الثلاثون|بَين الحُبِ وغَريزةِ التملُكِ

1K 98 116
                                    

طابَ مزاجُه المُتعكِر برائَحةِ الشَايِ الفَواحة مِن أركانِ المَقهى الهادِئ بتِلك الساعَة المُبكِرة. سمَع نظيرَه يشكُر النادِل الَذي تَرك قَدحي الشايِ الساخِنة أمامَهما، قُبيل أن يلتَفِت ليُحدِق بوجهِه المَشدود ببَسمةٍ مُتمددةٍ.

"مِن المؤكَدِ بأنَ لِقاءَي بكَ كانَ مفاجِئًا، سَيد سيجرِيد."بادَر چوزِيف لافَجود القَول بهَدوءٍ نزَل على آذانِ هارَولد بتمقُتٍ. لَعق ذو العَقائِد المَلفوفةِ جانِب شِفَته وهَمهم بخُفوتٍ كبَت بِه شَزره مِن ذلِك اللِقاء.

"أنا أعلَم بأنَه لم تسنَح لَنا الفُرصة لنتَعرف بشَكلٍ لائقٍ بالمَرةِ الأخيرَة. ولكِن كَما تعلَم كنتُ متشوِق جدًا لرَؤيةِ أُسرتِي مِن جَديدٍ..ولأكُن صادِقًا معكَ، تفاجئتُ بوجودِ رجُلٍ ما مَع زوجتِي بمَنزِلنا."

إنزَعج هارَولد بمكانِه، لم تقَع بَسمة چوزِيف البَشوشة الَتي حوَت بعضًا مِن الرَيبةِ. لم يكُن اللَورد اليافِع مرتاحًا تمامًا لتِلك الدَعوة المُباغِتة، خصيصًا بَعد ما سَمعه عن ذلِك الرجُل وما أقتَرفه بحَقِ المَرأةِ الَتي يُحِبها.

وملَك الجَراءة كَي يدعوَها بزوجتِه.

تظاهَر هارَولد بتفقُدِ ساعَته، قَبل أن يرمُق چوزِيف مَعقود الحاجَبينِ. "للآسفِ أنا مُرتبِط بمَوعدٍ ما، سَيد لافَجود. لنَتطرق لمَا تُريد الحَديث بِه سريعًا لَو سَمحت."

لقَد أرادَ إنهاءَ ذلِك الموقِف السَخيف وحَسب.

"سَيد سيجرِيد. سأسألكَ بكُل صَراحةٍ ووَضوحٍ وأتَمنى أن تُجيبنِي بذاتِ الطَريقةِ.."رَفع چوزِيف قَدحه عن شِفَتيه، وبنَظرةٍ ثاقَبةٍ حاصَره. "ما الَذي بينكَ وبَين زوجتِي؟"

تحَشرج نَفس هارَولد بحلقِه. حاوَل عَدم إظهارِ إمتقاعَه وهو يَهِز كِتفَيه بلُطفٍ وهَدوءٍ. "لا شَيء يجمَعنِي بالسَيدةِ مارشِييل سَوى عِلاقة صَداقةٍ مُحترمةٍ."

رشَف مِن شايّه على مَضضٍ باخِسًا ما إعتَراه مِن ضَيقٍ مِن ذلِك الحَديثِ، فلَم يحِق لأحدٍ أن يتدَخل بعلاقتِه بوَيندِي أيًا كانَت هويتَه..يكفِيه بأنَه متورِط بدَعوةِ الشاي مَع زوجِها المَزعوم.

"إنَنا نتحَدث بصَراحةٍ هُنا، سَيد سيجرِيد..لِذا كُن صادِقًا مَعي."إستَهجن چوزِيف ببَسمةٍ رامَيةٍ بغَضها هارَولد الَذي رمَقه بفَتورٍ. "لا تَملِك ضَدي آمرًا كَي أكذِب عليكَ، سَيد لافَجود."

"حسنًا، لا تنفَعِل. هذهِ مُجرد مُناقشة وأنا لستُ هنا لإتهامِكَ بآمرٍ ما. أنا فَقط أَريد أن أعلَم بأي شَيءٍ ورَطت زوجتَي نفسَها وطِفلي بِه آثناء رَحيلِي.."تَرك چوزِيف قَدحه جانِبًا، وكمَن رتَب حديثَه مسبقًا كانَ يسرِد بسَلاسةٍ.

"كَما علِمتَ حتمًا، سَيد سيجرِيد. أنا بَحار لِذا قَد أغيبَ للكَثيرِ من الوَقتِ ويجعَلني ذلِك بعيدًا عن أُسرتِي الصَغيرة. ولكِن حينَما أعودَ وأتفاجَئ بمُرافقةِ زوجَتي لرجُلٍ آخرٍ بسُمعتِك..فهَذا يدفَعني للتَحري عن الآمر وإنقاذَها مِما اوقَعت نفسَها بِه. إنكَ رجُل، سَيدِي. وتعلَم جيدًا توابِع أن تُرافِق امرأةٌ ما رجلًا ما غَير زوجِها البَعيد. وأنتَ حتمًا لَا توَد أن تَسوء سُمعة زوجَتِي بسَبب حُمى غرامِية جَمعتها بلَوردٍ يافَعٍ وطائشٍ يتنَقل مِن امرأةٍ لأُخرى كُل موسمٍ، وبالكادِ يتذَكرهن جميعًا."

Lady Casanova.Where stories live. Discover now