الحلقة الثالثة و الاربعون

713 27 1
                                    

مر اليومان ولم يتكلم باسم وتم تحويله للنيابة..وفي مبنى النيابة كان الجميع ينتظرون وصول سيارة الشرطة التي تنقل باسم من القسم إلى النيابة للتحقيق معه..طال إنتظارهم وبدأ القلق يدب في أوصالهم..
مر الوقت ثقيلا عليهم..كانت ساره تستند برأسها على كتف شادي بينما جلست ليلى بجوار حماتها إيمان وكلاهما قد وصل بهما القلق منتهاه..أقبل عليهم أدهم وهو يلهث قائلا بإنفعال:
ــ: باسم إتخطف
إبراهيم بذهول:
ــ: نعـــم!!
أدهم بتوتر:
ــ: عربية الأمن إتحاصرت وخطفوا باسم ومنعرفش راح فين؟
شهقت إيمان برعب وهي تصرخ:
ــ: إبني
بينما تسمرت ليلى في مكانها وشعرت أن دورتها الدموية توقفت فإصفر وجهها وهي تتمتم ببكاء:
ــ: باسم
نظرت ساره لشادي وهي تقول بصوت مهزوز:
ــ: يعني إيه؟؟
ربت شادي على يدها قائلا بحزم:
ــ: متقلقيش هنتصرف
ساره ببكاء:
ــ: بيقولك إتخطف طب مين ليه مصلحه يخطفه؟
سارعت إيمان قائلة بإنهيار:
ــ: أكيد داليا هي اللي ورا كل ده
أدهم:
ــ: داليا إتقبض عليها من ساعه يا جماعة إنتوا متعرفوش ولا إيه
ساره بذهول:
ــ: إتقبض عليها.!! ليه؟؟
شادي بوجوم:
ــ: أنا قدمت ورق للنيابة يثبت تورطها مع سامر في بلاوي سودة
إبراهيم بدهشة:
ــ: ومقلتليش ليه الكلام ده وجبت منين الورق ده؟
شادي:
ــ: مش وقت أي حاجه من الكلام ده إحنا لازم نعرف باسم فين دلوقتي
تلاقت الأعين في خوف وقلق فقد كان شادي على حق فالكارثة الآن أين إختفى باسم ومن وراء إختفائه..؟
والسؤال الأصعب الذي عصف بهم لم تم إختطافه.؟
وفي الداخل بإحدى غرف المبنى دب الخوف في قلب داليا وهي ترى سيل الإتهامات الموجه لها بالأوراق والمستندات ليتم إثبات شراكتها في جرائم القتل والأعمال المشبوهة..
حاولت الدفاع عن نفسها لكن حجتها ضُحدت أمامها..فخارت قواها ولكن كبريائها منعها من الإنهيار فظلت صامدة
.................................................................................................................
كانت يمنى جالسة في الشرفة واضعة كفها على خدها تفكر بشرود حين رن هاتفها
أجابت يمنى بصوت ضعيف:
ــ: سلام عليكم أيوه يا ساره
ساره بقلق:
ــ: داليا هتتحبس أربع أيام على ذمة التحقيق
يمنى بتنهيدة:
ــ: ربنا معاها
ساره بحزن:
ــ: أنا آسفه يا يمنى أنا عارفه إن شادي عمل كده عشان يبعد عني داليا متزعليش بس هي السبب في كل ده
يمنى :
ــ: صدقيني أنا مش زعلانه منك ولا من شادي أنا زعلانه عليها كان نفسي تلحق نفسها قبل ما تقع في المطب ده كان نفسي تبطل تحاول تأذي شادي
ساره:
ــ: دي كانت عايزه نهى تقتله قدامي أنا معرفش إزاي جالها قلب تعمل فيا كده مش المفروض يعني إني بنتها
يمنى بتهكم:
ــ: بنتها إسما بس يا ساره..المهم مفيش أخبار عن أخوكي
ساره بألم:
ــ: نهائي..إختفى خالص
يمنى:
ــ: طب وبعدين
ساره:
ــ: مش عارفه بس شادي وإبراهيم قلبوا عليه الدنيا ومفيش أي حاجه
يمنى:
ــ: طب وليلى عامله إيه
ساره:
ــ: نفسيتها زي الزفت ومش بتاكل ولا راضيه تكلم حد..أنا لسه راجعه من عندهم كل ما أحاول أخفف عنها تقولي سرقوا فرحتي ليه..قطعت قلبي والله
يمنى بحزن:
ــ: ربنا يصبرها
ساره:
ــ: صحيح مش المفروض إن خطوبتك إنتي وإبراهيم ورامي وريهام كانت هتبقى بكره
يمنى:
ــ: إحنا أجلناها لحد ما البلاوي دي تخلص
ساره:
ــ: أنا قلت كده برضو بس أجلتوها لإمتى
يمنى:
ــ: لأجل غير مسمى يا ساره لحد ما ربنا يفتحها في وشنا
رن الجرس فأغلقت يمنى مع ساره وذهبت لتفتح الباب..دخل رامي الشقه وهو يقول:
ــ: أربع أيام على ذمة التحقيق
يمنى:
ــ: ساره لسه مكلماني وقالتلي
رامي وهو يجلس قائلا:
ــ: بس معترفتش بحاجه أنكرت إن الورق يبقى صح
يمنى وهي تستند على الجدار وتعقد ذراعها أمامها قائله بخفوت:
ــ: تفتكر هيحصلها إيه
رامي:
ــ: المرادي صعب أوي حد يساعدها والمشكله إن الورق كله صح وأصول مش صور نفسي أعرف شادي جابه منين
يمنى بتنهيدة:
ــ: أنا عن نفسي مش عارفه حتى ألاقيلها عذر بعد ما حاولت تقتله
رامي بحنق:
ــ: أهو ده لوحده جنايه
..........................................................................................................
في سيارة شادي إلتفت إبراهيم ناظرا له وهو يقول بقلق:
ــ: ولا حس ولا خبر كده بقاله يومين ومفيش أي أخبار عنه
شادي :
ــ: الغريب إن اللي خطفه متصلش بينا..مش فاهم طيب هو إتخطف ليه
إبراهيم بحنق:
ــ: لو الكينج مكانش مات كنت شكيت إنه إتخطف عشان إتقبض عليه وهيخلصوا منه بس الكينج إتقتل طب باسم يتخطف ليه وحتى داليا مقبوض عليها
شادي:
ــ: وإحنا دورنا كده في كل حته
إبراهيم:
ــ: تفتكر يكون جراله حاجه؟
شادي بقلق:
ــ: حتى لو جراله حاجه كنا هنعرف بس المشكله إن إحنا مش عارفين نوصل لحاجه
ثم إلتفتت لإبراهيم قائلا:
ــ: إحنا لازم نجمع كلنا ونراجع مع بعض الأحداث من الأول يمكن نعرف نوصل لحاجه
إبراهيم:
ــ: تمام يبقى بكره على عشرة بالليل كده عند عمار وهكلم أدهم يجيلنا كمان
شادي:
ــ: وأنا هجيب رامي وحسام ونجيلكم
........................................................................................................
في شقة سارة جلست بجوار إيمان وهي تربت على يدها قائلة بحنان:
ــ: إدعيله ربنا يحميه يا ماما
إيمان ببكاء:
ــ: أنا نفسي أشوفه عايش بس
ساره بحزن:
ــ: متقوليش كده هو كويس وهيرجعلنا إن شاء الله إنتي إدعيله بس وخليها على الله
إيمان:
ــ: أنا مبقتش عايزه حاجه من الدنيا غير إني أطمن عليه وعليكي
ساره:
ــ: إن شاء الله هتطمني علينا..أنا هروح بكره أقدم على أجازه من الشغل وأقعد معاكي لحد ما ربنا يطمنا عليه
إيمان:
ــ: يارب إحميه يارب
ساره بقلق:
ــ: آمين
..........................................................................................................
في أحد المطاعم بالإسكندرية وحول إحدى الطاولات هتفت هاله بفرح:
ــ: إنت عملت إيه..إزاي جبت الورق منه؟
حسام بإبتسامة حانية:
ــ: مالكيش دعوه إنتي..المهم إن الورقتين العرفي معاكي وهتقولي لأهلك إنكم إتخانقتوا وفسختوا الخطوبة وهو مش هيتعرضلك أبدا
هاله بسعادة بالغة:
ــ: إنت جدع أوي يا حسام ربنا يخليك ليا
حسام بضحكة:
ــ: لأ أنا مياكلش معايا الكلام ده أنا عايز مقابل خدماتي دي
هاله وهي تضع يدها على خدها قائلة بإبتسامة:
ــ: عايز كام يعني؟
حسام وهو يقلدها ويضع يده على خده قائلا :
ــ: متصعيش عليا..هتقدملك رسمي إمتى؟؟
هاله بإبتسامة:
ــ: لا بصيع ولا حاجه..براحتك أنا النهارده هقولهم إنك إنت عرفت كل حاجة وعايز تتقدملي وهما مش هيقدروا يرفضوا لأني مش هقولهم إن حكاية مصطفى كانت إشتغاله
حسام:
ــ: تمام يبقى حدديلي معاهم معاد
رن هاتفه فتناوله من على الطاوله ثم أجاب قائلا:
ــ: نعم يا رخم..مش وقتك خالص
شادي:
ــ: مخلصتش ولا إيه؟
حسام بقلق:
ــ: مال صوتك؟
شادي:
ــ: قولي فينك وأنا جايلك عايزك ضروري
حسام:
ــ: في إيه يا إبني قلقتني وموضوع إيه ده
شادي بجمود :
ــ: موضوع يخص باسم
حسام بلهفة:
ــ: لقيتوه؟
شادي بغموض:
ــ: لسه بس غالبا مش هنلاقيه ببساطه
.........................................................................................................
في اليوم التالي دخلت ساره مكتب رأفت السلماني وجلست على المقعد أمامه في حين أنهى هو مكالمته ثم إلتفت لها قائلا بدهشه :
ــ: إنتي لسه موجوده يا ساره.؟ الساعه سبعه دلوقتي مروحتيش ليه
إستجمعت قواها وهي تقول بحسم:
ــ: كنت بخلص كل الشغل اللي حضرتك إدتهولي وعايزه حضرتك تكتبلي أجازه بدون مرتب لحد ما أخويا يرجع عشان مش هينفع أسيب ماما لوحدها
رأفت:
ــ: بس يا ساره محدش عارف هو هيرجع إمتى هتفضلي واخده أجازه لحد إمتى
ساره:
ــ: معليش يا فندم بس فعلا أنا مش هعرف أشتغل وأركز وأخويا مخطوف وأنا أهو خلصت كل شغلي النهارده
رأفت :
ــ: ماشي يا ستي براحتك
ساره بإبتسامة مجاملة:
ــ: شكرا عن إذن حضرتك
رأفت:
ــ: إبقي طمنيني عليكي وعلى أخوكي
ساره:
ــ: إن شاء الله
..........................................................................................................
دخل إبراهيم إلى غرفة ليلى التي كانت مستلقية على فراشها ووجها ذابل والحزن واضح في عينيها
جلس بجوارها وهو يقول بخفوت:
ــ: إنتي محستيش منه أي حاجه إستغربتيها؟
ليلى بحرقة:
ــ: حنين وطيب وبيحبني ودول حاجات غريبه في الزمن ده
إبراهيم بإبتسامة حزينة:
ــ: معاكي حق
ليلى :
ــ: معرفتوش حاجه عنه؟
إبراهيم بتنهيدة:
ــ: لسه يا ليلى مفيش أي خبر عنه
ليلى بصوت مهزوز:
ــ: ياما قلتله بلاش والله ياما حذرته بس مكانش بيسمع كلامي
ربت على يدها قائلا بحنان:
ــ: متقلقيش إن شاء الله هنوصله
دخلت ريهام عليهما وهي تقول بخفوت:
ــ: رامي تحت يا إبراهيم عايزك
إلتفت لها قائلا:
ــ: ماشي نازل
ثم إلتفت لـ" ليلى " قائلا بحنان:
ــ: متخافيش يا ليلى لو هو بريء ربنا مش هيضيعه إن شاء الله
هزت برأسها في ألم فإبتسم بحزن ثم تركها وغادر إلى حيث يجلس رامي في الأسفل ..إبراهيم وهو يسلم عليه قائلا:
ــ: أهلا يا رامي
رامي بإبتسامة:
ــ: إيه الأخبار
جلس كلاهمها في حين قال إبراهيم:
ــ: مفيش عادي
رامي:
ــ: ربنا يطمنا عليه..أنا لغيت مع القاعة اللي كنا ناويين نعمل فيها الخطوبة ووقفت كل حاجه
إبراهيم بضيق:
ــ: مش عارف هنفرح إمتى ونخرج من الدوامات دي إمتى؟
رامي وهو يقول بصوت منخفض:
ــ: أنا لغاية دلوقتي مش فاهم ليه باسم معترفش في النيابه أو حتى أنكر الإتهامات وبعدين قال لشادي الحقيقة
إبراهيم:
ــ: أنا بقى مش فاهم حاجه خالص بس برضو مش داخله دماغي إنه يبقى عمل كل ده
..........................................................................................................
كانت ساره في السيارة مع شادي واضعة كفها على خدها وهي تنظر من النافذة وفجأة نظرت له قائلة:
ــ: إستنى يا شادي وقف العربية
ضغط مكابح السيارة بشده وهو يقول بخضه:
ــ: في إيه؟
ساره:
ــ: نسيت الموبايل في مكتب رأفت رجعني تاني
شادي وهو ينتفس الصعداء:
ــ: خضتيني يا بت قلت في مصيبة
حسام بحنق:
ــ: إيه الاكشن ده يا ساره فزعتينا..هي العادة دي مش هتتغير أبدا من أيام القاهره غاويه تخضينا كده
ساره:
ــ: مقصدش والله بس انا إفتكرت دلوقتي ولازم أجيبه لا باسم يتصل عليه
شادي:
ــ: فالحه يا بت..إحنا عشان نروح نجيبه ونرجع هنقعدلنا ساعه كمان
ساره:
ــ: إنت وراك مشوار ولا إيه؟
حسام:
ــ: المفروض هنروح نجيب رامي ونروح لعمار
ساره بإستغراب:
ــ: ليه هو في حاجه؟
شادي:
ــ: لأ مفيش حاجه بس قلنا يمكن لما نجمع مع بعض ونكلم نوصل لحل..بس مش مشكله إحنا نجيب رامي طالما بقينا جمبه ونرجع تجيبي موبايلك أروحك وبعدين نروح إحنا
حسام:
ــ: طب ما تخلوه بكره أكيد زمان كل اللي في الشركه مشيوا
ساره:
ــ: لأ رأفت مش هيمشي بدري النهارده أنا سمعته بيكلم في الموبايل بيقول لحد هستناك الساعه ثمانيه في الشركة يمكن عنده إجتماع ولا حاجه يعني هلاقيه
شادي:
ــ: خلاص ماشي
وصلوا إلى حيث ينتظرهم رامي..ركب معهم وإنطلقوا مرة أخرى إلى الشركة وحين وصلوا صعدت سارة لتحضر هاتفها وإنتظروها في السيارة لكنها تأخرت..ولم تعد
شادي وهو يدقق النظر في باب الشركة قائلا:
ــ: هي إتأخرت كده ليه..كل ده بتجيب الموبايل؟
رامي:
ــ: زمانها جايه
طال إنتظارهم ولم تظهر وزاد قلق شادي عليها ففتح باب السياره وهو يقول:
ــ: طب أنا هطلع أشوفها
دخل شادي مبنى الشركة التي كانت هادئة والأضواء خافتة ولا يوجد حركة..صعد الدرج إلى الطابق الثاني وأخذ يدور بعينيه في الممر..لا أحد..!!
دخل الغرف واحدة تلوى الأخرى ولم يجدها..زاد قلقه وتوتره..
فتح باب إحدى الغرف ودار بعينيه فيها ولم يجدها ولكن قبل أن يغلق الباب لمح ظلا خلف المكتبه في أحد جوانب الغرفة..دقق النظر وهو يقترب من الظل الذي كان يتحرك بتوتر وفجأه صــرخــت سارة برعب حين وجدته أمامها
شادي بهلع وهو يضمها إليه قائلا:
ــ: إهدي إهدي انا شادي
ظلت تبكي بهيستيرية وهي تكتم صراختها مما زاد توتره أكثر فقال :
ــ: في إيه مالك إيه اللي حصل
نظرت له قائله بصوت مهزوز وبرعب:
ــ: مماتش..لسه عايش..مماتش
ثم صرخت وهي تقول:
ــ: هيقتلنا..مشيني من هنا
وإنهارت مغمى عليها بين ذراعيه..لم يستوعب أيا من كلامها لكن قلبه إنتفض لرؤيتها تصرخ ثم تتهاوى بين يديه..حملها وهرول يجري بها إلى الاسفل..ما إن وصل حتى فتح حسام باب السيارة فصرخ شادي فيه قائلا:
ــ: إطلع قدام سوق إنت..ملاك مغمى عليها
رامي وهو يغادر ليركب في الأمام قائلا بذهول:
ــ: في إيه مالها
وضعها شادي في المقعد الخلفي وركب بجوارها وهو يقول :
ــ: إطلع على أي مستشفى بسرعة
إنطلقت السيارة بسرعة جنونية في حين حاول شادي محاولات مستميتة لإيقاظها لكنها لم تستجب له..وصلوا للمشفى وتم أخذها لقسم الطوارئ.
جلس شادي على أحد المقاعد ودفن وجهه بين كفيه..وبجواره جلس رامي وهو يقول:
ــ: إيه اللي حصل.؟
شادي وهو مازال على حاله:
ــ: معرفش أنا لقيتها مستخبيه في أوضه ولما شافتني صرخت وبعدين أغمى عليها
حسام بذعر:
ــ: وكانت مستخبيه ليه؟
رفع شادي رأسه وهو يقول:
ــ: معرفش مقالتليش حاجه غير جملة واحدة مماتش لسه عايش
رامي بقلق:
ــ: مماتش!!! هي شافت إيه بس
خرج الطبيب من الغرفه فهرول شادي إليه قائلا بهلع:
ــ: مالها؟؟
الطبيب:
ــ: هي إيه اللي حصلها دي داخله على إنهيار عصبي حاد
شادي بذهول:
ــ: تاني.؟
الطبيب:
ــ: هي جالها إنهيار عصبي قبل كده؟
رامي:
ــ: أيوه
الطبيب:
ــ: عشان كده أعصابها مش مستحمله ولو مفاقتش هتبقى مشكلة هي إتعرضت لصدمة قوية وكمان ضربات قلبها مش منتظمة لو فضلت كده هيبقى في خطر على حياتها
إنهار شادي على الأرض وهو يقول:
ــ: يارب
الطبيب:
ــ: إحنا هنعمل اللي نقدر عليه..إنتوا أهلها؟
رامي وهو يشير لشادي:
ــ: ده خطيبها
الطبيب:
ــ: ربنا يطمنكم عليها
.........................................................................................................
في شقة عمار صاح إبراهيم بخضة وهو يقول لرامي عبر الهاتف:
ــ: المستشفى..؟؟
رامي:
ــ: أيوه وإحنا معاها دلوقتي..المهم عدي على مامتها وهاتها وتعال
إبراهيم:
ــ: طب هو في إيه؟ مالها.؟ إيه اللي حصل
رامي:
ــ: إحنا لسه مش عارفين لما تفوق هنعرف
إبراهيم:
ــ: طيب أنا جاي حالا
أغلق الخط وهو يقول:
ــ: ساره في المستشفى أنا لازم أمشي حالا
عمار:
ــ: إيه اللي حصل
إبراهيم وهو يغادر:
ــ: مش عارفين لسه يلا سلام
لحق به أدهم قائلا:
ــ: إبقي طمني يا إبراهيم
إبراهيم:
ــ: ماشي ولو عرفتوا أي حاجه عن باسم كلمني
..........................................................................................................
دفن وجهه بين يديه وقــلبـه يــصرخ رعبا..إكتفيتُ يا قلبي من التهديد بفقدها..
أما آن لي العيش معها بأمان بلا قلق..
هكذا الحياة لا تثبت على حال أذاقتنا معنى السعادة ثم منعتنا من رائحتها بعد ذلك..!!
ــ: ساره مالها حصلها إيه؟
إنتشله ذاك السؤال من غياهب ظلمات الحياة فرفع رأسه مجيبا بصوت مذبوح:
ــ: مغمى عليها
إيمان ببكاء:
ــ: ليه مالها إيه اللي حصل.؟
أجلستها ريهام على المقعد وهي تقول:
ــ: إهدي بس يا طنط عشان نفهم
رامي:
ــ: منعرفش لسه إيه اللي حصل
ليلى بعصبية:
ــ: يعني إيه متعرفوش هيا مش كانت معاكم؟
صاح شادي قائلا:
ــ: كانت
وأكمل بصوت مخنوق:
ــ: كااانت..دلوقتي بضيع مننا كلنا
جلس إبراهيم بجانبه وهو يقول:
ــ: إهدى يا شادي..إنت لازم تجمد عشان خاطرها
شادي بألم:
ــ: كل ما أقول خلصنا من القلق ألاقي كارثة نازله على دماغنا..إنت مشفتهاش وهي بتصرخ وكانت مرعوبه..نفسي أعرف إيه اللي حصلها
إيمان ببكاء:
ــ: يا ربي إحمي عيالي يارب
مرت ساعتين والجميع على حاله..مازالت سارة فاقدة الوعي والدخول لها ممنوع..
وفجأه سمعوا صراخها من غرفتها..إنتفض شادي على صوتها وهرول بإتجاه الغرفة..حاولت الممرضة منعه ولكنه دفعها عنه ودخل للغرفة التي كانت فيها..كانت تبكي وتصرخ بهيستيرية في حين أعطى الطبيب أوامره بإحضار حقنة مهدئة
جلس شادي بجوارها وأمسك يديها بين راحتيه وهو يقول بهلع:
ــ: إهدي يا ملاك..إهدي يا حبيبتي متخافيش أنا معاكي
كانت تبكي بشدة ولا تعي ما يجري حولها..تم حقنها بالمهدأ وبدأت تسترخي ولكن بكائها لم يتوقف وصراختها هدأت لكن لم تنهي..ظلت تأن بألم
جلس على الفراش ووضع رأسها على فخذه وهو يمسح على رأسها ويقرأ آيات من القرآن..
تنفست بصعوبة وأعصابها في حالة إسترخاء وتعلقت أنظارها به وحاولت التحدث..توقف عن القراءة وهو يقول:
ــ: قولي يا قلبي أنا سامعك
صارعت الهواء لتتنفس وهي تتمتم:
ــ: قتلوه..شفته ميت كان مــ مــدبوح
شادي بدهشة:
ــ: مين ده
ساره ببكاء وهي تحرك رأسها برجفة قائلة:
ــ: هيقتلنا كلنا وهيدبحنا زيه..هو عايش
شادي بتوتر:
ــ: مين ده اللي هيقتلنا؟
ساره بإنهيار:
ــ: الكينج
إتسعت عيناه بذهول وهو يغمغم:
ــ: الكينج مات
ساره ببكاء:
ــ: لأ عايش مماتش
حاول أن يفهم منها أكثر لكن المُهدأ تمكن منها فذهبت في نوم عميق..
لم يستوعب حديثها تماما لكنه عرف الآن أنها رأت شيئا بشعا أرعبها..مسح دموعها بأنامله ثم قبل جبينها وتركها وخرج
إيمان بلهفة:
ــ: مالها..أنا كنت عايزه أشوفها مدخلونيش
شادي بتوهان:
ــ: كويسه بس إدوها مُهدأ ونامت
حسام:
ــ: مالك في إيه؟
قلب نظره بينهم بوجوم ثم تركهم وغادر المكان..
تبعاه حسام وإبراهيم إلى الأسفل..بحثوا عنه ثم جدوه في سيارته..واضعا ذراعيه على مقود السيارة ودافنا وجهه بينهما
فتحا باب السياره وركبا معه وسارع إبراهيم قائلا:
ــ: في إيه يا شادي ساره مالها
لم يلتفت لهما ولكنه قال بصوت مخيف:
ــ: الكينج عايش
حسام بذعر:
ــ: نعم ياخويا
إبراهيم بذهول:
ــ: عايش إزاي يعني مش فاهم
رفع رأسه قائلا :
ــ: معرفش..كل اللي فهمته منها الكينج عايش وهيقتلنا وفي حد مدبوح معرفش مين مفهمتش
نفض حسام رأسه وهو يقول ببلاهه:
ــ: هو مين اللي هيقتل مين ومين اللي مدبوح
إبراهيم بهلع:
ــ: وسامر.؟ مش إتقتل قدامنا؟؟
شادي :
ــ: مش عارف بس متأكد إنها شافت حاجه بشعة خليتها تقول كده
حسام بعصبية:
ــ: عارفين لو كلامها صح يبقى ده معناه إيه
شادي بوجوم:
ــ: عارف
إبراهيم :
ــ: معناه إن كلنا حياتنا في خطر ومش بس إحنا كمان باسم
نظر شادي لإبراهيم وقد قطب جبينه قائلا بإنتباه:
ــ: باسم..!!
إبراهيم:
ــ: معني كده إن الكينج هو اللي خطفه
حسام بعصبية:
ــ: إنتوا إتجننتوا ولا إيه..الكينج مات قدامنا كلنا وإتشرح وإدفن أكيد ساره متقصدش كده
ضرب شادي بيده على مقود السيارة وهو يقول بحنق:
ــ: بـــاســم
إبراهيم:
ــ: إهدوا بس وخلونا نفكر تاني..دلوقتي الكينج مات وإحنا متأكدين كلنا من ده..يمكن ساره إتهيألها أي حاجه وعشان موضوع الكينج وأخوها ربطت بينهم..نستنى لما تفوق ونفهم منها ومش عايزين نقلق وإحنا لسه مش فاهمين الوضع إيه أصلا
حسام:
ــ: بس لازم نحط في تفكيرنا كل الإحتمالات
إلتفت لهم شادي قائلا:
ــ: خلونا نطلع دلوقتي لا يحتاجونا فوق
صعد الثلاثة مرة أخرى للأعلى وحين وصلوا سارع إبراهيم قائلا:
ــ: مش هينفع كلنا نفضل كده في المستشفى
شادي:
ــ: روحوا أنا هفضل معاها
إيمان:
ــ: لأ أنا هعقد هنا مع بنتي
إبراهيم:
ــ: مش لازم يا طنط ممكن تروحي و
قاطعه شادي قائلا:
ــ: خليها..خليها عشان تطمن على ملاك إنت خد البنات وروحهم
ثم إلتفت لرامي قائلا:
ــ: روح لأختك ومتحكلهاش حاجه غير الصبح عشان متقلقش
رامي بنبرة قلقة:
ــ: طب وإنت هتعمل إيه
شادي:
ــ: هفضل جمبها طبعا
حسام:
ــ: خلاص وانا هقعد معاك
إبراهيم:
ــ: تمام هنجيلكم الصبح إن شاء الله
غادر الجميع ودخلت إيمان لتطمئن على سارة بعد نقلها من قسم الطوارئ إلى إحدى الغرف..
بينما جلس حسام بجوار شادي على أحد المقاعد في حين عاد شادي برأسه للخلف وأسندها للجدار وهو يتمتم:
ــ: إنت فين يا باسم؟
مرت ساعات حتى نهض شادي من مقعده على صوت أذان الفجر..فإنتبه حسام من نومه وهو يقول:
ــ: إنت رايح فين؟
شادي:
ــ: يلا نروح نصلي
حسام وهو يفرك وجهه قائلا:
ــ: منمتش ولا إيه؟
شادي:
ــ: مجاليش نوم..قلقان
توجها معا إلى دورة المياة وتوضئا ثم صليا الفجر..سجد بين يدي الله وهو يتوسل له أن يرحمهم من عذاب الدنيا الذي أرهقهم..ويشفي ملاكه ويحميها وبعد أن أنهيا صلاتهما وعادا..وعند باب غرفتها إلتفت شادي قائلا لحسام :
ــ: أنا هدخل أطمن عليها وإنت روح كفايه عليك كده
حسام:
ــ: خليني معاك لا تحتاجني
شادي:
ــ: إبراهيم هيجي بعد شويه وأكيد يمنى هتيجي مع رامي متقلقش روح إنت
ربت حسام على كتفه قائلا:
ــ: إجمد يا شده إنت قدها وقدود ولو حصل أي حاجه كلمني
شادي بإبتسامة واهنة:
ــ: إن شاء الله ربنا يقوينا
غادر حسام المشفى وتوجه شادي إلى غرفة سارة..كانت والدتها مستلقية على الأريكة وقد ذهبت في النوم..سحب شادي أحد المقاعد وجلس عليه أمام فراش سارة وأخذ يتأملها بحزن وألم..
تاهت أحلامه معها..
تأمل عينيها الصغيرتين التي مازالت آثار دموعها عليها..
تحركت يداه لتقبض على يديها بشدة.. يريدها أن تطمئن وتهدأ..
عانقت روحه روحها وبثتها الحب والدفء والأمان
لن أترككِ يا صغيرتي فقط إنهضي وأنيري حياتي لأكون حامي حماكِ ومنقذكِ من آلامك..
مر الوقت بدون أن يشعر به..شرد معها فهي من ألهمته السعادة ومعها ينسى الدنيا حتى وإن كانت نائمة يكفيه وجهها ليرى الدنيا بألوان زاهية..
إرتفع صوت هاتفه في جيبه فإنتبه من شروده..نظر في الهاتف فوجد المتصل إبراهيم.. ضغط على زر إنهاء المكالمة وخرج من الغرفة حتى لا يزعجهما وقبل أن يضغط زر الإتصال به وجده يتصل مرة أخرى
شادي:
ــ: أيوه يا إبني إنت لحقت تصحى دي الساعة لسه تسعة
إبراهيم بإنفعال:
ــ: انا بركن العربية إنزلي تحت بسرعة
شادي بقلق:
ــ: في إيه؟؟
إبراهيم:
ــ: الدنيا مقلوبة في الجرايد عارف مين اللي إتقتل إمبارح؟
شادي وهو يدخل المصعد ليهبط للأسفل قائلا:
ــ: مين؟
إبراهيم بحنق:
ــ: رأفت السلماني
شادي بذهول:
ــ: مدير الشركة.؟
إبراهيم:
ــ: بالظبط كده وإتقتل مدبوح ولقوا جمبه إسم الكينج.!
...........................................................................................

كش ملكWhere stories live. Discover now