الحلقة الحادية عشر

1.4K 45 2
                                    

  إزدحام شديد وتجمهر للناس بالقرب من منزله ودخان يتصاعد بكثافة شديدة..إقترب بدهشه وحاول أن يصف سيارته ولكن لم يستطع من الزحام..تركها بين الجموع المتزاحمة وترجل منها مقتربا من منزله وكلما إقترب كلما زاد الزحام..توجه بسؤال لأحد الواقفين بجواره عن سبب تلك الضجه فكانت الإجابة التي صعقته وهو يرى يد الرجل تشير إلى منزله وبالتحديد لشقته قائلا:
ــ: حريقه كبيره في البيت ده وبقالهم ساعتين بيحاولوا يطفوها
شق طريقه بسرعه وإقترب من سيارات الإطفاء التي كادت تنتهي من إخماد الحريق وهو يصرخ بغضب:
ــ: شقتي أنا إزاي ده حصل؟؟
وصل إليه رامي بصحبته دنيا ووقفوا مشدوهين لمنظر الشقة وتمتم رامي بذهول:
ــ: في إيه ؟
نظر له أحمد بحنق قائلا:
ــ: حرقوا الشقه حرقوا الشقه ولاد الـتيييت وربنا لأوريها هخليها تندم على اللي عملته
وغادر المكان بغضب شديد وتوجه نحو سيارته..أسرع " رامي" وجلس بجواره في سيارته في حين أدار أحمد محرك السياره بعصبيه وهو يقول بغل:
ــ: هسودلك عيشتك يا بنت الحماد
رامي بإستغراب:
ــ: تقصد إيه؟
أحمد بغضب:
ــ: الصبح في بت جاتلي وهددتني إني لو مرجعتش صور ريهام هتقول لأبويا على مكان شقتي وتفهمه إني كنت بكدب عليه وإديتني رقمها ..وأنا كنت ناوي أجيب قرار البت دي أكيد هي اللي حرقت الشقه
رامي بذهول:
ــ: ومين البت دي معرفتش؟
أحمد وهو يضرب بيده على مقود السياره بحقد:
ــ: معرفهاش بس أكيد ريهام هي اللي بعتاها
زفر رامي بضيق ثم قال:
ــ: مش منطقي أصلا إنها تحرق الشقه اللي بتهددك بيها كده بتساعدك أصلا وبعدين إنت ليه زعلان كده مش إنت اللي طول عمرك مش بيهمك الفلوس.؟
نظر له أحمد وهو يصرخ قائلا:
ــ: يا غبي الفلوس دي أنا اللي أبعترها بمزاجي مش حد يحرقلي الشقه تصدق أنا هبلغ عن ريهام وهتهمها إنها هي اللي حرقتلي الشقه وأفضحها وكمان هـ.... قطع كلامه فجأه وإتسعت عيناه بغضب وهو يقول:
ــ: يا نهار إسود
رامي بقلق:
ــ: في إيه كمان؟
صاح بغضب هادر:
ــ: الصور كلها كانت في الشقه وأكيد كله إتحرق
رامي:
ــ: يعني معندكش دليل تثبت بيه إن ريهام ليها علاقه بيك أصلا
أحمد وهو يزم شفتيه بغيظ:
ــ: بس مش هسيبها برضو لسه هي تحت رحمتي
..........................................................................................
في مبنى جريدة الصباح وفي أحد المكاتب يجلس إبراهيم خلف مكتبه المملوء بأوراق من كل الأشكال والألوان المتناثره هنا وهناك ورأسه يغوص بينها بتركيز شديد.. رفع عمار رأسه من بين الملفات أمامه هو الآخر وهو يمسك رأسه ويقول بإرهاق:
ــ: ده إسمه جناااااااااااان
إلتفت له إبراهيم بإستغراب قائلا:
ــ: في إيه؟
عمار بإنفعال:
ــ: إحنا بنعمل شغل رجالة مخابرات وشرطه مع بعض مش شغل صحفيين..إنت إزاي عايز تدخل نفسك في مشاكل مع الناس دول أنا كل شويه بشوف بلوى أنأح من اللي قبلها دي عالم قادره يابا
إبراهيم بصلابه:
ــ: وهو ده اللي مشجعني عشان أكشف الناس اللي عامله نفسها بتشتغل للبلد ولمصالح الناس وهما أكبر خطر علينا
عمار وهو يحرك رأسه ليحاول الإستيعاب:
ــ: إنت بجد هتبدأ خطتك الجهنميه دي ولوحدك؟
إبراهيم بإبتسامه جانبيه:
ــ: مش لوحدي معايا ربنا وإنت وأدهم
عمار:
ــ: يا حبيبي إنت ليه بس مستغني عن عمرك؟
إبراهيم:
ــ: إنت اللي متشائم أوي
عمار بضحكة إستهزاء:
ــ: ده إنت اللي مجنون رسمي نظمي فهمي
إبراهيم بقوه:
ــ: وبعدين معاك يلا كمل شغلك خلينا نخلص كل المعلومات عنهم عشان نشتغل صح
عمار وهو يريح ذقنه ليده قائلا:
ــ: قولي يا فالح إفترض فعلا إنك كشفتهم هتنشر إزاي فضايحهم ورئيس التحرير مانع ده؟
إبراهيم وهو يشير له بإصبعه بثقه:
ــ: وقتهــا..هيتسابق كل الإعلاميين وكل الصحف عشان يعملوا سبق صحفي ولو ده محبش ينشر هنشر في أي جرنان أو مجله أو حتى على الإنترنت بس أنا مش هستسلم
تنهد عمار ثم قال:
ــ: يبقى توكلنا على الله ..يلا بقى نلحق نحجزلنا قبرين قبل الزحمه لأن شكل الفتره الجايه هتبقى في أزمة قبور
.................................................................................................
في حديقة الفيلا جلست الفتيات الثلاث يحاولن إستنتاج ما قد يفعله "أحمد" وهن ينظرن بين الحين والآخر إلى جهاز الهاتف النقال الموضوع أمامهم على الطاولة وفيه الرقم الذي أعطته ساره لأحمد عله يتصل لكن كان الهدوء سيد الموقف بإستثناء نبضات القلوب القلقة المتوترة..

كش ملكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن