الحلقة التاسعة و الثلاثون

1K 27 1
                                    

دخل شادي الغرفة فوجد ساره ساجدة لله تصلي وتدعو..إستند بظهره على الجدار وهو يراقبها ويتأملها بحنان وعلى فمه إبتسامة عذبة وفي عينيه نظرات متعطشة لها..
أنهت صلاتها ثم وقفت مكانها على سجادتها وتلاقت فيها أعينهما بلا رغبة من كليهما في الإبتعاد..
إحتضنتها عيناه وذابت فيها..كانت تحدثها بحبه وتلون لها صور عشقه لها في حين تتراقص أمامها بسمته الدافئة التي تعشقها وعبير عطره يملئ المكان فيحتويها وأخيرا أخفضت بصرها لكنه إقترب منها..
إرتجف جسدها وكادت تلتفت لتغادر لولا أنها فوجئت به يقف بجوارها رافعا يديه مكبرا للصلاة..تأملته لحظات بدهشة ثم إنصاعت لأوامره غير المسموعة ولكنها رأتها في عينيه وكبرت لتصلي معه..وعند السجود رفع صوته بالدعاء لتسمعه قائلا:
ــ: اللهم إغفر لي ولها ذنوبنا وإجمعني بها على خير..اللهم كما زرعت في قلبي حبها إجعلها من نصيبي..اللهم أنزل على قلوبنا حبك وحب طاعتك وأبعدنا عن معصيتك..اللهم إجعلها حلالي..اللهم كما قدرت علينا اللقاء وقدرت علينا الفراق وبقدرتك جمعتنا فإجمع بيننا على خير..
كانت تؤمن على دعائه ودموعهما تبلل خديها..وبعد أن أنهى الصلاة إلتفتت لها يتأملها وإمتدت يده لتمسح دموعها لكنها نهرته بعينيها ووقفت لتغادر قائلة بحزم:
ــ: عن إذنك
إعترض طريقها قائلا بدفء:
ــ: يعني المفروض إنك لما تقولي عن إذنك أقولك إذنك معاكي بقى وكده..مأذنتش يا ستي خليكي هنا
أشاحت بوجهها عنه وهي تقول بصرامة:
ــ: لو سمحت اللي بتعمله ده مينفعش
إقترب منها أكثر فعادت للخلف حتى أصبح ظهرها ملاصقا للحائط فإبتسم قائلا بحنان:
ــ: مش قلتلك قبل كده مش هتعرفي تهربي مني
ثم أكمل وهو ينظر لعينيها بشغف قائلا:
ــ: وحشتيني
إرتجف جسدها وهي تسمع كلمته الأخيرة وإبتلعت ريقها بصعوبة بالغة..كانت دائما كلماته ونبرة صوته دوائها الذي يحيي روحها ويعيد لها الحياة..
أما هو فكان يعرف جيدا أثر كلماته ودفء صوته على قلبها و يفهم كل حركه تقوم بها..يعرف من عينيها أنها إشتاقت كثير له وأن بداخلها حرب شعواء بين الإستجابه والهروب
ساره بخفوت:
ــ: اللي إنت بتعمله ده مينفعش.. بمناسبة إيه تكلمني كده؟
إبتسم قائلا بمكر:
ــ: بمناسبة إني جوزك
نظرت له قائلة بإزبهلال:
ــ: جوزي.؟ إحنا مجوزناش يا سيف..قصدي يا شادي
قرب وجهه لوجهها قائلا بهمس:
ــ: بس إكتب كتابنا
سارعت ساره قائلة بتوتر:
ــ: وإطلقنا
شادي ببراءة:
ــ: محصلش
ساره بذهول:
ــ: إزاي يعني هو أنا مش جتلك السجن وإنت طلقتني؟
إستند بكف يده اليمنى على الحائط فأصبح ذراعه بجانب رأسها وهو يقترب منها أكثر قائلا:
ــ: أنا قلتلك إني طلقتك لأن إنتي كنتي منهارة بس أنا مطلقتكيش وبعتلك جواب بعد كده وقلتلك إني مطلقتكيش
تسمرت مكانها بذهول وعينيها تتسع بعدم تصديق وهي تقول:
ــ: أنا موصلنيش حاجه
شادي بإستغراب:
ــ: إزاي.؟إذا كان حسام قالي إنه سلمهولك بنفسه..كان محطوط في ظرف أبيض
وضعت يدها على فمها وهي تتذكر قائلة:
ــ: أبيض
فجأه دفعته عنها وإتجهت نحو خزانتها وفتحتها وهي تبحث عن صندوقها الصغير بعصبية..وما إن وجدته حتى فتحته وهي تقلب عينيها في داخلة..وبتوتر إمتدت يدها وأمسكت بظرف أبيض مغلق ثم رفعت عينيها تنظر لشادي نظرات مبهوتة مصدومة فإبتسم قائلا:
ــ: إنتي مفتحتيهوش؟!
ساره بعدم استيعاب:
ــ: لأ
إقترب منها وأخذ الظرف من يدها وفتحه ثم قرأ ما فيه بصوت عالي:
ــ: مـــلاك حبيبتي أنا مستحيل أعرف أنطق كلمة طلاقك لأن معاها روحي هتطلع وإنتي ميرضكيش أموت..سامحيني بس مطلقتكيش عشان بحبك وهخرج وأثبتلك إني بريء
ثم نظر لها قائلا بدفء وببطء:
ــ: حبيبك
سارعت سارة قائلة بإرتباك:
ــ: إنت إزاي تعمل كده إفرض إن أنا كنت إجوزت كنت هبقى عايشه في الحرام؟
أخذ الصندوق من يدها وأمسكها وأجلسها على المقعد وجلس بجوارها ثم نظر إليها قائلا بحب:
ــ: عمرك ما كنتي هتعيشي في الحرام يا ملاكي لأن إنتي مش هتبقي لغيري أنا
إستجمعت قواها وهي تبعد عينها عنه قائلة بلهجة حاولت أن تجعلها حازمة:
ــ: إنت مين؟ سيف ولا شادي
أحاط وجهها بكفيه وهو يقول بهمس:
ــ: أنا اللي بحبك..أنا اللي من غيرك كنت ميت وسميني زي ما تحبي بس إنتي بتاعتي أنا وأنا مكنتش عايش من غيرك
قالت بصوت مهزوز وودموعها تتلألأ في عينيها:
ــ: إنت اللي موتني مليون مرة ومرحمتنيش
سارع شادي قائلا بلهفة:
ــ: وأنا الوحيد اللي هيعيشك مليون مرة بس إنتي تسامحيني
أرادت أن تبعد يديه عن وجها لكنها لم تستطيع فعندما إمتدت يدها ولامست يده إستقرت مكانها بلا حراك..تنهدت قائلة بألم:
ــ: مش قادرة..منكرش إني حاولت اكرهك وأنساك ومعرفتش بس
قاطعها شادي قائلا:
ــ: أنا بقى محاولتش خالص أنساكي إنتي كنتي عايشة جوايا ومعايا وشايفك على طول
ساره بتلعثم:
ــ: أنا
قاطعها قائلا:
ــ: إنتي حبيبتي..أنا مش عايزك تقولي حاجه خالص بس إسمعيني يمكن تسامحيني
ساره وهي تزم شفتيها قائلة:
ــ: مش فكرة أسامحك بس فكرة أقبلك في حياتي تاني..صعب
أبعد يده عن وجهها وهو يتأملها للحات صامتا ثم قال بصدق:
ــ: عارفة يا ملاك..أنا قلبت عليكي الدنيا بعد ما طلعت من السجن ودورت عليكي في كل حته في القاهرة..ولما معرفتش أوصل لأي حاجه سافرت كندا أدور عليكي لأني كنت عارف إن أبوكي الله يرحمه كان ليه شركة هناك وبيشتغل فيها أخوكي بس لقيت أخوكي قفلها وصفى كل حساباته ومعرفتش أوصل لأي حاجه برضو وفضلت في كندا سنه وأنا بحاول انسى بس مكنتش بنام ونزلت مصر تاني أدور عليكي وبرضو موصلتش لحاجه
تنهد بحرارة وهو يقول:
ــ: ولما نزلت قريب كنت ناوي مدورش لأني كنت فقدت الأمل بس أول ما حطيت رجلي في إسكندرية حسيت بروحك موجوده حواليا..معرفش إزاي بس كنت متأكد إن المرادي هلاقيكي..ولما قالولي إنك إجوزتي كنت هجنن بس بعد كده الموضوع مفرقش معايا لأن برضو جوايا كان بيقولي مستحيل تكون عملت كده..كان كل همي أوصلك وبعد كده لما قالولي إنك خلاص مبقتيش معانا في الدنيا رحت قعدت كام يوم عند القبر اللي كنت فاكره قبرك..كنت دايما بشكيلك همي وأقعد عندك بالساعات..كنت ناوي أقتل داليا عشانك
نظر لها قائلا بألم:
ــ: أنا عارف إني غلطت وضحكت عليكي بس إنتي طول عمرك بتسامحي..وعمرك ماقدرتي تقسي عليا..وعارف إنك إتعذبتي بسببي وانا أهو عايز أكفر عن كل ده
إبتلعت ريقها وهي تنظر له بحيرة..فقلبها يعشقه ويريد أن يأوي إليه لكن جرحها يأبى الإستسلام..أطرقت برأسها لا تدري ما تفعل
فتناول كفها بين راحتيه وهو يقول بحب وبإبتسامة دافئة:
ــ: فاكرة لما قلتلك إنتي ملاكي أنا..طب فاكره لما كنا بنزعل من بعض وكنا بنكتب لبعض جوابات..
إبتسمت رغما عنها فشجعه هذا وأكمل قائلا:
ــ: طب فاكرة لما كنا بنتخانق وواحد مننا يبقى مضايق أوي كنتي بقوليلي إيه..كنتي تقوليلي خلينا نطير بره الزمن نقف جمب بعض ونخفف هم بعض وبعدين نرجع للزمن تاني ونكمل خناق
إنفرجت شفتيها عن ضحكة بريئة زينت ثغرها فظل يتأملها بلهفة وشغف وهو يقول بهمس:
ــ: لسه لما بتضحكي بتحلوي أوي كده؟
أطرقت رأسها خجلا فإمتدت يده تحت ذقنها ورفع وجهها قائلا:
ــ: ولسه بتكسفي مني برضو..طب ده أنا بعدت ثلاث سنين قلت يمكن تبطلي كسوف..بس تصدقي إنتي حلوه أوي بالحجاب..كنت دايما بقولك عايزك تتحجبي ومكنتيش بترضي إيه اللي حصل بقى؟
إبتسمت سارة قائلة:
ــ: يمنى هي اللي شجعتني
شادي:
ــ: يمنى دي حبيبتي طب والله شاطرة إنها أقنعتك
ساره بخفوت:
ــ: لو سمحت سيبني أخرج
شادي :
ــ: طيب أنا هعتبر إنك هتحاولي تسامحيني تمام
صمتت قليلا ثم أجابته قائلة:
ــ: هحاول
إبتسم بعذوبة وهو يقول:
ــ: هستناكي
نظرت له وقلبها يدق بعنف..وهي تقول لنفسها (يالله كم إشتقت إليه..!!)
كادت تخرج لكنه إستوقفها وهو ينظر لشيء ما في خزانتها قائلا:
ــ: إنتي جبتي اللوحة دي منين؟
نظرت إلى حيث يشير وإبتسمت قائلة:
ــ: كان في مسرحية في الجامعة ويمنى جابتها علقتها وأنا لما شفتها عجبتني وخدتها ومكنتش أعرف إنها بتاعت أخوها..أنا لقيتها مرمية على الأرض وخدتها
شادي بمكر:
ــ: يعني من الباب للطاق كده..لوحة مرمية قمتي خدتيها؟
ساره بإرتباك:
ــ: قصدك إيه يعني؟
شادي بخبث:
ــ: قصدي إنها فكرتك بيا فخدتيها مثلا؟
ساره بزلة لسان:
ــ: أصلا أنا مكنتش محتاجه حاجه تفكرني بيا
إيتسم شادي قائلا بسعادة:
ــ: طب ما أنا عارف إنك بتموتي فيا وفاكراني على طول
أشاحت بوجهها وهي تقول بخجل:
ــ: وبعد ما لقيت التوقيع نفس طريقة توقيعك إجننت لأني كنت عارفه إنك بتوقع على لوحاتك كده بس مخطرش في بالي إن (S) يبقى شادي مش سيف
ثم نظرت إليه قائلة بلوم:
ــ: كنت هتضحك عليا لغاية إمتى؟
تنهد قائلا:
ــ: لغاية ما أجوزك عشان كنت خايف أخسرك
ساره بإنفعال:
ــ: ولو إفترضنا إن إحنا إجوزنا ما إنت كنت هتخسرني برضو لما أعرف إنك بتعمل كل ده عشان تسرق أبويا
إقترب منها وهو يقول:
ــ: ملاك حبيبي..أنا مكانش بإيدي حاجه وداليا كانت مهدداني بيكي مكنتش شايف غيرك وخايف عليكي..وأبوكي عرف الحقيقة بس مكلمش وكان صعب على أي حد يقول الحقيقة وعشان كده اتخانقنا أنا وهو كتير في الفترة الأخيرة
ساره بتوبيخ:
ــ: وهُنت عليك؟؟
مسح بأنامله على وجهها قائلا:
ــ: عمرك ما هُنتي ولا هتهوني عشان إنتي روحي..أنا كنت زيك لعبه بيتلعب بيا
ظلت عيناها تفيض عليه بسيل من اللوم والتوبيخ فإستطرد قائلا:
ــ: إنتي وعدتيني تحاولي وأنا متأكد إنك بجد هتحاولي..خدي وقتك وهتلاقيني مستنيكي
إبتسمت قائلة:
ــ: أنا معرفش إنت إزاي بتسيطر عليا كده؟
شادي بحنان:
ــ: مش إنتي من الأول وافقتي تبقي ملاكي..إشربي بقى
ثم ما لبث أن لمعت عيناه قائلا:
ــ: هاتي قلم وورقه
ساره بضحكة صافية:
ــ: برضو!!
شادي بإصرار :
ــ: يلا بقولك هاتي قلم وورقة
ناولته مذكرتها الصغيرة فأخذ يخط بعض الكلمات عليها ثم ناولها إياها لتقرأها
قـولـوا لـهـا أننـي لا زالـــت أهــواهـا
مهـما يـطـول النـوى لا أنـسى ذكراهـا
هــي التــي عــلمتـني كيــف أعــشقها
هـــي التــي ســقتـنــي شـهـد ريــِهــا
روح مـــن الله ســـوى لــنــا بـــشــر
كـــســـاه حـــسنــا وجــمَـل وحــلــى
قـولـوا لـهـا أننـي لا زالـــت أهــواهـا
مهـما يـطـول النـوى لا أنـسى ذكراهـا
..............................................................................................
في صباح اليوم التالي وفي منزل شادي كان جالسا على الأريكة ناظرا لإبراهيم وباسم وعمار وهو يقول بقلق:
ــ: طب مستعجلين ليه كده؟
باسم:
ــ:عايزين نخلص بقى من الهم ده
عمار بتوتر:
ــ: بس اللي بنعمله ده فوق مستوى الجنان إحنا كده بقينا متخلفين الحمدالله
باسم:
ــ: يا جماعه متقلقوش كده أنا بس هدخل أركب الكاميرات وأطلع
صاح إبراهيم بحنق:
ــ: إنت عبيط ياض وده كده ميقلقش إفترض حد شافك؟
مط باسم شفتيه قائلا:
ــ: ومين هيشوفني وأنا هدخل الساعة وحده بالليل وقلتلكم للإحتياط هطلع الأول أوضه رشاد أخدره خالص وبعدين أشتغل
شادي وهو يزفر:
ــ: مش منطقي اللي هتعمله ده خالص..إفرض أي حد من اللي شغالين شافك ونادوا على الأمن؟
عمار:
ــ: يبقى يدينا إشارة والشرطة تدخل بقى وتقبض على الكل وخلاص
إبراهيم بضيق:
ــ: وكده هنخسر كل حاجه ومش هنعرف نوصل للكينج
شادي بتمعن:
ــ: طب وسامر مفيش أخبار عنه؟
حرك باسم رأسه نافيا وهو يقول:
ــ: بيتصرف عادي خالص لدرجة إني شكيت إن توقعاتي غلط ويمكن ميكونش ليه علاقة بأي حاجه
إلتفت عمار قائلا لإبراهيم:
ــ: والتحقيق مع أحمد موصلكوش لحاجه؟
أراح إبراهيم ظهره لمقعده وهو يغمغم:
ــ: أحمد ميعرفش غير إن أبوه ليه صفقات مع سامر بس حتى أماكن التخزين ميعرفهاش..أبوه هو اللي كان بيعرفه وقت التنفيذ
حك شادي ذقنه قائلا:
ــ: مقفله من كل حته
باسم بحماس:
ــ: وعشان كده بقولكم مفيش حل غير كده ومتقلقوش عليا أنا صايع يعني مش سهل
شادي بحزم:
ــ: خلاص يبقى أنا هدخل معاك
هتف باسم مسرعا:
ــ: مش هينفع مش عايزين نعمل شوشره خليني لوحدي أخف
إبراهيم بعصبية:
ــ: متنشفش دماغك يا باسم زي ما إنت خايف علينا إحنا كمان قلقانين عليك..على الأقل إتنين يقدروا يواجهوا لو حد كشفكم
باسم بتنهيدة:
ــ: ماشي يبقى شادي يركب الكاميرات تحت وأنا في الدور التاني
شادي:
ــ: تمام وهنروح إمتى؟
إبراهيم:
ــ: بعد يومين إن شاء الله
شادي بتفهم:
ــ: إستعنا على الشقى بالله
..........................................................................................
دخلت ساره إلى مكتب المدير رأفت السلماني ليستقبلها بغضب وهو يقول:
ــ: هو إنتي لسه فاكره إن وراكي شغل؟
ساره بأسف:
ــ: معلش بس كان عندي ظروف صعبة أوي وأول ما بقيت كويسه جيت أهو
رأفت بحنق:
ــ: أقعدي
جلست أمامه وهو يقول:
ــ: عايزك تروحي مع نوال الفيلا في حاجات كتير عايزه تخلص وكنا مستنيين حضرتك ولولا إنك من طرف داليا هانم كنت
قاطعته قائلة:
ــ: أستاذ رأفت أنا عايزاك تنسى خالص إني من طرف داليا
رأفت بدهشة:
ــ: مش فاهم
ساره بحزم:
ــ: يعني تعاملني زي غيري وتنسى إني من طرف داليا لأن أنا وداليا مفيش بينا أي رابط فبعد إذنك إنساها خالص وإتعامل معايا زي أي حد جيه يشتغل عندك بشهادته
إبتسم قائلا بإستخفاف:
ــ: أول مره أشوف حد يرفض إنه يبقى مميز
ساره بثقة:
ــ: تميزي في شغلي مش بوساطة حد ليا ومتهيألي ده اللي هينفع حضرتك
نظر لها قائلا بإعجاب:
ــ: أنا بحترمك أوي وطالما إنتي عايزه كده مفيش مشكله تقدري تروحي تكملي شغلك
ساره بإبتسامة:
ــ: متشكره لحضرتك
كادت تغادر لكنه ناداها قائلا:
ــ: ساره هو إنتي أخت باسم الأدهم صح؟
إلتفتت له قائله بإستغراب:
ــ: أيوه
إقترب منها وهو يقول بلهجة غامضة:
ــ: مش حد بسيط في السوق
ساره بعدم فهم:
ــ: يعني إيه؟
أجابها قائلا:
ــ: ميعنيش..ربنا يخليكم لبعض
ساره:
ــ: حضرتك تعرف أخويا؟؟
رأفت :
ــ: ومين ميعرفوش؟ إبقي سلميلي عليه
أماءت برأسها بإستغراب قائلة:
ــ: يوصل إن شاء الله
غادرت سارة المكتب بينما ظل رأفت واقفا في مكانه شاردا بين أفكاره..وسؤال واحد يدور في ذهنه كيف يكونان أخوين؟
دخلت ساره إلى مكتبها فأقبلت عليها نوال تحتضنها قائلة:
ــ: إنتي فين يا وحشه وحشتيني
ساره بإبتسامة:
ــ: كان عندي ظروف صعبة أوي يا بت يا نوال
نوال:
ــ: طب بقولك إيه إحنا المفروض نطلع على الفيلا دلوقتي وفي الطريق تحكيلي
ساره:
ــ: ماشي ياستي
.............................................................................................
كان اليوم هو آخر أيام الإمتحانات في الجامعة..
هتفت هاله بفرحه:
ــ: أخيييييرا خلصنا من الجامعة ومفيش دراسه بقى ياااه الواحد تعب أوي
ليلى بسعادة:
ــ: الحمدلله ربنا يستر بقى في النتيجة
هاله بحماس:
ــ: إيه رأيك يا بت نشوف فين يمنى وأختك ريهام ونروح نتفسح إحنا الأربعة؟
ليلى :
ــ: أهيه يمنى جايه أهي
أقبلت عليهما يمنى وهي تقول:
ــ: وخلصنا إمتحانات وخلصنا إمتحااانات
هاله:
ــ: لسه كنت بقولها نخرج نتفسح بالمناسبة الرهيبة دي
يمنى:
ــ: حلو أوي طب ما نكلم ساره كمان تقابلنا
ليلى:
ــ: طب كلموها وأنا هروح أشوف فين البت ريهام أطمن عليها عملت إيه
أتاهم صوت ريهام من خلفهم قائلة:
ــ: أنا جيييت أهو
ثم إلتفتت قائله لأختها بهمس:
ــ: رامي كلمني
ليلى بخبث:
ــ: وعايز إيه؟
ريهام بخجل:
ــ: يعني كان عايز يتقدم رسمي وعايزني أحددله معاد
إلتفتت ليلى قائلة ليمنى:
ــ: طيب يا ست يمنى شوفوا المعاد اللي يناسبكم
نظرت يمنى لهما بدهشه ثم ما لبثت أنا قالت ضاحكة:
ــ: هو لحق يكلمكم أنا كنت ناويه أنا اللي أقولكم
ليلى وهي تنظر لريهام قائلة بلؤم:
ــ: معلش بقى مقدرش يستناكي
هاله بإبتسامة واسعة:
ــ: الظاهر كده إني هزغرط صح
ليلى:
ــ: شوفي يا ستي..هيما أخويا هيخطب يمنى ورامي أخو يمنى هيخطب ريهام وهاتينا يمن شوية جبينا شمال شوية
هاله بسعادة:
ــ: بجد ألف مبرووووك إنتوا تعملوا خطوبتكم في يوم واحد بقى
ليلى:
ــ: بس متنسوش إن باقي على فرحي 12 يوم بس
هاله:
ــ: إحنا نعملكم جواز جماعي طالما كده
إلتفتت يمنى قائلة لليلى:
ــ: إنتوا مستعجلين كده ليه؟
ليلى:
ــ: معرفش ياختي بس باسم مستعجل أوي وراكب دماغه إلا نجوز بسرعة
ريهام بخبث:
ــ: مش رامي بس اللي مستعجل يعني
هاله بضحك:
ــ: حلو أوي هو إبراهيم يخطب يمنى وفي نفس القعدة رامي يخطب ريهام
ريهام:
ــ: وإنتي ناويه تخلعي سي مصطفى ده إمتى إن شاء الله
مطت هاله شفتيها قائله بحنق:
ــ: متفكرونيش
ليلى:
ــ: أوعي تقولي هتجوزيه؟
هاله بخضه:
ــ: تفي من بؤك يا بت أجوزه ده إيه؟ لأ طبعا أديني عماله أسايسه لحد ما ألاقي حل
..............................................................................................
كانت سارة في الفيلا تتابع العمل حين رن هاتفها فإلتقطته من حقيبتها ووجدت رقما غريبا..فأجابت قائلة:
ــ: ألو
المتصل:
ــ: وحشتيني على فكره
ساره بلعثمة:
ــ: جبت رقمي منين؟
شادي:
ــ: عيب عليكي أنا ليا مصادري برضو
ساره بصرامة:
ــ: عايز إيه؟
شادي :
ــ: ليه طيب الوش الخشب ده ماكنتي إمبارح هتموتي من الكسفه قدامي
ساره بحنق:
ــ: وبعدين معاك
شادي بضحك:
ــ: طيب متزعليش قوليلي إنتي بتخلصي شغل الساعة خمسة صح
ساره:
ــ: أيوه بس ليه؟
شادي:
ــ: هعدي عليكي أخدك
ساره بعناد:
ــ: لأ انا عندي عربيتي وهروح
شادي بجدية:
ــ: عايزك في موضوع مهم يا ملاك
ساره بقلق:
ــ: هو في حاجه؟
شادي بتنهيدة:
ــ: هنروح يوم الأحد فيلة رشاد أنا وباسم
هتفت ساره بذعر:
ــ: نعـــم.!
سارع شادي:
ــ: هفهمك كل حاجه لما أشوفك
ساره بقلق:
ــ: إنتوا ناويين على إيه بس؟ ده أنا قلت إنت اللي هتعقل باسم
شادي بمرح:
ــ: أديه هو اللي جننا كلنا بس الشهاده لله الظاهر إنكم وارثين الجنان يعني إنتي وهو لاسعين على الأخر
ساره بغضب:
ــ: أنا لاسعه يا إسمك إيه إنت
شادي:
ــ: إسمي شادي يا هانم
ساره بضيق:
ــ: مش لما أدرب عليه وأحفظه أنا عارفه إنك سيف وشادي ده غريب عني
شادي:
ــ: خلاص ولا تزعلي ناديني سيف زي ما أنا بقولك ملاك
ساره:
ــ: لأ..سيف هيفكرني بقبل كده خلينا في شادي وبالنسبه لملاك ده أصلا إسمي الأصلي
شادي بحنان:
ــ: وإنتي ملاكي وهتفضلي ملاكي قبل كده ودلوقتي
ساره بإرتباك:
ــ: طب أنا هقفل بقى دلوقتي عشان عندي شغل
شادي بخبث:
ــ: هعديهالك بمزاجي يلا بت من هنا أنا مش فاضي أعاكسك
أغلقت الخط وعلى فمها إبتسامة عذبه فإقتربت منها نوال قائلة:
ــ: إنتي هنا بتحبي في التيلفون وأنا طالع عيني في الشغل
ضربتها ساره في كتفها قائلة:
ــ: يا بت لمي لسانك شويه
نوال بخبث:
ــ: بس إيه شكلك بتحبيه أوي
ساره بشرود:
ــ: أنا محبتش غيره أصلا يا نوال..أنا معاه بتحول 180 درجة ببقى حاجه تانية..بيسطر على كل حاجه فيا بصوته وكلامه ونظراته.
نوال :
ــ: أجيب لمون طيب وشمسيتين وكده
ساره وهي تزم شفتها بحنق:
ــ: يلا يا بت من هنا هنرش بنزين يلا يا شاطره روحي إلعبي بعيد
نوال بضحك:
ــ: طايب يلا عشان نخلص شغلنا يا فالحة
..............................................................................................
فتحت إيمان باب الشقه وهي تقول بإبتسامة:
ــ: أهلا أهلا يا منى إتفضلي
دخلت منى وهي تقول:
ــ: أنا كنت جايه أونسك شويه عارفه إنك قاعده لوحدك
إيمان بسعادة:
ــ: أه والله أنا قاعده زهقانة كنت بفكر أرجع لندن بس لما أطمن على ساره وبعد ما باسم وليلى يجوزوا
جلست منى وهي تقول:
ــ: بصي بقى إنتي عارفه إن إحنا كنا بنتخانق كتير بس خلاص إحنا هنبقى أهل وعايزين ننسى كل حاجه حتى عشان ليلى وباسم يفرحوا
إيمان بسعادة وهي تجلس بقربها:
ــ: والله معاكي حق و طالما كده بقى خلينا ننزل نشتري حاجات عشان الفرح أكيد ليلى ناقصها حاجات
منى:
ــ: حاجات كتير معرفش باسم مسربعنا كده ليه؟
إيمان بضحك:
ــ: بيحبها بقى
منى:
ــ: أنا بقى عايزاهم يعقدوا عندي بعد الجواز عشان كده البيت هيفضى عليا
إيمان:
ــ: يفضى إيه بس ما إنتي عندك لسه ماشاء الله إبراهيم وريهام
تنهدت منى وهي تقول:
ــ: إسكتي مش إبراهيم عايز يخطب يمنى بنت داليا
إيمان بإستغراب:
ــ: داليا تاني؟!
منى بحنق:
ــ: والله قعدت ساعه أحاول أغيرله رأيه وأقوله خلينا بعيد عن الشيطانة دي وهو مصمم
إيمان :
ــ: والله أنا عن نفسي مش طايقه حاجه من ريحة داليا دي بس يمنى بنتها غلبانة وبنت محترمة مش طالعه لأمها خالص
منى:
ــ: ماهو إبراهيم قالي كده وبصراحه مش عايزه أزعله..الواد ده تعب في حياته كتير وعايزاه يجوز اللي بيحبها وتبقى بتعرف ربنا وتصونه ويمنى بنت جدعه بس لو مش بنت داليا كنت واقفت على طول
إيمان وهي تربت على يدها قائلة:
ــ: مفيش حد من ولاد داليا خد منها حاجه أديكي شايفه ماهي ساره بنتها أهيه وإنتي أكتر وحده عارفه ساره قلبها أبيض إزاي
منى بتذكر:
ــ: قوليلي صحيح هي هتعمل إيه مع شادي؟
تنهدت إيمان قائلة:
ــ: علمي علمك والله
...............................................

كش ملكWhere stories live. Discover now