السادِس عَشر|حالَة زواج

Start from the beginning
                                    

"ستجلِب عليكَ البؤس والخَراب، لِوي. تذَكر ما أقولَه جيدًا!"

قُفِرت السَماء بغُيومٍ رَمادٍية باهِتة عكَست فُتات أشِعة شَمسٍ لَم يكُن لَها حول أو قَوة فِي إذابةِ ما جُبِل على القُلوبِ من أحزانٍ وهُمومٍ هَيمنت على الرَوحِ ببَطشٍ.

مَرر سِيمون بالَوم عيونَه على جَريدةِ الصَباحِ وإن لَم يكُن مولِيًا إهتمامًا فِعليًا. يَرى حرَكة نَهر وهِى تضَع صُحون الفُطورِ بإنتظامٍ ويَسمع حَفيف خُطواتِ شَقيقتِه المُقترِبة بقَلبٍ يخفَق بإمتعاضٍ.

"صَباح الخَيرِ."رَحبت سيڤين بهُدوءٍ وهِى تأخُذ مجلِسَها بالمَقعدِ المُوازِي لَه، فرَمق الخاتِم الماسِي المُتعلِق بإصبِعها بنَظرةٍ مُتمررةٍ لَم تُغادِر جفونَه منذُ أن علَم بالمُستجداتِ. لم يكُن خَبر خُطبتِها لرجُلٍ ما بالجَديدِ علَيه، ومع ذلِك فإنَه يشعُر بالحُزنِ بكُل مرةٍ.

"سَوف أذهَب اليَوم لمَتجرِ ويندِي كَي تبدأ فِي حَياكةِ الثَوبِ، ثُم سأزَور المَقابِر بطَريقِ العَودةِ. لا تقلَق إن تأخَرت."أنبأتَه. كانَت نبرتُها خاوِية ولم يكُن مِزاجَها معتدِلًا. رُبما كانَ ذلِك بسَبب ما خاضَاه سوِيًا من جدالٍ حادٍ بساعاتِ اللَيلِ.

قضَم سِيمون شِفَته السُفلِية بتردُدٍ، ثُم حرَر نفسًا ثقيلًا. "سيڨين، رُبما علَيكِ التَفكير بالآمرِ لبَعضِ الوَقت. لا داعِي للإستعجالِ."

تَوتر أمامَ تنهيدتِها القَوِية. كانَ يتجنب إغضابَها وقَد مَر على آخرِ نوبةٍ لَها الكَثير مِن الأيامِ، ولكِنه لم يكُن راضِيًا، لقَد شَعر بالإنفطارِ لفَكرةِ زواجِها من جَديدٍ وتَركه وحيدًا.

"لقَد خُضنا هَذا الحَديث مِن قَبل، سِيمون. لقَد حُسِم الآمر والزِفاف سيَكون بالأحدِ القادِم."

"لِماذا؟ لِماذا تُريدين الزَواج مجددًا؟ بَعد كُل ما حدَث. ألا يَكفيكِ خَمسة رِجال؟ لِماذا تتعَمدين إيلامَي بكُل مرةٍ؟ أنا لا أملِك سَواكِ.."نبَث بحُرقةٍ واضِعًا خَضراوِييه الذابِلَتين بشَبيهتيّهِما المُعتِمتين، ليَجِد صبرًا نضَب فِيهما.

"يُمكِننا البَقاء سوِيًا، سيڤين. أنتِ لستِ بحاجَةٍ إلى رجُلٍ ما بحَياتكِ. سنَكون معًا للأبدِ وأنا لَن أترُككِ ولَن أتزَوج يومًا."

"لَيت الآمر بهَذهِ البَساطةِ، سِيمون."إبتَسمت سيڤين لثَوانٍ ساخَرةٍ. "أنتَ رجُل، لا بأس إن لَم تتزَوج. ولَكِن أنا امرأة في مُجتمعٍ سيظَل يرجِمني بأحكامِه حَتى أُصبِح تابِعة لرجُلٍ ما. هَذا هو الآمر وسيظَل كذَلِك للأبدِ."

"والآن أنتِ تهتَمين بأحكامِ الناسِ؟"إستَهجن بكَيدٍ. كانَ قلبُه يُعتصر بقَبضةِ آلمٍ مُتعسفةٍ. نَظر إلَيها بعُيونٍ إغرَورقت بدُموعِ غَيظٍ بَينما تهِز رأسَها بإستَخفافٍ. "أنتَ لن تفهَم أبدًا."

Lady Casanova.Where stories live. Discover now