الثالِث|في عَصرِ الأزماتِ

2.3K 221 108
                                    

"لِـوي."
تجَمد الدَم في عروقِه وهو يَفلِت ذِراع صَديقِه الَذي تنَبه بدَورِه لصَوتِ جَدتِه المُتصدِع وظِلُها الطَويل بوَجهِها المُتجهِم يطُل علَيهِما مِن مُقدمةِ السُلم عالِيًا.

"لَيلة سَعيدة، جَدتِي."إبتَسم لِوي بتَوترٍ شَديدٍ،لامِحًا هارَولد بآسفلِه يُجاهِد ليَعتدِل للوقوفِ بجَوارِه، وبصَوتٍ أجَشٍ وخَمرٍ أثقَل لِسانَه تحَدث. "مـ..مرحبًا، سَيدة ليڤَرِنت."

رَمقته السَيدة الكَبيرة بإزدراءٍ قَبل أن تَنتقِل إلى حَفيدِها بعُيونٍ سَنت نظراتَها بحَدةٍ شَديدةٍ. "أنتَ متأخِر."

حَك لِوي عنقَه بتأزُمٍ. علَم بأنَه لَن يُشفع لَه مِن عتابِها الَذي سيَكون قاسِيًا تمامًا بعد ذَلِك الموقِف، هدوءُها رَغم نظراتِها الساخِطة كانَت مُحرِك اللَحظةِ وهو يَتحمحم شاعِرًا بهارَولد يستَنِد علَيه بلُطفٍ؛ ليسكُن. "لقَد إندمجنَا بالحَفلِ بَعض الشَيء."

"أجَل أجَل. كانَ عليكِ رؤَية كَم الجميلاتِ بالحَفلِ، سَيدة ليڤَرِنت."ضَحك هارَولد بنَفسٍ ثَقيلٍ مُترنحٍ ضَم لِوي شِفَتيه على آثرِه مراقِبًا رَد فِعل جدتِه الَتي لم يكُن مريحًا. رأى يدُها تقبِض على عُكازِها بقَوةٍ إزرَقت لَها أطرافَها بَينما تتَمنى لهُما لَيلة سَعيدة وتَرحل بِلا أي قَولٍ آخرٍ.

ولَكِنه كان متأكِدًا بأن ذَلِك الموقِف لن يمُر بسلامٍ دون أي لَومٍ ما مِنها. لقَد كانَ في الرابِعة والعِشرين مِن عُمرِه، كان الرجُل الوَحيد الحَي في عائِلة ليڤَرِنت بالدَرجة الأُولى..ومَع ذلِك كانَ يتحَول إلى طَفلٍ مُذنبٍ في أنظارِ جدتِه الَتي لم تتخلَ يومًا عَن صرامتِها أو مُعاملته كصَبيٍ طائَشٍ.

"على مِهلكَ."
إستَلقى هارَولد على الفَراشِ المُهندم براحَةٍ معانِقًا إحدَى الوَسائِد بنَصف بَسمةٍ رَيثما يُجرِده لوي مِن حذاءِه ويشعُر بِه يُلقي بكاهِله بجانِبه متنفِسًا بعُمقٍ شَق جفونَه بلُطفٍ على آثرِه وغَمغم. "لقَد بدَت جدتكَ غاضِبة."

"هَل تَعتقِد؟"
نَظر لَه لِوي بوَجهٍ مُتسطحٍ لدَقيقةٍ مُتوترةٍ قَبل أن تَتناغم ضَحكاتهما وهارَولد يَدِس وجهَه بالوَسادةِ متنهِدًا تارِكًا صَدى قَهقهتِهما المَسجونةِ تَتبدد ببَسمةٍ خاملَةٍ. "يا رجُل، أنتَ بِحاجةٍ للزَواجِ."

"لِأكونُ وحيدًا بين امرأتينِ؟ لَن أصمُد كثيرًا معهُما."سَخر لِوي بإنخفاضٍ رَيثما يَنزلِق مسطِحًا ظَهره جِوار رَفيقه الَذي رفَع رأسَه على وِسادَة أحضانِه، ووَضع زَرقاواه بمُواجهةِ خَضراويّه مبتسِمًا. "أنتَ من بحاجةٍ للزَواجِ، علَى امرأةٍ ما أن توقِفكَ عَند حدِكَ."

"لَا لَا لَا، هارَولد سيجرِيد لا يَتزوج. أنا أفضَل حالًا بِلا امرأةٍ ما في حَياتِي."عبَّر هارَولد بذاتِ العَبارةِ الَتي طالَما تداوَلت على لسانِه كُلما خطَر بينهُما حَديث الزَواجِ. فلَم يكُن ذلِك الشأن بَين خُطتهِم المُستقبلِية بإختلافِ الأسبابِ والظُروفِ.

Lady Casanova.Where stories live. Discover now