الثالِث والعِشرون|جِدال بَين شظايا مُجتمع

909 110 158
                                    

صَبيحة يَومِ الأثنَينِ كانَ لَه نَسمة مُميزة لحَواسِه.
فمَثلِ اليَومِ من إسبوعَينِ كانَ زِفافُه على شَقراءٍ لَوعته أيامًا وأسابيعًا ولَم تخفَق أبدًا بخَلبِ قلبِه المَسطولِ.

ترَجل لِوي مِن عَربتِه أمامَ بَيتِ الطَبيب كريستَوڤِر هوبِر بظَهيرةٍ مُشمسةٍ بَديعةٍ آخذ على بُساطِها دَرب البابِ حَتى أستقبلَه الخادِم بوَقارٍ طالِبًا مِنه الإنتظارَ لدَقائِق حَتى يُنبِئ الرجُل بوصولِه.

لقَد ترَدد كثيرًا بآخذِ تلك الخَطوةِ وإستشارَة طَبيب مُتخصِص بآمرِ نوباتِ الهَلع أو الغَضب الَتي تَصيب سيڤين على غفلةٍ، ولكِن حينَما يأس مِن إيجادِ ما يَنفعه مِن كُتبٍ علَم بأنَه يجِب أن يملَئ معلوماتَه تحسبًا لأي نوبةٍ غافلةٍ جديدةٍ.

هو لَم يقتنِع بطَريقةِ سِيمون في التعامُل مع الآمرِ.
هو لا يُمكِنه الجُلوس بكُل برودٍ عالِمًا بأنَها تَخوض تجرُبة بشِعة ببحرِ ذَكرياتِها وَحيدة بغُرفتِها. ذلِك لم يكُن إنسانِيًا لو نظَر لها مِن ذلِك المَنظور.

"لِوي!"رَحب بِه الطَبيب هوبِر ببَشاشةٍ إنشَرح لَها لِوي مصافِحًا الرجُل بوَسعِ صدرٍ شاعِرًا بالأخيرِ يربُت على كتفِه بمَعزةٍ قديمةٍ كنَّها لَه. "مِن الجَميلِ منكَ أن تَزورني أخيرًا. خِلتُ بأنكَ قَد نَسيت العَجوز هوبِر."

"لا يُمكِنني ذلِك، سَيدي، ولكِن واجهتُ الكَثير مِن المَشاكِل فَور عودتِي من فَرنسا."لَبى إشارَته بالجُلوسِ مجددًا شاكِرًا الخادِم الَذي مدَ إلَيه قَدح الشاي الأخضَر الساخِن رَيثما يرمُقه الرجُل بعُيونٍ لامعةٍ.

"كَيف حالَ ألبِرت؟ نحنُ لم نتراسَل منذُ مدةٍ."

"إنَه بِخَير تمامًا، سَيد هوبِر. شكرًا لك."

كانَت الرجُل الخَمسينِي صديقًا قديمًا جدًا لخالِه ورَغم إفتراقَ طريقَ كَليهِما إلا بأنهَما لم يقطَعا الصِلة سوى إذعانٍ للظَروفِ حيثُ أعتَزل الطَبيب ببَيته على أطرافِ المَدينةِ وإعتَزل ألبِرت سكانَها جميعًا.

تَرك لِوي القَدح جانِبًا بَعد ثانِي رَشفة، وتَحمحم مرتدِيًا قناعَ جَديةٍ بوَجهِه. "بالحَقيقةِ، سَيد هوبِر، لقَد جِئتُ اليَوم لِأسألكَ بآمرٍ هامٍ جدًا."

قبَض الرجُل حاجِبَيه بإكتَراثٍ وإعتَدل مشيرًا لَه بالمُتابعةِ. "إن الآمر يخُص..زَوجة صَديقٍ لَي. لقَد تعرَضت للعُنفِ الأُسرِي بطُفولتِها وذلِك جَعلها تُصاب بأزمةٍ نفسيةٍ دفَعتها لخوضِ نوبات غَضبٍ ببعضِ الأوقاتِ لو تعرَضت لضَغطٍ هائلٍ، وصَديقي أراد أن يعلَم كَيف يُمكِنه أن يُساعِدها لتتَغلب على ذلِك."

كرَه الكَذب كثيرًا.
ولكِنه لم يكُن لديه أي حَقٍ بإفشاءِ سَرٍ يخُص زوجتِه لشَخصٍ ما دون عِلمها وإذنِها. رأى ذلِك غَير مُهذبٍ أكثَر مِن تَحويرٍ بَسيطٍ لن يُشكِل فرقًا مَع الطَبيبِ الَذي سمَعه بعنايةٍ ثُم رتَب كلماتَه بدَقةٍ.

Lady Casanova.Where stories live. Discover now