﴿الـفَـصـل الـحّـادي عـشـر ﴾

ابدأ من البداية
                                    

تنبهت حواس جنة و سألتها بصدمةٍ:-
-إزاي يعني؟! 

نظرت لها بأعين مبللتين قبل أنّ تحسم امرها و تقص عليها تلك المكالمة الغريبة

Flash back

كانت تقف أمام البحر بفستانها المرفرف حولها كجنية الحكايات عارية القادمين سامحة للماء بمداعبة اصابع قدميها و مغطية مقلتيها بجفونها سامحة للهواء بمداعبة خصلاتها المتخطية خصرها و التي تنساب خلفها بشكل مُميت للأعصاب لأي رجل، فتحت ذراعيها الحاملة حذاءها الارضي الرقيق و همست من بين شفتيها المطلية بلون وردي رائع:-
-بحر. 

كلمة بسيطة انبعثت من بين شفتيها اعطت لها الأمان الداخلي المفقود في حياتها لأنها و بإختصار واقعة في حُبّ شخص خيالي من نسيج احلامها الوردية تناديه بـ «بـحـر«

مضافة إليه ياء الملكية في آخر الجملة ليصبح لها مليكة خاصة غير قابلة للمشاركة و هي تتذكر حلم ليلة أمس و ذلك العناق الدافئ الذي استشعرته في احضانه زفرت بتمهلٍ و هي تلتفت تنظر إلى ذلك الحارس الذي هتف بعملية:-
-سلا هانم مدام فيروزة عايزة تتكلم مع سيادتك



انتشلت الهاتف من بين يده بقوةٍ لا تناسب نعومة ملامحها الطبيعية فقد تعود الجميع على عدم احترامها لهم فهي لا تطيق وجودهم معاها من أساس  و هم موجودون إجباري ليس رغبه منها و حادثت والدتها بنعومة:-
- ماماه وحشتيني.

قالت فيروزة بجذل:-
-ليدي سـلا،  أخبارك يا حبيبتي؟!

مطت سلا شفتيها بلا مبالاة و قالت ببساطة:-
-كويسة ماشي حالي،  المهم زياد عامل إيه بكلمه مش بيرد عليا ذي العادة يعني  انسة حياة واخده مني.!

تبدل صوت فيروزة مائة و ثمانون درجة و قالت ببرود:-
-سيبك من زياد دلوقتي،  أنا عايزاكِ تنزلي القاهرة؟!

قالت سلا بخنق:-
-هو إنتِ متخانقة مع زياد تاني هو إحنا مش هنخلص بقى من المشاكل اللي بينكم ديه. 

اصطنعت فيروزة بسمة فاترة لا تتناسب مع نعومة صوتها:-
-لا يا حبيبتي أنتِ عارفة زياد هادي و مالوش دعوة بحاجة ده حتى أنا لسه مكلماه و هينزل مصر الاجازة ديه  يقضيها معانا و كنت عايزاكِ معانا. 

همت سلا بالاعتراض ففكرة وجودها في مكان واحد مع عائلة المنصوري و التهامي في تلك الفترة خاصةً بالإشاعات الصادرة عن أكرم أمر خرافي إلا أن فيروزة استشعرت رفضها و قالت بحزم قاطع:-
- سلا من غير اعتراض المرة ديه  الموضوع مهم  و أنا عايزاكِ ضروري  و الموضوع مش متحمل تأجيل  و كمان لما تنزلي ابقي كلميني  و قوليلي قبلها  عشان رشدي المحامي عايزك  و اعملي حسابك الإجازة ديه معانا .

هتفت سلا باستغراب غير مستوعبة لأي شيء:-
-انكل رشدي عايزني أنا في إيه؟! أنا ماليش أي علاقة بالأعمال و مش بفهم في الكلام ده و حضرتك عارفة غير إني ما عمري شوفته غير مرتين و كان عبارة عن سلام فاتر.

جُ1 بحر النسيان   جُ2 قَيصر قَصرها حيث تعيش القصص. اكتشف الآن