوتها الضاحك في عقله و يُشرف على فتح باب الذكريات العاصف لولا مقاطعة صوت لونا لكل ذلك
- لا تضغط على نفسك أكثر من اللزوم!
رفع رأسه ناحيتها ليرى إبتسامتها المليئة بالأمل
- ماذا تقصدين؟!
إستغرب جملتها و في إعتقاده أنها لم تشاهد أو تفهم مشاعره لكنها وضعت ذراعيها خلفها و عبثت بقدمها على الأرضية لتشرح له ما تقصد
- أعني، عندما تتذكر مايا لا تحاول حبس مشاعركَ، و إذا أحسستَ بالدموع على الحافة فمِن الأحسن أن تبكي
ضحك جارد بقهرٍ بعد سماع فلسفتها ثم نظر إلى يديه المتشابكتين ليسألها
- هل فقدتِ من قبل شخصًا بنيتِ معه حضارة من الذكريات؟
تبسمتْ لونا بنوعٍ من الحنين الأليم لتُجيب بعد إبتلاع غصتها و حتمًا ستبكي بسبب ذلك لاحقًا
- أجل، أبي و أخي ماتا أمام عيني
رفع جارد بصره نحوها بصدمة و سأل
- منذ متى؟!
- حوالي السنة!
رفع جارد حاجبه و قد لاحظ بسمتها الصغيرة و هي تقول ما سبق و من الواضح أنها تخفي حزنها الكبير بهذه الطريقة مما جعله دون ترددٍ يتسأل بينما يحدق بعينيها
- ما دافِعُكِ للإستمرار بعد كل هذا؟
إنها مراهقة، فقدت عائلتها و منزلها، ما الذي يدفعها لتتمسك بالحياة حتى هذه اللحظة؟!
هذا السؤال بالفعل قفز لعقل جارد و أثار إستغرابه بمجرد أن أخبرته عن الوضع، فهو رجلٌ عاش في مجتمعٍ يمكن أن ينتحر فيه طفلٌ لأنه خسر في لعبة فيديو، لذا الصمود في ملامحها أعطاه نظرةً بسيطة عن القوة التي قد تمتلكها صغيرةٌ مثلها، و زادت تلك الفكرة توسعًا بعد سماعه لجوابها العميق
- أنا أحاول أن أعيش الحاضر، أنا لم أزر الريف يومًا و لم أعش يومًا في منزلٍ جميل كهذا و لم أطبخ وحدي أبدًا لذا أعتقد أن الوقت قد حان لأحاول على الأقل أن أكون سعيدة، الحزن و التفكير في أمورٍ تفتت قلبي لم يعد يستحق كل هذا العناء، هذا ما يجعلني أستمر -ثار الصمت بعد تفسيرها و ظهرت تلك الملامح الغامضة على ملامح جارد كأنه يحاول فهم ما تقصده لونا التي إبتسمت له لآخر مرة قبل أن تردف- سأذهب الآن، نلتقي مساءً
لوحت له ثم صعدت إلى الأعلى فزفر و حك وجهه لأنه تبعثر بسبب كلامها الواقعي أكثر من اللازم، و غير المناسب لوضعه إطلاقًا، فهي تحمل الأمل لأن أيامها تصبح أفضل، عكسه هو، فأيامه تسوء مع كل خطوةٍ يتقدم فيها، بدايةً من خسارة مايا إلى خسارة مكانته العظيمة، هو يمر بأسوء أيام حياته فلا مجال له ليتفائل و لو قليلًا لأنه لن يحصد سوى الخسارة

Mafia's inferno _الجزء الأول_Tempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang