الثامِن|سِحر حُورِيات البَرِ

1.4K 140 81
                                    

مَلحوظة:- في العصرِ الڤيكتورِي كان مِن غير اللائِق أن تُظهِر المَرأة أكثَر مِن يدِيها ورأسَها بجَسدِها، كما عُد إرتداء السَراويل والقُمصان غير مقبولًا للنساءِ لأنهُن يتشَبهن بالرَجالِ.
**

دُثِرت البَلدة الرَيفية بتَلالٍ مِن الثَلجِ.
بالكادِ تمَكن مِن الإستَماعِ إلى طَربِ طُيور الصَباحِ بَين شَغبِ رأسِه الذي لَم ينهزِم لنَومٍ أصابَ عَينيه فلم يخضَع لَه ذِهنُه.

ألقَى لِوي مِنشَفته بإهمالٍ على مَقعدٍ جاوَر بابَ حُجرتِه الَتي غادَرها بوَجهٍ مُتجهمٍ بشَر بيومٍ بائَسٍ سيَقضيه آكِلًا في آنامِله في مُحاولةٍ ضَعيفةٍ لنَبذِ غضبٍ تأجَج ولَم ينطَفِئ لحظَة خِلال اللَيلِ.

لم يتمَكن مِن العُثورِ على ألبِرت بأي بُقعةٍ في البَيتِ حَتى سمَع صوتَه العالِي عَبر بابِ المَطبخ المَفتوح يُحادِث رَشدان بالحَقلِ ليَعلم بأنَهما يجرِفا آثار اللَيلة الماضِية المُثلجةِ عن الأشجارِ الشِبه يانِعة.

بالكَادِ حضَر مَعه تركيزَه وهو يضَع غلايَة الماءِ فَوق الموقدِ لكَوبِ شايٍ مُبكرٍ قَد يُنقِذ رأسَه مِن إختلاجاتِ صُداعِه الَذي لَم يُطاق. علَّه يبالِغ في رد فعلِه وموقِفه من سيڤين بالَوم بَعد واقِعة الأمسِ، ولكِنه رأى لنفسِه الحَق بتجنُبِها حِرصًا على كَبرياءِه من مِزاجياتِها.

أجفَل. إستَمع إلى صَوتِ طَرقةٍ ناعَمةٍ على بابِ المَطبخِ، ليُحيل ببَصرِه صوبَه بتساؤلٍ، ويسكُن. كانَت تقَف هُناك بذاتِ الثَياب فَرنسِية الطَرازِ مَع شعرٍ جُمٍع خَلف رأسِها بوَشاحِها الأزرَق والشمسُ تطوفَ خلفَها معاكِسة إياه عن رؤيةِ بَسمتِها المُشرِقة.

"صَباح الخَيرِ، سَيد ليڤَرِنت."
لضَم شِفَتيه بعُبوسٍ. كانً متأهِبًا للقاءِها بكُل فتورٍ وجَفاءٍ كمَثلِ فعلتِها بالأمسِ، وإنَما عاجَله تأوهًا خافِتًا هرَب مِن حلقِه وهو يُبعِد يدَه العارِية عن الغلايّة الساخِنة بسُرعةٍ، لاعِنًا أسفَل آنفاسِه بحَنقٍ.

وكأنَما كانَ بحاجةٍ إلى المَزيدِ من الإحراجِ أمامَها.

"رَباه! هَل أنتَ بِخَير؟"رَن صوتُها القَلِق في مسامِعه كصَدى مُزعِج وهِى تقترِب صَوبه بسُرعةٍ. بالكادِ أبعَد يدَه عن متناوِلها رَيثما يَومأ بجُمودٍ، هو لم يكُن غاضِبًا مِنها هِى هذه المَرة، بل كان ساخِطًا على نفسِه وخُرقه الذي ينبَعث حينَ تواجدِها.

رُبما كانَ ألبِرت محقًا بأنه لم يكتسِب خَبرة كافِية مع النَساءِ رَغم علاقاتِه.

"هاكَ. ضَعها على يَدِك قَبل أن تَلتهِب."
مَدت مِنشَفة صَغيرة دَستها بإناءِ الماءِ الجانَبي نَحو يدِه موشِكَة على لفِها بحَذرٍ حَول حرقِه، فأبعَد ذِراعَه بخُشونةٍ متجاهِلًا نظرَتها المُتهكِمة. "لستُ بحاجةٍ إلى مُساعدتكِ."

Lady Casanova.Nơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ