الحلقة الثلاثون

1.1K 26 3
                                    

عادت يمنى النظر في الورقة مرة أخرى وهي تضعها جانبا..لكن فجأه إتسعت عيناها وهي تنظر للتوقيع الذي زينت به سارة ذيل الورقة ثم نظرت لساره بذهول قائلة بإنفعال:
ــ: إيه اللي إنتي كاتباه ده..إنتي ليه مش موقعه بإسمك؟
نظرت ساره إلى حيث تشير يمنى ثم قالت بهدوء:
ــ: هو كان بيحب الإسم ده وكان دايما بيناديني بيه على طول
ثم تنهدت بحراره وهي ترفع رأسها للأعلى قائله بألم:
ــ: مـــــــلاك..!!!
فغرت يمنى فاها ببلاهة وهي تهتف:
ــ: معقول..؟؟
إلتفتت لها ساره بعد فهم وهي ترفع حاجبها قائلة:
ــ: هو إيه اللي معقول
يمنى بإزبهلال:
ــ: أصل البنت اللي حكتلك عنها اللي شادي أخويا كان بيحبها وماتت كان إسمها ملاك برضو
ساره بإبتسامه خفيفة ساخره:
ــ: ماهي ملاك دي برضو ماتت مع سيف
يمنى بإهتمام:
ــ: فاكره يا ساره لما قلتلك زمان إني هجوزك لشادي عشان إنتي شبهه أوي..أنا قربت أصدق إنكم طبق الأصل من بعض إنتو الإتنين عايشين ميتين
ساره بسخرية:
ــ: أهو أخوكي ده طلع منحوس زيي بالظبط..ربنا ليه حكم في خلقه يا بنتي
يمنى وهي تربت على كتفها :
ــ: متقوليش كده بكره الدنيا تضحكلك..بس قوليلي إشمعنا سيف كان بيندهلك ملاك.؟
تنهدت ساره قائلة :
ــ: حكايه طويله أوي.. أنا قبل ما أتخرج من الكلية كنت بشتغل شغلانه معرفش خطرت على بالي إمتى؟؟ بس اللي أعرفه إني إشتغلت فيها فترة لحد ما سيف ظهر في حياتي ومنعني أكمل فيها
يمنى بإستفهام:
ــ: ومنعك ليه؟؟
ساره بإبتسامة حزينة:
ــ: أصلها مش حاجه كويسه يعني..كنت بشتغل عارضة أزاياء يا ستي
يمنى بذهول:
ــ: مين ياختي؟؟؟
إبتسمت سارة من رد فعلها المتفاجئ فأكملت:
ــ: أيوه..كنت وقتها عندي 20 سنه وطبعا زي ما إنتي عارفه..الدين ده معرفش عنه حاجه غير إني في البطاقة مكتوب مسلمة ولو كانوا مسحوها وكتبوا أي حاجه تانية مكنتش هعترض..المهم واحد صاحب بابا شافني وعرض عليه إني أشتغل معاه في عروض الأزياء بتاعته وأنا عجبتني الفكرة..طول عمري الناس بيقولوا عليا جميلة وأمورة وعودي حلو وكمان هبقى مشهورة وبنت شاكر الأدهم يعني من مجامعيه هبقى التوب
يمنى بلهفه:
ــ: وبعدين؟؟
عادت ساره بظهرها للأريكة وهي تقول:
ــ: فعلا إشتغلت معاه وكنت لسه في تانية كلية هندسة ديكور وكانت معايا صحبتي تقدري تقولي أنتمتي ..كل حاجة كنا بنعملها مع بعض..كنت باخدها معايا في العروض بتظبطلي شعري وكده كأنها الكوافير بتاعي ..وكانت شاطرة أوي وكنا بنحب بعض جدا..المهم إشتغلت مع الراجل ده سنة كاملة وفي الأجازه إتعرفت على سيف في معرض أزياء كنت أنا نجمته.. طبعا كالعاده مش عشان تفوقي رغم إني كنت مبهره للكل بس أنا عارفه إن كل الإهتمام كان عشان أنا بنت شاكر الأدهم وده كان بيفرحني أوي على فكرة
فــــــــلاش بـــــــاك
أضواء متداخلة وأصوات عالية..وفتيات يتمايلن ليستعرضن جمالهن وجمال ما يرتدينه من ثياب..تقدمت سارة بثبات وبضحكة جميلة على شفتيها وبملابس مميزه عن بقية الفتيات..لتقودهن على مسرح عروض الأزياء لترتفع أصوات التصفيق لهن..ويخرج من خلفهن ذلك الذي صمم العروض لينحني أمام بشر مثله مبتسما بعمله الذي يظنه عظيما ولكن بسببه نال الجميع ذنوبا من حيث لا يعرفون..
ثم يقرب المايكرفون من فمه قائلا بحماس:
ــ: أحب أشكر جميع الحضور مره تانية ألف شكر ليكم وكمان أوجه شكر للرائعة ونجمة عروض الأزياء سارة شاكر الأدهم
ليعلو التصفيق من جديد لها.. تلك الفاتنة التي تنظر للجميع بفخر..مال أحد الحضور على أذن صديقه قائلا:
ــ: هي دي يا معلم ..ورينا شطارتك بقى
إلتفت صديقه إليه قائلا بثقة:
ــ: هي مزه فعلا وباين عليها مناخيرها في السما بس متصعبش عليا
غادر المكان واضعا كلتا يديه في جيبه ودخل إلى الغرف الموجودة بالداخل كإستراحة وتبديل ثياب للفتيات المستخدمات في العرض سأل عن غرفتها وتوجه إليها ثم دخل الغرفة وأغلق الباب خلفه بهدوء شديد وببساطة..يظن من يراه أنه صاحب المكان بلا أدنى شك..!!
بعد دقائق دخلت سارة غرفتها قائلة بسعادة لرفيقتها:
ــ: شفتي يا بت العرض كان حلو إزاي متهيألي ده أحسن عرض شفتــ
قطعت حديثها وهي تنظر لذلك الجالس على أحد المقاعد في غرفتها يدخن سيجارته بهدوء واضعا ساق فوق الأخرى موجها نظراته إليهما بشيء من التعالي:
رفعت ساره حاجبيها بدهشه قائلة:
ــ: إنت مين؟
الشخص بلامبالاه:
ــ: واحد قاعد إيه الغريب في ده؟
ساره بجنق:
ــ: ودخلت هنا إزاي..إنت فاكرها عزبة أبوك..تدخل في أي حته بمزاجك؟
نظر لها قائلا بتهكم:
ــ: قالولي بنت ناس وكيوت وفافي أوي..شكلك في الأخر هتطلعي من حواري شبرا
صاحت ساره بغضب:
ــ: أنا همسح بيك الارض لو مطلعتش من هنا حالا..غور يلا من هنا
قام الشخص من مكانه وإقترب منها بخطوات هادئة وفي عينيه نظرة غامضة..ثم وقف أمامها مباشرة متجاهلا كلامها كأنه لم يسمعه..وهو يقول:
ــ: سيف سامر السكري..صاحب أكبر معرض أزياء في مصر ولحسن حظك هنا في القاهرة
نظرت له بذهول من هدوئه المستفز وهي تقول بإمتعاض:
ــ: نعم يعني إيه المطلوب؟؟
سيف بإبتسامة ثابتة باردة:
ــ: هتشتغلي معايا
أجابته بنظرة ساخرة وهي تعقد ذراعيها أمامها قائلة:
ــ: وجايب الثقه دي منين؟
سيف بهدوء زاد حنقها:
ــ: ماهو إنتي هتبقي نجمة أكبر عروض في مصر..متهيألي تبقي غبيه لو رفضتي
ردت عليه صديقتها بإنفعال:
ــ: إنت متخلف يا بني آدم إنت ولا إيه؟؟ إنت متعرفش دي مين؟؟
إلتفت لها سيف قائلا بإستفزاز:
ــ: أه صح معرفتنيش عليكي..إنتي إسمك إيه؟؟
لإتسعت عينا سارة بذهول قائلة:
ــ: وإنت جاي عايزني أشتغل معاك ومش عارف حتى إسمي؟؟
سيف:
ــ: ما أنا عايز أعرفه أهو
ساره بحنق وهي تزم شفتيها غضبا:
ــ: إسمي ملاك
إبتسم قائلا:
ــ: تصدقي أحلى من ساره ومن النهارده هسميكي ملاك..وإنتي فعلا أحلى ملاك
وإقترب منها هامسا في أذنها:
ــ: وهتبقي ملاكي أنا
ثم أخرج كرت من جيبه وضعه على المنضده وتركهن ينظران إلى بدهشة وبلاهة تامة وغادر المكان بكل بساطة..

كش ملكWhere stories live. Discover now