تردد جارد في الثواني الأولى للجلوس بجانب هذا الرجل المريب لكنه فعل ذلك في النهاية و سأل
- إذًا، ماذا تقصد بكلامك؟
- هذه الليلة باردةٌ للغاية!
إستغرب جارد من كلامه و سأله مجددًا
- ماذا تعني بكلامك؟!
- سأُشفق على أي شخصٍ سيبيت في العراء مثلي!
غضب جارد و نهض من جانبه فورًا
- ليس لدي الوقت لسماع أقوال رجل متسول مجنون!
إستدار راحلًا فقاطعه صوت الرجل مجددًا
- إعلم أنه عند الغضب، قد يكون الكلام صحيحًا، لكنه حتمًا بإسلوبٍ خاطئ
نظر جارد بعينان مرتابتان لإبتسامة الرجل المتسعة ثم
ذهب نحو السيارة و غادر عائدًا نحو الريف لكن كلمات
ذلك المتسول ضلت ببالهألا يكفيه همُ ما يحدث و شعوره المقيت بالذنب حيال ما فعله لتلك اللعينة الصغيرة و الذي يحاول وؤده بكل الطرق ليأتيه الآن هذا الغريب العجيب يُخرج كل ذلك من أعماق التراب و يعري الحقيقة، حقيقة أن تصرفه كان خطأ و أفعاله خطأ، حقيقة أن الأوضاع قد تغيرت و بقاء لونا معه لم يعد من أجل غاية إستغلالها في خطةٍ ما من أجل النجاة أو غيرها، حقيقة أنه ليس بخير مع فكرة غيابها عن أنظاره
فكر جارد داخل عقله للدقائق و هو يمسك المقود و يشد عليه بذراعيه بين الفنية و الأخرى مثل حواجبه، حتى عض شفته السفلية بقسوة و بسرعةٍ غيَّر وجهة السيارة بعد أن همس بصوتٍ ماقت
- اوه تبًا!
تفوه بها و هو يسرع أكثر نحو الغابة و بمجرد وصوله خرج من السيارة دون إغلاقها أو إطفاء أنوارهادخل الغابة و هو يأمل أن لا تكون لونا قد إبتعدت، لا يعرف كيف عرف ذلك المتسول بحاله لكنه أدرك من كلامه بأنه في الشجار الذي حدث اليوم كان كلاهما على حق لكنهما لم يدركا طريقةً جيدة للتعبير عن ما يريدان، هو يخبرها بأنه سيتغير و هي تخبره بأنه لم يعتذر منها على ما فعله، أجل، هذه هي الجملة التي أرادت أن تقولها لونا بكل بساطة لكن الغضب غيَّر من الأسلوب ليصير فظًا و جارحًا و عندما بكت و قالت له أكرهك كانت تقصد: "أنت تجرحني" و حين تمادى لضربها كان متناسيًا حقيقة أنها مجرد طفلة لن تفهم ما يمر به في هذا العالم حتى لو شرح لها
كان يركض بكل مكان و الكشاف بيده، نادى عليها كثيرًا، لكنه لم يتلقى ردًا على الإطلاق
توقف ليأخذ أنفاسه فسمع صوت حشائشٍ من خلفه، إستدار ليجد كلبًا ضالًا يقترب من ذلك الجسد الصغير الساقط قرب الشجرة فركض بسرعةٍ جاعلًا الكلب يبتعد خوفًا، حينها نزل جارد على ركبتيه ليرفع الجسم الملقى فجدها هي حقًا مما جعله يضمها نحوه و يزفر براحة
•••
بعد سويعاتبدأت لونا تستعيد وعيها شيئًا فشيئًا لتبدأ بسماع ذلك الصوت الذي يدل على أن قلبها ينبض بطريقةٍ طبيعية،
فتحت عيناها ببطءٍ لكن سرعان ما عادت لتغلقهما و ترفع يدها لتحجب الضوء عنهما و هنا عادت لها ومضات ما حدث و أدركت أنه يُفترض بها أن تكون في الغابة
![](https://img.wattpad.com/cover/230925077-288-k381088.jpg)
أنت تقرأ
Mafia's inferno _الجزء الأول_
الأكشنبعد مقتل والدها، تعرضتْ "لونا باركر" للخطف من قِبل زوج والدتها وفقدتْ الحق في العيش بحرية، و في ليلةٍ عابرة، تلاشت القضبان من حولها بفضل "جارد ويس بوند" ليتوضح لها طريقٌ جديد للحرية، لكنها لم تكن تعرف أن كل خطوةٍ صارت تقوم بها كانت تأخذها بشكلِ أعمق...