الواحِد والعِشرون|أعادَة إحِياء الماضِي

836 117 90
                                    

"قالَ أن إسمَه هُو السَيد نايِل بالَوم، سَيدتِي."

تَوسعت عيونُ سيڤين بصَدمةٍ. سابَت قبضَتها بيدِ لِوي كَما إرتَخت أطرافَها بهَذيانٍ وطَنينٍ ضَرب رأسَها فجاةً وهِى تهِب على أقدامِها بنظرةِ توجَسٍ حَيرت الجَميع.

"هَل..هَل قُلت نايِل بالَوم؟"إبتلَعت لعابَها بصُعوبةٍ شَديدةٍ، شاعِرة بخَفقانِ قلبِها المَذعورِ. إيماءَة أوليڤِر غَير الفاهِمة كانَت كضَربة قاضِية صَرعت روحَها ببراثِن ظُلمة مَنكوبة.

شَعرت بيَدِ لِوي تنبسِط على ظَهرِها ونَظرة قَلِقة صامِتة تتفَقدها، فلَم تملِك لِسانًا كَي تُجِب. وبأي شَيءٍ قَد تَنطِق؟ فكَيف للَيلةٍ سُرت بمُرورِها بسَلاسةٍ أن تنقلِب لتُصبِح واحِدة مِن أبشَع لَيالِيها على الإطلاقِ؟

"يومٌ سعِيدٌ، سَيداتِي وسادَاتي."
شَعرت بجَريانِ قُشعريرة قاسَية بعمودِها الفَقري مَع إنبعاثِ ذلِك الصَوت الهادَئ. جَحظت عيونُها وهِى تَرى الكَيان الَذي خلَّف أوليڤِر على عتبةِ البابِ.

بشَعرٍ بُنيٍ وزَيٍ مهندمٍ وبَسمة جانَبية صَغيرة. كانَ يقِف نايِل بالَوم مقابِلًا نظراتَها المَرهوبةِ بعُيونٍ زَرقاءٍ لمَعت بدَهاءٍ شَديدٍ قلَصها.

"أعذُرونِي. لقَد سمَحتُ لِنَفسي بالدُخولِ."مَرر بصرَه على الحاضَرينِ بإستَسماحٍ، قَبل أن يُعِده نَحو سيڤين المُتصلِبة بمكانِها مَغمورة بشَلالِ مشاعِر مُتضارِبة جعلَتها تَكاد تفقِد ثِقَتها لوَهلةٍ.

لَيس بَعد كُل هذهِ السَنواتِ، يُعاد إحَياء الماضِي مجددًا.

"لابُد بأنكِ السَيدة الجَميلة إليزابِيث ليڤَرِنت."رَحب نايِل بالسَيدةِ الكَبيرةِ ببَشاشةٍ لم تستعِبها الجَدة الَتي كانَت كالجَميعِ مُندهِشة مِن إقتحامِه لجَلستِهم بهذهِ الجَراءةِ.

ولكِن مجددًا..لَيس بشَيءٍ غريبٍ على عائلةِ بالَوم.

"سيڤين.."نبَث. صوتُه بطَن الكَثير مِن النَبراتِ الَتي أرجَفت قلبَها رَغم ثباتَها كالجَبلِ بالخارِج. رأتَه يمِد يدَه لَها ببَسمةٍ مَدسوسةِ رمَقتها بنَظرة مُزدرءةٍ أخفَت كرهًا شديدًا، قَبل أن تُرغِم نفسَها على تحمُل قبلَته اللَطيفة رَغم مُقتِها للَمستِه.

لَم ترغَب بأحداثِ مشهدًا ما أمامَ الجميعِ. لم ترغَب أن تهتَز صورَتها الواثِقة والثابِتة في عينِ لوي بخَوفٍ خالَجها برؤيةِ إبن عمِها الذي ظَهر مِن العدمِ بَعد اعوامٍ من الإنقطاعِ. فكَم هِى مَنحوسة.

"وأنتَ بالتأكيدِ لِوي. لقد سمِعتُ كلامًا طيبًا عنكَ."صافَح نايِل لِوي بحَرارةٍ قبل أن يلتَفِت للباقِين مرحِبًا بِهم برَسميةٍ رَغم لسانِه المَعسولِ ويتخِذ مجلسًا بجَوارِ مارتِن دون إنتظارِ دَعوة ما.

"هَذا غَريب، سَيد بالَوم، لقَد أخبَرتنا سيڤين لِلتو بأنَ لا أحد مِن العائِلة سيأتِي."تحَيرت السَيدة مارَثا وهِى تُطالِع هَيئة الوافِد بأستَفهامٍ إبتَسم لَه نايِل بأريحَيةٍ.

Lady Casanova.Hikayelerin yaşadığı yer. Şimdi keşfedin