الحلقة 52 meeting whit my father

5K 316 31
                                    

كنتُ أظن النسيان "أيقونة حذف" لا تحتاج إلا لِـموافَقَة  ليتم محو كل التفاصيل من ذاكرتنا ! وافقتُ من أول أيام وداعنا على حذفك وحذف كافة تفاصيلك, لكنني فشلت, ثم ظننتُ ظَناً حسناً في الأيام أن كلما كَثُرَت زادتني كُرهاً ونسيان , إنتظرتها تطول بدقائقها المريرة كي أنساك ! وفشلتُ أيضاً,أمس زارتني ذكراك في خلوتي الخاطرية !  لَمَعَت صورتك في خيالي مفاجأةً, انتفض كياني و توسعت حدقتاي بانتصار كما لو أنها كانت الصورة المنشودة لإعادة وعيي ! ياه إلى أيِّ حالٍ وَصلنا و كيفَ كنا يا عزيز الفؤاد ! 
أخيراً يا سيّدي ولا أريد أن أطيل,أريدُ أن أستريحَ من ركض الدموع, أشتاقك ! ولا أقولها كما كل مرة, هذه أكثر مرة أعي فيها حقيقة معنى الإشتياق..

كانت جالسة في غرفتها بعد أن أخذت حماما ساخن و تنزع قذارة تلك الأيام التي قضتها في ذلك السجن ، لم يكن بنظرها السجن أظلم من جيمس ، فلقد تركها و تخلى عنها و هي من كانت تتمسك به بأكبر طاقة تمتلكها، و لكنه و بكل بساطة تركها و رحل ، ربما لا تلومه بقدر ما تلوم نفسها على الغرق في تلك المشاعر اتجاهه ، لطالما كان جيمس صريح بكونه لن يحب فتاة أخرى سوى رفيقته ، إلا أنها كانت كمن لا يستمع إلى هذه الجملة تحديدا .

حاولت مرار التغلب على قلبها المتيم به ، إلا أنها دائما تعود إلى نقطة البداية ، و لكن لا ذنب لها أن أحبت ! ليس هي من اختارت هذا الحب بل هو من وجدها و أرشدها إليه ، توقفت تراقب انعكاس صورتها في المرأة ، كانت آثار التعب جلية على وجهها ، أخرجت علبة الكريم من الدرج لتبدأ في وضع القليل .

و لكن صوت الباب يفتح جعلها تلتف تنظر له ، أحيانا تتساءل عن الذي كانت تفعله ، لقد ظلمت ايثان و هي تغرق في حب جيمس ، لقد ظلمت رفيقها المقدر دون أي رحمة ، تتذكر تماما تلك اللحظة التي علمت أنه رفيقها ، حتى و إن لم يكن مستذئب و لا يشعر برابطة الرفيق ، إلا أنها طلبت منه بحزم ألا يخبر أحد بذلك .

كانت تحدق به إلا أنها استفاقت لشرودها لتستدير عائدة إلى المرأة ، أما هو فقد دخل و جلس على سريرها بهدوء تام ، كان يراقبها بصمت ، جعلها مرتبكة فيما تفعله .

نيك ! توقفت يدها التي تضع الكريم على وجهها و هي تنظر إليه من على المرأة ، كان يبدو حزينا إلى أبعد حد ، هي حق لا تعلم مالذي تفعله الآن ، ربما هي الآن أكبر خاسرة على وجه الأرض ، ليس فقط جيمس من تخلى عنها ، بل جدها و شقيقها ، و حتى ايثان الذي كان يلتصق بها مذ أن كانت في إيطاليا للدراسة سيتركها كما الباقين .

Ethan :

نيك ! همست بها و انا اراقب كيف تقوم ببعض التبرج ، اقتربت منها بهدوء و ما أن وصلت إلى حيث تقف حتى رفعت يداي و وضعتهما على ذراعيها ، أعلم أنها أخطأت و اعلم أنها تدرك ذلك أيضا ، و اعلم أنها لن تستطيع إخراج جيمس من قلبها بسهولة إلا أني لازلت اثق أنها ستفعل .

 The Secret of Darkness Where stories live. Discover now