الحلقة الاولى

9.4K 94 2
                                    

وراية كش ملك..بقلم:حبيبة بدر
----------------------------------------------
ظلام دامس يلف المكان..مغلف بهدوء حذر ينذِر بعاصفة هوجاء تدمر بلا هوادة..
تحت الارض..في أسفل مبنى الفئات حيث رائحة الانتقام المحمله بشماتة النصر.. من بين عيون شقت طريقها بذكاء ومكر ..
يــدور في الغــرفة الواســعــة المــظلــمة ذهابا وإيابا..كالأشباح..لا يراه أحــد ولكنه يرى الجميع..لا يعرفه أحد ولكنه يعرف ما بداخل الكل..
يعرف ويفهم ويستنتج ويخطط وينفذ بلا تــردد ..قراره نــافذ لا رجعة فيه..
تلكـ محطته الأخيــره التي رسمها بدقة وحرفية شديدة منقطعة النظير .. حيث دار به قطار الحياة دورة كامله في كل صوب وإتجاه ..لم يشأ أن يكن من ركابه بل أراد أن يكون قائده ومحرك من فيه ..فطــاف بــه على الجميع...وحــانت النهــايه..نهاية المطاف

في ركن من أركان الغرفة الواســعــة أسند ظهره على الحائط واضعا كلتا يديه في جيبيه ينظر إلى غنيمته المقيده إلى كرسي في منتصف الغرفة بتشفي شديد ونظرة انتصار شقت طريقها لعينيها فتجسدت أمامها رغم الظلام الدامس ..أخرج قداحته من جيبه أخذ يعبث بها.. يشعلها ثم يطفها بهدوء وبإنتظام ..كأنه يجسد أمامها ضربات قلبها المتتالية..!
ــ: إيــه رأيــك فيا ..عجبتك؟
بتنهيده عميقه نطقها وبإبتسامه واسعه لم ترها في الظلام ولكنها سمعتها في صوته..
صمتت..سكنت..هدأت..هي أذكى من التهور في موقف كهذا تعرف جيدا مكانة من أمامها ذلك الشخص الهلامي الذي لم يعرف عنه سوى أعماله وفقط .. حاولت من صوته أن تتعرف عليه .. من أنت يامن حاربك الكل وهزمتهم.. يامن تعرف أسرار الكل واستخدمتها لتدميرهم؟
أشعل سيجارته وهو يقول بشماته:
ــ: إيه يا جلالة الملكه ..ساكته ليه؟
ــ: إنت مين .. وريني وشك
ــ: هتشوفيه .. زي ما بيقولوا لقد هرمنا من أجل هذه اللحظه .. بس إنتي صعبانه عليا مش عايز أصدمك.. يعني خلي الصدمات وحده وحده .. ندردش شويه وخلي الفقره الأخيره إنك تشوفي وشي .. بس متقلقيش .. إنتي الوحيده من الضحايا اللي هتنالي شرف معرفتي .. وده طبعا عشان إنتي أغلى وحده فيهم
أجابته بقوه وحزم:
ــ: آخر حاجه ممكن تفكر فيها إني أترجاك تسيبني
رد عليها بضحكة ساخره قائلا:
ــ: ومين قالك إني مستني كده..تؤ تؤ خالص..يا جلالة الملكه أنا كان عندي ليستة أسماء ..أو ليستة الملوك ..كل ملك فيهم كنت مزاكره كويس ..فاهم كل حركه عملها وبيعملها وهيعملها..ومتهيألي إنتي عارفه ده كويس..ولا الشغل معايا معلمكيش تفكيري؟؟
ــ: الكل كان بيحاربك وواقف في وشك ومحاصرك.. وكنت كل مره بتهزم الكل وتنتصر..كلنا كلنا بنخطط عشان نوصلك.. وإنت لوحدك كنت بتوصلنا كلنا واحد واحد..هزمتنا كلنا..عملت كده إزاي
ــ: دي شهاده أعتز بيها..بس أنا ماليش فضل في كده..الفضل كله ليكوا إنتوا..لشبكة الموت بتاعتكوا..
ــ: أنا كان نفسي أقابلك من زمان.. حتى لو هموت بس كان عندي فضول رهيب إني أعرفك وأفهمك..أفهم اللغز الكبير وراك..أفهم الغموض اللي محاوط بيه نفسك
ــ: عارف..بس اللي إنتي متعرفيهوش بأه إن دي نقطة ضعفك اللي فهمتها كويس.. وإستغلتها صح..ذكائك ميُستهانش بيه ..بس لما بتحسي إن في أذكى منك بتبقي عايزه تعرفيه وتفهميه عشان تطلعيله أخطاء تثبتي بيها لنفسك إن مفيش أذكى منك..صح كلامي
ــ: وإنت من إمتى كنت غلط..؟ متيجي ندخل في المفيد
ــ: لسه..في ضيوف هيجولنا دلوقتي..لازمهم برضو يعرفوا المفيد
ــ: مش فاهمه
ــ: أصل أنا حقاني أوي ..يعني ميخلصنيش أخد حقي لوحدي..في ناس كتير أوي ليهم حق برضو فيكي..إحنا هنبدأ من الأول..من الأول خالص..من أول الحكايه..من بداية الفيلم..هنرجع فلاش باك..اعتبري نفسك بتحكي مذكراتك.
وإستطرد بلهجه ساخره:
ــ: يــا...جلالة الملكه
غادر الغرفه وتركها تتخبط بين أمواج أفكارها المتلاطمه..وماهي إلا دقائق حتى وصل الجميع..وفُتح باب الغرفه الواسعه ودخل الضيوف جميعهم ..وأُغلق الباب خلفهم..
جاء صوته من أحد أركان الغرفه المظلمه وهو يفتح أحد الأبواب ليدخل ثم يغلقه قائلا:
ــ: كده بأه نبدأ نحكي كواليس الفيلم ومتهيألي دلوقتي من حقي جدا أقول لجلالة الملك
وإنطلقت رصاصه..!!
......................................................................................
للدنيا سحــر تعشقه القلوب
تأنس به الأرواح
وتترنم به الأفئده ..
لألوانها عبير خاص
ولذكرياتها عبق يعطينا الحياه
تلك الحياه بلا منغصات
تلك الحياة في الخيالات
ترسمها النفس لتتعايش مع المتاهات..
حين تغرق في غياهب الظلم والإظلام
ما بين ماضي يفرض نفسه علينا
ونحاول نسيانه
ولكن يأبى إلا أن نذكره..
وحاضر ليس بيدنا
نحاول أن نغيره ونتحكم فيه
ويأبى إلا أن نقبله..
×××××××××××××××××××××××××××××××××××××××
جمهورية مصر العربيه .. محافظة الإسكندريه..
في صباح يوم مشرق تسللت أشعة الشمس الهادئه لتغطي بضوئها الدافئ على منازل مدينة الجمال .. محافظة الإسكندريه.. ويستقيظ الجميع يعلو بعضهم البسمه وبعضهم الحزن كل منهم لحياته,. عمله ,.مشاغله,. ذكرياته,. كل منشغل بحاله .
وفي فيلا ( علي طاهر الحماد )
تصميمها فاخر يظهر عليها أن من بداخلها يتمتعون بالثراء وإن كان ثراء متواضع بعض الشئ .. وتحديدا في الطابق الثاني نجد غرفة جميله أثاثها هادئ ورائع من أول نظره تعرف أن من إختاره ذو ذوق رفيع جدا..
تدخل " ليلى " بعد عدة طرقات على الباب لتنظر إلى تلك الفتاه التي هي في الخامسه والعشرين من عمرها وإلى وجهها الجميل وشعرها الأسود الطويل المنسدل على مخدتها بجوارها..تلك الملاك البرئ الذي يعلو وجهها دائما علامات الحزن والأسى مما يجعل الناظر لها يظن أنها سيده تجاوزت العقد الخامس من عمرها.. رغم محاولاتها الدائمه أن تظهر بشكل مرح ووجه بشوش ..

كش ملكWhere stories live. Discover now