5_ليست مجرد رهينة

7.8K 331 16
                                    

"حيث توفي ما يقارب الخمسين شخص بينما أكثر من المئة أُصيبوا بإصاباتٍ بليغة، الشرطة الفدرالية لم تقدم
أي تصريحٍ رسمي بشأن هذا الحادث بالأخص أن لا جماعةً إرهابية تبنت هذا الهجوم"

أطفأ جارد التلفاز و هو يشعر بالضيق ليتنهد بتعب
- ما رأيك فارمر، أنتحمل مسؤولية الهجوم؟
حك المعني رقبته ثم أجاب بعقلانيةٍ تامة
- أنت تعرف أننا لا نفعل هذه الأمور في العادة لذا تحملُ
مسؤوليته سيُعرضنا لمشاكل مع الزعيم و كذلك شيطان
عائلته و نحن لن نربح شيئًا غير المزيد من المشاكل
تنهد جارد مجددًا بإنزعاج و حك شعره
- لقد كنت غاضبًا بحق و لم أُدرك ما قمت به، أقسم أني أشعر بالعجز
- لا داعي للقلق جارد، سنعثر عليها في النهاية، هي لن تهرب منا إلى الأبد
- أتمنى هذا، و ماذا عن دولف، هل من جديد؟
- أخبَرَني كريس أنه لم يظهر بعد في أي مكان حتى شرق المدينة أين يستقر، لكن حالما تطأُ قدماه المكان سيُعْلِمُنَا
أومأ جارد بفهم ليردف بتساؤل
- أجل ذكرتني، ماذا بشأن تلك الطفلة الصغيرة؟
- هي عند نوا الآن، عندما ينتهي من فحصها سيُنادني

•••
FLASHBACK
_عشر ساعات قبل إكتشاف جارد لهروب مايا_

أخذ إدوارد نفسًا طويلًا للغاية ليُقرر في النهاية الضغط على الزر الأخضر للإتصال، وضع السماعة على أذنه و لم يَقُل أي كلمة حتى مايا لم تستطع أن تقول شيئًا من شدة الصدمة فهي لم تتوقع أنه مازال يحتفظ برقمها فرفعه السماعة يدل على أنه يعرف هوية المتصل فهو لا يجيب على الأرقام المجهولة
- اااا...بي...أبي!
نطقتها بصعوبة من شدة إشتياقها لنطق هذه الكلمة فأغمض هو عينيه بعد سماع صوتها، كرامته و كبريائه تطالبانه بإيقاف هذه المهزلة فورًا لكن شعور الأُبوة يكبحه عن ذلك
- أبي...ااا...قل شيئًا أرجوك...أي شيء...أُشتمني أو تبرأ مني، فقط...أريد سماع صوتك أرجوك
- ماذا هناك؟
قال هذه الكلمات ببرودةٍ جليدية لكنها أعادت دب الحياة مجددًا في جسد مايا التي عادتْ للحديث بشكلٍ متقطع
- أنا...أبي...أنا...-أخذت نفسًا عميقًا لتردف بتعب و وضوح- إنفصلتُ عن جارد يا أبي
ضيق إدوارد عينيه بعدم الفهم
- لِما؟
- لقد خانني
كانت هذه الكلمات كافيةً لتجعل إدوارد يضغط على الكوب حتى يُكسره في كفه ثم يضرب يده المملوءة بالزجاج بالطاولة مع محاولة البقية لتهدئته
- خانكِ! هااا! لقد خانكِ صحيح؟! و ماذا قلت لكِ أنا منذ البداية؟! ألم أرفض علاقتكِ به؟! ألم أطلب منكِ الإبتعاد؟! لكن أنتِ، بذكائكِ المزعوم تظنين أنه سيضل معكِ إلى الأبد، لطالما أخبرتكِ أن الزواج بالنسبة لرجلٍ مثله مجرد نزوة، لكن من أخدع؟! أنا، أنا هو الرجل الأحمق الذي تعاطف مع والدتكِ و تركها تلد لكي تنجب لي فتاةً هائجةً لا تسمع الكلام و تسببُ الفوضى مثلكِ و الآن تتصلين بي دون خجل لتخبريني بعد كل السنوات و المصائب التي مرت عليَّ بسببكِ أن ذلك المعتوه السافل قد خانك!
كانت تلك أول مرةٍ تراه عائلته بتلك الحالة ففي العادة إدوارد هو أهدأُ واحدٍ في البيت حتى مايا إبنته كانت لها صدمةٌ أن تسمع والدها يصرخ بتلك الطريقة المخيفة، و حتى من دون أن تراه، أدركت من صوت اللهث الذي تبع كلامه أنه على وشك الإنفجار لذا كل ما تجرأت على فعله كان الإعتراف التام بذنبها
- أجل، معكَ حق، أنتَ حذرتَ و أنا لم أسمع، تكلمتَ لكني رميتُ كلماتك عرض الحائط، إسمع أبي، أنا لا أعرف ما إذا مازلتْ لهذه الكلمة صلاحيةٌ لتغفر لي ذنبي الكبير في حقكَ و حق العائلة لكني أسفة، أقسم لك أني لو كنت بجانبك الآن لركعت تحت قدميكَ لأطلب المغفرة
- ستَفْعَلينَها! -تفاجأتْ هي من رده الغريب قبل أن يوضح لها أكثر- أرسلي موقعكِ الآن و فورًا و عندما نلتقي بيننا حديثٌ طويل
أقفل إدوارد الخط و رمى الهاتف بعيدًا ليتجه إلى الدرج بعد أن أردف لكل من كان حول الطاولة بأمر
- دقيقتين و أجدكم جميعًا في مكتبي

Mafia's inferno _الجزء الأول_Où les histoires vivent. Découvrez maintenant