كنتُ أظن النسيان "أيقونة حذف" لا تحتاج إلا لِـموافَقَة ليتم محو كل التفاصيل من ذاكرتنا ! وافقتُ من أول أيام وداعنا على حذفك وحذف كافة تفاصيلك, لكنني فشلت, ثم ظننتُ ظَناً حسناً في الأيام أن كلما كَثُرَت زادتني كُرهاً ونسيان , إنتظرتها تطول بدقائقها المريرة كي أنساك ! وفشلتُ أيضاً,أمس زارتني ذكراك في خلوتي الخاطرية ! لَمَعَت صورتك في خيالي مفاجأةً, انتفض كياني و توسعت حدقتاي بانتصار كما لو أنها كانت الصورة المنشودة لإعادة وعيي ! ياه إلى أيِّ حالٍ وَصلنا و كيفَ كنا يا عزيز الفؤاد !
أخيراً يا سيّدي ولا أريد أن أطيل,أريدُ أن أستريحَ من ركض الدموع, أشتاقك ! ولا أقولها كما كل مرة, هذه أكثر مرة أعي فيها حقيقة معنى الإشتياق..كانت جالسة في غرفتها بعد أن أخذت حماما ساخن و تنزع قذارة تلك الأيام التي قضتها في ذلك السجن ، لم يكن بنظرها السجن أظلم من جيمس ، فلقد تركها و تخلى عنها و هي من كانت تتمسك به بأكبر طاقة تمتلكها، و لكنه و بكل بساطة تركها و رحل ، ربما لا تلومه بقدر ما تلوم نفسها على الغرق في تلك المشاعر اتجاهه ، لطالما كان جيمس صريح بكونه لن يحب فتاة أخرى سوى رفيقته ، إلا أنها كانت كمن لا يستمع إلى هذه الجملة تحديدا .
حاولت مرار التغلب على قلبها المتيم به ، إلا أنها دائما تعود إلى نقطة البداية ، و لكن لا ذنب لها أن أحبت ! ليس هي من اختارت هذا الحب بل هو من وجدها و أرشدها إليه ، توقفت تراقب انعكاس صورتها في المرأة ، كانت آثار التعب جلية على وجهها ، أخرجت علبة الكريم من الدرج لتبدأ في وضع القليل .
و لكن صوت الباب يفتح جعلها تلتف تنظر له ، أحيانا تتساءل عن الذي كانت تفعله ، لقد ظلمت ايثان و هي تغرق في حب جيمس ، لقد ظلمت رفيقها المقدر دون أي رحمة ، تتذكر تماما تلك اللحظة التي علمت أنه رفيقها ، حتى و إن لم يكن مستذئب و لا يشعر برابطة الرفيق ، إلا أنها طلبت منه بحزم ألا يخبر أحد بذلك .
كانت تحدق به إلا أنها استفاقت لشرودها لتستدير عائدة إلى المرأة ، أما هو فقد دخل و جلس على سريرها بهدوء تام ، كان يراقبها بصمت ، جعلها مرتبكة فيما تفعله .
نيك ! توقفت يدها التي تضع الكريم على وجهها و هي تنظر إليه من على المرأة ، كان يبدو حزينا إلى أبعد حد ، هي حق لا تعلم مالذي تفعله الآن ، ربما هي الآن أكبر خاسرة على وجه الأرض ، ليس فقط جيمس من تخلى عنها ، بل جدها و شقيقها ، و حتى ايثان الذي كان يلتصق بها مذ أن كانت في إيطاليا للدراسة سيتركها كما الباقين .
Ethan :
نيك ! همست بها و انا اراقب كيف تقوم ببعض التبرج ، اقتربت منها بهدوء و ما أن وصلت إلى حيث تقف حتى رفعت يداي و وضعتهما على ذراعيها ، أعلم أنها أخطأت و اعلم أنها تدرك ذلك أيضا ، و اعلم أنها لن تستطيع إخراج جيمس من قلبها بسهولة إلا أني لازلت اثق أنها ستفعل .
YOU ARE READING
The Secret of Darkness
Fantasy"النفس لا تفقد شيئاً من مضمونها، لا يوجد شيء اسمه نسيان. كل إحساس وكل تجربة وكل خبرة وكل عاطفة مهما بلغت من الهوان والتفاهة لا تفنى ولا تستحدث، وكل أسرار قلوبنا ووجداننا غير قابلة للاندثار، كل ما في الأمر أنها تنطمس تحت سطح الوعي وتتراكم في عقلنا ال...