الرابِع والثلاثون|عَرين لِوجورَيا

885 84 171
                                    

الأدَب القَوطِي نَوع خَيالي قَديم يجمَع بين الرَومانسية والعَناصر السَوداء لإنتاجِ بَعض الغُموض والكأبة حَول الشَخصياتِ وتتمَركز تَقاليده حَول الشَخصياتِ الَتي تُصاب بالجُنونِ شيئًا فشَيء. ( أُرتبِط بالشَرِ والشَيطانِ ومَصاصِي الدَماء أو الأشباحِ ).
**

كانَ يومٌ تعِيسٌ.
رَغم عَدم بُلوغِ الغِروبِ إلا بأنَ سيڤين تكَهنت بلَيلةٍ كاحَلةٍ لَن يزُورها القَمر المُكتمِل. وَقفت قُبالةِ المِرآة بوَجهٍ بُسِط بإنزَعاجٍ دَفينٍ تتفَقد ثوبَها الأبيَض بأكمامِه المُفرغة وعُقدة العُنقِ الحَريرية الَتي دلَلتها بلُطفٍ.

تمَسك شعرُها خَلف رأسِها بطَوقٍ ثَلجيٍ ضَيقٍ حَررت مِنه بِضعة خُصلاتٍ أمامَيةٍ إنحَدرت عن جَبينِها بنُعومةٍ ماثَلت سيمفَونية النَسيم وهِى تُراقِصها شجنًا إستِعدادًا لأُمسيةٍ ثَقيلةٍ.

كانَت رؤَيتها لعائِلتها مِن جَديدٍ بَعد كُل هذهِ السَنوات مرهِبًا جِدًا. ورَغم إعتِراضها الشَديد إلا بأنَها لم تجِد مخرجًا سِوى تَرك لِوي يَذهب مَع جدتِه إلى هُناك بدونِها. وكانَ ذلِك مستحيلًا، فكأنَما تُلقِي بَه وحيدًا بقَفصٍ من الذَئابِ.

هدئَت سيڤين مِن موجاتِها المُتذبذِبة.
لقَد كانَت تنزعِج بشَدةٍ مِن إذعانِه لقَراراتِ جدتِه، ولكِنها تتفَهم أحيانًا حِرصَه على عَدمِ كَسر آوامرِها مَهما كانَت مُتعصِبة أو مُبالغ بِها..فَفِي النَهايةِ لقَد كانَت المرأة الَتي نشأ تَحت جناحِها وعوَضته غَياب والِدته. بالتأكيدِ لَن يُهمِش لَها آمرًا.

إقتَلعت نفسَها مِن غَمِها مانِحة الإذنَ لطارِق بابٍ فتَحه كَي يظهَر لِوي مِن خلفِه بحُلتِه السَوداءِ ذاتَ الصَديرِي الأبيَض والعُقدةِ المُكشكشةِ حَول عُنقِه تَمنحه ذلِك المَظهر الراقَي الَذي أكملَه برَفعِ غَرتِه عالِيًا لتَهوى كالجَناحِ فَوق عَينِه اليُمنى.

"مرحبًا. تَبدِين جَميلة."عبَّر بإبتَسامةٍ صَغيرةٍ بدَدت أحمالَ صدرِها لهَنيهةٍ مُستقبِلة حَرارته بقَلبٍ رَحبٍ بَينما تلمَح قِلادَة الهَلالِ الَتي منَحتها لَه تتدَلى خَلف عُقدةِ عنقِه بلا خَجلٍ. "وكذَلِك أنتَ. لقَد تجهَزت مبكِرًا بَعض الشَيء. هَل أنتَ متحمِس؟"

أستَنكرت أن يكُن كذلِك.
فقَدر إظهَارِه عَكس هَذا، ولكِنها علَمت مَدى إرتَيابِه مِن عائِلتها..ولَم تلُمه أبدًا. لقَد كانَت عائِلتُها غَريبة الأطَوار على عالَمِ لِوي الحالِم، كانَت ذاتَ عاداتًا عجيبةً أخفَها تمايُز أردِية الرَجالِ عن النَساءِ آثناء الأُمسِيات العائِلية.

فلَطالما إلتَزم الذُكور بالحُللِ السَوداءِ الَتي تمنَحهم مظهرًا وقورًا بَينما فُرِض على السَيداتِ الأثوابَ البَيضاءِ الخالَية مِن النُقوشِ أو الزَينةِ. ورُبما هَذا سَبب كسرِها لتِلك القاعِدة وإرتَداءها لثَوبٍ فُرِغ كثيرًا حَول العُنقِ.

Lady Casanova.Where stories live. Discover now