﴿الـفَـصل الـسّـادس﴾

ابدأ من البداية
                                    

-افتح البوابـة!

تحرك ثلاثـة سريعًا في آن واحد و ضغطوا على لوحة إلكترونية بجانب الباب لتُفتح في أقل من ثانية بينما أقترب واحد منهم لحمل سلا بين يديه ليرفع يـم مقلتيه يهتف من بين أسنانه:-

-أبعد من وشي!

حمحمة سريعة خرجت من الحارس و تنحى جانبًا يردف رغمًا عنه:-

-اللي تؤمر بيه سيادتك ، و حمد لله على سلامة حضرتك

تجاهل سلامة الكاذب خلف قناع الانصياع فهو خير من يعلم بالنفوس لولا عمله لديهم لكان دق عنقه، ارتسمت إبتسامة تهكمية على شفتيه قبل أن يذهب إلى الداخل و مع حارس يُدعى

"سُفيان" يتطلع أمامه برسميةٍ شديدٍ كأنه صُنع من حجر بينما يحاول يـم تجاهل تلك التي بين يديه و إحساس غريب يراوده لا يعلم ما هو، تجمد جسده حينما حاوطت رقبته بيديها و دفنت رأسها في عنقه ليصدم أنفها الصغير رائحة عطر مُختلفة تمامًا عن رائحة شقيقها و لكن اراحتها بالفعل فأخرجت همهمة صغيرة راضية مدللة على راحتها التي وجدتها بين أحضان الطوفان تعجب يـم من فعلتها الفطرية متأكد أنها نائمة لا تتصنع حركاتها حتى حركتها فطرية تفترق إلى المكر الذي يظهر على النساء صاحبات الخبرة ليأخذ نفسًا مطولًا

يحاول فيها تهدئة نفسه قليلًا ، صدم أنفه رائحة عسل خارجة من طفل رضيع عاود النظر لها دون تفكير و بحكم رأسها التي تلاحمت في رقبته استطاع شم رائحة شعرها المدللة على استخدامها شابو للأطفال بالعسل!! إبتسامة خفيفة بالكاد لم تصل إلى عينيه صدق حينما قال عنها طفلة بالفعل، خرج من شروده على صوت الحارس:-

-وصلنا يا يـم باشا نورت سيادتك!

أومأ برأسه قبل أن يخرج بها إلى المكان القابع فيه عائلته و قرر استخدام الطريقة التقليدية و هي الطرق على الباب بدلًا من بصمة يده على اللوحة الإلكترونية كي يعلم الجميع بوجود ضيفة معه و في أقل من ثانية كان فُتح الباب من قبل نجم الذي كان يهم بمعناقه شقيقه الأحب لقلبه في عناق قوي مخبرا إياه بمدى اشياقة له فهو في تلك الفترة أصبح لا يراه سوى سويعات بسيطة بعدها يختفي بالأشهر ولكن تلك المرة حطم تعاسته بغيابه فعاد بعد أيام و لكنه تجمد مكانه و شحب وجهه عندما رأى فتاة لأول مرة في حياتـه مع أخيه صاحب المثل العُليا فصاح بعدم تصديق:-

- جايب نسوان البيت يا فضيحة عيلة الراوي طب اعملها في الدرا لكن قدام أخوك الصغير كدا عايزني انحرف و أنا ثانوية عامة طب استنى بعد الثانوية و ننحرف سوا

تخطاه يـم بنفاذ صبر و هتف قائلًا:-

-هي ناقصة جنان أبعد عن وشي!!

■■■■

على صعيد آخر يقف فهد على اعتاب غرفـة جنة و إحساس بالذنب يتأكل صدره لما فعله معها امس و لكن وقوفها في وجهه امس و مخبره إياه بأنها ليس تلك الفتاة الصغيرة يثير خوفه مع الأيام فكلما تكبره يكبر هو معها و فرصته بالزواج منها تختفي، كل ما يرغبه أن تعطيه فرصة واحدة كي يخبرها أنه لا يحبها كما تراه يرغب في القضاء على خوفها تمامًا كلما تستمع إلى اسمه و لكنها حتى لا تمن عليه ببسمة صغيرة له تطيب بها قلبه المُتيم بها

جُ1 بحر النسيان   جُ2 قَيصر قَصرها حيث تعيش القصص. اكتشف الآن