22_يومٌ ممطر

3.2K 175 20
                                    

- سأساعدكِ، إهدئي وحسب
نطق جملته و هو يحدق بها بجديةٍ جعلتها تدرك أنه تفهم موقفها فهدأت و أومأت له برأسها

رفع جارد أكمام قميصه ليبدأ البحث في كل مكان معها، برغم أن حديقة اللافندر كانت صغيرة إلا أنها مملوءةً بالأزهار

تَغَيَّرَ الطقس فجأة و كأنه يعاندهما و تلبدت السماء بالغيوم، و حين رعدت فجأة، توقفت لونا عن البحث و قد تملكها اليأس ثم جلست على الأرض تحتضن قدميها و تبكي بقهر على الذكرى الأخيرة لها و التي ضاعت

تنهد جارد و كان على وشك الذهاب لمواستها لكنه دعس شيئًا صلبًا في طريقه لذلك نظر تحت قدمه ليرى أنها قلادة فرفعها و نادى
- هاي يا فتاة! أعتقد أني وجدتها! -إستدارت لونا نحوه بسرعة لتراه يحملها فركضت بسرعة و أمسكتها لتبدأ بالنحيب حتى سقطت أرضًا من جديد ليهون عليها بعدما نزل إلى مستواها- حسنًا إهدئي، دعينا نعود للمنزل ثم...
قاطعته هي لتمسك يده التي ربت بها على كتفها
- شكرًا...شكرًا لك بشدة...لن أنسى لك هذا أبدًا...لقد أعدت لي روحي الثانية...شكرًا
نظر إليها يإستغراب، حقًا إستغرب من تصرفها، ربما لأنه لا يشعر بأهمية هذه القلادة! لكنه نزع يده من يدها بهدوء و حثها على المشي
- هيا إلى المنزل

بعودتهما إلى المنزل، دخل كلاهما إلى الحمام و غيرا ثيابهما لأخرى تناسب الجو الذي توضح أنه سيكون ماطرًا

•••

إرتدت لونا قلادتها مجددًا قبل أن تنزل إلى الأسفل كي تأكل شيئًا فوجدت جارد هناك يحضر شطيرة، تقدمت بجانبه فأبلغها بأحوال الطقس
- إنها تمطر!
- أجل، أدركتها
- شهر أذار/مارس متقلبٌ للغاية!
- إنه مزيج بين نهاية الشتاء و بداية الربيع
- أجل
حل بينهما الصمت و أخذ كل واحدٍ يُحضِر ما يريد أكله

إتجه جارد ليجلس في الطاولة و تبعته هي حيث جلسا متقابلين في صمتٍ تام و دون أي كلمة طوال فترة سد جوعهما، حتى سأل جارد بعدما أنهى شطيرته
- كيف مات والدكِ و شقيقكِ؟
نظرت نحوه لونا و إبتلعت آخر لقمة من أكلها لتجيبه ببعض الحزن
- تم قتلهما، دولف كان السبب
ضيق عينيه و فكر قليلًا ليسأل مجددًا
- و كيف بقيتِ أنتِ على قيد الحياة؟
تنهدت و شبكت يداها ثم نظرت نحوهما
- لأن دولف أرادني، هو يحتاجني في نجاحه -ضيق جارد عينيه أكثر لتُكمل هي بنبرةٍ حزينةٍ خائفةٍ قليلًا- كان يريد إخفاء الأمر ببيعي لأيٍ كان، و بعد أن يمسني أي رجل، هو سيتأكد بعد ذلك أنه لن تحل عليه اللعنة
- لحظة، لحظة، لحظة! أنا لا أفهم أي شيء! أية لعنة و ماذا أراد أن يخفيه؟! لا أفهم!
نظرت نحوه لونا بعينان راجفتان و إبتلعت ريقها بثقلٍ لتقرر الوثوق به في النهاية و تشرح بعض التفاصيل له
- أنا...فتاةٌ...أنا فتاةٌ زهرية! -قدمتْ له يدها ليرى الخط المكتمل في يدها دليلًا على كلامها، ضمت يدها بسرعة لتكمل بنبرة حزينة- يقال أن التضحية بروحنا للشيطان ستوصلهم إلى الكنوز و الثراء أو غيرها من تلك الأمور لكن الروسين يَدْعُون أن من يسيل دماء عذرية الفتاة الزهرية ستُحل عليه اللعنة لذلك...
- باعكِ لكي يعاشركِ شخصٌ ما و تحل عليه هو اللعنة! -نظرت له و أومأت موافقةً ليهمس بحنق- سافلٌ و سفيه! و كيف نجوتِ من خطته؟!
عدلت لونا جلستها و تنهدت بتعب لتبدأ السرد
- عندما وضعني في تلك الغرفة أظن أنه مر عليَّ أسبوعٌ
قبل أن يرميني لأول واحد، تلك الليلة كانت أرعب ليلة أمضيها في حياتي!

Mafia's inferno _الجزء الأول_Where stories live. Discover now