الحلقة السابعة و العشرون

1K 24 2
                                    

دخل أحمد إلى مكتب والده والشرر يتطاير من عينيه قائلا:
ــ: عرفت مين إبن التيت اللي عمل كده يا بابا
هب رشاد من مكتبه قائلا بإنفعال:
ــ: مين يا أحمد؟
أحمد بإبتسامة حانقة:
ــ: هو في غيره..إبراهيم الحماد يا بابا
صاح رشاد بغضب :
ــ: يا إبن الـــ إسمع يا أحمد الواد ده لازم يتعمل معاه الصح لازم نخلص منه بأسرع وقت
جلس أحمد على المقعد قائلا:
ــ: ده أنا هخليه يندم على اليوم اللي إتولد فيه
رشاد :
ــ: لازم نتصرف بسرعه قبل ما ينزل البلاوي الجايه و
قطع حديثه وهو ينظر للشخص الواقف عند باب المكتب واضعا يديه في جيبه وينظر لهم بهدوء وبإبتسامة جانبية غامضة
رشاد بعصبيه وهو يلوح بيده:
ــ: إنت مين وإزاي دخلت هنا من غير ما حد يديني خبر؟
إقترب الشخص منهما وهو يقول:
ــ: لا أصل أنا معنديش وقت أخد إذن لأن الكلام اللي عندي مينفعش يستنى
نظر له أحمد بإحتقار قائلا:
ــ: إطلع بره دلوقتي وإلا هندهلك الأمن يجروك من هنا
إبتسم قائلا بثقة:
ــ: أنا مش هرد عليك عشان عارف شدة الأعصاب اللي إنتوا فيها..وأنا جاي أساعدكم
رشاد بنفاذ صبر:
ــ: تساعدنا في إيه يا بني آدم إنت؟
جلس الشخص على المقعد أمام أحمد واضعا ساقا فوق الأخرى وهو يقول بهدوء مستفز:
ــ: إبراهيم الحماد..هريحكم من مقالاته خالص..مش هيقرفكم تاني أبدا ولا هتسمعوا عنه
نظر كلاهما إليه بدهشه وإستغرب وبادر أحمد قائلا:
ــ: إزاي؟؟
عمار وهو يشعل سيجارته ثم ينفث دخانها بهدوء قاصدا شد إنتباههم لأقصى درجة:
ــ: هجيبلكم الورق لحد عندكم من غير ما تعملوا معاه لا الواجب ولا الصح ..يعني من غير شوشره
جلس رشاد وهو ينظر له نظرة ثاقبة ثم قال:
ــ: مقابل إيه
إلتفت إليه عمار قائلا بإبتسامة واسعة:
ــ: مقابل شحنة المخدرات اللي مش عارفين تصرفوها..أنا هشتريها منكم
إنتفض رشاد بذعر قائلا:
ــ: مخدرات إيه ؟؟ إنت عايز تلبسنا مصيبه يا بني آدم
أحمد بعصبية:
ــ: إنت مين وعايز إيه بالظبط..إنطق
عمار بهدوء مستفز:
ــ: أنا عمار عصام متهيألي محمد حكالكم عني
أحمد بهدوء حذر:
ــ: أها طب ما تقول كده من الأول
وإلتفت لوالده قائلا :
ــ: ده الزبون اللي كلمتك عنه يا بابا من طرف محمد وهيخلصنا من الشحنة
نظر رشاد لعمار نظره متفحصة وعاد بظهره للخلف قائلا:
ــ: وإنت هتجيب الورق إزاي؟
عمار:
ــ: أنا نسيت اقولكوا إني صحفي وزميل إبراهيم وكنت معاه خطوة بخطوة وهو بياخد الورق وبينشره
إتسعت عيناهم بذهول وعدم فهم..فسارع أحمد قائلا بإنفعال:
ــ: إنت عايز تجننا ولا إيه..منين صحفي وبتنشر مع الزفت ده ومنين هتجيبلنا الورق ومنين عايز تعمل معانا صفقة؟
عمار:
ــ: ولا جنان ولا حاجة..أنا هجيبلكم الورق كعربون صداقة بينا وإنتوا مقابل الورق ده هتبيعولي الشحنة وكده أبقى أنا كسبت وإنتوا كسبتوا
أحمد بسرعة:
ــ: وإيه اللي يضمنلنا إنك بتكلم صح؟
أخرج عمار بضع أوراق من جيب سترته وهو يقول:
ــ: ممكن تبص على الورق ده وتتأكد بنفسك..دي بس عينه من الورق اللي مع إبراهيم
ناول أحمد الورق لوالده بعد أن القى نظرة عليه ثم عاد ينظر لعمار بتفكير
أخذ رشاد يقلب الورق بعصبية قائلا:
ــ: إنتوا إزاي وصلتوا للمعلومات دي كلها
عمار بضحكة ساخرة:
ــ: الصحفي مينفعش يكشف مصادره
أحمد :
ــ: وإنت ليه مساومتناش إنك تبعلنا الورق وخلاص ليه عايز تدخل معانا في تصريف الشحنة؟
عمار بتلقائية:
ــ: لأنها لازمني ..أما الورق ده ميفرقش معايا
رمقه رشاد بنظرة متفحصة قائلا:
ــ: وهتبيع صاحبك؟؟
إلتفت إليه عمار وإستند بيده على مكتب رشاد قائلا ببساطة :
ــ: وليه تبصلها كده..ما تيجي تبصلها من ناحية تانية..ليه متقولش إني بحميه منكم..لسه من شويه كنتوا بتتفقوا هتعملوا فيه إيه ..أنا بقى هحميه من إنكم تأذوه يبقى هو إستفاد وأنا إستفدت وإنتوا إستفدتوا
حرك أحمد رأسه بقوه علامة النفي وهو يقول :
ــ: مش مقتنع..ليه متقولش إنك متفق مع الشرطه مثلا؟
نظر له عمار نظره ساخره وإنحنى بجسده مقتربا منه قائلا بصوت منخفض :
ــ: لو أنا تبع الداخلية كنت هشتري منكم بس..وماليش دعوه بالبلاوي بتاعتكم اللي إبراهيم بينشرها..إيه اللي يخليني أديهالكم؟
ثم عاد بظهره إلى الكرسي مرة أخرى قائلا بصرامة:
ــ: أنا مش جاي ألعب معاكم عسكر وحرامية..البضاعة لازماني ومش هتلاقوا غيري ياخدها لأن سوقها واقف اليومين دول يعني مفيش فرصة تخلصوا منها وكمان إنتوا محتاجين الورق اللي مع إبراهيم..مش محتاجة كل القلق اللي إنتوا فيه ده..ولا إنتوا منظر وخلاص
نظر له أحمد بغضب وأراد أن يصرخ في وجهه لولا أن أسرع رشاد قائلا:
ــ: معاك حق..بس قولي هي البضاعة دي لازماك في إيه؟
عمار بلهجة ساخرة:
ــ: هحطهم في علب وأوزعهم على الغلابة صدقه جارية..جرى إيه يا رشاد..لازمني زي ما لازمك تاخد فلوسها.
صمت كلاهما ينظران إليه بقلق وعدم إطمئنان لكن ليس أمامهما حل آخر..لا مفر من الموافقة فقد وقعوا في فخ صعب ويجب عليهما إخيار أقل الأمرين مُرا
تنهد رشاد بعمق ليخرج ما يعتريه من قلق قائلا بلهجة حاول أن يصبغها بالحزم :
ــ: التسليم هيبقى إمتى؟
عمار بإبتسامه نصر:
ــ: كده بدأنا نتفق..أنا هسلمكم نص الورق قبل العملية والنص التاني مع الفلوس لما إستلم البضاعة وهكلمك أحدد معاك إمتى وقت التسليم؟
أحمد:
ــ: ونص الورق ده هتسلموا إمتى.؟
عمار بهدوء:
ــ: يومين ويوصلكم نص الورق
رشاد :
ــ: تمام كده يبقى إتفقنا..بس لسه عايزين نتفق على المبلغ اللي هتدفعه والكمية اللي عايزها من البضاعة
عمار :
ــ: عايز البضاعه كلها..وبالمبلغ اللي تحدده مش هنختلف..والتفاصيل دي نتفق عليها لما أجيبلكم الورق المرة الجاية
نهض من مكانه قائلا بحزم:
ــ: بس كل ده مش هيحصل إلا بشرط واحد
ثم مال على المكتب بإتجاه رشاد قائلا بقوة:
ــ:متمسوش شعرة واحدة من إبراهيم وإلا كل حاجه هتبقى فركش وساعتها رد فعلي مش هيعجبكم خالص..متهيألي واضح
نظر له رشاد نظرة تحدي ولكنها ضعيفة فهو يعلم أنه يحتاج لعمار أكثر من حاجة عمار إليه..
ومن تلك النظرة إستنتج عمار أنه قد نجح في الخطوة الأولى نجاحا باهرا لم يكن هو نفسه يتوقعه فرغم تلك القوة والصرامة التي ظهرت عليه إلا أن قلبها كاد يتوقف أكثر من مرة..
إلتفت عمار لأحمد قائلا بهدوء:
ــ: سلملي على محمد كتير أوي
وغادر المكان بخطوات ثابتة دون أن يلتفت خلفه.. لتلك النظرات المصوبة تجاهه حتى إختفى..إلتفت أحمد ناظرا لوالده نظرات إستفهام وشاركه والده فيها..فتكون السؤال الأكبر هل سنوافق.؟ هل ما حدث منذ قليل حقيقه أصلا؟
فجأه قال رشاد بحزم:
ــ: إبعتلي وراه إتنين يراقبوه مش عايزه يتنفس نفس من غير ما أعرفه
أمسك أحمد هاتفه وأتصل بأحد رجاله أمرهم أن يخرجوا وراء عمار ليراقبوه بإهتمام وحرص وحذر..ثم أغلق معهم وإلتفت لوالده الذي كان يفكر بشرود قائلا:
ــ: إنت هتراقبه ليه؟؟ مش مرتاحله؟
رشاد بهدوء :
ــ: بالعكس أنا إرتحتله جدا وكلامه منطقي أوي وعشان كده قلقت..لأني متعودتش أرتاح لحد وبشك في الناس كلها..وعشان إرتحتله يبقى لازم أعرف إيه اللي وراه؟
أحمد بعدم فهم:
ــ: بس إنت يعتبر وافقت إنك تبيعله؟
رشاد بتفكير:
ــ: ميمنعش برضه إن إحنا نعرف عنه كل حاجه..مش يمكن ناخد الورق ونصرف البضاعة من غير ما نكسبه مليم واحد
..........................................................................................................
حبيتك أنا
ولقيتك هنا
مليان كل وقتي بالثانية والسنة
إزاي بالسرعة دي ده إنتي مجرمة
خطفتي مني قلبي وسرقتيني أنا
عدت ليال وسبع أيام
بقيت يا غالي حبيبي تمام
من كلمة واحدة في يوم اللقى
دبت فيكي يا أحلى مناي
صارحتك بحبي ومستني الجواب
لو قلتي أيوه هفرح بعد العذاب
يلا بسرعه قولي..قولي بحبك أنا
هتلاقي قلبي طاير.. طاير في السما
إبتسمت ريهام بسعادة بالغة وهي ترقد على فراشها وتقرأ تلك الكلمات التي أرسلها لها رامي على هاتفها..وفي أثناء طيرانها في سماء أحلامها وخيالاتها..دخلت عليها سارة ونظرت لها نظرة طويلة وهي تقول بمرح:
ــ: هنيالو اللي شاغل بالك
نظرت لها ريهام بإبتسامة واسعة..ثم قفزت من مكانها بسرعة وإتجهت إلى ساره وهي تحتضنها بسعادة وتدور بها في الغرفة وتضحك كالأطفال
ساره بدهشة وهي تضحك:
ــ: إنتي إتهبلتي يا بت ولا إيه؟
توقفت ريهام عن الدوران ونظرت لساره وهي تقول بتردد:
ــ: بصي بقى أنا مبعرفش أخبي وإنتي عارفة
ساره بإبتسامة واسعة:
ــ: عارفه
ريهام وهي تحك رأسها قائله بخجل:
ــ: رامي
ساره بتصنع الدهشة:
ــ: ماله؟؟
ريهام بلعثمة:
ــ: مالوش بس هو كلمني وقالي إنه إتفق مع إبراهيم هيشتغلوا مع بعض ضد أحمد وأبوه
ساره بلا مبالاه:
ــ: أه عارفه الموضوع ده بس معرفش إنك تعرفي
تحركت ريهام بإتجاه فراشها وجلست عليه وهي تقول:
ــ: لأ ماهو رامي قالي
نظرت لها ساره نظره متفحصة وبدأت إبتسامة ماكرة تغزو شفتيها وهي تتوجه إليها وتجلس بجوارها قائلة بهدوء:
ــ: طب كويس أديه عمل حاجه مفيده في حياته بدل الصياعة اللي كان فيها
إلتفت لها ريهام قائلة بحده:
ــ: هو مش صايع..ربنا هداه وبقى كويس متقوليش عنه كده
ساره متظاهرة بالامبالاه:
ــ: وإحنا مالنا يختي..هو كان من بقية العيله؟
ريهام بتردد:
ــ: أصل..شكله كده هيبقى من بقية العيله
نظرت لها ساره بخبث قائلة:
ــ: ليه..بيحبك مثلا
فغرت فاها وهي تنظر لها بذهول وعدم تصديق قائلة بإرتباك:
ــ: عرفتي منين؟؟
إبتسمت ساره قائلة:
ــ: يعني الكلام صح؟
ريهام بعصبية:
ــ: لا بجد عرفتي منين؟؟
تجاهلتها ساره تماما وهي تقول:
ــ: هو قالك ولا إنتي حسيتي؟
أبعدت ريهام عينيها خجلا وهي تقول:
ــ: قالي ومستني ردي
ثم ناولتها الهاتف لتقرأ رسالته لها..إبتسمت سارة إبتسامة واسعة وهي تقرأ..ثم إلتفتت لريهام قائلة:
ــ: كنت متأكدة إنه هيعرف يوقعك إبن اللذينه ده
ريهام بدهشة:
ــ: إنتي عرفتي منين؟
ساره:
ــ: من يمنى..هو معترفش بصراحة بس كلمها عنك وفي نص الكلام هي إستنتجت إن اللي عمله عشانك كان عشان بيحبك وأنا قلتلها مالناش دعوه لحد ما نشوف هيعملوا إيه بس كنت متأكدة بصراحه إنه هيثبتك
ريهام بحنق:
ــ: إيه يثبتك دي يا بت..الله
ربتت ساره على يدهاوهي تقول:
ــ: المهم تبقوا ماشيين صح..متغضبوض ربنا..بلاش الكلام والمسجات دلوقتي ومفيش حاجة رسمية بينكم أجلوها لكتب الكتاب
ريهام بدهشة:
ــ: كتب الكتاب..بسرعه كده
ساره بإبتسامة:
ــ: الحلال بيدوم بس الحرام بيخلص بدري بدري..وإنتي شفتي بنفسك مع أحمد حصل إيه
ريهام بإقتناع:
ــ: معاكي حق ..طب المفروض أعمل إيه؟
ساره:
ــ: متعمليش حاجه..يمنى هي اللي هتعمل
إبتسمت ريهام وهي تقول بإمتنان:
ــ: إنتي مفيش منك إتنين بجد
.........................................................................................................
دخلت سميحة غرفة داليا لتجدها جالسة على فراشها تفكر بشرود فقالت بتردد:
ــ: في وحده مستنياكي تحت يا هانم
إلتفتت لها داليا قائلة:
ــ: مين؟؟
سميحة:
ــ: معرفهاش أول مره أشوفها بس مصممه تقابل حضرتك وبتقول الموضوع مهم جدا
تنهدت داليا وهي تغادر فراشها قائلة:
ــ: طيب هلبس وأنزلها..لما نشوف مين دي كمان
وبعد قليل كانت تنزل درجات السلم وهي تدخن سيجارتها لتفاجئ بمن تنتظرها
داليا بدهشة:
ــ: نهى..!! في حاجه حصلت جديد
إبتسمت نهى وهي تقف قائلة:
ــ: مش أوي بس حبيت أجي لحضرتك وأقولك آخر التفاصيل
إقتربت منها داليا وجلست على أحد المقاعد قائلة بإهتمام:
ــ: قولي
نهى بخبث وهي تجلس أمامها:
ــ: بقى زي الخاتم في صباعي وبيعملي أكتر من اللي أنا عايزاه
داليا بنظرة ساخره:
ــ: وأنا اللي كنت فاكراه لسه بيحب ملاك أتاريه عايش حياته
نهى:
ــ: أوامرك يا كبيرة
إلتفتت إليها داليا قائله بتعالي:
ــ: عايزاكي تنفذي كل حرف هقولهولك..تجيبيلي كل أخباره..والمعلومات اللي عاوز يوصلها عن الناس بتوعنا تتوهيه فيها..ميعرفش حاجه..لخبطوله الشغل..لو الصح يمين إعملوا شمال ..عايزاه يطلع من مصيبة يدخل في كارثة..ومن غير ما يحس إنك وهادي ورا اللي بيحصل..لازم يفضل واثق فيكم
نهى بلعثمة:
ــ: بس هادي شكله كده مش هيكمل مع حضرتك
ضيقت داليا عينيها وهي تقول:
ــ: يعني إيه مش هيكمل
نهى :
ــ: أصل شادي إداله مبلغ وقدره وإنتي عارفه هادي عبد للفلوس قالي هيكمل مع شادي ومش هيشتغل مع حضرتك
داليا بغضب:
ــ: غبي..إختار السكه الغلط وهيندم
ثم إلتفتت إليها بحده وهي تقول:
ــ: هدفعه تمن العمله دي غالي أوي..المهم دلوقتي تعملي اللي قلتلك عليه..مفهوم
نهى بإذعان :
ــ: مفهوم
................................................................................................
في بيت عمار ضحك إبراهيم الجالس على أحد المقاعد ضحكة عالية وهو يغلق جهاز التسجيل قائلا:
ــ: يا إبن اللعيبة..ده أنا صدقتك ياض..أخاف أودي التسجيل ده لأدهم ميصدقش إنك بتمثل ويقبض عليك معاه
زفر عمار بتوتر وهو يجلس بقربه قائلا:
ــ: إسكت يا إبراهيم أنا كنت ميت من الرعب أساسا
إبراهيم:
ــ: بس بجد طلعت ممثل هايل ..متشتغل في السيما ياض..هتنفع والله
عمار بحنق:
ــ: مش وقت هزارك دلوقتي..شفت الإتنين اللي بره دول ..زي ما رامي قال بالظبط بيراقبوني من ساعة ما طلعت من الشركة
إبراهيم:
ــ: أه شفتهم وأنا داخل بس متقلقش هما مش هيعملوا حاجة..والمفروض دلوقتي يبقوا بلغوه إني عندك يعني هيتأكد إن كلامك صح..خليك طبيعي خالص عشان الدنيا تمشي زي ما إحنا عايزين
عمار:
ــ: طب والخطوة الجايه إيه؟
إبراهيم:
ــ: يومين وتروحله..هتتفق معاه على السعر ومكان التسليم وتديله نص الورق
سارع عمار قائلا:
ــ: ومكان التسليم هيبقى فين؟
إبراهيم:
ــ: في المخزن بتاعه هياخدوك هناك تاخد البضاعة وتسلمهم الفلوس لأنه مش بيرضى يبقى التسليم في مكان عادي لا تكون الشرطة موجوده من قبلها
عمار بعصبية:
ــ: وأنا برضو اللي هروح أستلم لوحدي
إبراهيم:
ــ: إفهم يا عمار..رشاد مش هيجي يسلمك الحاجة بنفسه غالبا هيبعت أحمد وفي الوقت اللي هنقبض فيه على أحمد واللي معاه هيتقبض على رشاد برضو..إحنا ممكن نخلي أدهم يقبض عليه دلوقتي بالتسجيل ده بس إحنا محتاجين نعرف المخازن بتاعتهم فين..وهنبقى معاك خطوة بخطوة متقلقش
عمار وهو يزفر:
ــ: مقلقش إيه بقى..ده الحوار كله قلق في قلق أنا حاسس إني شغال في المخابرات مش صحفي
عمار بضحك وهو يربت على كتفه:
ــ: هانت يا معلم كلها كام يقوم ونخلص من الحكاية دي.
ثم نهض قائلا:
ــ:المهم همشي أنا دلوقتي عشان هروح أحضر فرح واحد صاحبي
عمار :
ــ: يا سلام..سايبني مسجون هنا ورايح تحتضر فرح..ربنا ياخدك يا شيخ
إبراهيم وهو متجه إلى الباب ليغادر:
ــ: ولو خدني مين هيقرفك بعدي
.....................................................................................................
في غرفة المعيشة كان باسم بسعادة وهو يوجه حديثه لخاله:
ــ: يبقى كده كله تمام..فاضل أسبوع بالظبط
علي بإبتسامة:
ــ: مش هوصيك على بنتي يا باسم عشان عارف إنك راجل
نظر له باسم نظره لم يفهمها ولم يستطع ترجمتها ثم إختفت فجأه ليحل مكانها نظرة سعادة وهو يقول:
ــ: ليلى في عيني يا خالو متقلقش عليا
إيمان:
ــ: ربنا يسعدكوا يا إبني ويفرحكم.. ثم إلتفت لزوجته الجالسة بجواره قائلا:
ــ: ولا إيه رأيك يا منى
إلتفت لهم منى قائلة بمجاملة:
ــ: طبعا طبعا..ربنا يسعدكم
باسم:
ــ: المهم بقى يا خالو إنت مش ناوي تنزل الشغل ولا إيه؟
علي:
ــ: يومين وأنزل معاك يا باسم إن شاء الله
باسم بمرح:
ــ: أنا حاسس إني هتحايل عليك تنزل بعد كده.. إنت ما صدقت تعقد في البيت
منى:
ــ: وماله خليه يرتاح بلاش يتعرض لضغط الشغل
إلتفت علي لـ"منى" قائلا:
ــ: لأ كفايه راحة بقى..لازم أنزل الشغل وأتابعه بنفسي
إبتسم باسم بهدوء وهو يقول:
ــ: صح كده
علي وهو ينهض قائلا:
ــ:طب أنا هقوم أرتاح شويه بقى
صعد " علي " لغرفته وأفكاره تتصارع تخطفه كل فكرة إلى ما بعدها..نفض رأسه بقوة حالما بلحظات راحة بلا أفكار تصرع رأسه وتنهش قلبه..ناشد الهدوء وهو يفتح باب غرفته ويدخلها ثم يغلق الباب متنهدا.. فجأه إتسعت عيناه بدهشة عندما وقعت على ساره الجالسة على أحد المقاعد في الغرفة تنظر له بترقب
إقترب منها علي قائلا بإستغراب:
ــ: بتعملي إيه هنا يا بت إنتي
ساره بإبتسامة:
ــ: مفيش كنت مستنياك
جلس بجوارها على الأريكة قائلا بحنان:
ــ: طمنيني عليكي إنتي كويسه؟
نظرت له ساره وفي رأسها ألف سؤال تريد أن تعرف إجابته ولكنها تخشى عواقب المعرفة..صمتت لحظات ثم إنفرجت شفتيها بسؤال وقع عليه كصدمة كهرباء لامست جسده وهي تقول دفعة واحدة:
ــ: إيه رأيك في بابا يا خالو؟؟
إبتلع علي ريقه وهو يقول:
ــ: الله يرحمه بس مش فاهم سؤالك
تنهدت ساره وهي تقول:
ــ: بابا كان كويس صح؟؟ يعني مغلطش في حياته في حاجة تستاهل إنه يحصله اللي حصل ده مش كده؟
أحاط وجهها بكفيه وهو يقول:
ــ: باباكي كان أحسن راجل في الدنيا وعشان كده ربنا رزقه بيكي أوعي تفكري في حاجة غير كده
ساره بإبتسامة واهنة:
ــ: أنا قلت كده برضو
أنزل يديه عن وجهها وهو ينظر إليها بحزن وألم حاول أن يخيفه وضميره يكاد يقضي عليه..تأمل وجهها الهادئ وهي ترمق أرضية الغرفة بشرود..كيان جبار من الأسرار يجثم على روحه وعقله يجعله أتعس من في الأرض وهو ينظر لتلك الضحية التي ليس لها ذنب في أي مما يحدث حولها..
حانت منها إلتفاته له وتلاقت الأعين حدثته عيناها عن مخاوفها وهي تؤنبه على كتمانه أسرار تخصها..وبخته بألم كأنها تعلم ما يدور في خلده نحوها..حثته على الحديث أرح قلبي وقلبك يا من أعتبرك المأوى في دنياي..لم تتلق إجابة من عينيه رغم يقينها بأنه يفهم ما تريد فقط نظرة خاوية تتبعها نظرة أسف وأسى..طال صمتهما حتى قطعته ساره وهي تقول:
ــ: بص ياخالو أنا عارفة إن في حاجات معرفهاش تخصني وإنكم مخبيين عني حاجات بس أنا مش عايزه أعرفها ومش هسألك إيه هي؟؟ بس عايزه أعرف حاجة وحدة..بابا كان ليه علاقة بناس بيشتغلوا شغل مش مظبوط ولا لأ؟؟
نظر لها علي بدهشة وإستغراب قائلا:
ــ: إنتي بتجيبي الكلام ده منين..وبتفكري ليه فيه دلوقتي؟
أشاحت بوجهها عنه قائلة:
ــ: مفيش..عادي
علي بحنان وهو يربت على يدها:
ــ: ساره حبيبتي..باباكي الله يرحمه كان راجل شريف ومحترم جدا ومينفعش تفكري فيه كده..ولازم تنسي كل المواضيع دي..إحنا ما صدقنا إن حالتك إتحسنت..وكمان لازم تتأكدي إن اللي حصل لباباكي الله يرحمه لا إنتي ولا هو ليه علاقه بيه..ده قدر ربنا
أماءت برأسها علامة الإقتناع..لكن قلبها كان يدق بعنف ويصرخ معلنا التمرد..لا تعيشي في الوهم..تعلمين جيدا أن هناك أمر خفي هو سبب ما حدث..ولكن خوفها تغلب على فضولها ففضلت الصمت والإكتفاء بمهدئ لقلبها وعقلها وغادرت بهدوء..
أما علي لم يستطع أن يحبس دموعه التي إنهمرت من عينيه وهو يغمغم:
ــ: سامحيني يا ساره..أنا خايف عليكي من الحقيقة..خايف لا تروحي مني
تناول هاتفه وإتصل بها وما إن سمع صوتها حتى قال:
ــ: ساره بتفكر في ابوها..أنا خايف عليها يا عبير..خايف نفسيتها تتعب تاني
عبير بقلق:
ــ: هو إيه اللي حصل؟
علي:
ــ: معرفش بس هي مش مظبوطه وأنا بموت لما بشوف في عنيها خوف رهيب من إنها حتى تسألني عن اللي محيرها
عبير:
ــ: يا علي الحقيقه هتتعبها أكتر
علي:
ــ: عارف ومتأكد عشان كده ساكت..بس مستغرب إنها مش فارقة معاكي كده
تنهدت عبير قائلة:
ــ: ومين قالك مش فارق..بس تعبها دلوقتي هتنساه بكره..أما لو عرفت الحقيقة هتضيع مننا..وأنا مش عايزاها تضيع تاني
علي :
ــ: لحد إمتى هنفضل كده..أنا مبقتش مستحمل نظرة اللوم اللي في عنيها كأنها عارفه إني مخبي عنها ده حتى النهارده بقولي أنا عارفه إنك مخبي عني حاجات بس مش عايزه أعرفها
عبير:
ــ: طالعة ذكيه لأمها
علي:
ــ: بس بريئة ودي بقى مش لأمها
عبير بثقة:
ــ: هيتقتلوا فيها مع الزمن زي ما إتقتلوا في أمها
........................................................................................................
في الأرض الواسعة حول الفيلا حيث تتعالى أصوات الزغاريد مختلطة بالأصوات البشرية فرحا بالعريس وعروسه.. إحتضن إبراهيم يوسف بسعادة وهو يقول:
ــ: مبروك يا معلم ألف مبروك
يوسف:
ــ: الله يبارك فيك يا إبراهيم..والله فرحت عشان جيت
إبراهيم بإبتسامة:
ــ: وجبتلك معايا الملف اللي عايزه أي خدمه
يوسف: بفرح
ــ: مش عارف أقولك إيه بجد شكرا..هروح أشيله لا يضيع وأرجعلك
غادر يوسف تاركا إبراهيم يتأمل الفرح ثم قطب جبينه فجأه وهو ينظر لشخص ما وحاول أن يتذكر أين رآه من قبل..إقترب إبراهيم من الشخص ثم لمعت عيناه وهو يقول:
ــ: متهيألي إنت شادي صح؟؟
نظر له شادي بإستغراب ثم ما لبث أن إبتسم قائلا:
ــ: صح وإنت إبراهيم مش كده
إبراهيم وهو يسلم عليه:
ــ: كده طبعا..صدفة حلوة اوي متخيلتش إني ممكن أقابلك هنا
شادي:
ــ: إزاي ده فرح صاحبي اصلا
إبراهيم وهو يرفع حاجبه بدهشة:
ــ: والله.!!هو يوسف صاحبك؟
شادي بإبتسامة:
ــ: من زماااان
إبراهيم بضحكة:
ــ: يااه الدنيا دي صغيرة أوي..بس أنا زعلان منك لما جيت المستشفى قلتلي لو محتاج حاجه كلمني وخلعت طب مش تديني رقم تيلفونك ولا هكلمك على البوتجاز مثلا
شادي بضحك:
ــ: معلش أصل يوميها كانت الدنيا متلخبطة معايا شويه..المهم والدك أخباره إيه؟؟
إبراهيم:
ــ: الحمدلله بقى تمام .. بس لازم أخد رقمك المرادي
شادي:
ــ: طبعا وأنا أصلا كنت هكلمك لوحدي..عشان كنت عايزك في موضوع
إبراهيم:
ــ: موضوع إيه؟؟
شادي:
ــ: الموضوع اللي كلمت فيه يمنى ورامي
إبراهيم:
ــ: أها..مفيش مشكله..أنا أصلا كنت برضو عايز أكلمك لأن الآنسه يمنى قالتلي إنك ممكن تساعدنا في الموضوع ده
سارع شادي قائلا:
ــ: قبل ما أساعدك ممكن أسألك كام سؤال كده
إبراهيم:
ــ: طبعا إتفضل
شادي وهو ينظر حوله:
ــ: طب خلينا نبعد عن الهيصه دي تعال ندخل الفيلا نكلم جوه
تبعه إبراهيم للدخل إلى إحدى الغرف..وما إن دخلاها حتى تنهد إبراهيم قائلا بأريحية:
ــ: أيوه كده أحسن فعلا
شادي بإبتسامة:
ــ: شفت بقى..خلينا نعقد نكلم براحتنا هنا
إبراهيم وهو يجلس على أحد المقاعد قائلا:
ــ: إتفضل إسأل اللي إنت عايزه
جلس شادي أمامه وهو يقول:
ــ: أنا عارف اللي حصل كله..يمنى حكتلي عليه..وإنها عرفت من رامي وجت قالتلك وإنك قابلت رامي وإتفقتوا وبعدين رحت ليمنى مع بنت عمتك وفهمتها كل حاجة
إبراهيم:
ــ: مظبوط
إنحنى شادي بإتجاهه قائلا بصرامة :
ــ: ليه؟
إبراهيم بعد فهم:
ــ: هو إيه اللي ليه؟
شادي:
ــ: ليه مصمم توقع رشاد وإبنه..إشمعنا؟
إبراهيم:
ــ: رشاد ده مجرد وسيلة للغاية الحقيقية
عاد شادي بظهره لمقعده واضعا ساق فوق الأخرى وهو يقول:
ــ: الكينج صح
إبراهيم:
ــ: صح
إلتفت له شادي قائلا:
ــ: بص يا إبراهيم..أنا معنديش معلومات ممكن تساعدك..كل اللي أعرفه يخص داليا مرات سامر السكري مامة يمنى لكن الكينج ده معرفش عنه حاجه
إبراهيم بعدم فهم:
ــ: مامة يمنى بس؟؟
شادي وقد فهم قصده:
ــ: أه..أنا ويمنى إخوات من الأب ..مامتي متوفيه من زمان الله يرحمها
إبراهيم:
ــ: الله يرحمها
شادي بهدوء:
ــ: بس مش عايز يمنى تدخل في الموضوع ده كفاية عليها إننا نعرفها اللي بيحصل لكن من بعيد مش عايزها تتأذي
إبراهيم:
ــ: مع إن الآنسه يمنى أكتر وحدة ممكن متتأذيش بحكم إن والدتها تبقى مرات السكري
إبتسم شادي بسخرية قائلا:
ــ: وعشان كده أكتر وحده ممكن تتأذي عشان داليا ممكن تدوس على أي حد حتى لو بنتها مش هيفرق معاها أوي
إتسعت عينا إبراهيم بدهشة:
ــ: لأ مش للدرجادي يعني..مش لدرجة تأذي بنتها
شادي:
ــ: على العموم هحكيلك عنها وإنت تبقى تقرر بنفسك ممكن تأذيها ولا لأ..المهم أنا عايز أعرف منك دلوقتي تعرف إيه بالظبط عن سامر السكري؟؟
قطع حديثهم صوت يوسف الواقف عند الباب قائلا:
ــ: الله الله لحقت تتعرف على حد يا هيما
إلتفت كلاهما إليه ..وأجابه إبراهيم قائلا:
ــ: لا يا عم أنا أعرفه من فتره
يوسف وهو يقترب منهما قائلا:
ــ: بجد إنتوا تعرفوا بعض؟
شادي:
ــ: أه..ده إبراهيم إخواته يبقوا صحاب يمنى
يوسف بإبتسامة واسعة:
ــ: ده إيه الحلاوه دي
إبراهيم:
ــ: أنا اللي مكنتش أعرف إنك تعرفه
يوسف:
ــ: طب يلا يا عم منك له ولا هتسيبوني بره لوحدي
إلتفت شادي لإبراهيم قائلا:
ــ: خلاص خد رقمي وهات رقمك وهنبقى نتواصل إن شاء الله
...............................................................................................
فتحت يمنى باب الشقة لتجد ساره تقف أمامها وعلى وجهها علامات الضيق والإرتباك
يمنى بدهشه:
ــ: ساره!!
ساره بصوت منخفض:
ــ: أخوكي هنا؟
ليلى وهي تسحبها لتدخلها:
ــ: لأ مش موجود..في فرح واحد صاحبه.. أدخلي
دخلت ساره وأغلقت يمنى الباب وإلتفتت إليها قائلة:
ــ: مالك يا بنتي وشك مقلوب كده ليه؟
ساره بتردد:
ــ: عايزه أسألك على حاجه
يمنى بإهتمام:
ــ: خير
ساره وقد زاد ترددها:
ــ: المره اللي فاتت لما إبراهيم إكلم عن الوسيط إنتي قلتي إنه جوز مامتك صح؟
يمنى:
ــ: صح
ساره:
ــ: قلتي إسمه سامر السكري صح؟؟
يمنى بإستغراب:
ــ: أيوه صح..ماله؟؟
ساره وهي تبتلع ريقها بتوتر:
ــ: عنده ولاد؟؟
يمنى بعد فهم:
ــ: أه بس بتسألي ليه؟
هتفت ساره وجسدها يرتجف:
ــ: أسمائهم إيه
يمنى بدهشه:
ــ: في إيه يا بنتي متفهميني
صاحت ساره بإنفعال:
ــ: قوليلي بس أسمائهم إيه
يمنى بإستغراب:
ــ: معندوش غير ولد واحد إسمه جلال من مراته الأولى
ساره بدهشه:
ــ: جلال!!! متأكده معندوش غيره
يمنى:
ــ: يا بنتي ده جوز أمي يعني أكيد عارفه ولاده كويس ..معندوش غير جلال
تنهدت ساره بخيبة أمل وهي تقول:
ــ: طيب
إقتربت منها يمنى قائلة:
ــ: ممكن تفهميني بقى في إيه
ساره:
ــ: فاكره لما حكيتلك عن الشاب اللي حبيته؟
يمنى:
ــ: أه فاكره
ساره وهي تزفر بضيق:
ــ: كان من عيلة السكري وباباه كان إسمه سامر برضو
يمنى بدهشه:
ــ: معقووول؟؟
ساره وهي تجلس على أحد المقاعد واضعه كفيها حول رأسها وهي تقول:
ــ: أنا مش عارفه ليه بعمل كده..ليه بسألك عنه..أنا ممكن أوصله بطريقة أسهل بس مش عايزه..خايفه..أنا مبقتش فاهمه تصرفاتي..بسألك عنه وأنا مش عايزه أعرف عنه حاجه..مش عارفه مبسوطة عشان متعرفيهوش ولا مضايقة..أنا هجنن يا يمنى هجنن
جلست يمنى بجوارها وأخذت تهدأها وهي تربت على ظهرها قائله بحنان:
ــ: إهدي بس يا ساره..أكيد عيلة السكري كبيره وفيها مليون سامر غير جوز ماما وإنتي لو عايزه توصلليله ممكن أخلي ماما تسأل
قاطعتها ساره بإنفعال:
ــ: مش عايزه..مش عايزه أوصله
يمنى:
ــ: اومال عايزه إيه؟
ساره بتوتر:
ــ: مش عارفه
عادت بظهرها للخلف ورفعت رأسها للأعلى وهي تقول بصوت مهزوز:
ــ: مش عارفه حاجه..خايفة من كل حاجه..مش عايزه أعرف حاجه خالص..جوايا تناقض كبير..أحيانا بتجيلي لحظات عايزه أفهم كل حاجه بتحصل بس ثواني وبرجع أخاف..أترعب..خايفه من مجهول..دايما قلقانة من كل حاجه..مش فاهمه نفسي..مش عارفه أنا عايزه إيه وليه وبعمل إيه؟
ثم إلتفتت ليمنى قائله ببكاء:
ــ: أنا ضايعة يا يمنى..ضايعة جوه نفسي
إحتضنتها يمنى و قد أدركت وقتها أن ساره تحمل في داخلها إرثا أليما قهرها ولم تعد بسببه طبيعية..تريد من يسمعها بدون أن يفهم كلامها لأنها ذاتها لا تفهم ما بها ..إنفلق قلبها على صديقتها وخشيت أن تكون ساره مريضة نفسيا حقا..لكن ما السبب..؟
إنتشلتها ساره من بين أفكارها وهي تقول:
ــ: من ساعة موت بابا وأنا رافضة أتكيف مع الدنيا..بكره الدنيا بحب أقعد لوحدي..أفكر أتخيل مع نفسي..الخيال حلو أوي والوحده بتريحني..مفيهاش مشاكل مفيهاش وجع مفيهاش قلق..بابا كان قالي مره..متحاوليش تخلقي من الحلم واقع لأن الواقع مش تحت أمر حد بس إخلقي من الواقع حلم وسيطري عليه..أنا دلوقتي لا عايشه واقع ولا عايشه حلم..مش عايشه أصلا
يمنى:
ــ: خايفه ليه من الدنيا كده؟
ساره بألم:
ــ: عشان ورتني اصعب أيام بعد أحلى أيام..شفت العذاب والموت والقهر والخيانة والغدر والقتل والدمار والذل مرة واحده بعد ما كنت ملكة ..مكنتش فاهمه حاجه ولما بدأت أفهم وحاربت عشان أفهم..قتلوا بابا ودمروني ودمروا كل حاجه في حياتي كان ليها طعم..عشان كده لما بعرف إن في حاجه مستخبيه عني مبحاولش أفهم وببقى عايزه أبعد وأنسى
يمنى:
ــ: بس إنتي صممتي تفهمي من إبراهيم موضوع الكينج
ساره:
ــ: عشان عارفه إنه ميخصنيش أنا وعشان كنت عايزه أريحك من الهم اللي إنتي فيه وعشان مفكرتش كتير..قررت أعرف ورحتله وصممت أعرف وقتها أما لو كنت فكرت يوم احد مكنتش هطلب منه يعرفني حاجه وهسكت
يمنى بإشفاق:
ــ: بس بكره بإيد ربنا وإمبارح خلاص فات ..إرضي باللي ربنا قدره وعيشي حياتك..خايفة من إيه وربنا معاكي
نظرت لها ساره وفي عينيها نظرة إنهاك وتعب قائلة:
ــ: أنا همشي دلوقتي..معليش قرفتك معايا
يمنى بقلق:
ــ: طب خليكي هنا النهارده وممكن شادي يروح يبات في أي حته أنا قلقانه عليكي
ساره وهي تقف لتغادر:
ــ: متقلقيش أنا هبقى كويسة..إدعيلي بس
أمسكت يمنى يدها قبل أنا تغادر وهي تقول:
ــ: هو كان إسمه إيه ؟؟
نظرت لها ساره قائلة بتنهيده حارة:
ــ: سـيـفدخل أحمد إلى مكتب والده والشرر يتطاير من عينيه قائلا:

كش ملكWhere stories live. Discover now