ما أن رفعت بصري له حتى وجدت أنها فتاة شقراء ، رمقني بنظرات لم افمهما ابدا ، كانت تقف خلف تروي ببضع أمتار ، اقتربت لتقف بجانبنا و تعقد يديها أمام صدرها لتقول : ماذا تفعل واحدة من الدون هنا !!! قالت كلماتها و هي لم تبعد نظراتها عني .
ابتسمت بسخرية ، لقد تذكرتها أنها فتاة الكافتيريا التي التقيت بها في أول يوم ، لم اعرها اهتمام لاعود بنظرات إلى تروي و أقول : اذا ألن تجيب عن سؤالي !
نظر لي ليبتسم و كأن سيجيب لو أن تلك الفتاة أمسكت بذراعي لتجعل جسدي يلتفت مقابل لها ، كانت تحترق من الغضب ، رفعت أحد حاجبي لأنظر لها و أقول : هل اجلب مطفأة الحريق !!!! يبدو أنك تشتعلين الآن !
أمسكت بيدها لارميها بعيدا ، لاكمل : لم آت إلى هنا للشجار و لا أظن أنك تريدنا أن ينتهي بك المطاف مثل المرة الماضية .
ألقيت بكلماتي دفعة واحدة و لم اترك لها مجالا للإجابة ، شعرت بيدين تجذبانني من كتفي إلى الخلف ، رفعت بصري لأجد تروي يرمقها بنظرات غاضبة ، لقد تغيرت تعابير وجهه تمام .
نقلت نظري لأجد أوكتافيا تمسك يدها ، هل كانت تحاول هذه العاهرة صفعي ، لتقول أوكتافيا : يكفي نيكول لقد تجاوزت كل الحدود المسموح بها .
لتسحب تلك الشقراء يدها بقوة من قبضة أوكتافيا و ترمقها بنظرات لا تبشر بخير ابدا ، لترفع اصبعها محذرة و تقول : يبدو أنكم نسيتم مكانكم و رتبتكم بيننا ، و على أحدهم تذكيركم به .
لاسمع قهقهة من شفتاي أوكتافيا نظرت اليها و هي تعيد خصلات شعرها إلى الوراء و تقول : حقا !!! لا أظن ذلك أتعلمين لماذا ؟ لأن لعب دور اللونا لا يليق بك ابدا .
كانت ستنفجر مثل بركان ثائر الآن حتما ، اللعنة لما لا يمكنني فعل شيء من دون أن تحدث مصيبة ما ، شعرت بقبضة تروي على يدي تصبح قوية و تشتد على معصمي ، آلمني قليلا لأجده يرمق تلك النيكول بغضب عارما، هل هو تروي الذي يمزح طوال الوقت ، لم أتخيل انه قد يصبح جاد هكذا إلى الآن .
كانت لحظات لتهجم تلك النيكول و تدفع أوكتافيا على الحائط و هي توجه كلماتها كسم الأفعى و تقول : إياك و التطاول على اسيادك أيتها الحشرة البغيضة .
YOU ARE READING
The Secret of Darkness
Fantasy"النفس لا تفقد شيئاً من مضمونها، لا يوجد شيء اسمه نسيان. كل إحساس وكل تجربة وكل خبرة وكل عاطفة مهما بلغت من الهوان والتفاهة لا تفنى ولا تستحدث، وكل أسرار قلوبنا ووجداننا غير قابلة للاندثار، كل ما في الأمر أنها تنطمس تحت سطح الوعي وتتراكم في عقلنا ال...