الحلقة الواحدة و الثلاثون

924 26 1
                                    


بروحي فتاة بالعفاف تجملت
وفي خدها حب من المسك قد نبت
وقد طاااار عقلي وقد ضاع رشدي مذ أقبلت
ولما طلبت الوصل منها تمنعت
بلغوها إذا أتيتم حماها أنني مت في الغرام فداها
واذكروني لها بكل جميل فعساها تحن عساها
واصحبوها لتربتي فعظامي تشتهي أن تدوسها قدماها
إن روحي تناجيها وعيني تسير إثر خطاها
لم يشفني سوى أملي أنني يوما أراها

إبتسمت ساره بخبث وهي تنظر ليمنى الجالسة أمامها قائلة:
ــ: يا سيدي يا سيدي متهيألي الواد عمل كل اللي عليه كده
أطرقت يمنى رأسها بخجل قائلة:
ــ: ربنا يكتب اللي فيه الخير يا ساره
نظرت لها ساره بسعادة بالغة وهي تقول:
ــ: شايفاكم وإنتوا في كوشه الفرح يا بت..متهيألي هيبقى أحلى يوم في حياتي
إبتسمت يمنى وهي تقول:
ــ: عمري ما شفت حد بيشوف أحلى يوم ليه يوم سعادة غيره
ساره:
ــ: مش قلتلك أنا هبله خديني على قد عقلي أومال هو ضحك عليا من شويه؟
يمنى:
ــ: بس ده مش هبل..إنتي من جواكي طيبه وقلبك أبيض
ساره بمرح:
ــ: هو في حد قلبه أبيض يا بت ما كلنا قلبنا أحمر هتحوري
يمنى بضحك:
ــ: لا شكلك هبله فعلا..لأ وإيه بتقلبي في ثانية ممكن تبقي زعلانه وفجأه ألاقيكي بتهزري
ساره:
ــ: أنا مبحبش النكد بس هو بيحبني بقى نعمل إيه
يمنى بحماس:
ــ: سيبك إنتي..أحلى حاجه إن إحنا قاعدين مع بعض
ساره:
ــ: صح كده مع إن مدير الشغل هينفخني عشان مش هروح النهارده بس فداكي أبت
..........................................................................................................
رن هاتفها صارخا معلنا أن كارثة ما سوف تحل إن لم تستجيب له..نظرت في الإسم ثم عادت بنظرها إلى الساعة المعلقة على حائط غرفتها وأجابت بنعاس:
ــ: في إيه يا سامر..الساعه لسه تسعة الصبح
أتاها صوت سامر صائحا بتوتر:
ــ: قومي وركزي معايا يا داليا..في حاجه غلط بتحصل
إعتدلت في فراشها قائلة بإنتباه:
ــ: في إيه يا سامر؟
سامر:
ــ: المشروع بتاع رشاد وعلي الحماد
داليا بحذر:
ــ: ماله؟
سامر:
ــ: الشيك بتاع علي الحماد إتصرف النهارده من البنك
صاحت داليا قائلة بإنفعال:
ــ: إنت هتشتغلنني يا سامر ولا إيه ده لا يمكن يبقى صح
سامر بإنفعال مماثل:
ــ: أنا نفسي إتصدمت يا داليا في حاجه غلط بتحصل إحنا كلنا بيتلعب بينا ..........................................................................................................
كان باسم جالسا في غرفته مع إبراهيم يتشاوران في خطوتهم التالية مع رشاد المصري وما يجب أن يفعلوه ليُطيحوا به حتى دخلت ليلى عليهم وهي تقول بإنهيار:
ــ: إلحقونا بابا وقع من طوله ومغمى عليه
إنتفض الجميع وهرولوا إلى حيث غرفة "علي " وتم نقله للمشفى وهو في حاله يرثى لها..خرج الطبيب من غرفة العناية المركزة قائلا :
ــ: فين إبنه؟
نظر له إبراهيم بقلق قائلا:
ــ: أنا
إتجه إليه الطبيب وأخفض صوته وهو يقول:
ــ: حالته صعبه جدا والظاهر إنه إتعرض لصدمة قوية وضربات قلبه مش منتظمة..مفيش أمل كبير.
لم يستطع إبراهيم أن يتمالك نفسه في تلك اللحظة وهو ينظر له برعب وخوف حقيقي قائلا:
ــ: حاولوا تعملوا أي حاجه..إنقذوه بأي طريقة
ربت الطبيب على كتفه قائلا:
ــ: طبعا هنحاول بس لازم تستعدوا لأي حاجه
تعابير وجهه كانت مقروءه للجميع وقتها..فهم الكل أن " علي الحماد " في خطر حقيقي وقد تكون أيامه في الدنيا معدودة ..لم تتمالك الفتيات نفسهن وبدأن يبكينه وقد أيقن الجميع أن الله سيأخذ أمانته قريبا..
......................................................................................
هرول أحمد بسعاده بالغة وهو يدخل غرفة والده قائلا:
ــ: حصل يا كبير..علي الحماد وقع خلاص
هب رشاد قائلا بلهفة:
ــ: يعني خلاص سحبت الفلوس كلها
أحمد بفخر:
ــ: طبعا يا باشا..الراجل بتاعنا ظبط تاريخ صرف الشيك زي ماطلبنا منه وجابلنا العقد
رشاد بضحكة عالية:
ــ: تعجبني يا أحمد..طالع لأبوك
جلس أحمد بجواره قائلا بنشوة:
ــ: يخليك لينا يا باشا
إبتسم رشاد وهو يجلس قائلا بتشفي:
ــ: يبقى يوريني بقى سبع البرومب إبنه هيعمل إيه؟
قهقه أحمد قائلا:
ــ: وخد عندك الكبيرة هتلاقي بكره في كل الجرايد خبر بالبونط العريض رجل الأعمال علي الحماد في العناية المركزة نتيجة خسارته خمسة وعشرين مليون جنية
رشاد بإستغراب:
ــ: هو لحق يقع من طوله؟
أحمد بإبتسامة واسعة:
ــ: عيب يا باشا إحنا مبنهزرش
....................................................................................................
شهقت ساره بذعر وهي تقول :
ــ: في المستشفى!!
أطرق رامي برأسه وهو يقول:
ــ: أنا أول ما عرفت الخبر كلمت ريهام قالتلي إنهم في المستشفى قلت أجي أخدكم ونروحلهم
أخذت تتنفس بصعوبة وهي تقول ببكاء:
ــ: تاني يا خالو تاني
يمنى وهي تسحبها للداخل قائلة:
ــ: مفيش وقت يا ساره يلا نلبس بسرعه وننزل معاه نروحلهم
بسرعة البرق إنطلق بهم رامي إلى حيث المشفى الذي يرقد به " علي " بين الحياه والموت..
توجهوا إلى العناية المركزة ووجدوا الجميع هناك بحالة صعبة..توجهت ساره إلى والدتها وهي تقول بخوف:
ــ: ماله خالو يا ماما؟
ضمتها والدتها إليها وهي تقول:
ــ: حالته خطر أوي يا ساره
أخذت تبكي في حضن والدتها بشده وصوت شهقاتها تتعالى أكثر وأكثر..نظرت حولها للجميع على أمل أن ترى نظره تُطمئن قلبها وتُهدأ روعها لكن نظراتهم جميعا كانت تحمل شبح الموت الذي يرفرف حول غرفة خالها بإصرار وبلا أمل في التراجع..هوى قلبها مع دموعها وهي تنتفض ببكاء داعية ربها أن ينقذ خالها
........................................................................................
حمل " شادي" نفسه بتثاقل وألم شديد ليتوجه إلى باب شقته و يفتح الباب ليجد أمامه حسام ..تلاقت نظراتهما بصمت..كان حسام يشعر بذنب كبير في حقه..وضميره يكاد يقتله..كانت نظراته مرتعشة ذابلة حزينة تتمنى الرأفة وقبول إعتذارها..أما شادي فكان ينظر إليه بوجوم شديد وكانت نظراته قاتلة موبخة مؤنبة لأقصى حد..
تقدم حسام نحوه و يقول:
ــ: عرفت ليه وقتها مرضيتش أقولك عشان مكنتش عايز اشوفك كده
ولاه ظهره بصمت ودخل إلى غرفته بلا أي تعقيب..وقف أمام النافذة ينظر لأمواج البحر المتلاطمة..تهيج كالإعصار..تقتل كل موجة سابقتها وتسحقها لتُظهر قوتها..ثم تأتي غيرها لتسحقها معلنة النصر وهكذا الحال..
رأى نفسه أول موجة سُحقت بلا أي ذنب إقترفته..فهي لم تأخذ حقها في سحق من قبلها..هاج صدره معلنا الظلم البين وعدم الرضوخ أعلن التمرد التام..
ظُلمت يا قلب وتحملت ولكن محال أن تتحمل ظلما وقع على ملاكك الوحيد..
ربتت حسام على ظهره قائلا:
ــ: راحت لمكان أنضف بكتير من الدنيا دي..إرتاحت
أجابه بوجوم دون أن يلتفت إليه قائلا:
ــ: بس أنا مش هرتاح لحد ما أخد حقها
حسام بتساؤل:
ــ: هتقتلها؟
شادي بصوت أظهر ما بداخله غضب وقهر:
ــ: هتتمنى الموت ومش هتلاقيه..هاخد حق كل بني آدم ظلمته
أطرق حسام برأسه وهو يقول:
ــ: أنا جمبك في اي حاجه تعملها لأخر لحظه في عمري
إلتفتت شادي إليه بإبتسامة خفيفة قائلا:
ــ: عارف
نظر حسام حوله في أنحاء تلك الشقة الصغيرة المكونة من غرفتين وصاله كانت كئيبة كحال ساكنها..حزينة تبكي ألمه بصمت..
حسام وهو يحاول إضفاء المرح عليه قائلا:
ــ: إيه المغاره دي يا جدع..وسع كده نفتح الشباك وندخل هوا
.......................................................................................................
ــ: المريض فاق
تلك الجملة التي أعادت الأنفاس إليهم مره أخرى ..نظروا إلى الطبيب بلهفة لتقول منى :
ــ: ينفع نشوفه
الطبيب:
ــ: ممكن بس متقلوش عليه عشان لسه حالته مش مستقرة
إندفع الجميع إلى غرفته متلهفين للإطمئنان عليه إلا هي..ظلت ساكنه بلا حراك ينبض قلبها بعنف ودموعها لا تستجيب لرغبتها في التوقف..ذلك الإحساس القاتل أن شيئا ما سيحل بهم ولن تمر الأمور ببساطة..
شيء خفي ينبئها أن خالها قد إنتهت أيامه شاؤوا أم رفضوا فهو قضاء الله..
إستفاقت من شرودها على صوت ليلي تناديها قائلة:
ــ: بابا عايزك يا ساره
بخطوات ثقيلة غير متزنة دخلت للغرفة وألقت نظرة عليه لينتفض قلبها قلقا..إقتربت منه وجلست بجواره تنظر له بألم وحزن وإشفاق
ربت "علي" على يديها قائلا بحنان:
ــ: سيبوني مع بنت أختي شويه
إذعانا لإصراره خرج الجميع وبقيت بجواره تنظر إليه بحزن بالغ..إلتفت ناظرا إليه وهو يقول بصوت مملوء بالندم:
ــ: أنا حبيتك زي ولادي وأكتر..وغلطت في حقك كتير وبسببي إتألمتي كتير بس صدقيني يا ساره كان غصب عني
ساره وهي تكتم دموعها قائلا:
ــ: أنا مشفتش منك غير كل خير يا خالو
علي بصوت مُجهد:
ــ: بس اللي مشفتيهوش كان شر مش خير يا ساره.. ومصيرك هتعرفي كل حاجة في يوم..بس في حاجه لازم تفهميها يا ساره..إنتي يا بنتي إتظلمتي كتير من يوم ولادتك لحد دلوقتي بس الظلم ده كله هيتكشفلك وهتفهمي حاجات كثير وهتعرفي حاجات هتبقى صعبه عليكي..عايزك تسامحيني يا ساره وتدعيلي ربنا يغفرلي
أخذت دموعها تنهمر شلالات على خديها وهي تقول:
ــ: أنا مسامحاك على أي حاجه بس قوملنا بالسلامة
رفع يده بصعوبه ومسح دموعها وهو يقول:
ــ: عايزك جامدة وتواجهي الدنيا من غير ما تقلقي من حاجه لأن إنتي أنظف حاجه شفتها في حياتي ..حاجه كمان لازم تعرفيها الست اللي كنت بكلمها في التيلفون إسمها عبير
ساره بدهشه :
ــ: ومين دي يا خالو؟؟
علي :
ــ: هفهمك بس الكلام ده سر
أخذ يبوح لها بسر لا يعرفه أحد في الدنيا سوى ثلاثة أشخاص لتصبح هي رابعتهم..وأهمهم..!!
خرجت ساره من غرفته بوجوم وعلى وجهها تتراقص علامة تعجب كبيرة متداخلة مع صدمة بالغة في عينيها.. تسير كأله يحركها أحدهم من بعيد لا تستجيب لنداء أحد ..بل لا تسمع أحدا ولا ترى شيئا فكل حواسها تعطلت ولا يوجد في عقلها سوى كلام خالها ينهش عقلها بلا رحمة..
..........................................................................................................
دخلت دلال بتردد إلى غرفة محمد..رفع رأسه ناظرا إليها وهو يقول:
ــ: إتفضلي يا آنسه دلال
جلست أمامه وهي تقول بتوتر:
ــ: سؤال وعايزه أعرف جوابه من حضرتك
محمد بتفهم:
ــ: إتفضلي
دلال بتلعثم:
ــ: يعني في إشاعات في المصنع بتقول إن شادي بيه وحضارتكم بتشتغلوا في ممنوعات..مظبوط
محمد بتصنع الدهشة:
ــ: ممنوعات..!!
دلال بإماء من رأسها:
ــ: أيوه
محمد بعصبية مصطنعة:
ــ: إنتي إزاي تصدقي كلام زي ده ..طبعا محصلش و
قاطعته قائلة:
ــ: طالما هتنكر بقى يبقى عن إذنك
وإتجهت لتغادر المكتب لكنه أسرع من مكانه متجها إليه قائلا:
ــ: إستني
إلتفتت إليه بنظرات غاضبة..أخذ ينظر لها نظرات ثاقبه ليستشف ما تخفيه ثم قال:
ــ: إنتي تعرفي إيه بالظبط..؟
دلال بإرتباك:
ــ: لما تجاوبني الأول
محمد :
ــ: بشرط يبقى سر
دلال:
ــ: تمام
تنهد محمد قائلا:
ــ: دي إشتغاله عاملينها عشان نعرف مين اللي كان بيشتغل مع داليا في الموضوع ده ونعرف أسماء العملاء مش أكتر
دلال:
ــ: من خلال نهى صح
رفع حاجبه بدهشه قائلا:
ــ: صح بس عرفتي منين
هتفت دلال بإنفعال:
ــ: نهى مش معاكم..نهى ضدكم وبتنقل كل أخباركم لداليا..أنا سمعتها بنفسي بتكلمها يوم ما طردوتها وبتقولها مش هعرف أنفذ أوامرك عشان حسام طردني وقبلها سمعتها وهي بتكلمها برضو وكنت بتخانق معاها لما إنت دخلت علينا
محمد بذهول وحنق:
ــ: يا بنت التيييييت
...................................................................................................
مر يومان على الجميع كانت اللحظات أصعب من كل شيء..يفيق فيها "علي " دقائق ثم يمضي في غيبوبته لساعات..لم يعرف أحد طعم النوم وظلت يمنى بجوار الجميع برفقة أخيها رامي..وكان خبر ضياع أموالهم جميعها مؤلما بحق لكن خوفهم على ذلك الراقد في العناية المركزة فاق تذكرهم لخسارتهم الفادحة حتى شاء المولى أن ينتهي البلاء وتخرج روحه لبارئها الواحد الأحد..
كرُكام زلزال مدمر سقط الخبر عليهم قاتلا فاجعا ساحقا كل أمالهم..تجمدت دمائهم لحظات وتوقف النبض بعدم تصديق..لكنه القدر ولا إعتراض عليه..
لم تبخل عيونهم عليهم بالدموع بل إنهالت حزينة على الفقيد وتم دفنه بمقابر العائلة وخيم السواد عليهم معلنا الحداد ..وقف الجميع عند قبره يدعون له بالرحمة والمغفرة ومن بينهم " ساره " تلك التي فُجعت في خالها بعد والدها بثلاث سنوات فقط..
نعم فهذا اليوم هو ذكرى وفاة والدها..شاء الله أن يكون أيضا يوم وفاة رجل آخر أحبته بصدق كوالدها..بكت بشدة وصرخت متألمة..تنظر حولها ترى السواد الحالك والظلام الدامس بلا بصيص نور..لم تتحمل قدماها ذلك الألم القاتل فهوت جالسة عند قبره تبكيه بشده وتترحم عليه..كان الجميع مفجوعا بحق..
إنتهوا من مراسم الدفن وإستعدوا للمغادرة حيث إستندت على أخيها لتقف ودفنت رأسها بين ذراعيه تبكي بحرقة..لم تعرف حينها أتبكي والدها أم تبكي خالها..كلاهمها كانا علمين في قلبها أحبتهما بصدق..ذرفت دموعها الحارة وهي تتحرك بإتجاه السيارة بجانب أخيها وركبت..
إلتفتت بعينيها لتلقي نظرة أخيرة على القبر لتلمح شبح إمرأة إنتظرت حتى غادر الجميع وأسرعت إليه رافعة يديها بالدعاء مترحمة على روحه..!!
..........................................................................................................
وبعد أسبوع من وفاة " علي الحماد" جاء رامي إلى الفيلا التي إتخذت من السواد لباسا حزنا على فقدان صاحبها..جلس على أحد المقاعد حسب إشارة الخادمة له..دقائق وجد أمامه باسم
رامي بحزن:
ــ: ربنا يرحمه
جلس باسم أمامه بهدوء..ثم تنهد وهو يقول:
ــ: محتاج مساعدتك يا رامي
سارع رامي قائلا:
ــ: إنت تؤمر
باسم :
ــ: كنت حكتلنا قبل كده إن معاك فيديو يعتبر فضيحة لأحمد رشاد صح
رامي بإماءة من رأسه:
ــ: تمام
باسم بحزم:
ــ: محتاج الفيديو ده
رامي بدهشه:
ــ: محتاجه في إيه؟
إنحنى باسم بإتجاهه قائلا بصرامة:
ــ: هرجع فلوس خالي لولاده
رامي بدهشة:
ــ: طب ما العقد اللي بين شركة الحماد وشركة نجمة مصر تقدروا تثبتوا بيه إن كان في شغل بين الشركتين ومتنفذش وكده تقدروا ترجعوا الفلوس
باسم بحنق:
ــ: العقد إختفى من مكتب خالو والمحاسب بتاعه إختفى الظاهر إن رشاد كان مظبط كل حاجة هو وإبنه
رامي بذهول:
ــ: يا ولاد الإيه؟؟ أنا كنت عارف إن رشاد مش سهل عشان كده حذرت إبراهيم بس فهمني إنت هتعمل إيه طيب عشان ترجع الفلوس
أراح باسم ظهره لمقعده وهو يقول:
ــ: معاد تسليم الشحنة لرشاد بعد بكره..وعلى حسب الإتفاق مع عمار إن التسليم هيبقى الساعة ثلاثة العصر..اللي هيحصل بقى إن بعد ما يطلع أحمد مع رجالته عشان يقابل عمار ويروحوا المخزن قبل ما يوصل هيقابل بلطجية في الطريق يخطفوه..ويتبعت لأبوه تهديد إنه لو في خلال ساعه متحولتش الفلوس لحساب " علي الحماد " هيتقتل إبنه..ونبعتله الفيديو هدية عشان يبقى موت وخراب ديار..والمهم إن اللي هيخطفه إنت وعمار
رامي بتمعن:
ــ: طب ماهو ممكن أحمد بعد ناخد الفلوس من أبوه ميرضاش يروح مع عمار ويسلمه الشحنة
باسم:
ــ: هنا بقى دور الفيديو هيخافوا من الفضيحة وكمان هما محتاجين باقي الورق اللي مع إبراهيم
حك رامي ذقنه بتفكير ثم قال:
ــ: طب ليه منخليهاش مع بعضها..يعني لما نوصل للمخزن نعمل كده ونبقى ضمنا المكان
باسم:
ــ:مش هينفع..لأن النقطة اللي هيقابل فيها عمار أحمد هتبقى متراقبه من البوليس ومجرد ما هيوصلوا المخزن هتلاقي المكان كله إتحاصر..إحنا هنخطفه قبل ما نوصل للمكان المتراقب وهنقدم وقت التسليم بدل ثلاثة هيبقى واحدة الظهر عشان البنوك بتقفل الساعة أربعة ومبلغ بملايين كده لازم رشاد يروح بنفسه عشان يحوله..والداخلية مش هتعرف طبعا عن حكاية التقديم دي لأن الساعتين دول بتوعنا..الساعة المهلة لتحويل الفلوس وساعة عشان نلحق نخطفه وبعد كده نسيبه..وهنركبه عربيته تاني ونتحرك كلنا في نفس الوقت لحد ما نوصل للنقطة اللي البوليس عندها كأن مفيش حاجه حصلت
رامي:
ــ: بس كده هتحتاج رجاله كتير عشان تعرف تختطفه من بين رجالته
باسم بثقة:
ــ: دي أنا هتصرف فيها..هما مش هيبقوا أكتر من عشر رجاله معاه وأنا بقى هظبط مع عشرين
رامي بقلق:
ــ: هتبقى خطر أوي على فكرة
باسم بحزم:
ــ: مفيش حل تاني
رامي:
ــ: طب ليه منعملش الخطف ده قبل التسليم عشان ميبقاش في قلق
ضيق باسم عينيه وهو يقول بصوت ناقم:
ــ: لازم الصدمات تبقى متتالية وورا بعضها عشان ميلحقش رشاد يفكر في أي حل أو مهرب متنساش إن إحنا بنحارب حد مش بسيط ده رشاد المصري وأنا مش هسيبه يفلت باللي عمله في خالي وولاده هدفعه الثمن غالي أوي
.........................................................................................................
في شقة شادي كان جالسا على الأريكة بجوراه حسام وأمامه كل من يوسف ومحمد حيث هتف شادي بدهشه:
ــ: وإنتوا عرفتوا إزاي؟
محمد:
ــ: موظفه إسمها دلال حكتلي كل ده
حسام بحنق:
ــ: أنا من الأول شايف إن البت دي زباله
يوسف بتفكير:
ــ: مش ممكن تكون دلال دي بتكدب؟
محمد بثقه:
ــ: مستحيل لأن مفيش داعي لده وكمان أنا لاحظت إنها كانت بتتخانق معاها مره وبتقولها اللي بتعمليه مش بيرضي ربنا باين عليها وحده تعرف ربنا ومحترمة وكمان أنا دخلت صدفه يعني لو بتكدب دلوقتي وقتها مكانتش تعرف إني هدخل أصلا
حسام بعصبية :
ــ: والعمل؟؟ دلوقتي داليا زمانها عرفت كل حاجه من الزفتة دي
شادي بحسم:
ــ: هنكمل كأننا منعرفش أي حاجه
محمد بإستغراب:
ــ: طب إزاي وهي هتنقل كل حاجه لداليا
شبك شادي أصابعه وهو يقول:
ــ: بس هي مش هتعرف كل حاجه..إحنا هنعرفها اللي عايزين نوصله لداليا والباقلي هنعرفه من هادي
حسام:
ــ: لو إفترضنا إن إحنا عرفنا أسماء العملاء وطلعوا كلهم من الأسماء المتحولة ليهم فلوس بمبالغ عالية من الخزنة من غير صفقات.. برضو مش هنقدر نتهمها بحاجه رسمي لأن الفلوس متحولة من شركاتك وبإسمك إنت..ولو حتى قدرت تجيب شهود إثبات إنه كان بأمر منها ممكن جدا تقول إن في بيزنيس تاني بينهم وهما مش هينكروا
شادي:
ــ: هنستفيد منه بعد كده لما نحاول نثبت إن ليها علاقه بالكينج..أكيد هنلاقي الأسماء دي متورطة في حاجات تبع الكينج وكده الصوره هتكمل
حك يوسف ذقنه قائلا:
ــ: متنساش إنك لسه متعرفش هي معاه ولا لأ
شادي بلهجة ساخرة:
ــ: طالما هو سفاح ومجرم كده يبقى أكيد داليا معاه..ده لو مكانتش تعرفه شخصيا
..........................................................................................................
هتف رامي بغضب:
ــ: بصي يا ماما ده شغلي وأنا مرتاح فيه وشادي ممسكني إدارة شركته يعني مش بشتغل عند حد غريب ده أخويا وكمان أنا المدير عايزه إيه تاني
صاحت بغضب هادر:
ــ: هتفضل طول عمرك غبي ومتخلف..شادي ده أكبر عدو لينا
رامي وهو يشير لها بسبابته محذرا:
ــ: عدوك إنتي أما بالنسبالي أنا ويمنى يبقى أخونا
داليا بإنفعال:
ــ: يبقى تختار يا رامي بيني وبين شادي
رامي بحنق:
ــ: أنا مش فاهم إنتي ليه بتكرهيه كده..كفايه بقى حرام عليكي
تركها وغادر المكان وأثناء خروجه إصطدم بسامر يدخل إلى الفيلا..ألقى عليه رامي نظرات إستحقار وتركه وخرج..
دخل سامر الفيلا ليجد داليا جالسة على أحد المقاعد واضعه يده على رأسها ووجها ذابل
جلس بجوارها وهو يقول:
ــ: الموضوع صعب أنا عارف بس مينفعش الشغل يقف يا داليا
إلتفتت إليه قائلة بعصبية:
ــ: إنت كل اللي يهمك الشغل
سامر بهدوء:
ــ: دي مصالح ناس وإنتي عارفه
داليا :
ــ: أنا تعبت يا سامر ومبقتش مستحملة حاجه خالص..معرفش ليه كل حاجه عماله تقفل في وشي كده
........................................................................................................
جلست يمنى بجوار ساره الجالسة على فراشها مسلطة نظرها للأعلى بشرود ودموع عينيها تأبى أن ترحمها..
يمنى بإشفاق:
ــ: كفايه بقى يا ساره..إرحمي نفسك
ساره بصوت باكي:
ــ: في نفس اليوم يا يمنى..بابا وخالو
ضمتها يمنى لحضنها وهي تمسح على شعرها بحنان قائلة:
ــ: إحتسبي الأجر عند الله..أصبري يا ساره ده قضاء ربنا ونفذ وكلنا هنموت..إصبري يا حبيبتي وأوعي تجزعي وإدعيله
ساره وهي تبكي بصوت مكتوم:
ــ: ربنا يرحمه ويجعل قبره روضة من الجنة
ثم رفعت رأسها وهي تمسح دموعها قائلة:
ــ: ريهام وليلى عاملين إيه؟
يمنى بحزن:
ــ: كل وحده فيهم في عالم لوحدها..قطعوا قلبي حتى إبراهيم شفته قاعد مع مامته بيمنع دموعه بالعافية
ساره بألم:
ــ: كلنا كنا بنحبه أوي
يمنى:
ــ: قومي نصلي المغرب وندعيله

في الأسفل جلس باسم بجوار إبراهيم في الحديقة وأخذ يشرح له كيفية الإنتقام من رشاد المصري.. فلم يصبح الأمر مجرد كشف لفضائحه بل لهم الآن ثأر معه فهو سبب ما حدث لعلي الحماد..
إبراهيم وهو يحاول السيطرة على حزنه قائلا:
ــ: معرفش ليه بابا صمم يكمل مع إني حذرته..مفهمتش وجهة نظره
باسم:
ــ: ولا أنا فهمت بس إحنا دلوقتي نقدر ناخد حقه حتى لو مش هناخده بالقانون نقدر ناخده بطريقتنا
إبراهيم بحرقة:
ــ: هناخده بس بابا خلاص مات
باسم وهو يربت على كتفه قائلا:
ــ: ربنا يرحمه إجمد يا إبراهيم ..إخواتك ومامتك مالهمش غيرك دلوقتي
إبراهيم بألم:
ــ: بحاول والله..أهو بقاله أسبوع وحاسس كأنه لسه ميت حالا..قولي بقى الكلام اللي قولتهولي ده قلته للكل
باسم:
ــ: لا لسه..وطالما شادي دخل في الموضوع يبقى لازم كلنا نجمع في مكان واحد ونتفق على الخطوات اللي هنعملها..أنا كلمت عمار وهو إتفق معاهم إن التسليم الساعة واحدة بس لازم كلنا نعقد ونتفق كل واحد هيعمل إيه بالظبط
إبراهيم بتفهم:
ــ: ماشي هنتقابل إمتى؟
تنهد باسم قائلا:
ــ: مفيش قدامنا غير بكره لأن التسليم بعد بكره
.....................................

كش ملكWhere stories live. Discover now