السادِس عَشر|حالَة زواج

1K 124 156
                                    

"مَاذا فَعلت؟"
حينَما هَل الصَباح، كانَ لِوي بمَوضعِ حَيرةٍ. لَيلة البارَحةِ كانَت مِن أفضَل لَيالِيه على الإطلاقِ. كانَ يعلَم بأنَ الشَقراء لم تقَع بحُبِه،لَيس بالقَدرِ الَذي وقَعه هو..وكانَ تفكيرُه الشاعِري يُخيل لَه بأنَه سيجعلَها تَفعل.

فكَما يَقول القُدماء..الحُب يأتِي دومًا بَعد الزَواج.

ولكِن يَبقى لَديه تِلك المُعضِلة الَتي ظلَت لَه بالمَرصادِ. فلَم يلبَث أن أخبَر جدتُه بمّا حدَث بساعَةِ نومِها حَتى طاحَت بوجهِه بكُل سَخطٍ مُسلِطة علَيه لِسانَ العادَات والتَقاليدِ الإنجلَيزية الصارِمة.

"امرأة تأتِي في ساعَةٍ مُتأخرةٍ لرجُلٍ في بَيتِه، وتجلِس مَعه في غُرفةٍ مُغلقةٍ وتُريد أن تَقنِعني بأنَها لَيست بمُنحلةٍ؟"رمَقته السَيدة بغَضبٍ، ليهِد تلاصُق شِفَتيه بتزمُتٍ.

"لقَد تحدَثنا وحَسب، جدتِي. كَما أنَها ستَكون زَوجتِي في غُضونِ أيامٍ قَليلةٍ وحينَها لَن أقلَق مِن عُيونِ الناسِ أو ما قَد يقولونَه بشأنِنا!"

"أنصِت إلى نَفسِك تَقول هذه السَخافةِ! هَل تعلَم لِماذا وافقتُ على زَواجِكما؟ لِأنَني علِمتُ بأنها سترفُض. هِى لَا تُحِبك ولَا تُريد الزَواج بِكَ، أنَها تَمرح معكَ كما تمرَح مَع الآخرينِ من الرَجالِ. وكانَ ذلِك جلِيًا حينَما دفَعتك لتَقبيلِها في الحَديقةِ بلا أدنَى خجَلٍ."

"أنا مَن قبلتُها!"إحتَج بعَصبيةٍ. رأهَا تهِز كِتفَيها بتعنُتٍ بَينما تَطوِي ذِراعَيها حَول صدرِها بإحكامٍ. "لَيس هَذا ما رأتَه البارَونة إيمِيليا لورانَس."

"البارَونة رأتَ ما أرادَت أن تَراه."
كانَ مغتاظًا ومتعبًا مِن خوضِ ذاتَ الجِدال مَرة تَلو المَرة بِلا طائلٍ. مَسح على وجهِه بوَجومٍ ونظَر إلَيها في محاولةٍ للهُدوءِ. "لِماذا لا يُمكنكِ أن تَرِ بأنَني سَعيد مَعها؟ بأنَني أُريدها هِى مَهما قِيل عَنها، لأنَني أعلَم أينَ هِى الحَقيقة."

أمكَنه رؤيَة ذَوبان ثَليجِ زَرقاوِييها لبُرهةٍ،بَينما تسكَن عواصِفُ وجهِها برَويةٍ. "لايزَل هُناك فُرصة، لِوي. يُمكِننا نَسيان كُل ما حَدث وإعتبارَها نَزوة عابِرة، وهازِيل مازالَت موجودَة. سيڨين بالَوم لَيست مِثلنا ولَن تُسعِدكَ."

"لِماذا تتصَرفِين مَع قلبِي كأنَه مِزهَرية يُمكِن إستِبدالَ باقَة وَرودِها بأُخرى؟"إندلَع صوتُه بغَضبٍ ويأسٍ جعلَها ترمِش مأخوذَة بصَدمةٍ. "..يَوم الأحَد سيَكون زِفافَي على سيڤين بالَوم وهَذا غِير قابِل للنَقاشِ!"

"هَذا لَيس قَرار..-"

"هَذا قَراري أنا وحَسب!"
أبلَعها ما كادَت تُحرِره بتهكُمٍ واضِعًا حدًا لتِلك المُناقشة الصَباحِية المُجهِدة. إلتَقط قبَعته ومِعطفه بعَصبيةٍ وطَوى الرَدهة بخَطواتٍ قاسَيةٍ ماثلَت صوتُها الَذي تصَدع بآخرِ لحظةٍ قَبل خروجِه من البَيتِ.

Lady Casanova.Where stories live. Discover now