جوشوا !!!! قالت ذلك بصوت آمر تماما ، لأجد جوش يقفز من مكانه و ينظر إليها ليقول : ما الأمر سيدة مادلين ؟
رفعت بصرها إليه لترمقه بنظرات تكاد تقتله تماما ، لتقول : أتركك مع الصغيرة لأجدها في حالة ، توقفت قليلا لتستدير الي و تشير بيدها و علامات عدم الرضا تكاد تصرخ من وجه ، و تكمل قائلة : يرثى لها بالتأكيد .
أعادت نظرها إلى جوش لتلقي محاضرتها التي حفظتها لسنوات ، لتبدأ بالقيام بنفس الحركات تماما ، قلدت وقفتها المتعجرفة ، و بدأت اتحرك بنفس خطواتها و انا اتظاهر بالحديث ، كنت أفعل ذلك و جوش ينظر لي و يكاد يفقد سيطرته من الضحك .
لتقول : قال السيد أن نهتم بها لا أن نحولها لمراهقة من مراهقين الشوارع ، توقفت قليلا لتنظر لي و توقفت بدوري لاتظاهر بأستماع لما تقوله ، إلا أنها ما ان عادت بنظرها إلى جوش حتى عدت إلى تقليدها لتقول : انظر الى حالتها هذه أنها لا تناسب حتى فتاة في مكانتها المرموقة.
توقفت و هي تراقب تعابير جوش و التي لا تبدو جادة ابدا في موقف مشابه لهذا ، لتدير رأسها لي و أقف انا ببراءة تامة و انظر اليها ، رفعت اصبعها إلى جوش و أفعل انا بالمثل لنقول معا : هل يعلم السيد أن طفلته قد أصبحت بهذه الحالة ، أعني انظر اليها سيحتاج الأمر إلى سنة كاملة حتى تصبح قادرة على التصرف كالآنسة نبيلة .
كنت أظن أن الحديث انتهى إلا أنها إستدارت متجاوزة اياي لتتجه إلى تينا و تقول : كنت أعلم أن امرأة مثلك لن تكون قادرة على الاعتناء بالسيدة الصغيرة ، فأنتي كيف أقولها ، أجل امرأة معاصرة و لا يمكن أن تتصرف يوما كسيدة نبيلة .
كنت اطالع تينا و التي أقسم انها ستنقض عليها في أي وقت ، فالأمر المشترك بيني و بين تينا هو كراهيتنا المشتركة لمربيتي مادلين .
و ها نحن ذا الآن ، كنت أعلم أن هذا سيحدث ، فهذا ما يحدث فعلا كل مرة ، لولا أن جوش أمسك تينا لكانت الآن مزقت مادلين تماما .
ألقيت بنفسي على الأريكة أفكر حقا في سوء الأحداث اليوم ، اه تنهدت بتذمر بصوت مسموع للجميع ، لاسمعها تقول : ايس فرويد !
كم مرة عليا اخبارك أن على انسة من عائلة مرموقة مثلك يجب عليها أن لا تقول هذه إلاه .
YOU ARE READING
The Secret of Darkness
Fantasy"النفس لا تفقد شيئاً من مضمونها، لا يوجد شيء اسمه نسيان. كل إحساس وكل تجربة وكل خبرة وكل عاطفة مهما بلغت من الهوان والتفاهة لا تفنى ولا تستحدث، وكل أسرار قلوبنا ووجداننا غير قابلة للاندثار، كل ما في الأمر أنها تنطمس تحت سطح الوعي وتتراكم في عقلنا ال...