﴿الـفَـصل الـسّـابع﴾

ابدأ من البداية
                                    

ضحكة يأسة خرجت من شفاه يـم قبل أن يقترب منه فهد معانقًا إياه بحب أخوي صادق و قال:-
-حمد الله على السلامة يا حبيبي نورت البيت

ثـُمّ قال ضاحكًا:-
-بس برضوا المزة مين

نفره يـم بعيدًا و هم بألقاء سيل من السب عليه إلا أن صوت مُنى الحاد كان كفيلًا بقطع أي شيء:-
-أيوا ما تقوله يا يـم باشا هى مين!

أغمض يـم مقلتيه بتعبٍ مستعدًا نفسيًا لنقاش محتدم بينه و بين أمه و كالعادة ينسحب هو من أرض المعركة فالحديث الطبيعي معه و مع والدتـه أشبه بالمستحيل، فتح مقلتيه و التفت يطالعها قائلًا بتروٍ:-
-حضرتك فاهمة الموضوع غلط البنت ديه أنا

قاطعته بصياحٍ حاد:-
-أنا مش عايزة اسمع صوتك أنتَ بالذات و مش طايقه اسمعه أصلًا

علت انفاس يـم بغضبٍ عارمٍ حاول التحكم بـه لولا أنها كانت أمه كان رد فعله اجراميًا و لكن أمامها غير قادر على قولك شيء اسيقف بوجهها يبادلها الصياح! تلك ليست تربيته أبدًا
مهما عل شأنه لولا أبويه كان سيصبح لا شيء
فهم فهد صراع أخي النفسي و عجزه عن عدم الرد عليها كي لا يسيء لها لكن عذرًا هو ليس بترفع أخلاقـه و قال محتدًا:-
- في إيه لكل ده مش تسمعي الأول بعد كدا تحكمي و لا عند يـم خلاص الدنيا كلها تقوم

سددت له مُنى نظرة محذرة و غمغمت بحدةٍ:-
- فهد أبعد أنتَ مالكش دعوة أنتَ بالموضوع

هم بالصراع في وجهها بحدةٍ لكن يد يـم التي اعترضت بقوةٍ محذرًا إياه بأعينه كي لا يقول شيء يندم عليه، على حقه هو أقدر الناس على استرداده و قال بنبرة ثقيلة جافة:-
-افهمي لو سمحتي و بلاش زعيق البنت اللي جوا ديه أنا معرفهاش معرفـة خاصة كل الموضوع
قاطعته غير سامحه له بالتوضيح و سألت قائلة:-
-يعني البنت اللي جوا ديه مش جايه معاك

مسح يـم وجهه بصبرٍ و دمدم موضحـًا:-
-معايا أكيد بس.

صرخت في وجهه محتدمة:-
- معاك يا بجاحتك و بتقولها قدامي عادي بس هعوز إيه من واحد باع أخوه.

اتسعت حدقتي فهد بصدمةٍ شُلت جسده جملة كانت صلبة على قلبه ما باله هو، التفت يطالع يـم بنظرات قلقة ليجده جامد الوجه صلب الأعين لم تهتز لثانية، عنفوان يأبى الانحناء أمام أقرب الناس إليه و هتف بنبرة قاسية:-
-بعته تمام أنتَ شايفه كده يبقى بعته فعلًا
عند تلك اللحظة صاح صوت زين الحاد:-
-مُـــــنــــى!

التفت كلًا من فهد و زين على الصوت إلا يـم لم يرفع بصره من على وجه أمه و قال بنفس نبرتـه القاتمة:-
-أنا و إنتِ عمرنا ما هنبقى أمه و ابنها أبدًا و هيفضل طول عمره هو حاجز بينا عشان السبب في أنه يبعد عنك بس أنا مش ندمان و عمري مل أندم على اللي عملته وقتها و لو رجع بيا الزمن كنت هعمل نفس اللي عاملته بالحرف باختلاف إني كنت هبقى مكانه.

جُ1 بحر النسيان   جُ2 قَيصر قَصرها حيث تعيش القصص. اكتشف الآن