الثامِن عَشر|القِط والفأر

866 114 91
                                    

طلَّعت شَمس الظَهيرة بذلِك اليَومِ باهِتة. كانَت الثانِية عَشر والنِصف تقريبًا حينَما سُكِب الشَاي بقَدحِ البارَونة إيميلِيا الَتي جلَست بحُجرةِ المَعيشةِ لبَيتِ ليڤَرِنت، تُجاوِرها السَيدة چينا هَود وكارولِين وينِسَتون..مُقابِلات للسَيدة الكَبيرة.

كُن مُبكِرات عَن الموعِد المُعتادِ للشَاي ذلِك اليَوم. الآمر الَذي رحَبت بِه السَيدة إليزابِيث كَي تُفرِغ ما تفاقَم بصدرِها منذُ ليلةٍ سابَقةٍ إنبَسطت لَها آذانَ السيداتِ بإصغاءٍ شَديدٍ.

"لقَد كانَت الكَنيسة فارِغة تمامًا بَعدما أصَرت على عَدمِ دَعوة أي أفرادِ العائِلة. كانَ المَنظر مخزِيًا جِدًا."هَزت السَيدة إليزابِيث رأسَها بإزدراءٍ، شارَكتها فِيه السَيدة هَود بهَمهمةٍ.

"كانَ عليكِ تَنبيه حفيدَكِ، إليزابِيث. فإن ذَعن لقَراراتِها بهذهِ السُهولةِ منذُ البدايةِ، لَن يتمَكن مِن فَرضِ كلامَه علَيها بعد ذلِك. كانَ علَيه أن يفهَم بأنَه الرجُل وهو مَن لَه الكلِمة الأُولى والأخيرة حَتى بأصغَر الآمورِ."

رَفعت السَيدة إليزابِيث كِتفَيها وزمَت شِفَتيها بقَلةِ حيلَة. "إنَه يُحِبها؛ وذلِك يجعلَه معمِيًا عَن نوايّاها وأفعالِها السَيئة، كَما أنَه لَم يُرِد أن يُعارِضها."

"يجِب أن يُحافِظ لِوي على فَرقِ المَكاناتِ بينه وبَينها، ولا يسمَح لَها بأنَ تتصَرف مَعه بدَلالٍ أنثُويٍ سخيفٍ أو تعتادَ علَيه زَيادة عن اللَزومِ."أنزلَت البارَونة إيميلِيا قدحَها بخَفةٍ مُلقِية بكَلماتِها الحازِمة الَتي قُوبِلت بإيماءاتٍ موافَقةٍ.

"أينَ هِى بجَميعِ الأحوالِ؟"

"إنَها بالخارِج منذُ الصَباحِ الباكِر."
قرَنت السَيدات حواجِبَهما بدَهشةٍ بَعد نبرةِ السَيدةِ المُتمرِرة بإغتَياظٍ ورَمقتها البارَونة بإستنَكارٍ. "بمُفردِها؟"

لَم تلبَث السَيدة أن أومأت بأقتَضابٍ، حَتى هَزت النِساء رؤوسَهن بسَخطٍ شَد وِثاق جَلسةِ النَميمة الأُنثوية المُمزِقة لذَكر شَقراءٍ غائَبةٍ أجَجت بقلوبِهم نيرانًا حاقَدة بأفعالِها غير المَقبولةِ.

"إنَها في مَنزلكِ أنتِ، إليزابِيث! يجِب أن تجعلِيها تَفهم بأنَ سلوكَها الجَرئ مَرفوض وقَد أصبَحت الآن فردًا محسوبًا على عائِلتكم."أكملَت السَيدة وينِسَتون شَحذها لقَلبِ السَيدة ليڤَرِنت الحانِق، والَتي ضمَت شِفَتيها بشَزرٍ.

كانَ كامِنًا بصَدفتِه الخاصَة. لَم يرفَع عَينيه عَن لوحاتِه الهَندسيةِ رَغم تضبُبِ ذهنِه الَذي أبحَر على ضَفةٍ مُعاكسةٍ جرَفت بداخِله الكَثير مِن المَشاعِر الغائِرة الثَقيلة على قلبِه.

رمَش مجفِلًا بقَدحِ الشاي الَتي ترَكته نَهر جِوارَ يدِه بهُدوءٍ رَفع بِه عنقَه إلَيها بجُفونٍ حمَلت مِن الهُمومِ أطنانًا وتنَهد. "ألَم تُخبركِ السَيدة بالَوم إلى أينَ ستَذهب يا نَهر؟ لقَد استَغرقت وقتًا طويلًا."

Lady Casanova.Where stories live. Discover now