الحلقة 47 Eva

5.1K 363 64
                                    

شعرت أنّ قلبي قد بتر ، و أني فقدت نطقي في غمضة عين ، لقد توقفت كل حواسي عن العمل و شلّت أطرافي عن أي ردة فعل ، لم أشعر حينها أنّ هذا العالم بلا معنى فحسب بل كنت أنا أيضاً كذلك ، لم أكن سوى عبارة عن صرخات مكبوتة و حروف تكاد تنفجر من شدة الإختناق ، لم يكن بوسعي حينها النطق بحرف واحد أو تحريك يداي تجاه غائبي للإمساك به ، كنت مغيّبة تماماً.. أفقد وعيي بشكل تدريجي مرعب، كانت خيالات الفراغ تطعن جوفي دون رحمة بينما كان عليّ وسط هذا كله أن أبقى واقفة ،، و الأهم من هذا كله أنه كان يتوجب علي حينها أن أدرك تماماً أنّ ما يحدث ما هو إلا حقيقة و ليس كابوس مؤقت..

كل تلك اللحظات ، الابتسامات ، الكلام اللطيف ، الاهتمام ، كل ذلك كان مجرد لاشيء مجرد وهم كما هو وجودي ،
كنت محط السخرية لديهم طوال الوقت ، و لكن لما ؟ ما الذي فعلته لهم ، هل قمت بإيذائهم أم ماذا ؟

جسدي مرهق ،عقلي متحطم ، داخلي نيران تحترق ،عقلي يكاد ينفجر لا اعلم
ماذا بي؟ لكن فقط اعلم اني أتألم حد السماء السابعة...

‏لا أستطيع أن أفعل شيئاً لنفسي, ولا ينبغي أن أتوهم بأن أحداً في العالم يمكن أن يفعل شيئاً لي,, إنني وحيدة , وحيدة جداً...

الجميع يكذب و الجميع يخدع ، هم من قرروا هذا فلا أحد سيلومني على ما سأفعله منذ الآن ، سأخرج لهم الشيطان الذي يقبع داخلي ، سأعطيهم ما يبحثون عنه .

كانت لا تتحرك ساكنا ، لازالت تجلس على الأرض و هي محطمة بالكامل محطمة داخليا و خارجيا محطمة معنويا و جسديا محطمة من جميع الأماكن ، كانت تستند على يديها و تغمض عينيها عساه يكون مجرد كابوس آخر من الكوابيس التي اعتادت رؤيتها في منامها .

اقترب ايثان ليخرجها من المكان ، انحنى قليلا يحاول حملها ، إلا أنه توقف أثر وقوف اثنين منهم أمامه .

ربما عليك التفكير مجددا في محاولة الهرب ؟ ابتسم ايثان بسخرية ثم أجاب قائلا :
آخر من تودان مجابته هو انا يا أعزائي !

كانت ايس تستمع لذلك الصوت ، أنه صوتها الذي اعتادت سماعه طوال الشهر الماضي ، تبادر إلى ذاكرتها كل تلك الكلمات اللطيفة و الاحضان التي كانت تغمرها بها ، الابتسامات الحانية كل ذلك كان مجرد كذب كان خداعا لا أكثر .

كان ايثان قد جعل ظلاله تتجسد على هيئة منجلا من الظلام ، و أراد الهجوم إلا تروي وقف أمامه بهيئة ذئبه ،
حدق به ايثان ليفهم ما يردف إليه ، تلاشت ظلاله ليعلق قائلا : سأترك لك أمر هذه القمامة أيها الذئب المسعور !!

ابتسم بسخرية له ليعود و يقترب من ايس انحنى قليلا يضمها إليه لتحيط بهما الظلال ، كانت جثة هامدة بين يديه لم تقاوم حتى و كأن لا وزن لها ، همس قائلا : هيا يا قطعة الشكولا سيكونوا كل شيء بخير !

 The Secret of Darkness Where stories live. Discover now