الحلقة الثامنة و الثلاثون

989 23 0
                                    

في طريق عودة داليا إلى الفيلا إعترضت طريقها سيارة فحاولت داليا أن تُفلت منها ولكنها قطعت عليها الطريق تماما..إلتفتت داليا حولها بفزع وترقب وما لبثت أن رأت أحدهم متجها إليها وفتح باب السيارة ثم ركب بجوارها
إلتفتت تنظر إليه قائلة بعصبية:
ــ: إيه شغل العصابات ده يا شادي
سلط نظره عليها وعلى فمه إبتسامة ساخرة ثم ما لبث أن أخرج من جيبه مسدسا ووضعه على رأسها قائلا بشماتة:
ــ: عارفه يا عبير أنا من يوم موت أبويا وأنا نفسي أشرب من دمك..مكنتش فاهم إيه اللي حصل بالظبط بس كنت متأكد إن ليكي إيد في الموضوع أونا مكنتش صغير كان عندي 16 سنه يعني مش عيل وأفهم كويس بس مكنتش متأكد ودلوقتي إتأكدت
وأكمل بصوت أشبه بالفحيح وبلهجة أرعبتها:
ــ: إنتي الوساخه تتقرف منك يا شيخة
إستجمعت شجاعتها وحاولت التظاهر بالقوة وهي تقول:
ــ: إنت أجبن من إنك تقتلني
إبتسم بسخرية ثم نظر لها قائلا بإمتعاض:
ــ: مش موضوع أجبن خالص هو موضوع أنظف..أنا أنظف من إني أقتلك..مش هوسخ إيدي بدمك الزفر بس هموتك بالحيا زي ما عملتي معايا ومع غيري كتير
ثم أردف قائلا بصرامة:
ــ: إمشي ورا العربية اللي قدامك دي ومتحاوليش تستعبطي لأن دمك الزفر ممكن أغسل إيدي منه لو إتوسخت..معنديش مشكلة خالص
.........................................................................................
توجهت يمنى لتفتح الباب وفوجئت بإبراهيم أمامها فأطرقت رأسها بحزن قائلة:
ــ: خير يا إبراهيم
إبتسم قائلا بخبث:
ــ: مفيش بس جاي أسألك تحبي نعمل كتب الكتاب إمتى؟
نظرت له ببلاهه ثم قالت بحنق:
ــ: ده وقته الكلام ده؟ إنت مشفتش اللي حصل وماما و..
إقترب منها قليلا ونظر لها قائلا بحب:
ــ: ششششش متكمليش..كل حاجة إنتهت والنهارده هتنزاح الغمه إن شاء الله يلا أدخلي إلبسي..شادي ومامتك تحت هنروح لساره
يمنى بإزبهلال:
ــ: أنا مش فاهمه حاجه
عقد ذراعيه أمامه قائلا بمكر:
ــ: أه قولي كده بقى عايزه تضحكي عليا وتخليني أدخل ونعقد نرغي ونحكي في المحكي بقى وكده..ماشي يا ستي وسعي خليني أدخــ..
وقفت أمامه مقاطعة وهي تقول:
ــ: لالا ثواني وأنزلكم على طول مش هتأخر
إبتسم قائلا:
ــ: ماشي هستناكي تحت..
وإلتفت ليغادر ولكنه عاد ينظر إليها قائلا:
ــ: بس بسرعة
............................................................................................
يظن الكثير أن لعبة كرسي الإعتراف قد تجعل أسرار الشخص التي تموج بداخله تطفو على السطح
وتلك هي الخدعة..
فعندما نعرف أن الأضواء مسلطة علينا وأنه يجب علينا الإعتراف ولا مهرب من ذلك.. قد نعترف بالحقيقة ولكننا نجملها لتخرج مزينه محلاه بأبهى الصور..
أما الحقيقة الكامنة بداخلنا لا تظهر إلا عند نقطة الصفر
تلك النقطة التي لا يحسب حسابها أحد فهي تأتي فجأة بلا مقدمات ولا إنذارات..لتجعل اللسان يرضخ لأوامرها الصارمة ويخِر لها معترفا أمام الجميع بالحقيقة وبلا تجميل.!!
جلست داليا على أحد المقاعد ومازال شادي رافعا عليها سلاحه وتجمع الكل حولهما.. يمنى ورامي وإيمان ومنى وإبراهيم وليلى ثم خرجت ساره من غرفتها بجوار أخيها..إلتفت شادي ناظرا لها بلهفة وحنان ومرت أمامه ذكرياته معها كم إشتاق لها....تمنى لو تخطى كل الحدود ليسرقها من بين الجميع ويضمها إليه بشده بين ذراعيه..لو يستنشق عبيرها من جديد..لو تنتهي تلك النظرة المؤلمة الحزينة اللائمة له من عينيها..تمنى لو تغفر له خطأه في حقها ليعوضها عن ألمها ويدواي حزنها وجراحها..
إرتجفت أوصالها وهي ترى الجميع مرة أخرى وإنتفض قلبها رعبا..أرادت الهروب بلا رجعة وحانت منها إلتفاتة إلى داليا بقلق شديد.
جلست ساره على المقعد أمام داليا وجلس الجميع بإستثناء باسم الذي وقف في منتصف الغرفة وشادي الذي وقف خلف داليا موجها سلاحه لرأسها ونظراته مثبتة على حبيبته ساره..
نظرت منى إلى داليا وهي تقول بعدم تصديق :
ــ: لو كان علي حلفلي مية يمين إنك لسه عايشه مكنتش هصدقه
داليا بتعالي:
ــ: وأخويا عمره ما كان هيقولك
ثم إلتفتت لإيمان وهي تقول:
ــ: بس إنتي كنتي عارفه إني لسه عايشة وممتش في الحادثة وإن جوزك ظلمني
إيمان بإمتعاض:
ــ: ظلم إيه يا داليا؟ ساره لو كانت فضلت معاكي كنتي دمرتيها..إحنا أنقذناها منك
تبادلت الثلاث نظرات أظهرت ما بداخلهن من حقد كل منهن على الأخرى وسط ذهول الكثير من الموجودين..بينما قال شادي بسخرية:
ــ: متهيألي يا داليا لو سبناهم عليكي هيعملوا الواجب من غير مسدسات..الظاهر إنهم بيعزوكي أوي
رفعت رأسها تنظر إليه وهي تقول بحزم:
ــ: مشكلتكم إنكم مش عارفين إنكم حشرات ولا تفرقوا مع حد..وأنا مش هرحمكم
ضحك ساخرا وأجابها قائلا بإستخفاف:
ــ: مش لما نرحمك إحنا الأول تبقي تقرري هترحمينا ولا لأ
أخرج باسم صوره من جيبه ووضعها أمام عيني داليا قائلا بصرامة:
ــ: مين دي؟
نظرت داليا في الصورة لثواني ثم نظرت إليه قائله بإستهزاء:
ــ: إنتوا خاطفني عشان توروني صورة ساره وهي صغيرة!!
إبتسم باسم بخبث قائلا:
ــ: يعني دي ساره؟؟
ثم أردف قائلا بتشفي:
ــ: حلو أوي
ثم أخرج صورة أكبر من سابقتها ووضعها أمامها مرة أخرى وإنحنى مقتربا منها قائلا بشماتة:
ــ: ومين دوووول؟؟
تسمرت داليا في مكانها وإمتقع وجهها بإندهاش وذهول ثم نظرت له قائلة:
ــ: جبت منين الصوره دي؟
زادت إبتسامته الماكرة وهو يقول:
ــ: وقعتي يا داليا
صاحت قائلة بعصبية:
ــ: الصورة دي مش حقيقه إنتوا مركبينها و
ضغط شادي على رأسها بالمسدس وهو يقول بصرامة:
ــ: تحبي تسمعي صوت الرصاصة وهي بتزن في ودنك ولا تتعدلي كده ومتزهقيناش
وصاح قائلا بغضب:
ــ: إنطقي مين دول
ظلت تنظر لهم بعناد وتحدي فأطرقت يمنى رأسها ببكاء بينما إبتلع رامي ريقه بصعوبة بالغة..
وضع باسم الصورة بين يدي ساره قائلا بحنان:
ــ: ده أبوكي يا ساره
حدقت ساره في الصورة بعدم تصديق فلم تكن دهشتها لوجود داليا معهم في الصورة ولم تكن دهشهتها لمعرفتها أنها ليست ابنة تامر لأنها علمت من قبل فباسم أخبرها..ولكن دهشتها كانت لأنها لم ترىَ ذاك الشخص في الصورة معها ومع داليا سوى مرة واحدة في ألبوم صور لشاكر الأدهم عندما كانت صغيرة..
أخذ باسم الصورة ووضعها بجوار الصورة الصغيرة ورفعهما أمام الجميع وهو يقول بصرامة:
ــ: بصوا يا جماعة..الصورة الصغيرة دي صورة ساره وهي عندها ثلاث شهور وداليا قدام الكل قالت إنها سارة والصورة التانية دي لنفس البنت في نفس الإستوديو وبنفس التاريخ بس المختلف هنا إن اللي معاها دول يبقوا داليا وخالد الأدهم أبو ساره
دار بنظره في عيونهم المتسائلة المندهشة ثم أكمل قائلا:
ــ: داليا قالت إن ساره بنت تامر وإنها ولدتها بره بعد موت خالد بس الصورة دي تثبت إن ساره إتولدت وكان خالد عايش ومتصور معاها
هتفت داليا بحنق :
ــ: بس ده ميثبتش إن خالد أبوها برضو
إبتسم شادي وهو يقول بلؤم:
ــ: لأ يثبت يا داليا وعشان زيادة الخير خيرين إحنا معانا اللي يأكد بما لا يدع مجال للشك
ثم نظر لباسم قائلا:
ــ: مش كده ياباسم؟
إبتسم باسم بخبث وأخرج ورقه من جيبه وفتحها وهو يقول:
ــ: الورقة دي خالي الله يرحمه كتبها قبل ما يموت ووصى طنط منى متفتحهاش ولا تديها لحد إلا لو موضوع ساره إتفتح
أماءت منى برأسها وهي تقول:
ــ: مظبوط
ألقى باسم نظرة خاطفة على الورقة وهو يقول بإبتسامة واسعة:
ــ: الله يرحمه حكى في الورقة دي الحقيقة اللي أنا كنت عارف جزء منها من أبويا بس خالو جاب بالتفاصيل
ثم أخذ يقرأ ما فيها بصوت عالي:
ــ: غاليتي سارة
دائما كنت أراك بمثابة ابنة لي بل كنت أشعر أن حبي لكِ يفوق حبي لأولادي..لا أدري هل كان هذا بسبب إحساسي الدائم بالذنب تجاهكِ.؟ أم كان حبا حقيقا فعلا.؟
عندما تقرأين رسالتي هذه سأكون أنا في جوار ربي ولا أدري هل بمقدوري أن أطلب منك السماح أم أن ذاك طلب مستحيل.!
سأقص عليكِ يا سارة تلك الحقيقة التي كنتي تبحثين عنها.. تلك الحقيقة التي بسببها هجرت مضجعي..سأعترف لكِ بما كان يموج بداخلي ولم تأتني الجرأة يوما لأصارحكِ بها
والدتكِ ليست إيمان يا حبيبتي بل والدتكِ هي "عبير طاهر الحماد" أختي أنا الحقيقية أما إيمان فليست أختي بل هي زوجة عمكِ.
عمكِ هو شاكر الأدهم أخو والدك خالد الأدهم فأنتي ابنة خالد الأدهم وعبير الحماد
أنتي تعرفين عبير جيدا ولكن لا تعرفين أنها والدتك فهي غيرت إسمها إلى داليا
نعم يا حبيبتي فداليا والدة يمنى صديقتك هي والدتك أيضا..منذ زمن مضى كنت أعيش مع أختي وزوجتي في منزل من طين في القاهرة..حتى تزوجت داليا من خالد الأدهم كان رجلا طيبا عاقلا وكنت أعتبره أخي..وإنتقلنا جميعا إلى الإسكندرية وأهداني منزلا واسعا ووعملا مرموقا في شركته بالإسكندرية ثم سافرت معه داليا إلى لندن وبعد سفرهم بسنتين عادوا إلى الإسكندرية وجلسوا بمنزلي يومين وكان عمرك حينها ثلاثة أشهر..
ثم سافروا إلى القاهرة إلى منزل عمكِ شاكر ليقضوا معه يومان أيضا وقرروا أن يذهبوا في رحلة إلى (العين السخنة) ولكن داليا لم تشأ أن تترككِ مع شاكر وزوجته وأصرت على إبقائكِ مع صديقتها سميحة في القاهرة وأخبرتني بذلك قبل سفرها. ولكن يشاء الله أن تنقلب سيارتهم في الطريق وظننا جميعا أن والديكي قد ماتا..
سافرتُ بعدها إلى القاهرة لآخذك من سميحة لكنها أخبرتني أن شاكر سبقني وأخذكِ منها وذهبت إليه متوسلا له أن آخذك لأعتني بك لكنه رفض وفاجئني أنه غير إسمك إلى إسم إبنته التي توفيت بعد ولادتها مباشرة وبعد أن كنتِ ملاك خالد ذات الثلاث أشهر أصبحتي سارة شاكر ذات الخمسة أيام..
فعل شاكر ذلك ليستولي على ميراث أخيه كاملا وهددني إن رفضت ما فعله أن يأخذ مني منزلي ويطردني من عملي بشركات والدك..وأتذكر حينها أنه إستهزأ بي متسائلا كيف سأعتني بكِ وأنا لا أملك ما أطُعم به ولدي إبراهيم وزوجتي إلا من عملي بشركات أخيه وأخبرني أني لو وافقت على مافعل سيملكني شركة أخيه وهددني بأن يضر زوجتي وولدي إن رفضت..وتحت ضغط زوجتي إستسلمت له بشرط أن ترضعكِ زوجتي مع ولدي إبراهيم ليكون لكِ إخوة في هذه الدنيا وأيضا إتفقنا على أن أكون أمامكِ أخا لإيمان زوجة شاكر لأظل خالا لكِ وقريبا منكِ وهذا ماحدث..
ولكن بعد مرور سبعة أشهر إكتشفت أن عبير أختي مازالت على قيد الحياة وأنها كانت فاقدة لوعيها تلك المدة الطويلة وبمعجزة من عند الله نهضت من جديد وعندما قصصت عليها ماحدث ذهبت لشاكر في القاهرة وكما توقعنا أيضا رفض أن يعطيها إبنتها وهددها أنه سيتهمها بالجنون ويتخلص منها ثم إتفقت معه أن يمنحها جزءا من مال زوجها الراحل وتعود للإسكندرية ولا تتفوه بحرف مما تعرفه وظل الأمر سرا بيننا نحن الأربعة أنا وعبير وشاكر وإيمان..حتى زوجتي "منى" لم أخبرها أن أختي مازالت على قيد الحياة لكن إيمان كانت تعلم هذا ومن أجل ذلك كنت أحدث عبير سرا بدون أن أخبر " منى " لأنها لو علمت بوجود عبير لأصرت على كشف الحقيقة وهذا ما كانت ترفضه عبير دائما..
وبعد عودة عبير إلى الإسكندرية كانت ناقمة على شاكر وقامت بإستغلال الحادثة التي تعرضت لها وإتفقت مع طبيب نفسي أن يثبت حالتها بأنها فاقدة للذاكرة وقامت بتغيير إسمها إلى داليا لتستطيع الإنتقام من شاكر..ثم تزوجت رجل الأعمال تامر الأسيوطي الذي كان يحبها بحق ولكنها كانت حريصة على الإستفادة من ماله لتبرم إتفاقيات لصفقات مع شركات شاكر بالقاهرة ثم تسرق منه أمواله في عملية نصب وإحتيال ولكن شاء الله أن يخسر تامر في صفقة من صفقاته جزءا كبيرا من ماله ويموت بعدها مُتحسرا..
وبعد وفاة تامر قطعت علاقتي بعبير غضبا منها على أعمالها التي كانت سبب في وفاة زوجها ويتمت أولاده الثلاثة شادي ورامي ويمنى..كان شادي ابن تامر من زوجته السابقة التي توفيت قبل زواجه من عبير ووعدتني حينها أنها ستوقف مشوار إنتقامها وتهتم بتربية أولادها وتدير شئون شركات زوجها فقط..ولكن كان مستحيلا أن نستطيع مصارحتك بالحقيقة لأنك بلغتي حينها الثالثة عشر من عمرك..ثم تزوجت داليا من سامر السكري
ومرت السنين حتى أصبح شادي شابا وأرسلته داليا مع "جلال " ابن سامر إلى القاهرة ليستلموا إدارة معرض للأزياء ولكنها قامت بعمل بطاقة مزيفة لشادي بإسم " سيف السكري" وأوهمته أن ذلك لحمايته من أعداء والده في القاهرة ولم أكتشف أمرها إلا بعد أن عرفت أنكِ تعملين مع شادي في عروض الأزياء وفات الآوان على إنقاذكِ من خطط داليا الإنتقامية..وكانت تسعى لجعلكِ تحبين شادي الذي ملأت قلبه فيما بعد حقدا على والدك وأوهمته أنه كان السبب في قتل والده وحدث هذا بعد أن أحبكِ شادي بحق وأنتِ أيضا..
إستسلم لها شادي وقام بتسريب معلومات عن شركات والدكِ لها وبدأ والدكِ يخسر أمواله ولكن شادي بعد ذلك خاف أن يخسركِ خصوصا أن شاكر إكتشف أمره وعرف أنه ابن تامر الأسيوطي زوج عبير وكاد يرفض خطوبتكما لكنه كان متورطا في صفقات مع شركات سامر بالقاهرة وإن رفض خطوبتكما فسوف يخسر كل ماله وحينها وعده شادي أن يقف بصفه ضد داليا مقابل أن يزوجكِ له..
ولكن داليا هددت شادي إن تعاون مع شاكر ضدها ستفشي سره لكِ وسيخسركِ لا محالة..حينها وتحت تأثير التهديد وافق شادي على أن يجعل شاكر يوقع على شيك بقيمة ثلاثين مليون جنيه بإسم شركاته لشركات السامر بعد كتب كتابكما وكان نصف ذلك المبلغ فقط هو المطلوب لتكتمل الصفقة بين الشركتين..
وبعد مغادرة شادي الفيلا تم قتل شاكر الأدهم لكن شادي تم إتهامه بالقتل وتم حبسه رغم أن داليا أكدت لي أن شادي وقت وقوع الجريمة كان جالسا مع زوجها سامر وكانت تعلم أنه بريء لكنها أرادت أن تعاقبه لأنه حاول الوقوف ضدها..
وبعد وفاة شاكر وقبل خروج شادي من السجن جعلتني أتصل بإيمان وأعرض عليها أن تأتوا عندي بالإسكندرية وتسكنوا معي حتى يستطيع باسم تعويض خسارة والده الفادحة ثم سافرت إيمان مع باسم إلى لندن وبقيتي معي ولهذا إقترحت على ابنتي ليلى أن تعرفكِ على صديقتها في الجامعة "يمنى" ولم أعلم يوما كيف إستطاعت داليا أن تعرف إبنتها على بناتي.؟!
هذا كل ما أعرفه يا حبيبتي سارة ولا أطلب منكِ غير الدعاء لي بالمغفرة وأن تسامحيني
خالك علي الحماد..
أغلق باسم الورقة بهدوء وهو يدور بنظره على الجميع وكان الذهول هو القاسم المشترك بين الكل فتلك التفاصيل الواضحه أدهشتهم..أما داليا فزاغت نظراتها بعصبية وتغير لون وجهها وهي تتذكر كل ماحدث معها في الماضي
بينما كانت ساره تستمع لكلمات خالها بسعادة بالغة..
أخيرا إرتاح قلبها وأخيرا سيهدأ بركان الغضب بداخلها..نعم ولم لا ؟ فوالدها هو ذلك الرجل الشريف لم يسرق ولم يقتل ولم ينتهك عرض أحد..والدها هو ذلك الرجل في الصورة بضحكته الوسيمة الهادئة كم هو رائع..!!
أمسكت الصورة وقربتها لوجها وقبلت والدها بفرحة وقلبها ينبض براحة تامه ثم .تنهدت لتخرج شحنة التوتر من داخلها فلم يعد يهمها شيء من كل تلك القصة سوى أنها جاءت في الحلال..
ورغم العذاب الذي مَـر بها لكنها حمدت خالقها وسجدت له شكرا على أن أظهر الحقيقة كاملة وبرأ والدها ولم تخسر أخيها باسم ولا خالها وأولاده وأيضا لم تخسره..!!
إنتفض قلبها حينها عندما تذكرت شادي وهي تقول لنفسها أفعلا فرحتي لأنك لم تخسري أهلك أم لأنك لم تخسري شـــادي؟
رفعت رأسها من سجودها تنظر للجميع..وأعينهم تنهمر دموع الفرح لحالها وإبتسمت بسعادة ووقفت تنظر لهم ثم أقبلت على أخيها وإرتمت في حضنه..ربت على كتفها بحنان قائلا:
ــ: إنتي أختي يا روح قلبي وعمري ما هتخلى عنك أبدا
نظرت ساره إلى يمنى ورأت في عينيها خيبة الأمل والضياع قإقتربت منها بإبتسامة صافية ثم ضمتها إليها..بكت الفتاتان وتأثر بهما الجميع..إلتفتت ساره للكل مرة أخرى وإبتلعت ريقها بصعوبة وهي تقول:
ــ: الحمدلله
شهقت ليلى بسعادة وهي تنظر لساره بفرح قائلة:
ــ: أخيرا
إنهمرت دموع ساره وهي تمتم بإستمرار:
ــ: الحمدلله..الحمدلله..الحمدلله
كانت عينا شادي مسلطه عليها بفرح وهو يتنفس الصعداء قائلا بحنان:
ــ: مــــلاك
إلتقت عيناها بعينيه..كانت نظراته كنهر محمل باللهفة والشوق والشغف..تحتضن كل جزء فيها وتضمها إليه بقوة..أبعدت عينيها عنه لتمنع سيل اللهفة المنبثق من عينيه أن يجرفها إليه..هربت من عينيه وناضلت ليبقى قلبها حبيس صدرها دون أن يفضح مدى شوقها إليه..
وحبست أنفاسها الملهوفة وتمنعت وإنزوت مبتعدة تبحث عن قشه تحتمي بها وتنقذها من الغرق في نهره وتوصلها للشاطئ البعيد عن عينيه لكن وجدانها وكيانها أبى إلا أن ينصاع لصرخات القلب المستغيثة ليرويه نهر الحب..مجسدا أمامها أروع وأجمل لحظاتها التي إسترقتها من أيام الدنيا معه..
حنت له بشده وإفتقدت دفء قلبه وحنان صوته فعادت عينيها تنظر له بشوق ولهفة لم تستطع إخفائه..لتتوقف رحلتها عند مرسى نهر حبه وتسكن بين أمواجه بلا رغبه في الرحيل.. فأنزلت أشرعتها معلنه السكون إليه والإستسلام له بلا مقاومة
تجلى شعور الخجل منه من بين عينيها فأخفضت بصرها وإلتفتت تنظر لزوجة خالها منى وإقتربت منها وقبلت رأسها قائلة:
ــ: أنا مسامحه خالو على كل حاجه وهفضل أدعيله بالرحمة طول عمري..ومسامحاكي يا طنط وبشكرك جدا على وقفتك جمبي
ربتت منى على يدها وهي تقول بتأثر:
ــ: إنتي بنتي يا ساره..وإبراهيم وليلى وريهام إخواتك ويمكن عدت عليا أوقات كنت مضايقة منك وإنتي ملكيش ذنب بس عمري ما كرهتك لأنك بنتي ويعلم ربنا معزتك في قلبي قد إيه
إلتفتت ساره لإيمان ونظرت لها قائلة:
ــ: إنتي مش هتسبيني صح؟
إيمان وهي تمسح دموعها:
ــ: صح يا حبيبتي
ضحكت ليلى قائلة:
ــ: كده يا ستي بقى عندك ثلاث أمهات
سارع باسم قائلا بحزم:
ــ: هما إتنين بس طنط منى وماما..وليها إخوات كتير بدل ما كنت لوحدي بقى ليها خمسة كمان رامي ويمنى وإبراهيم وريهام وإنتي يا ليلى
إبراهيم بضحكة:
ــ: ما إحنا إخواتها من زمان يا عم
صاحت داليا بصوت حاقد:
ــ: إنتوا فرحانين على إيه..لا يمكن يكون الكلام ده مكتوب بإيد علي الله يرحمه
أرادت ساره أن تصرخ فيها أن تخرسها تماما يكفيكِ ما فعلته بي..إصمتي الآن وكفاكِ هذيان
نظر الجميع لداليا في حين بادر باسم قائلا:
ــ: يعني طنط منى كدابة وماما كدابة وخالو علي مكتبش الجواب وشادي كداب وأبويا اللي حكالي قبل ما يموت الحقيقة وقالي إن ساره مش شقيقتي برضو كداب..وإنتي بس يا ست داليا اللي صح
أكمل شادي قائلا بشماتة:
ــ: وسميحه كمان كدابه ياداليا؟
بَهتت داليا لكلامه وهي تقول بذهول:
ــ: إنتوا كمان وصلتوا لسميحة؟
ضحك باسم ساخرا وهو يقول:
ــ: طبعا مش لازم نعمل أربع خمس خطوط دفاع عشان عارفين إنك مش هتستلمي بسهولة..فاضلك آخر مفاجأة.
ثم ظهرت إبتسامة خبيثه على شفتيه وهو ينظر لشادي الذي ناوله المسدس وأخرج من جيبه ورقة وهو يقول:
ــ: الورقه دي هي القاضية
ثم نظر لساره قائلا:
ــ: دي شهادة ميلاد ملاك خالد الأدهم ومكتوب إسم مامتها عبير طاهر الحماد..
ثم نظر لداليا قائلا بتشفي:
ــ: واللي جابتلي الشهادة دي هي نفسها اللي إدتني صورة ساره معاكي إنتي وأبوها
صمت قليلا ثم قال:
ــ: داده سميحة..وفعلا قالتلي إنك سبتي عندها ساره وسافرتي.. وجيتلها بعد كده بسبع شهور عرفتي منها اللي حصل وبعدين سفرتيها معاكي إسكندرية وإجوزتي بعد كده بابا وشغلتيها عندك..صح يا هانم ولا كمان داده سميحة إتفقت معانا ومع أخوكي عليكي
نظرت لعينيه مباشرة للحظات بغضب شديد ثم قالت بضحكة حانقة:
ــ: برافو عليكم.. المرادي عرفتوا تقفلوها من كل ناحية
ضحك شادي بسخرية ثم قال:
ــ: مش لوحدك اللي بتعرفي تقفليها يا عبير..يمهل ولا يهمل والذكي في اللي أذكى منه والقوي في الأقوى منه
هتفت داليا بإنفعال:
ــ: أكيد إنت اللي خليت سميحة تجيبلكم الورق ده مش كده
شادي:
ــ: كده طبعا..هي في الأول كانت خايفة بس لما أنا رحتلها أقنعتها تساعدنا وعلى فكره هترجعي الفيلا مش هتلاقيها لأني سفرتها وإديتها اللي يعيشها معززه مكرمة بقية حياتها..إيه رأيك فيا بقى؟ تربيتك طمرت فيا أهو
تنهدت بحرقة وهي تقول بحنق:
ــ: المرادي غلبتوني بس لسه أنا موجودة وطول ما أنا موجودة كلكم في خطر
نظرت لها ساره وهي تقول بحنق:
ــ: ليه عملتي كده ليه دمرتيني كده؟ ده حتى المفروض إني بنتك يعني تحميني والمفروض إنك كنتي بتاخدي حقي وحق أبويا تقومي تظلميني.؟ إنتي كل اللي عملتيه ده كان عشان الفلوس مش عشاني وأنا بحمد ربنا إن عمي خدني منك على الأقل إتربيت أحسن تربية ومطلعتش بكره الناس وليا إخوات بحبهم..
وأوعدك أحاول أسامح عمي أنا عارفة إنه غلط وطمع بس ندم وإعترف بغلطه لباسم ووصاه عليا وكتبلي بإسمي فلوس وشركات غير الورث..عمي الله يرحمه كان أنظف منك ومحاولش ياذيني أبدا لكن اللي المفروض إنها أمي مفوتتش لحظة إلا وأذتني وأذت كل اللي حواليا..إنتي حتى عيالك معتقتيهمش وأنا بجد معرفش إنتي إزاي كده منك لله يا شيخه
ساد الصمت فترة بعد كلمات ساره التي خرجت من أعماقها وجسدت أمام الكل معاناتها وهي تجاهد لثبتت قوتها وتستعيد رباطة جأشها في حين إقتربت يمنى من شادي وهي تقول بترجي:
ــ: سيبها تروح يا شادي كفايه عليها كده متقتلهاش أرجوك
نظر لها شادي وهو يقول بحنان:
ــ: متقلقيش يا حبيبتي..خلاص الحق ظهر وبان ومش عايزين منها حاجه
ثم إلتفت لداليا قائلا بعنف:
ــ: بس متحاوليش تقربي مننا أبدا عشان المرة الجايه مش هتلاقي حد يشفعلك
ألقت داليا نظرة حانقة على الجميع وغادرت وهي تتوعد بجولات أخرى..
إرتفع صوت هاتف إبراهيم فتناوله وتحدث بضع دقائق وأغلق الخط وإلتفت لباسم قائلا:
ــ: أدهم جهز الحاجه وعايزنا
باسم بإبتسامة:
ــ: في معاده مظبوط
توجه باسم إلى حيث شادي ووقف أمامه قائلا:
ــ: بص يا شادي أنا هكلم معاك كلمتين بين راجل وراجل..منكرش إني كرهتك وكرهتك أوي بس إنت زيي وزي أختي ضحية..مفكرتش أأذيك لأني عارف إن مالكش ذنب وعشان كده كان كل همي أخلص من داليا اللي كانت السبب في البلاوي دي كلها
تنهد ليخرج توتره من داخله وهو يقول:
ــ: وأبويا غلط كمان بس ندم ورجع الحق لصاحبه ومع ذلك قتلوه عشان مرضيش يشاركهم في صفقاتهم المشبوهة..أنا كنت عارف إنك ملكش دعوه بقتل أبويا لأنه حكالي قبل ما يموت إن في ناس بيضغطوا عليه عشان يشترك معاهم وهو موافقش
شادي بإستغراب:
ــ: بس أنا عمري ما شفتك أيام القاهرة
باسم :
ــ: لأني كنت بره في لندن ولما نزلت مصر بابا مرضاش يخليني أظهر عشان كانوا مهددينه بيا يقتلوني بسبب مشاكل في الشغل برضو بس أنا كنت عارفك ويوم ما شفتك في المستشفى عرفتك بس سكت لأني مكنتش عارف أتصرف
ظل شادي واقفا أمامه مبهوتا فأكمل باسم:
ــ: ولما عرفت من هيما إن حبيبتك ماتت إفتكرت إنك حبيت وحده تانية بعد أختي وفضلت أسكت خالص وكنت ناوي أقولها بعد ما نخلص من موضوع الكينج عشان كنت خايف عليها بس ربنا قدر بقى والموضوع اتفتح قبلها وكل حاجه بانت
وإستطرد وهو يربت على كتفه قائلا بجدية:
ــ: أنا عارف إنك راجل وهتحمي أختي وتحافظ عليها وليلى كانت دايما تقولي سيف هو الوحيد اللي هيرجعها زي الأول ويساعدها ويداوي جرحها وأديني بديك الفرصة قبل ما تطلبها..أوعى تزعلها أو تغلط في حقها تاني يا شادي..ساره أغلى عليا من حياتي ووجعها بيقتلني..خد بالك منها.
إبتسم شادي وهو يقول بسعادة:
ــ: من غير ما تقول بس هي تسامحني
باسم بثقة:
ــ: هتسامحك
وأكمل بغمز:
ــ: دي روحها فيك
ضحك شادي بفرح في حين أكمل باسم قائلا:
ــ: ده إنت لازم تديني كورسات..نفسي أعرف إزاي وصلتها للمرحلة دي إنها متبقاش عايشة غير وإنت موجود
شادي:
ــ: أوعدك هديك كورسات بس مش ببلاش..أصلي تعبت أوي عقبال ما إتعلمت
ثم قال بجدية:
ــ: بس طالما إنت عارف إني مقتلتش شاكر الله يرحمه يبقى مين اللي قتله؟
مط باسم شفتيه وهو يقول:
ــ: سيبها للزمن وهو اللي هيفضح كل حاجه..مفيش حاجه بتستخبى مع الزمن
شادي بتفهم:
ــ: معاك حق
إقترب منهما إبراهيم وهو يوجه حديثه لشادي قائلا:
ــ: مبروك عليك البراءه يا شادي..كفارة يا معلم
نظر شادي إلى حيث تقف سارة بجوار يمنى وليلي وهو يقول بحب:
ــ: أهم حاجه قلبها يبرأني
ضحك باسم وإبراهيم وهما ينظران إلى حيث تقف سارة وسارع إبراهيم قائلا:
ــ: طايب طالما الموضوع كده يبقى نسيبك إحنا بقى ونروح للواء أدهم..ولا تحب تجي معانا؟
سارع شادي قائلا:
ــ: لالالا روحوا إنتوا..أنا هفضل هنا
ربت باسم على كتفه قائلا بمرح:
ــ: الله يسهلووو بقى..إنت وشطارتك
ودعهما شادي بإبتسامة وإلتفت لينظر إليها من جديد ولكنه فوجئ بيمنى أمامه التي تنهدت وهي تقول:
ــ: إحنا مالناش غير بعض صح
شادي بإبتسامة عذبة:
ــ: عندك شك؟
يمنى بفرح:
ــ: تــؤ تــؤ..إنت أخويا
قبل شادي جبينها وهو يقول بحنان:
ــ: يلا بقى خلصي إمتحاناتك عشان نجهز لكتب كتابك
أطرقت يمنى برأسها قائلة:
ــ: بس
قاطعها بحسم:
ــ: داليا خرجت من حياتنا كلنا يا يمنى..وإنتي شفتي اللي بيمشي مع كلامها بيحصله إيه وإبراهيم بيحبك وراجل جدع ومحترم وأخو أختك
ضحكت يمنى وهي تقول:
ــ: أخو أختي وهيبقى جوزي ده إيه الجنان الرسمي ده؟
شادي بحنان :
ــ: ربنا يكتبلك الخير يا يمنى
إقتربت منه هامسة:
ــ: وساره هتعمل إيه معاها؟
إلتفت شادي ينظر إليها فوجدها تتأمله وما إن تلاقت عيناهما حتى أشاحت بوجهها عنه وإستأذنت الجميع ودخلت غرفتها
ربت شادي على يد أخته قائلا:
ــ: روحي إنتي مع رامي وسيبهالي..أنا هتصرف
.....................................................................................
في مكتب اللواء أدهم كان جالسا أمامه كل من باسم وإبراهيم في حين حك أدهم ذقنه قائلا بتمعن:
ــ: بس ده هيبقى خطر عليك أوي يا باسم
باسم بثقة:
ــ: متقلقش أنا قدها
تنهد أدهم قائلا:
ــ: إحنا جهزنالك الكاميرات هيبقوا متوصلين بجهاز لا سلكي يصورلنا كل حركة بتحصل جوه الفيلا..والمطلوب منك تركبهم في أهم أماكن في الفيلا..المكتب وأوضة النوم والصالون وكده
تنهد إبراهيم قائلا:
ــ: طب وإنتوا معندكوش حد يقدر يعملها بدل باسم بصراحة خايف عليه
سارع باسم قائلا:
ــ: لالا أنا هبقى كويس وهركبهم متقلقوش
أدهم:
ــ: تمام يبقى معادنا يوم الأحد بعد ثلاث أيام إن شاء الله الساعة عشرة بالليل نتقابل عند الفيلا
خرج إبراهيم وباسم من المكتب وإلتفت إبراهيم قائلا بقلق:
ــ: يا باسم بلاش إنت
ربت باسم على كتفه قائلا بمرح:
ــ: خليني أعيش في دور البطل شوية وفي خطر عليا وكده
إبتسم إبراهيم قائلا:
ــ: ربنا يحميك يا باسم
..............................................................................................
في فيلا سامر السكري صاحت داليا بعصبية قائلة:
ــ: العيال دول لازم يتربوا إنت فاهم
سحق سامر سيجارته تحت قدميه وهو يقول:
ــ: لما البضاعه تتشحن بعد يومين هنبقى نعمل اللي عايزاه يا داليا
نظرت له وعلى وجهها شرارات متطايرة وهي تقول:
ــ: العيال دول مش هيسبونا في حالنا لازم نخلص منهم بسرعه
أمسك يدها بعنف وهو يقول:
ــ: إنتي اللي عملتي لنفسك المشاكل دي كلها مدخليهاش في شغلنا دلوقتي ومتعليش صوتك وإنتي معايا لا أنسفك يا داليا انا مبقتش طايق الهطل بتاعك إنتي وولادك وشادي مش كفايه عليا رشاد
أزاحت يده عنها بعنف وهي تصرخ بهيستيرية:
ــ: مبلاش إنت يا سامر بلاش الشويتين دول معايا..أنا اللي ممكن أفرمك وإنت عارف ده كويس..إنت مبقتش سامر السكري إلا لما إجوزتني
نظر لها بحنق وهو يقول :
ــ: إمشي يا داليا من هنا..مش وقته أبدا اللي بتعمليه ده
غادرت الفيلا بغضب وفي عقلها عشرات الأفكار الشيطانية لتنتقم من الكل أشد الإنتقام
.....................................................................................................................................................

كش ملكDonde viven las historias. Descúbrelo ahora