الحلقة التاسعة و العشرون

968 30 1
                                    

يخلق الأمل فينا الحياه وبموت الأمل تموت الحياة..عاش شادي على أمل أن يراها مره أخرى..ثم ضاعت أماله مع ضياعها وتفتت قلبه بصرخاتها..ظن أن وجعه بلغ به منتهاه..وتخيل أن ألمه لا مثيل له..لم يعلم أن ما ينتظره أصعب بمئات المرات مما شهده من قبل..
عاش ينتظر أن يراها صدفه..أن يسمع صوتها من جديد..لكن ماتت..تركته غاضبة منه..ولت ظهرها بغضب ورحلت..لم ينسى نظرتها الأخيرة له وفي عينيها كم هائل من اللوم والألم والحزن..حاول أن يحدثها لكنها أجابته بكلمه واحده كانت الخنجر الذي غرس في قلبه وهاهو يميته الأن..
(طـلــقـــنــي)!!
صرخ فيها مستجديا إياها أن تنتظر.. لكنها كانت في حاله يرثى لها ولم تسمعه..فقط ألقت عليه نظرة أخيرة..
وغادرت..
لم تغادر وحدها..سحبت منه كل ما يملك من آدميته كعقاب دائم ليتذكرها..
من بعدها مات قلبه..قهره ألمه..خرج للدنيا لم يبالي بشيء..لولا وجود أخته في الدنيا لتحول إلى كائن متحرك ليس فيه حياة..
نظر لأعلى الغرفة بألم شديد وحزن جم ..مازال قلبه يرفض التصديق..أخذ عقله يلح عليه بالسؤال..
هل ماتت بسببك.؟
ليجيب قائلا: أنت من قتلتها بيدك..أنت من دمرتها..لم تتحمل خيانتك وظلمك فذهبت لبارئها لتشكيك إليه..ذهبت لمكان طاهر لا يوجد أمثالك فيه فهي الملاك الذي لا يعرف الخبث..ولا يستطيع العيش مع ذئاب البشر..
أمل ثم موت..إستيقظ أمله داخله بعد أن عرف أنها لم تتزوج ليسقط إلى قاع الجحيم قاتلا صاحبه بكل قسوة..محرقا كل ما بداخله..تفنن في التنكيل به وإذاقته ألوان العذاب حتى أصبح عذابه حياته..يريد أن يعيش به ومعه أصبح عذابه قرينه ورفيقه الدائم..!
إنتهيت يا شادي..دمروك بأغلى ما تملك..إنتهيت وإنتهت حياتك لم العيش بلا أمل؟لم الحياة إذن؟
ذاهب إليك ياحبيبتي لن أتركك وحدك..سألحق بك يا ملاكي علكي تسامحينني وتغفرين لي خطيئتي في حقك..لكن مهلا قبل اللحاق بك يجب أن أنتقم لك..سأدمرهم من أجلك بل سأحرق الأخضر واليابس وليمت الجميع فداء لك..لن ألحقك قبل أن آخذ بثأرك..لم يعد هناك ما يقلقني فالكل إنتهى بلا عودة..
دخل عليه يوسف غرفته وجلس بقربه على فراشه وحاول مواساته بكلمات عديده لكن لا حياة لمن تنادي..
تنهد يوسف قائلا :
ــ: مينفعش اللي بتعمله في نفسك يا شادي طب قوم معايا نشم هوا طيب
لم يجبه سوى الصمت والسكون التام..لحظات مرت بلا أمل في أن يتجاوب معه مطلقا..رن جرس الباب..توجه يوسف ليفتح ليجد يمنى
يوسف بضيق:
ــ: زي ماهو
يمنى بقلق:
ــ: وبعدين هنعمل إيه؟
يوسف بخيبة أمل:
ــ: كل اللي ممكن يتعمل إتعمل ومفيش فايدة
دخلت إلى غرفة أخيها وجلست بجوار ه وهي تنظر له بعينين دامعتين قائلة:
ــ: كل حاجه بقدر الله يا شادي..إرضى بقدر الله وقول اللهم آجرني في مصيبتي وأخلفني خيرا منها..مينفعش اللي بتعمله ده
أخذ شادي يردد الدعاء ومعه إنهمرت دموعه..منذ وقت طويل يحاول البكاء ولا يستطيع..أخذ يتنفس بصعوبة وصدره يعلو ويهبط من شدة بكائه..ضمت رأسه بين ذراعيها وهي تربت على ظهره في محاولة لتخفيف ألمه..
خرج يوسف إلى الشرفه ليتأمل البحر ويفكر في حل لتلك المشكلة حينها رن هاتفه..فتناوله وهو يرد بصوت حاول أن يجعله طبيعي:
ــ: إبراهيم باشا..إزيك ما معلم
إبراهيم:
ــ: أنا مش فاضي للرغي ده يله..إنت فين؟؟
يوسف بدهشه:
ــ: عند شادي صحبي..خير
إبراهيم:
ــ: حلو أوي بقالي أسبوع بكلمه مش بيرد..هاته وتعالوا على الفيلا عندنا
سارع يوسف قائلا:
ــ: لالالا مش هينفع أصل
قاطعه إبراهيم:
ــ: لا أصل ولا فصل..خطوبة أختي لإبن عمتي النهارده في الفيلا هنا ولازم تحضروا عشان مزعلش منكم
تنهد يوسف وهو يقول:
ــ: ألف مبروك يا سيدي لأختك وإبن عمتك وعقبال فرحهم ..بس أصل شادي تعبان شويه
إبراهيم بقلق:
ــ: ألف سلامه عليه ماله؟؟
يوسف:
ــ: عادي تعب بسيط متشغلش بالك
إبراهيم بحزن:
ــ: ربنا يشفيه ويعافيه بس لازم إنت تحضر
يوسف :
ــ: مينفعش أسيبه لوحده عشان
قاطعه صوت شادي من خلفه قائلا بصرامة:
ــ: قوله إنك رايح يا يوسف
إلتفتت له يوسف بدهشه فأعاد عليه شادي الكلام بحزم:
ــ: بقولك قوله إنك رايح
إستجاب يوسف لإصرار شادي وأخبر إبراهيم أنه سيحضر ثم أغلق الخط وإلتفت لشادي بإستغراب قائلا:
ــ: إنت عارف أنا بكلم مين أصلا
جلس شادي على أحد المقاعد متجاهلا سؤاله تماما وإلتفت ليمنى قائلا:
ــ: مش إخوات إبراهيم صحابك؟؟
يمنى:
ــ: أيوه
شادي وهو ينظر ليوسف قائلا:
ــ: هتاخد يمنى وتروحوا الخطوبة وعايزك وإنت راجع تجيب معاك إبراهيم
يمنى بدهشه:
ــ: ليه؟؟
شادي بحزم:
ــ: من غير ليه لو سمحتوا..لو فعلا عايزين تساعدوني إعملوا اللي بقولكم عليه..إبراهيم هيفهم أنا عايزه ليه قوله شادي عايزك ضروري وهيجي معاك تمام
يمنى بترجي:
ــ: طب أنا هعقد معاك مش عايزه أسيبك لوحدك أنا قلتلك مش رايحه أصلا
نظر لها نظرة واهنة قائلا بصوت مذبوح:
ــ: عايز أبقى لوحدي..روحي معاه الخطوبة وإنتوا راجعين هيوصلك شقتك وبعدين يجولي على هنا
وتركهم ودخل غرفته وأغلق الباب خلفه إلتفت يوسف ناظرا ليمنى التي إنهمرت دموعها حزنا على حال أخيها وهي تغمغم:
ــ: يارب رحمتك بيه..خفف عنه يارب
..........................................................................................................
إبتسمت " ليلى " بسعادة وهي تنظر لنفسها في المرآه بفستانها الرائع الذي جعلها تبدو كأميرة من عصر الأساطير..كانت جميله رقيقة فاتنة
دخلت إليها والدتها تقبلها وتدعو لها بالتوفيق
ساره:
ــ: تؤ تؤ..أوعي تعيطي يا طنط دي لسه خطوبه بس يعني قعدالك مش هتسيبك وتمشي
إبتسمت منى وهي تنظر لليلى قائلة:
ــ: كبرتي يا حبيبتي وبقيتي عروسة ربنا يحميكي يا بنتي
ريهام بمشاكسة:
ــ: والموضوع ده لسه مكتشفاه جديد ولا إيه يا منمن
نظرت لها والدتها قائلة بتوبيخ:
ــ: بطلي لماضه بقى
إبتسم الجميع بسعادة وخرجت منى وتبعتها ريهام أما ساره إلتفت لـ "ليلى" قائلة بفرح:
ــ: ربنا يخليكوا لبعض يا لولوه
ليلي بإرتباك:
ــ: بس أنا خايفه أوي يا بت
ساره بضحك:
ــ: خايفه من إيه مفيش حد تحت أصلا غير إحنا ومعارفنا ناس قليلة ويمنى لسه في الطريق يعني مفيش حد غريب
ثم أكملت بغمز:
ــ: إلا بقى لو إنتي شايفه باسم غريب يبقى حاجه تانية
ليلي بضحك:
ــ: رخمه يا بت..بس تعالي ظبطي الطرحة عشان حاساها مش مظبوطة
ساره بحنق:
ــ: مش مظبوطه إزاي وانا من إمبارح بالليل بلفهالك لما حفظتها عن غيب ..ممكن ألفها وأنا مغمضة
دق باسم الباب ثم دخل.. توجهت نحوه ساره بسرعة ووقفت أمامه تمنعه من الدخول وهي تقول:
ــ: مفيش دخول يا سي باسم لحد ما نخلص
باسم بغيظ:
ــ: هقولها كلمه بس
ساره بإصرار:
ــ: لأ يعني لأ
باسم:
ــ: يا بت بلاش تبقي رخمة دخليني وأنا هعملك كل اللي إنتي عايزاه
ساره بضحك:
ــ: طب ما تقول كده من الأول أدخل أدخل
إتجه باسم إلى ليلى التي إحمر وجهها خجلا منه في حين قال باسم بتصفير:
ــ: أمووووت أنا
إبتسمت ليلي بخجل وهي تنظر لساره قائلة بلوم:
ــ: إنتي دخلتيه ليه..طلعيه من هنا
ساره بضحك وهي تعقد ذراعها أمامها قائلة:
ــ: حتى العروسه مش عايزاك
باسم وهو ينظر لـ" ليلى" قائلا:
ــ: بقى كده وانا اللي كنت جاي عشان أقولك المفاجأه
ليلي بلهفة:
ــ: أه صح هي إيه المفاجأه
باسم:
ــ: مش إنتي عايزاني أطلع أنا هطلع وخلي المفاجأه لما تنزلي..عشان أشوفك وإنتي مبلمه كده
أخذ يضحك وهو يغادر الغرفة..إلتفتت ليلى لساره قائله بغيظ:
ــ: شايفه أخوكي بيعمل إيه
ساره :
ــ: أخويا برضو..ده بقى جوزك مش أخويا أنا مالي يختي ولعوا في بعض ميخصنيش
دخلت عليهم هاله وهي تطلق الزغاريد وأقبلت على ليلي تقبلها وهي تقول بسعادة:
ــ: أخيرا عقدة الشله هتتفك ووحده هنخلص منها
ليلي بسعادة:
ــ: عقبالك يا هالو..بس بجد بقى من غير تمثلية
هاله بإبتسامة واهنة:
ــ: يا ستي
ثم إلتفتت لساره قائلة:
ــ: سيبي البت شويه بدل ما إنتي لابده فيها كده وتعالي عايزاكي
غادرت هاله وهي تسحب ساره ورائها وأغلقت الباب على ليلي ثم تنهدت قائلة:
ــ: أنا كلمت يمنى وقالتلي إنها على وصول
ساره:
ــ: طب حلو
هاله بخفوت:
ــ: لأ مش حلو..لأن صوتها باين عليه إنها كانت بتعيط
ساره بقلق:
ــ: بتعيط؟؟؟
هاله:
ــ: أيوه..مش عارفه مالها
ربتت ساره على كتفها قائلة:
ــ: متشغليش بالك..أنا هنزل أستناها عشان أشوف مالها أول ما تيجي وخليكي إنتي مع ليلي
تركت ساره هاله ونزلت للأسفل ولم تكن في حاجة لتفسير حالة يمنى فهي تعلم مدى تعلقها بأخيها ومن الطبيعي أن يكون هذا حالها الآن..
وقفت بجوار إبراهيم عند باب الفيلا تنتظر يمنى وماهي إلا دقائق حتى ظهرت وبجانبها يوسف..في البداية توقعت أنه شادي ولكن تفاجئت أن إبراهيم يتجه إليه مرحبا وهو يقول:
ــ: منور يا يوسف
إقتربت من يمنى وهي تحاول أن تصبغ صوتها بسعادة مزيفة قائلة:
ــ: إيه الحلاووه والطعامة دي يا بت..هتغطي على ليلي كده
أجابتها بإبتسامة ضعيفة:
ــ: مبروك يا ساره
إحتضنتها ساره وهي تربت على ظهرها قائلة:
ــ: إيه يا روح قلبي ؟؟ هتضعفي وتسيبيه بيموت وتسكتي..إجمدي يا بت هو محتاجك
ثم نظرت لها قائله بمرح:
ــ: مين بقى سي يوسف اللي واقف مع هيما ده؟
قبل أن تكمل جملتها كان إبراهيم ويوسف يتوجهان إليهما..نظر إبراهيم ليمنى نظرة طويلة..كم إشتاق إليها حقا..لم يفهم سبب الحزن في عينيها..ولكنه خمن أنه بسبب مرض أخيها
إبراهيم:
ــ: متقلقيش يا يمنى..شادي هيستحمل وهيبقى كويس إن شاء الله
إبتسمت له بمجاملة قائلة:
ــ: شكرا
ناولها يوسف علبة كبيرة قائلا:
ــ: خدي يا يمنى كنتي هتنسيها
أخذتها يمنى منه وناولتها لساره قائلة:
ــ: دي هدية ليلي
ساره بإبتسامة:
ــ: طب يلا يا يمنى نطلع إحنا فوق
وإلتفتت ليوسف قائلة:
ــ: منور يا أستاذ يوسف
أجابها بإبتسامة هادئة..سحبت ساره يمنى معها لتنفرد بها وتهدأها..
إلتفت إبراهيم ليوسف قائلا بنحنه:
ــ: هي يمنى مالها يا يوسف؟؟
يوسف:
ــ: زعلانه على أخوها
إبراهيم بإستفهام:
ــ: ده لو عامل حادثة مش هتزعل كده..دي باين عليها معيطه كتير ومدمره على الأخر..متفهمنيش إن ده طبيعي..أنا عارف يمنى كويس
يوسف وهو يربت على كتفه:
ــ: أنا هفهمك كل حاجه بس وإحنا رايحيين لشادي
إبراهيم بدهشه:
ــ: هنروحله فين؟؟
..........................................................................................................
وفي فيلا تامر الأسيوطي هتف رامي بغضب شديد:
ــ: من الآخر يا ماما هو سؤال وعايز إجابته..إنتي اللي قتلتي البنت ولا لأ؟؟
داليا بحنق:
ــ: والله وكبرت يا رامي وبقيت واقف في وشي بتحقق معايا بس أنا هريحك..أنا مقتلتش البت دي ولا ليا علاقه باللي حصلها
رامي بشك:
ــ: متأكده؟
داليا:
ــ: وهو إنت تطلع مين عشان أكدب عليك؟
رامي بغيظ مكتوم:
ــ: بلاش تخسري كل اللي حواليكي يا ماما..خسرتي شادي ويمنى بلاش أنا كمان تخسريني
داليا بضحكة ساخرة:
ــ: إنتوا اللي بتخسروا مش أنا..كلكم عايشين عشان أنا عايشة ولو أنا إختفيت من حياتكم كلكم هتضيعوا
رامي بألم:
ــ: ما إحنا بنضيع فعلا بس بإيديكي إنتي وبإرادتك إنتي..الله يسامحك يا ماما
وتركها وغادر المكان بحزن شديد..أما داليا إلتفتت لسميحة وهي تقول بلهجة حادة:
ــ: شفتي..كان لازم أقتل شادي من زمان أديه دلوقتي بقى خطر عليا وبيلم عيالي حواليه لازم أخلص منه بسرعة
........................................................................................................
نزلت" ليلى " درجات السلم مع صوت الزغاريد والأفراح..كانت متألقه كملكة متوجة..
إتجه إليها والدها وقبل رأسها ثم أمسك يدها ليتجه بها إلى أحد المقاعد ويجلسها..إلتفتت حولها تبحث عن حبيبها فوجدته مقبلا عليها بإبتسامة واسعة ثم لمحت من خلفه شخص تعرفه جيدا..
المـــأذون..!!!
إقترب باسم منها قائلا بصوت عالي:
ــ: أنا عامل مفاجأة النهارده لحبيبة قلبي ليلى..النهارده مش خطوبه بس النهارده كتب كتاب..
تعالت الأصوات بالفرح وإنطلقت الزغاريد في كل مكان فإقترب باسم منها قائلا:
ــ: تتجوزيني يا ليلي؟
ــ: لم تعد ترى غيره من فرط سعادتها فإبتسمت بفرح.. ودت لو تلقي بنفسها في حضنه ليتلقى إجابة سؤاله..رغم ذهولها إلا أنها إستفاقت على صوت والدها قائلا:
ــ: وبما إن السكوت علامة الرضى أقدر أقولكم..مبروك يا ولاد ربنا يتمملكم بخير
إقترب المأذون ليجلس بينهم ويعقد الميثاق الغليظ..لتكون ليلي من نصيب باسم وحده إلى ماشاء الله..
كانت دموع ساره تتلألأ في عينيها..حيث عادت ذاكرتها للوراء عندما كانت حفلة خطوبتها وأيضا تم فيها عقد قرانها على من أنهك قلبها حبا..سيف..!!
رأت سيف مكان باسم..وهي مكان ليلى عندما إقترب منها حبيبها مقبلا رأسها بحنان جارف وهو يهمس بحب:
ــ: بحبك يا أوزعتي
إبتسمت له بسعاده بالغه وبخجل..ثم أطرقت رأسها بإستحياء فوضع يده تحت ذقنها ليرفع رأسها ناظرا لعينيها مباشرة وهو يقول:
ــ: خلاص يا حلوه بقيتي بتاعتي وملكي لوحدي..
ثم أكمل بغمز:
ــ: ده أنا هطلع عينك
إقتربت منه إحدى صديقاتها تحمل طبقا ذهبيا في داخله وضعت قطع ذهبية مرصعة بالأحجار الكريمة وقطع الألماس كانت شبكته لحبيبته التي يعشقها بتفاصيلها الصغيرة
بهدوء أخذ يحلي الشبكة بها فكان دائما يقول لها أنها هي من تزين الأشياء بجمالها فالشيء يصبح رائعا لأنها إرتدته
كانت دائما تحمر وجنتاها خجلا من مداعباته الدائمة ومغازلاته لها..كانت تذوب فيه عشقا وكم تمنت أن تصبح ملكه وحده..ورغم الصعاب والعقبات المتتالية ورفض والدها المفاجئ له بعد أن كان راضيا به كل الرضى إلا انهما تخطيا كل هذا بنجاح..وتم عقد قرانها على سيف وأصبحت شرعا وقانونا للحبيب الولهان وفقط بلا أي مشاركه من أحد..
نظر اليها بعمق وأمسك يديها بين راحتيه قائلا بشغف:
ــ: بحبك وهفضل أحبك لآخر لحظه في عمري يا مراتي يا حبيبتي يا عشقي
إستفاقت ساره من أحلامها..لتهوي من عالمها الوردي إلى القاع الأسود..وتصطدم بعالم الواقع مرة أخرى..وترى الدنيا كأنها تسخر منها قائلة: ولى زمانك والآن زمن غيرك..فلم تكتب السعادة لك..!!
شعرت بيمنى وهي تمسك يدها قائلة:
ــ: سرحانه في مين؟
إلتفتت لها ساره قائلة بشرود:
ــ: مفيش..يلا خلينا نروح نتصور مع ليلي
..........................................................................................................
في فيلا رشاد المصري كان جالسا في إحدى الغرف ينفث دخان سيجارته قائلا:
ــ: مش عارف يا أحمد أنا مرتاح لعمار ده بس الراحة دي غريبة متعودتش عليها
أحمد:
ــ: خلاص يا بابا إحنا إتفقنا معاه على كل حاجه وهو كل كلامه صح وجابلنا الورق فعلا
إلتفت رشاد لأحمد قائلا:
ــ: طب والزفت إبراهيم ده..هنسيبه كده
أحمد بنظرة ماكرة:
ــ: متنساش إن كلها يومين بالكتير وأبوه يبقى على الحديده..أبيض
إبتسم رشاد بتشفي قائلا:
ــ: خليه يتربى ويربي إبنه..بدل ماهو عامل زي الكلب السعران على أي خبر يخصنا كده
أحمد بضحكة عالية:
ــ: بكره يشحت في الشوارع..متقلقش يا كبير إحنا خلاص هنضربه القاضيه ونخلص عليه
..........................................................................................................
إستأذن باسم خاله ليأخذ ليلى ويخرجان معا وبالفعل وافق " علي " وخرجا سويا..في تلك الأثناء كانت يمنى تبحث بعينيها عنه..يجب أن تجده قبل أن يغادر مرت بجانبها ساره..
يمنى وهي خلفها وتناديها:
ــ: سااااره..إستني عايزاكي
إلتفتت لها ساره قائلة:
ــ: كنتي فين يا بت بدور عليكي
إقتربت منها يمنى قائلة:
ــ: تعرفي فين إبراهيم؟؟
إبتسمت ساره بخبث وعقدت ذراعيها أمامها وهي تقول:
ــ: ولو قلتلك فين هتديلي كام؟؟
يمنى بحنق:
ــ: بطلي هبل..أنا عايزاه في موضوع مهم وإنتي هتيجي معايا عشان مقفش معاه لوحدي
أمسكت ساره يدها بإبتسامة قائلة:
ــ: طيب يختي تعالي معايا
توجهت ساره إلى الحديقة الخلفية بالفيلا حيث كان إبراهيم يتحدث بالهاتف وما إن لمحهمها حتى أغلق سريعا وإقترب منهما مسلطا نظره على يمنى قائلا بإبتسامة عذبة:
ــ: منوره يا فندم
ساره بضحك:
ــ: لم نفسك..البت جايالك لحد عندك عشان عايزاك في موضوع مهم..أي دونت نو هو إيه الموضوع ده.. بس طالما هزت طولها لحد عندك يبقى غاية في الأهمية
إبراهيم بمرح:
ــ: طب كويس إن في حاجه مهمة وإلا عقلي كان هيجيب شمال
هتفت يمنى بغضب:
ــ: أنا غلطانه أصلا إني جايه أكلمك
وإلتفتت لتغادر..أسرع إبراهيم معترضا طريقها وهو يقول ضاحكا:
ــ: طب خلاص خلاص..هخليه يجيب يمين متزعليش
ساره بإبتسامة:
ــ: حقك عليا أصلا الواد ده رخم سيبك منه ..قولي بقى كنتي عايزاه في إيه؟
زفرت يمنى بضيق ثم قالت لإبراهيم:
ــ: يوسف قالك إنك هتروح معاه النهارده لشادي؟؟
أجابها إبراهيم :
ــ: أيوه قالي بس مقاليش تفاصيل
ساره بدهشه:
ــ: مين فين إمتى؟ هيما هيروح لأخوكي..للدرجادي مستغنيه عن أخوكي يا بت؟
إلتفتت يمنى قائلة لساره:
ــ بكلم بجد يا ساره..هو فعلا هيروح مع يوسف لشادي
إبراهيم بإهتمام:
ــ: طب وإيه المشكله في ده؟
ساره وهي تنظر لإبراهيم الذي غمز لها بعينه (هوينا شويه ) فأسرعت سارة قائلة:
ــ: يا لهووووي ده أنا نسيت أجيب الدوا لخالو زمانه مستنيني..طب هروح أديهله وأجيلكم على طول
غادرت بسرعة وإبتسامة خبيثة على شفتيها..نظرت لها يمنى بحنق ثم إلتفتت إليه قائلة:
ــ: على فكره أنا شفتك وإنت بتغمزلها..بلاش الحركات دي معايا
إبراهيم متصنعا الدهشة:
ــ: شفتيني..طب ينفع كده يا هانم؟؟ ينفع تبصيلي وتركزي معايا أوي كده..خفي شويه عشان أنا بكسف.
رغم حنقها وغضبها إلا أنها لم تستطع منع إبتسامة صغيرة شقت طريقها بخجل وإصرار إلى فمها..
إبراهيم بفرح:
ــ: أيوه كده يا شيخه..إضحكي عشان الدنيا تضحكلي
نظرت له بتوتر وهي تقول:
ــ: لو سمحت ممكن تركز معايا شويه
عقد ذراعيه أمامه وهو يقول بخبث:
ــ: وهو أنا مركز مع مين غيرك أصلا؟؟
يمنى بغضب:
ــ: والله العظيم همشي وأسيبك..هما كلمتين تسمعهم وخلاص فاهم
إبراهيم بإبتسامة:
ــ: فاهم يا أبله
تنهدت بحراره قبل أن تقول:
ــ: شادي من فتره كان بيحب بنت حب جنوني
لمحت بطرف عينيها إبتسامته الخبيثة فأكملت بسرعة متغاضية نظرته إليها وهي تقول:
ــ: المهم حصلت مشاكل كتير أنا معرفهاش..بس اللي عرفته إن ماما كانت هي السبب في المشاكل دي وأصلا شادي وماما طول عمرهم مش بيتفقوا وعلى طول خناق بس من أسبوع إكتشفنا إن البنت دي ماتت
إتسعت عينا إبراهيم بذهول وهو يقول:
ــ: ماتت..!!
يمنى بإماءه من رأسها وبدأ صوتها يهتز وهي تقول:
ــ: المشكله بقى إن شادي قرب يجنن..مش بيكلم حد وقاعد لوحده على طول وهادي جدا وأنا عارفاه كويس..الهدوء ده بيبقى بعديه كوارث..وكلنا عارفين إنه كان بيحبها بجنون يعني محدش فينا قادر يتخيل وجعه قد إيه والوجع ده هيخليه يعمل إيه في ماما؟؟
إبراهيم بتأثر:
ــ: يا إلهي..ده زمانه مدمر على الآخر
ثم نظر لها بحنان وإشفاق قائلا:
ــ: عشان كده إنتي تعبانه وباين عليكي إنك عيطتي كتير
أشاحت بوجهها عنه قائلة:
ــ: سندي وظهري في الدنيا هو شادي..ومنظره دلوقتي وهو بيضيع ومش قادر يعيط حتى بيقتلني..عايزه أساعده ومش عارفه..أنا ليه بحكيلك كل ده دلوقتي.؟عشان متوقعه إن هو عايزك عشان يتفق معاك هينتقم إزاي من ماما بما إنها ليها علاقه بموضوع الكينج اللي إنت بتدور عليه فمصلحتكم وحده
إقترب منها قائلا بحنان:
ــ: متخافيش أنا وعدتك مش هأذيها
كانت عيناها مسلطة على الأرض وبدأت دموعها تنهمر..كاد يجن وهو يرى دموعها.. يراها تتألم أمامه وهي تجاهد لإخفاء وجعها ولكن من يقدر على تحمل الألم وإخفائه خصوصا وهو يحكي عنه..؟
يمنى بصوت باكي:
ــ: أنا عارفه إن شادي مش هيسبها..وعارفه إنها أذت ناس كتير وعارفه إن بسببها إدمر ناس كتير..كنت عارفه من زمان بس بحاول أقنع نفسي إني غلط..بس كل حاجه واضحة دلوقتي
نظرت له وهي تقول بألم:
ــ: أنا عايزه منك حاجه وحدة..بس توعدني تعملها
سارع قائلا :
ــ: قولي يا يمنى وأن هعملك كل اللي إنتي عايزاه
يمنى بصوت حاولت أن تجعله ثابت:
ــ: إمنعه إنه يتحول مجرم بلاش يقتلها أو ينكل بيها..إعمل أي حاجه بس إمنعه مش عايزاه يبقى مجرم..ومش عايزه ماما تموت رغم كل اللي عملته هتفضل أمي
جاهد ليمنع عينيه من مشاركتها سيل الدموع لكن قلبه إنتفض بألم على حالها..لم يكن يتوقع أنه سيراها بكل هذا الحزن البادي على وجهها..
إبراهيم بصوت دافئ:
ــ: ممكن متعيطيش يا يمنى عشان خاطري إهدي..أوعدك هعمل اللي أقدر عليه وأحميه من نفسه وأحمي مامتك..متخافيش يا حبيبتي
أغمضت عينيها بعنف في محاوله لمنع تأثير تلك الكلمة على قلبها..وصرخ عقلها إحذري الذنوب يا يمنى ويحك أتتطلبين من الله أن يرفق بحالك وأنتي تعصيه..!!!
إبراهيم وهو يعض شفتيه قائلا بإعتذار:
ــ: أسف..زلة لسان والله مكنتش أقصد..هي طلعت كده
أشاحت بوجها قائلة:
ــ: أنا واثقه فيك وعارفه إنك قد وعدك ويوسف كمان هيساعدك..وياريت متجبش سيره لشادي بحاجه كأنك متعرفش..أنا بس بقولك عشان تبقى فاهم الوضع
إبراهيم بتفهم:
ــ: تمام متقلقيش خالص عليه
يمنى بإمتنان:
ــ: شكرا ليك بجد ربنا يكون في عونكم ويقدركم عليه..عن إذنك
غادرت وتركته ينظر إليها بهدوء وقد بدأ يشعر بالمسئولية تجاهها فعلا..بدأ يشعر أنها وحيدة في الدنيا وملجأها الوحيد بعد بارئها هو أخوها الذي بدأ يندثر أمامها وليس بيدها شيء..أراد أن يثبت لها مدى حبه وتعلقه بها بأن يحميها وأخيها ووالدتها وأن يكون عند حسن ظنها..تحركت قوة هائلة بداخله مندفعة بحماس بالغ وهو يتمتم
ــ: متخافيش يا حبيبتي أنا وعدتك وهنفذ..إطمني
.........................................................................................................
في أحد المطاعم الراقية في الإسكندرية المطلة على البحر وحول إحدى الطاولات في ركن هادئ هتف باسم بسعادة وهو يقبل يديها وينظر لعينيها مباشرة قائلا بهمس:
ــ: بحبك
إبتسمت بخجل وهي تسحب يدها برفق قائلة:
ــ: مش هتأكلني طيب؟
نظر لها باسم بحنق وهو يقول:
ــ: قومي يا بت من هنا يلا نروح..يعني أنا دلوقتي جوزك وواخدك على مكان رومانسي على البحر وبقولك بحبك وبرضو مش بيهمك غير الأكل..روحي يا ليلى يا بنت علي منك لله..فصلتيني يا شيخه
ليلي بضحك:
ــ: الله هو إحنا مش جايين هنا عشان ناكل؟
باسم بغيظ:
ــ: لا يا حلوة جايين عشان نتصور سيلفي وإحنا في المطعم
ليلي وهي تضحك بشده:
ــ: طب إنت متعصب ليه دلوقتي
نظر لها شذرا وهو يقول:
ــ: متضحكيش بصوت عالي
صمتت قليلا تنظر إليه ثم وضعت يدها على خدها قائلة بمشاكسة:
ــ: الله يرحم أيام ما كنت بتقولي بغير عليكي زي ساره أختي بالظبط
إنحنى باسم بإتجاهها مستندا بمرفقيه على الطاولة قائلا بإبتسامة ماكرة:
ــ: تنكري إني أنا حرقت دمك يوميها؟
ليلي:
ــ: هو إنت ليه كنت بتعمل فيا كده وإنت عارف إني بحبـ
قطعت حديثها خجلا وأشاحت بوجهها عنه فإبتسم قائلا:
ــ: طب مفيش أكل بقى لحد ما تكملي الكلمة
ليلي بغضب طفولي:
ــ: متبقاش رخم..وإلا هرميلك الدبله في وشك
صاح باسم قائلا:
ــ: لااااااا يا حلوة أنا معنديش الكلام ده..إنتي دخلتي سجني وإتحكم عليكي مدى الحياة إنسي خالص حكاية إنك تسيبني ولا في الأحلام
ليلي بتحدي:
ــ: ياسلام..ومنين الثقه دي؟
نظر لها بشغف وهو يقول مبتسما :
ــ: متقدريش تعمليها عشان بتحبيني وبتموتي فيا..إكلمي على قدك بقى
إحمرت وجنتاها خجلا وهي تقول :
ــ: إنت عبيط يا إبني..عيل تايه يا إخواتي ده ولا إيه؟؟
لمعت عينا باسم وهو يقول بخبث:
ــ: إنتي كده غلطتي وهتدفعي التمن
وقف فجأه من مكانه وأمسك يدها وركض خارج المطعم وهو يسحبها خلفه غير عابئ بنظرات الناس من حوله..أجلسها في السيارة بجواره ثم جلس هو الآخر وإنطلق بها مسرعا
هتفت ليلي بغضب:
ــ: إنت مجنون..إيه اللي عملته ده؟
باسم بضحك:
ــ: أحسن عشان تعرفي إزاي تغلطي في جوزك تاني يا هانم
عقدت ذراعيها أمامها وهي تقول:
ــ: طب والأكل..؟؟
باسم بضحكة عالية:
ــ: مفييييييييش
..........................................................................................................
فتحت يمنى باب شقتها لتصطدم بساره الواقفة أمامها ودموعها تنهمر بلا أمل في التوقف
يمنى وهي تنظر لساعتها ثم تنظر لساره ولحقيبة السفر التي في يدها بذهول قائلة:
ــ: في إيه مالك..إزاي نازله الساعه 2 بالليل وإيه اللي في إيدك دي إنتي رايحه فين؟.؟
لم تتمالك ساره نفسها وهي تلقي بجسدها المنهك في أحضان يمنى وتبكي بشدة ثم تعالت شهقاتها وهى تقول بصوتها المرتجف الباكى:
ــ: تعبت والله تعبت كفاية بقى
لم تحاول يمنى أن تفهم..بل لم يخطر في بالها أن تفهم أصلا..فقط ما كان يُذهلها منظر ساره وهي تبكي بلا توقف..!!
أجلستها يمنى على الأريكة بينما إستمرت ساره تبكي لساعه كاملة ويمنى لا تفعل شيء سوى أنها تمسح على رأسها ببطء وتتلو بعضا من آيات القرآن الكريم حتى هدأت قليلا..
رفعت ساره رأسها قائله بإنهاك وألم:
ــ: تفتكري لو كنت إجوزت سيف كان هيحصل كل ده؟؟
يمنى بعدم فهم :
ــ: طب فهميني الأول إيه اللي حصل؟
دفنت ساره رأسها بين بيديها وهي تتمتم:
ــ: إذا كان أنا نفسي معرفش إيه اللي حصل..وليه أول ما أبدأ أفرح تطلعلي مصيبة تسود عيشتي..بقيت بستنى فاتورة فرحي بالكارثة اللي جايه بعدها..كأنها حاجه طبيعية ولازمة لأي فرحه هفرحها حتى لو كانت تمثيل.. بس كأني بتعاقب لأني قررت أنسى وأفرح
ربتت يمنى على كتفها وهي تقول:
ــ: أولا مينفعش تقولي كده لأن كل حاجه بقدر الله وربنا مش بيقدرلك حاجه وحشة أبدا..ولو إنتي شايفاها وحشة عشان إنتي بشر بس ربنا عارف إن الخير فيها..ثانيا بقى أنا عايزاكي تهدي خالص وأنا هقوم أعملك لمون وأرجعلك أفهم منك إيه اللي حصل..
ذهبت يمنى للمطبخ لتعد لها عصير الليمون وعادت بعد دقائق لتجد ساره ممسكه بقلم وورقة كانوا على الطاولة تدون فيه شيئا ما بهدوء.. لكن موعها لم ترغب أن تودع عينيها
دقائق مرت على يمنى وهي تنظر لساره بهدوء تام ..رفعت ساره رأسها وهي تقول بمرارة:
ــ: في حاجه غلط يا يمنى صدقيني في حاجه مش مظبوطة لو عرفتها كل المشاكل هتخلص
جلست يمنى بجوارها وأخذت الورقة من بين يديها وأخذت تقرأها بعينيها..
لعنتي الأبدية التي ترافقني ما حييت هي حبي لأحدهم..ذاك مالك قلبي الوحيد الذي قبلت به بلا إرادة مني فقط أذعنت لأوامر قلبي بالرضوخ له فجعلته مستقبلي وملكته حاضري وأفشيته سر الماضي
لم أفهم يوما سر نظراته المبهمة الغامضة سوى نظرة العشق التي إكتفيت بها بلا رغبة في المزيد
إكتفيت بحبه لأطير معه لسحابة نسجناها بخيوط الأمل في حياة وردية فعشقه كان روحا أذاقني طعم الحياة
ناداني مرة يا صغيرتي فوقعت أسيرة هواه وأصبحت طفلته المدللة الخاضعة لبراثن عشقه غير المنتهي.
سقطت أسيرة كلماته وتأملاته ساكنة بين نسمات حركاته لتحتويني نظراته مسيطرة على كل ماهو بإسمي لأنتقل بكل ما أملك كملكية خاصة له فقط لا يشاركه فيني أحد..!
نظرت لها يمنى بإستغراب قائلة:
ــ: سيف برضو؟
ساره بشرود:
ــ: سيف مجرد جزء من حلقة كبيرة تقدري تقولي مفقودة بالنسبالي..عقدة مش عارفه أوصل لحلها لأني مش قادرة أعرف العقدة نفسها..بس اللي أعرفه إن وجودي في بيت خالو بقى شبه مستحيل وإني عمري ما هنسى الماضي أبدا وسيف هو سبب كل ده
أعادت يمنى النظر في الورقة مرة أخرى وهي تضعها جانبا..لكن فجأه إتسعت عيناها وهي تنظر للتوقيع الذي زينت به سارة ذيل الورقة ثم نظرت لساره بذهول قائلة بإنفعال:
ــ: إيه اللي إنتي كاتباه ده..إنتي ليه مش موقعه بإسمك؟
نظرت ساره إلى حيث تشير يمنى ثم قالت بهدوء:
ــ: هو كان بيحب الإسم ده وكان دايما بيناديني بيه على طول
ثم تنهدت بحراره وهي ترفع رأسها للأعلى قائله بألم:
ــ: مـــــــلاك

كش ملكWhere stories live. Discover now