الحلقة الواحدة و الاربعون

768 27 0
                                    

هرولت يمنى بجوار أخيها في أروقة القسم حتى وصلت إلى إحدى الغرف ووجدت ساره جالسة على أحد المقاعد بجانب الباب دافنه رأسها بين كفيها
يمنى بفزع:
ــ: إيه اللي حصل مالك؟
رفعت رأسها ودموعها على خديها ثم ألقت بجسدها بين ذراعي يمنى وهي تقول ببكاء:
ــ: قتلوه..قتلوه
سقط قلب يمنى وجاهدت لتنطق بكلمة واحدة:
ــ: مين
ساره وجسدها يرتعش:
ــ: الكينج
فغر رامي فاه وإتسعت عيناه بذهول وهو يقول:
ــ: قتلوا الكينج؟؟
ساره:
ــ: أيوه
رامي:
ــ: وفين باسم وشادي وحسام؟
ساره وهي تمسح دموعها:
ــ: باسم وحسام جوه بيتفرجوا على تسجيل الكاميرا وصمموا يطلعوني عشان مشوفش اللي حصل تاني
يمنى بقلق:
ــ: وشادي فين؟
ساره:
ــ: راح يجبلي مايه وجاي
زفرت يمنى قائلة بتوتر:
ــ: إنتي كويسه؟
ساره وهي تجلس مرة أخرى:
ــ: أنا إنهارت لما شفت الرصاص حواليهم في كل حته وكمان الإتنين إتعوروا.. شادي كتفه إتعور وباسم في رجله..أنا قلبي وقف يا يمنى وأنا شايفاهم بينزفوا
رامي بذهول:
ــ: إنتي متأكدة إن الكينج مات؟
جاء صوت شادي من خلفهم قائلا بوجوم:
ــ: أيوه يا رامي مات
نظرت يمنى له بلهفة وإلتفت رامي قائلا:
ــ: وعرفتوا يبقى مين؟
شادي بضحكة ساخرة:
ــ: أخر واحد ممكن تتوقعوه
يمنى:
ــ: ليه هو إحنا نعرفه؟
شادي:
ــ: نعرفه ده إيه؟ده من العيله يا بنتي
رامي بحذر:
ــ: مين؟
شادي بغضب:
ــ: سامر السكري
شهقت يمنى وهي تصرخ قائلة:
ــ: مييييييين؟
ساره وهي تربت على يدها قائلة:
ــ: كان ناوي يقتل باسم وشادي كمان بس ربنا ستر والشرطة لحقوهم وضربوه بالنار قبل ما يأذيهم
تسمر رامي في مكانه وهو ينظر لشادي مشدوها ثم قال:
ــ: ورشاد؟
شادي بحنق:
ــ: الكلب قتله وحاول يهرب ولما شافنا داخلين عليه ضرب رصاص
هتف رامي قائلا:
ــ: وإنتوا عرفتوا منين إن سامر هو الكينج؟
شادي:
ــ: لأن رشاد إتقتل مدبوح بنفس السكينة اللي إتبعتتلنا وكان جمبه إسم الكينج ولقينا في جيب سامر السكينة
يمنى ببكاء:
ــ: إستر يارب طب وماما؟
شادي:
ــ: لسه منعرفش
رامي بتمعن:
ــ: بس أكيد الكاميرات صورت سامر وهو بيقتله صح؟
شادي وهو يزم شفتيه بغيظ:
ــ: للأسف لأ..ركبنا الكاميرات في الفيلا كلها وخرجنا نجيب إتنين كمان لأوضتين كان منهم أوضة رشاد عشان اللي معانا مكفوش..وقبل ما ندخل عشان نركبهم الرصاص إشتغل وسامر شكله كان عايز يخلص علينا وطبعا البوليس ضربوا نار وجتله رصاصه في قلبه..بس الكاميرات لقطته وهو داخل وطالع من أوضة رشاد
يمنى برجفة:
ــ: رحمتك يارب
رامي بضيق:
ــ: بس إحنا مكناش عايزين كده..كنا عايزينه حي على الأقل عشان إبراهيم
زفر شادي وهو يقول بحنق:
ــ: هم وإنزاح وأهو العصابه كلها خلصت بما فيهم الراس الكبيرة ويوسف هيحاول يثبت برائة إبراهيم بأي طريقة
ناول ساره زجاجة المياة وهو يقول:
ــ: خدهم روحهم يا رامي وإحنا هنخلص ونحصلكم
ساره:
ــ: لأ أنا هفضل معاك
جلس على ركبتيه أمامها وأحاط وجهها بكفيه قائلا بحنان:
ــ: عشان خاطري روحي مع يمنى البيت إنتي تعبتي أوي وإتبهدلتي معانا إحنا هنخلص بس وأحصلك على شقة يمنى متقلقيش
ساره بقلق:
ــ: طب متتأخروش
شادي:
ــ: متقلقيش هيا حاجات بسيطة ونجيلكم يلا الساعه دلوقتي خمسة والشمس زمانها هتطلع وأنا عايز أروح أصلي الفجر
يمنى:
ــ: طب شوفلنا أوضه نصلي فيها وبعدين نمشي لا الشروق يطلع علينا في الطريق
.........................................................................................................
أغلقت ريهام الخط مع رامي بعد أن عرفت منه ما حدث وإلتفتت لــ" ليلى" قائله بذهول:
ــ: رشاد إتقتل مدبوح والكينج طلع سامر جوز داليا مامة يمنى وكمان إتقتل
ليلى بذعر:
ــ: الإتنين إتقتلوا..طب وساره وباسم وشادي؟
ريهام وهي تحرك رأسها بعنف لتستوعب الصدمة قائلة:
ــ: رامي بيقولي إنهم كويسين وإن كلهم موبايلاتهم فصلت عشان كده مش بيردوا علينا وهو واخد ساره ومعاه يمنى هيوديهم الشقه وبعدين الباقي هيحصلوه على هناك
ليلى وهي تتنفس برجفة قائلة:
ــ: يعني كده خلاص هنخلص من الرعب ده اخيرا
وإلتفتت لريهام قائلة:
ــ: قومي نلبس ونروحلهم
ريهام بحنق:
ــ: إنتي إتهبلتي في عقلك يا بت ولما ماما تصحى ومتلاقيناش كلنا كده هيحصل إيه؟؟ على الأقل باسم هيقول كان في الشركة في الشغل أي بلوى أما إحنا ننزل الفجر كده وبعدين متنسيش إن طنط منى موجوده كمان
ليلى بتأفف:
ــ: يوووه ما أنا قلقانه لا يكون حصلهم حاجه ومش راضيين يقولولنا
ريهام:
ــ: شويه كده ونكلم يمنى يبقوا وصلوا ونطمن منهم أكتر
..........................................................................................................
كانت داليا مستلقية على فراشها تفكر بشرود حين طرق احدهم الباب بعنف..نهضت وفتحت الباب فوجدت الخادمة تقول:
ــ: الاستاذ رامي إبن حضرتك تحت وباين عليه متعصب على الأخر و
قطع حديثها صوت رامي قائلا :
ــ: متشكرين ليكي ممكن تروحي تشوفي شغلك وتسيبيني معاها
نظرت الخادمة لداليا فتلقت عيناها نظرات موافقة من عيني داليا فغادرت بهدوء
دخل رامي الغرفة واغلق الباب بعنف قائلا:
ــ: إتقتل
داليا بدهشة:
ــ: مين ده؟
رامي بإنفعال:
ــ: لا والله متعرفيش..اللي كان رايح يقتل شادي وباسم اكتر إتنين أذوكي وفضحوكي
داليا بعصبية:
ــ: إنت بتكلم عن مين؟
صاح بغضب هادر وهو يقول:
ــ: جوزك يا مدام داليا..سامر السكري ولا تحبي أقولك بإسم الشهره بتاعه الكينج
إتسعت عينا داليا بذهول قائلة:
ــ: قتلوه؟؟
رامي بسخرية:
ــ: الشرطة قتلته قبل ما يقتل باسم وشادي بس بعد ما قتل رشاد المصري
داليا بعدم تصديق:
ــ: وكمان رشاد؟؟
رامي بعصبية:
ــ: كفاياكي بقى الدور اللي إنتي عايشه فيه ده قوليلي كمان إنك متعرفيش إن هو الكينج اللي كان بيعمل البلاوي دي كلها
تهاوت بجسدها على فراشها وهي تتنفس بصعوبة قائلة:
ــ: مكنتش أعرف..كان طول الوقت مفهمني إن إحنا بنشتغل تحت أوامر الكينج وإن الأوامر بتجيله من حد ميعرفوش وكنا بنوصل الأوامر دي لبقية الرجاله ومنهم رشاد بس عمره ما قالي إن هو الكينج
رامي:
ــ: في دي يمكن يكون معاكي حق لأنه داهيه وأكيد مكانش ضامن إنك متبعيهوش..بس إنتي كنتي شغاله معاه لحساب الكينج في الجرايم البشعة دي..إنتي إيه؟ معجونة من إيه
نظرت له قائلة بقسوة:
ــ: محدش يقدر يثبت عليا حاجه وطالما الإتنين ماتوا مفيش حاجه عليا
أجابها بإمتعاض:
ــ: ده كل اللي يمهك إن مفيش عليكي حاجه وإنتي اصلا مجرمة ومشتركه معاه في قتل الناس وشغل العصابات ده والصفقات المشبوهه والقرف ده كله.
وقفت امامه قائله بلهجة قوية:
ــ: محدش ليه دعوه بيا انا أعمل اللي انا عايزاه..إنت فاهم
صرخ فيها قائلا:
ــ: إعملي اللي إنتي عايزاه بس متأذيش خلق الله..ده إنتي حتى عيالك مسلموش منك ومنه
صاحت بإنفعال:
ــ: إحنا مقتلناش حد ميستاهلش القتل كل اللي قتلناهم كانوا كلاب يستحقوا يموتوا أذوا ناس كتير وظلموا ناس كتير
رامي بسخرية:
ــ: ده على اساس إن إنتوا اللي بتاحكموا الناس وإنك مظلمتيش حد خالص في حياتك..ده إنتي أكتر وحده ظلمتي ناس
داليا:
ــ: أنا عمري ما حبيت القتل وكل مره كنا بندي أوامر بالقتل كنت بقوله بلاش بس هو اللي كان بيقولي دي أوامر ولازم تتنفذ حتى لما قتل سامح النصار
جحظت عينا رامي وهو يتمتم بذهول:
ــ: سامح.! يعني إنتوا برضو اللي قتلتوا سامح؟
داليا:
ــ: أنا ماليش دعوه هو اللي قتله وقالي أوامر برضو
صاح رامي بحنق:
ــ: الواد مرمي في السجن بتهمة قتل سامح..واللي قتله يبقى إنتي وجوزك
صرخت فيه قائلة:
ــ:أنا مقتلتش حد بقولك
أمسكها من ذراعها وهو يقول بغضب:
ــ: إنتي تيجي معايا دلوقتي وتعترفي إن سامر هو اللي قتل سامح النصار وتطلعي إبراهيم من السجن
تسمرت في مكانها لا تصدق ما تسمعه وعيناها تتسع أكثر وزاد نبض قلبها عنفا وهي تشعر أن كل الأصابع تشير لها أنها القادمة..هي الوحيدة التي بقيت من تلك الشبكة المقيتة..ولكن على يد من ستكون نهايتها؟ وهل ستكون بشعه..؟ زاد قلقها وتوترها وظهرت في عينيها علامات الرعب.
.........................................................................................................
كانت سارة جالسة على الأريكة تستند برأسها على كتف شادي في شقة يمنى في حين إبتسم شادي وهو يغلق الهاتف ويلتفت لمن حوله قائلا بسعادة:
ــ: داليا في النيابة دلوقتي ومعاها الواد اللي قتل سامح النصار بأمر من سامر وإن شاء الله إبراهيم هيطلع على بكره الظهر
هتفت سارة بسعادة:
ــ: أنا مش مصدقة الحمدلله
باسم بتنهيده راحة:
ــ: أنا لغاية دلوقتي مش مستوعب أصلا..أنا كل توقعاتي كانت إن سامر هو الوسيط وعمري ما خطر في بالي يطلع الكينج
إبتسمت يمنى وهي تنهض قائلة:
ــ: طب أنا هروح أكلم ليلى وأطمنها عليه
نظر له شادي قائلا:
ــ: وعشان كده رفض يتعاون معانا
باسم بضحك:
ــ: وكنا بنحذره من الكينج لا يقتله..بصراحه إحنا إتبهدلنا آخر بهدله
شادي بتنهيده:
ــ: الحمدلله عدت على خير
بعد قليل دخلت يمنى عليهم ثم إلتفتت تنظر لساره وقالت بهمس:
ــ: دي نامت!
نظر شادي إلى ساره التي مالت رأسها على كتفه شادي وهي نائمة وهو يقول:
ــ: ياعيني دي إتسرعت لما شافت الرصاص
يمنى بلوم:
ــ: أنا بصراحه مش عارفه إنتوا إزاي تعملوا حاجه مجنونة كده..وواخدينها معاكم كمان
شادي:
ــ: هي اللي صممت والله ومكنتش عايزها تزعل
باسم وهو ينظر في ساعته:
ــ: طيب لازم أمشي بقى عشان ألحق أطمن الباقي
يمنى:
ــ: أنا طمنتهم على فكرة وخلي ساره عندي حرام تصحوها دي تعبانه اوي وكده كده شادي هيروح ينام في الشقة اللي جمبنا مع رامي
باسم:
ــ: خلاص مفيش مشكله
غادر باسم الشقه وأغلقت يمنى خلفه الباب ثم إلتفتت لشادي قائله بتوبيخ:
ــ: ينفع اللي إنت عملته ده؟ حتى متقوليش
شادي:
ــ: حقك عليا بس والله كنت عارف إنك هتقلقي مكانش ليه لزوم
يمنى بتنهيدة :
ــ: أنا قلبي كان هيقف لما ساره كلمتني وكانت بتعيط
شادي بإبتسامة:
ــ: إنسي بقى الحمدلله خلصنا وأهو إبراهيم هيطلع بكرة إن شاء الله
يمنى بإماءه من رأسها:
ــ: معاك حق بس مستغربة إن ماما ساعدته يطلع
أسند رأسه على الأريكة قائلا:
ــ: مخلاص مبقاش ليها حد يعاونها على الشر..بقولك إيه هو إنتي مش ملاحظه إن الثلاث رجاله اللي إجوزتهم نهايتهم كانت بشعه اللي مات حادثه واللي جتله سكته قلبية من الخسارة واللي إتقتل برصاص وطلع هو الكينج هي داليا دي أذى ليها ولحواليها ولكل حد يفكر يجي جمبها
يمنى بحزن:
ــ: ربنا يهديها..أنا هدخل أعملك حاجه تفطرها قبل ما تروح الشقه
دخلت يمنى إلى المطبخ بينما إلتفت شادي يتأمل وجه ملاكه الجميل على كتفه..إمتدت يده بحنان وهو ينزع عنها غطاء شعرها برفق حتى نزعه تماما..سقطت خصلة من شعرها الأسود على وجهها فأزاحها بيده وهو يبتسم بحب..ثم إقترب منها وقبلها على خدها وهو يهمس:
ــ: بحبك يا ملاكي
ظلت أنامله تتلمس وجهها بحنان وهو يتأملها بسعادة ثم حملها على يديه رغم إصابته لكنه لم يكن يشعر سوى بأنه يريد أن يقضي معها كل وقته..وضعها على الفراش وغطاها جيدا ثم جلس بجوارها ووأسند رأسها إلى فخذه وشرد معها في أحلام رسمها على وجهها الهادئ وإبتسامته تتسع أكثر وأكثر..وهو يحدث نفسه
هاهي جميلتي وملاكي بين يدي..عشقي الذي أنهك قلبي وروحي التي سحبتها مني بلا إستئذان وضمتها لقائمة ممتلكاتها..فماذا بقي مني لم تستولي عليه تلك الأميرة النائمة..!!
بعد قليل دخلت يمنى الغرفة فوجدته قد غفى مكانه ويده ملفوفة حول ساره..ظلت تتأملهما بحنان وهي تقول:
ــ: ربنا ميحرمكوش من بعض
..........................................................................................................
إستيقظت ساره على صوت هاتفها يصرخ فنظرت حولها بإستغراب ثم بدأت ذاكرتها تعود لها..توقف صوت هاتفها فإلتفتت لتجد شادي نائما بقربها ويده تحتضنها..إبتسمت بخجل وأزاحت يده بهدوء وإعتدلت في مكانها وكادت أن تنهض لكنه شعر بها ففتح عينيه وهو يقول بإبتسامة ويصوت ناعس:
ــ: صحيتي
ساره بهمس:
ــ: أيوه
ثم ثبتت الوسادة في مكانها وهي تقول بحنان:
ــ: كمل نومك وأنا هقوم.. إنت تعبان ولازم ترتاح
شادي:
ــ: وإنتي مش هتكملي نوم؟
ساره:
ــ: لأ أنا عندي شغل والنهارده يوم مهم عشان هنسلم الفيلا لازم أبقى موجوده مش هتأخر
مسح بأنامله على وجهها وهو يقول بهمس:
ــ: هتوحشيني خلصي وتعالي على هنا
ساره بخجل:
ــ: حاضر
خرجت من الغرفة وأغلقت الباب بهدوء..نظرت لهاتفها ووجدت فيه عشر مكالمات من نوال..إبتلعت ريقها بصعوبة وهي تتخيل وجه رأفت في تلك الحظة..هرولت إلى دورة المياة وبدلت ثيابها على عجل وإلتقطت مفتاح السيارة وهي تقول في نفسها:
ــ: يارب ألحق أوصل قبل ما يوصل صاحب الفيلا لا رأفت يخلص عليا المرادي
.......................................................................................................
نزلت ريهام إلى الأسفل فوجدت والدتها وإيمان يتناولون طعام الإفطار
جلست معهم وهي تقول:
ــ: أومال فين العرسان
إيمان:
ــ: خرجوا يشتروا حاجات وبيقول عاملِها مفاجأة
ريهام وهي تبتلع ما بفمها بصعوبة:
ــ: ربنا يستر من مفاجآت باسم ده أنا بقلق منه
منى:
ــ: طب خلصي أكل وإطلعي إلبسي عشان هيعدوا علينا لما يخلصوا ونروح نجيب إبراهيم
إلتفتت إيمان تنظر لها قائلة بسعادة:
ــ: أخيرا الواحد هيبقى مطمن على الولاد
منى:
ــ: إبراهيم دخلنا كلنا في دوامات مالهاش آخر بس كويس إنها جت على قد كده
.........................................................................................................
دخل محمد مكتب حسام وهو يقول:
ــ: شادي كلمني من شويه وقالي هيجي على هنا
حسام بفرح:
ــ: أخيرا
محمد وهو يجلس قائلا بمرح:
ــ: بيني وبينك مش هيفرق كتير ماهو إحنا إتعودنا نشتغل من غيره
حسام:
ــ: بس على الأقل لازم يتشاف في الشركة ماهو صاحبها برضو وإحنا نترحم شويه
محمد بتنهيدة :
ــ: معاك حق..المهم بقى هنقوله على موضوع نهى ولا لأ
حسام :
ــ: هنقوله طبعا بس البت دي هي اللي هتيجلنا هنا ومفيش غير كده
محمد:
ــ: وهي مش راضيه تيجي وعامله فيها زعلانه
حسام بحنق:
ــ: هي البت دي ليه مصممه تفقعلي المرارة
محمد بضحك:
ــ: ياعم إنت اللي مرارتك بتتلكك..المهم مش دي الفكرة بس أنا قلقت لما هي صممت شادي يروحلها وبتقولك موضوع مهم
حسام بإنتباه:
ــ: بتفكر في إيه؟
محمد بتمعن:
ــ: خايف لا تكون داليا بتخطط لكارثة جديدة
.........................................................................................................
بعد سيل التوبيخ الذي نزل على رأسها من مديرها وهي تبتسم بمجاملة وتعتذر متغاضية عن كل هذا فهي تعلم أنها أهملت العمل كثيرا لكن بداخلها كادت أن تنقض عليه لتنهشه وتخرسه تماما..وقفت بجوار نوال تتابع اللمسات الأخيرة لأول فيلا تعمل فيها كمهندسة ديكور وكانت سعيده بإنجازها..
نوال وهي تنظر لشيء ما خلف ساره:
ــ: أهو صاحب الفيلا وصل ومعاه الموزه بتاعته تقريبا
إلتفتت ساره تنظر خلفها ومالبثت أن إتسعت عيناها بدهشه وهي تحرك رأسها بعنف لتسوعب الصدمة ثم هتفت بذهول:
ــ: باسم وليلى..!!
إقتربا منها ولم تكن دهشتهما بأقل منها فسارعت ليلى قائلة:
ــ: إنتي بتعملي إيه هنا؟
ساره:
ــ: أنا اللي ماسكه شغل الديكور هنا
باسم بذهول:
ــ: لا يا شيخه
ساره:
ــ: إنتوا اللي بتعملوا إيه هنا؟
باسم:
ــ: دي فيلتي يا بنتي وكنت عاملها مفاجأه لليلى وجبتها عشان تتفرج عليها النهارده
إقترب منهما رأفت وهو يقول بإبتسامة:
ــ: عرفتي ليه سألتك عن أخوكي يا ساره عشان في الأول مخدتش بالي إن إنتي أخت صاحب الفيلا
ساره بإزبهلال:
ــ: طب مش تقول كده من الصبح على الأقل كنت طنشت ومجيتش خالص
رأفت:
ــ: ماهو عشان كده مقولتلكيش
ليلى بإبتسامة:
ــ: يعني أول شغل ليكي في فيلتنا
باسم:
ــ: على فكره إحنا ناويين نعمل الفرح هنا
ساره بدهشة:
ــ: نفسي أعرف هتبطل جنان إمتى
باسم:
ــ: طب يلا يختي فرجينا عشان هنروح نجيب إبراهيم
..........................................................................................................
خرج إبراهيم من محبسه بعد أن تم إثبات برائته وسط سعادة الكل بإنجازه وفي خلال اليومين اللذين سبقا يوم الفرح تم الإتفاق على ميعاد عقد قران يمنى وإبراهيم وريهام ورامي أن يكون بعد ثلاثة أسابيع..وإنشغل الجميع للإعداد للفرح وتجهيزاته وبعد مفاجآة باسم لليلى وإصراره أن يكون حفل الزفاف في نفس الفيلا التي سيعيشان بها..وجاء اليوم المرتقب..كانت ساره تعمل مع الجميع والفرحة تملؤها فأخيرا لم تعد قلقه متألمة فكل شيء صار أفضل مما سبق والكل بدأ يحقق ما تمناه في أحلامه..يومها لم تجلس في مكان ظلت تتابع تجهيزات الحفل وتنسيقه بنشاط..
دخلت ساره إلى إحدى الغرف التي حولوها إلى مركز للتجميل ففيها يتم تجهيز العروس ليلى وكانت يمنى وهاله معها في الغرفة
ساره بتوتر:
ــ: شهلوا شويه يا بنات مفيش وقت
يمنى وهي تضع اللمسات الأخيرة على فستان ليلى:
ــ: خلاص أهو بقت جاهزه هو الكل وصل؟
ساره:
ــ: أيوه كله تحت وبعتوني أشوفكم خلصتو ولا لأ عشان الزفه
إبتلعت ليلى ريقها بصعوبة وهي تقول:
ــ: أنا ركبي بتخبط في بعض وقلقانة أوي
هاله بضحك:
ــ: لأ بقولك إيه إجمدي شويه مش عايزين فضايح
ساره:
ــ: طب أنا هنزل أقولهم إنك جاهزه وإنتي يا هاله روحي هاتي بوكيه الورد من الأوضه
خرجت الفتاتان من الغرفة ونزلت سارة للأسفل وتوجهت إلى حيث يقف باسم وإبراهيم وأخبرتهما أن العروس جاهزة وقبل أن تغادر وجدت شادي مقبلا عليهم وهو يقول:
ــ: المصورين وصلوا
إلتفتت ساره تنظر له كان يرتدي حُلة أنيقة وكعادته صفف شعره بعناية فائقة وأعاده للخلف بإستثناء بعض الخصل الصغيرة التي أبت إلا أن تتباهى بمخالفتها لباقي شعره فتهاوت على جبينه مما زادته وسامه..إبتسمت ساره وهي تتذكر يوم عقد قرانها عليه وكيف كان مبهرا لها كما اليوم..إنتبه شادي لها فغمز لها بعينيه في خبث..أطرقت رأسها في خجل وإستأذنتهم لتتابع عملها لكنه لحق بها وإستوقفها قائلا:
ــ: متفسحه ولا مروحه ياموزه
إلتفتت له قائلة:
ــ: وبعدين بقى عيب كده
شادي ببراءة:
ــ: الله مش إنتي اللي طالعه زي القمر أنا أعملك إيه
وأكمل هو يقترب منها قائلا بشغف:
ــ: يعني واحد شايف موزه قدامه ميعكسهاش ده حتى حرام عليه
وضعت يدها في خصرها قائلة:
ــ: على كده بقى إنت بتعاكس أي موزه تشوفها؟
شادي بخبث:
ــ: ماهو للأسف أنا عيني مبتشوفش غير موزه واحده
ضربته بيدها على كتفه وهي تقول بإبتسامة:
ــ: طيب سيبني أشوف شغلي
شادي بهمس :
ــ: عقبالنا
ساره:
ــ: يا إبني بطل تكلمني بسهوكه وحنيه كده قلبي بيطب فيها
شادي بضحك:
ــ: ما انتي مبتجيش غير كده وبعدين ما يطب أنا عايزه يطب
ساره بضحك:
ــ: طب روح شوف باسم بينادي عليك يلا
كادت تغادر المكان لتصعد إلى ليلى ولكنها قطبت جبينها وهي تدقق النظر إلى هاله التي كانت تقف مع أحدهم وعلى ثغرها إبتسامة واسعة وعينيها ترقص فرحا..ظلت ساره ترمقها بدهشه بعد مغادرة شادي ومالبثت أن أقبلت هاله عليها وإحتضنتها قائلة بفرحة بالغة:
ــ: شفته تاني أخيرا يا ساره
ساره بدهشة:
ــ: هو مين ده؟
هاله بفرح:
ــ: ده حسام اللي حكتلك عنه قبل كده أول واحد حبيته كان جارنا بس سافر القاهره ومرجعش تاني..ده بيقولي إنه صاحب شادي
ساره بذهول:
ــ: يانهارك مش فايت هو حسام بتاعك اللي هو صاحب شادي؟
هاله:
ــ: شفتي بقى؟
ساره بضحك:
ــ: ده إيه الجنان ده بس إنتي ناويه على إيه؟
هاله:
ــ: أنا وهو كنا بنحب بعض أوي ومش مصدقه إن إحنا إتقابنا تاني هو قالي إنه دور عليا بس عشان إحنا نقلنا من البيت معرفش يوصلنا ده ربنا بعتهولي من السما يا ساره
ساره بتفكير:
ــ: تفتكري هو ده اللي كنتي مستنياه يخلصك من مصطفى
هاله بحماس:
ــ: طبعا
ساره بتنهيدة:
ــ: ربنا يسهل ونفرح بيكي إنتي كمان بس بجد المرادي
هاله:
ــ: يسمع من بؤك ربنا يا شيخه
إبتسمت ساره قائلة:
ــ: طب يلا بينا عشان الزفه هتبدأ
مع أصوات الزغاريد والديجي وفلاشات التصوير التي لم تتوقف لحظة نزلت ليلى بفستانها الأبيض وطرحتها التي أصرت أن تلفها بشكل طبيعي لا يكشف عن رقبتها فهي قررت أن تجعل فرحها إسلاميا ليبارك الله لها ولزوجها وأيضا وجدت ترحيبا من باسم بالفكرة مما شجعها..تألقت وهي متعلقة بيد أخيها وتهبط درجات السلم إلى آخر درجة فسلمها أخوها لزوجها ووصاه عليها أن يحفظها ويصونها..إنهمرت دموع والدتها بفرحة وهي تترحم على زوجها وتخبره في سرها أن إبنته هي أميرة الليلة..
كانت ساره تقف على مقربه منهما وهما يزفان إلى حيث الحديقة الواسعة التي زُينت بالكوشه والورود لتستقبل العروسان..إقترب شادي من ساره ووقف بجوارها ثم إمتدت يده لتمسك بيدها وفي عينيه نظرات حب لها فإلتفتت تنظر له بفرحة وسعادة..
وفي مكان آخر كانت تقف يمنى تتابع العروسين في حين كانت نظرات إبراهيم معلقة بها..هربت من عينيه وتوارت بين الجموع وهي تدعو الله أن يجمعها به قريبا على خير وسعادة..
إقتربت الفتيات من ليلى بعد أن جلست وإحتضنوها وباركوا لها..كان يوما رائعا على الجميع بلا إستثناء..
ساعات وإنتهت مراسم الزواج ومع إنتهائه بدأت مرحلة أخرى من حياة الجميع..أرواحهم كانت تتلاقى في السماء لتبُث كل روح لروح اخرى تعشقها ما تحمله من حب ولهفة..غادر العروسان إلى المطار حيث كان باسم قد أعد لأسبوعين سيقضيهما مع محبوبته وزوجته في لــنــدن ثم يعودان لمصر بسبب ظروف عمله
غادر الجميع إلى منازلهم..وأوصل شادي ساره ووالدتها إلى شقتهما وصعد معهما بعد إصرار ساره على ذلك
دخلت ساره غرفتها وبدلت ثيابها إلى فستان أزرق طويل له أنصاف أكمام وضيق في منطقة الخصر والصدر..ورفعت شعرها للأعلى بإستثاء بعض الخصل التي تركتها تتلوى على جانبي وجهها فظهرت كالأميرة الصغيرة..كان وجهها الهادئ وجمالها الطبيعي يسحران العيون..ألقت على نفسها نظره أخيرة في المرآه وأرادت الخروج إلى شادي لكن حيائها منعها..منذ فترة طويلة لم تجلس معه هكذا وظلت تدور في الغرفة ذهابا وإيابا بتوتر..وسمعت صوت طرقات على باب الغرفه ودخلت إيمان قائلة:
ــ: إيه يا بنتي مش هتطلعي تقعدي معاه
ساره بإرتباك:
ــ: كويس إنك جيتي يا ماما هو الفستان ضيق عليا؟
إقتربت منها والدتها وهي تمسح على شعرها قائله بحنان:
ــ: الفستان هياكل منك حته..حلو أوي وهيعجبه أوي
ساره:
ــ: مكسوفه يا ماما أطلع كده
إيمان بضحكة:
ــ: يا سلااام ده جوزك يا بت
ساره ببراءة:
ــ: ما أنا مكسوفه برضو
نظرت لها والدتها قليلا بصمت ثم لمعت عيناها قائلة:
ــ: خلاص براحتك
وإلتفتت لتغادر ولكنها وقفت عند الباب وهي تنادي:
ــ: شادي يا شادي تعالى بسرعه يا إبني
نظرت ساره لوالدتها بحنق وأدركت أنها قد سقطت في الفخ..ومن العدم ظهر شادي فقد كان ينتظر إشاره أقل من تلك ليقفز إلى حيث حبيبته
خرجت إيمان من الغرفة وهي تقول:
ــ: هعملكم عصير وأجي
ظلت ساره واقفة في مكانها وعينيها في الأرض أما شادي فظل يتأملها بشغف وإبتسامته تتسع..إقترب منها أكثر فرفعت عيناها تنظر إليه بخجل..
إرتجفت نظراتها وتهاوت بين طيات عينيه..كانت تقع دائما أسيرة عينيه فهو من طوعها لحبه وإمتلكها بسهام عشقه..لم تشعر بنفسها إلا وهي تدفن وجهها بين ذراعيه هربا وخجلا منه..أحاطها بذراعيه و يده تعتصر خصرها وتضمها بشده إليه وهمس في أذنها بحنان جارف:
ــ: تتجوزيني
إرتخت أوصالها مع صوته وإتسعت إبتسامتها مع همساته فرفعت رأسها وهي تقول بدلع:
ــ: سيبني أفكر
إبتسم قائلا:
ــ: طب نجوز وإبقي فكري بعد كده براحتك
ساره:
ــ: هجوزك بشروط
شادي بغمز:
ــ: إنتي تؤمري والعبدلله ينفذ
إبتسمت وأكملت وهي تعبث بأناملها على قميصه قائلة:
ــ: أولا توعدني إنك تبقى صريح معايا على طول ومتخبيش عني حاجه وأنا أوعدك إني هسامحك..وثانيا نساعد بعض على الخير والطاعه..وثالثا بقى تفضل تحبني كده على طول وعينك متشوفش غيري
شادي:
ــ: أولا وتانيا موافق لكن ثالثا دي متنفعش
ساره بإستغراب:
ــ: ليه
شادي بجدية:
ــ: هو في حد في قاموس المتزوجين فضل يحب مراته زي قبل كده طبعا لأ..أصل ده تطور طبيعي يا بنتي مش حاجه إراديه بتحكم فيها
ساره وهي تزم شفتيها بغيظ:
ــ: والله
أكمل وهو متظاهر بالجدية أكثر قائلا:
ــ: إنتي لسه صغيره ومش فاهمه أنا هفهمك أصلك بعد الجواز هتقرفيني بقى بمصاريف وعيال وخروجات وطلبات فشيء طبيعي الحب ممكن يطير بح
ساره بحنق:
ــ: بح..!! طب وسع بقى أنا أصلا مش هجوزك
شادي ببراءة:
ــ: طب إنتي زعلانه ليه دلوقتي
إبتعدت عنه وجلست على أحد المقاعد قائلة:
ــ: مالكش دعوه بيا
جلس بجوارها وهو يقول ضاحكا:
ــ: أنا قلتلك في قاموس المتزوجين لكن إحنا هيقى لينا قاموس لوحدنا قاموس المجانين
وضعت يدها على خدها قائله برخامة:
ــ: نعم يعني؟؟
شادي:
ــ: لا حضرتك أنا كنت بسأل على فكة خمسه جنيه بس بسرعة عشان التكتوك واقف
في تلك الأثناء دخلت إيمان عليهما وهي تحمل لهما العصير وجلست قائلة:
ــ: ها إتفقتوا؟
شادي متظاهرا بالحزن:
ــ: ينفع كده يا حماتي بنتك بتقولي هتفكر
إيمان بمرح:
ــ: معاها حق يا إبني إديها فرصه تتعرف عليك
ساره:
ــ: حبيبتي يا ماما
ثم أطرقت برأسها قائله بحزن:
ــ: لو بابا الله يرحمه كان عايش كان أكيد فرح معانا صح..أنا لغاية دلوقتي مش قادره أستوعب إن شاكر الأدهم يبقى عمي مش أبويا
ربت شادي على يدها قائلا:
ــ: الله يرحمه
هزت رأسها قائلة:
ــ: الله يرحمه
ثم نظرت لإيمان قائلة:
ــ: بس أنا معنديش أم غيرك
إيمان بسعادة:
ــ: وأنا معنديش بنت غيرك يا ساره
ساره:
ــ: مش إنتي أكيد تعرفي بابا بما إنه أخو جوزك إحكيلي عنه أنا معرفش عنه أي حاجه
إيمان بإبتسامة:
ــ: هحكيلك يا بنتي
..........................................................................................................
في اليوم التالي ذهبت ساره مع شادي إلى شركته فقد وعدها أن يأخذها إلى مجموعة تامر الأسيوطي التي أصبحت له الآن..كانت تتجول في الشركات بسعادة كبيرة وهي تتأبط ذراعه..دخلت معه المكتب فإلتفت لها قائلا:
ــ: إيه رايك؟
ساره بإنبهار:
ــ: روعه بجد ماشاء الله...أنا مش مصدقه إن إنت ماسك الشغل ده كله لوحدك
شادي:
ــ: لو لوحدي كان زماني فلست بس الحمدلله حسام ومحمد قايمين بالواجب
ساره وهي تدور في الغرفة :
ــ: على سيرة حسام إنت عارف إنه بيحب وحده صحبتي من زمان وإتقابلوا تاني في فرح باسم وليلى
شادي بدهشه:
ــ: لا والله..مجابليش سيره خالص الجزمه ده
جلست ساره على المقعد خلف المكتب وهي تقول بمرح:
ــ: إيه رأيك فيا وأنا مديرة؟
شادي بضحك:
ــ: مديرة إيه يا بت يا أوزعه إنتي مش باينه من المكتب أصلا
وقفت في مكانها وهي تشير بإصبعها محذره:
ــ: أنا مش أوزعه إنت اللي طويل
شادي بضحك:
ــ: لأ أوزعه
دخل حسام عليهما ورحب بها قائلا:
ــ: منوره يا ملاك
ساره:
ــ: تسلم ربنا يبارك فيك
ثم إلتفتت لشادي قائلة:
ــ: طب انا هنزل أتفرج على بقية الشركه وأرجعلك
بعد أن غادرت إلتفت حسام لشادي قائلا:
ــ: إنت مش ناسي حاجه؟
شادي بإنتباه:
ــ: حاجة إيه؟
جلس حسام على المقعد قائلا:
ــ: المفروض إن محمد كلم نهى وقالها إنك هتروحلها النهارده تشوفها عايزاك في إيه
شادي :
ــ: أه صحيح..طب مفيش مشكلة هروحلها واشوف
حسام بقلق:
ــ: أنا مش مرتاح للبت دي لا تكون داليا عايزه تورطك في حاجه كمان
شادي:
ــ: متقلقش أنا هاخد بالي كويس بس لازم أروح محدش عارف إيه الموضوع المهم ده
..........................................................................................
فتحت نهى باب الشقه وهي تقول بغنج:
ــ: يعني لازم أقولك في حاجة مهمة عشان تيجي تسأل عليا
شادي ببرود:
ــ: في إيه يا نهى؟
نهى:
ــ: إدخل طيب وبعدين نبقى نكلم
شادي بلؤم:
ــ: ماشي
ثم إلتفت خلفه قائلا:
ــ: تعالي يا ملاك
ظهرت خلفه ساره وهي تنظر لنهى نظرات إمتعاض من ملابسها الضيقة التي توضح تفاصيل جسدها بشكل مبالغ فيه
شادي بإبتسامة باردة:
ــ: أعرفك يا آنسه نهى..دي ملاك خطيبتي
نهى بذهول:
ــ: أهلا!!
شادي بسخرية:
ــ: إيه مش هدخلينا ولا إيه؟
نهى بحنق:
ــ: إتفضلوا
دلفا إلى الداخل وإلتفت لها شادي قائلا:
ــ: أنا معنديش وقت أقعد لخصي وقولي في إيه؟
نهى وهي تنظر لساره شذرا:
ــ: مش هينفع عشان الموضوع اللي كنت عايزه حضرتك فيه مينفعش حد غيرنا يسمعه
شادي بدهشه مصطنعة:
ــ: والله..!! ماشي أنا بقولك أهو ملاك تعرف عني كل حاجه إتفضلي إكلمي
عقدت ذراعيها أمامها وهي ترمقهما بغيظ فأسرع قائلا:
ــ: داليا كانت عايزاكي تصوريني معاكي صح؟
نهى بإزبهلال:
ــ: إنت عرفت منين؟
ساره بدهشه:
ــ: يعني صح؟
إلتفت شادي قائلا لساره:
ــ: مش قلتلك إني أكتر واحد فاهم داليا بتفكر إزاي
نظر شادي إلى نهى قائلا بقسوة:
ــ: إنتي لو مكلمتيش دلوقتي وفهمتيني داليا بتخطط لإيه أنا هموتك في مكانك
نهى بذعر:
ــ: أنا ماليش دعوه هي اللي أجبرتني أعمل كده والله
شادي:
ــ: حلو أوي يبقى تفهميني هي عايزه توصل لإيه وأنا هحميكي منها
تهاوت نهى على أحد المقاعد قائلة:
ــ: لو مصورتكش معايا في البيت هتخلص عليا
ثم أشارت بيدها إلى أحد الاركان قائلة:
ــ: الكاميرا هناك روح شيلها
ذهب شادي إلى حيث أشارت وتبعته نهى..أخذ يبحث بنظره عن الكاميرا لكن فجأه إلتصقت فوهة مسدس برأسه مع صوت ساره تصرخ:
ــ: شاااااااااااااادي
........................

كش ملكWhere stories live. Discover now