الحلقة الثانية و الاربعون

810 25 0
                                    

فتحت نهى باب الشقه وهي تقول بغنج:
ــ: يعني لازم أقولك في حاجة مهمة عشان تيجي تسأل عليا
شادي ببرود:
ــ: في إيه يا نهى؟
نهى:
ــ: إدخل طيب وبعدين نبقى نكلم
شادي بلؤم:
ــ: ماشي
ثم إلتفت خلفه قائلا:
ــ: تعالي يا ملاك
ظهرت خلفه ساره وهي تنظر لنهى نظرات إمتعاض من ملابسها الضيقة التي توضح تفاصيل جسدها بشكل مبالغ فيه
شادي بإبتسامة باردة:
ــ: أعرفك يا آنسه نهى..دي ملاك خطيبتي
نهى بذهول:
ــ: أهلا!!
شادي بسخرية:
ــ: إيه مش هدخلينا ولا إيه؟
نهى بحنق:
ــ: إتفضلوا
دلفا إلى الداخل وإلتفت لها شادي قائلا:
ــ: أنا معنديش وقت أقعد لخصي وقولي في إيه؟
نهى وهي تنظر لساره شذرا:
ــ: مش هينفع عشان الموضوع اللي كنت عايزه حضرتك فيه مينفعش حد غيرنا يسمعه
شادي بدهشه مصطنعة:
ــ: والله..!! ماشي أنا بقولك أهو ملاك تعرف عني كل حاجه إتفضلي إكلمي
عقدت ذراعيها أمامها وهي ترمقهما بغيظ فأسرع قائلا:
ــ: داليا كانت عايزاكي تصوريني معاكي صح؟
نهى بإزبهلال:
ــ: إنت عرفت منين؟
ساره بدهشه:
ــ: يعني صح؟
إلتفت شادي قائلا لساره:
ــ: مش قلتلك إني أكتر واحد فاهم داليا بتفكر إزاي
نظر شادي إلى نهى قائلا بقسوة:
ــ: إنتي لو مكلمتيش دلوقتي وفهمتيني داليا بتخطط لإيه أنا هموتك في مكانك
نهى بذعر:
ــ: أنا ماليش دعوه هي اللي أجبرتني أعمل كده والله
شادي:
ــ: حلو أوي يبقى تفهميني هي عايزه توصل لإيه وأنا هحميكي منها
تهاوت نهى على أحد المقاعد قائلة:
ــ: لو مصورتكش معايا في البيت هتخلص عليا
ثم أشارت بيدها إلى أحد الاركان قائلة:
ــ: الكاميرا هناك روح شيلها
ذهب شادي إلى حيث أشارت وتبعته نهى..أخذ يبحث بنظره عن الكاميرا لكن فجأه إلتصقت فوهة مسدس برأسه مع صوت ساره تصرخ:
ــ: شاااااااااااااادي
أتاه صوت نهى وهي تقول بسخرية:
ــ: مش إنت لوحدك اللي ذكي يا باشا..الهانم قالتلي لو كشفتني أخلص عليك
كادت ساره تنقض عليها لولا يد إمتدت إليها جذبتها بشده لتتفاجئ برجل ضخم خلفها يصوب مسدسه لرأسها ويلف يدها اليمنى خلف ظهرها في حين وضعت يدها اليسرى على فمها وهي تكتم صرخاتها وإنهمرت دموعها وهي تنظر لشادي الذي تسمر مكانه ثم قال بوجوم:
ــ: عايزه توصلي لإيه يا نهى؟
هتفت نهى بغل:
ــ: عايزه أخلص عليك يا سي شادي إنت بسببك إدمرت كل أحلامي وكل حاجه ضاعت مني وداليا هددتني لو منفذتش اللي هي عايزاه هتخلص عليا وبيني وبينك انا نفسي أخلص منك لأن وجودك هيعطلنا كثير
شادي بسخرية:
ــ: ده إنتي شريكه معاهم بقى في العصابة
أجابته نهى بتفاخر:
ــ: من غيري كان في حاجات كثير مش هتخلص
زم شادي شفتيه وهو يقول:
ــ: ملاك مالهاش دعوه بحاجه..الكلام بيني وبينك خلي الشحط اللي هناك ده يسبها
نهى:
ــ: والله ملاك متلزمنيش بس أكيد لو سلمتها للهانم هتفرح أوي
ثم إستطردت بحقد:
ــ: ده بعد ما أخلص عليك طبعا
نظر شادي إلى ساره التي تنظر له بعينين مرتجفتين وظل ثابتا في مكانه لا يتحرك واكملت نهى وهي تقول بتشفي:
ــ: طب مش هتترجاني أسيب حبيبة القلب حتى
فجأة إمتدت يده بقوة وقبضت على يدها التي تحمل المسدس فدفعها عنه بعنف وهو يلتقط المسدس من يدها ثم أطلق النار بإتجاه كتف الرجل الذي يمسك بساره..صرخت سارة بهلع وهي ترى الرصاص ينطلق نحوها فعينيها لم تلتقط ما فعله شادي منذ لحظات..أدركت أنها مازالت بخير حين هدأت قبضه الرجل من على رقبتها وسقط مسدسه من يده..
إنقض شادي على الرجل وهو يلكمه في وجهه بعنف بضربات متتالية بينما إبتعدت ساره وهي تلهث بشدة ولمحت نهى وهي تتحرك لتأخذ المسدس الملقى على الأرض..فتحركت بسرعة وإلتقطته قبلها ثم أمسكته بيدين مرتعشتين وهي لا تقوى على حمله لكنها صوبته بإتجاه رأس نهى ودموعها لم تجف بعد..سقط الرجل مغشيا عليه ونظر شادي للفتاتين ثم إبتسم قائلا بسخرية:
ــ: بركاتك ياداليا حتى ملاك اللي عمرها ما مسكت مسدس على إيدك مسكته
تقدم شادي إلى حيث جلست نهى على الأرض ثم جذبها من يدها بقسوة وهو يصرخ فيها قائلا بعصبية:
ــ: أقسم بالله لو ما نطقتي لا أكون مخلص عليكي بجد ومش هرحمك
نهى بذعر:
ــ: أنا ماليش دعوه
ألقاها بعنف على الأريكة ثم إنحنى نحوها قائلا بغضب:
ــ: تقوليلي كل حاجه تعرفيها عن داليا دلوقتي حالا وبلاش تكدبي عشان إنتي شكلك مستغنيه عن عمرك
نهى بخوف:
ــ: أنا هقولك كل حاجه بس تحميني منها
صاح بغضب هادر:
ــ: إنطقي
نهى برعب:
ــ: داليا كانت بتشتغل مع سامر السكري بينفذوا أوامر الكينج اللي كلنا سمعنا بعد كده إنه سامر بس أنا مكنتش أعرف وكنت بساعدهم في الصفقات بتاعت الأسلحة والمخدرات وتهريب آثار أنا اللي كنت بظبط الصفقه مع الناس اللي هيشتروا بس المرادي كل حاجه اتلخبطت
قطب شادي جبينه وهو يقول:
ــ: الحاجه اتسلمت؟
نهى:
ــ: المفروض إنها كانت هتتحمل للمراكب من فترة بس عشان سامر إتقتل كل حاجه وقفت وهتطلع النهارده من الميناء عشان كده داليا صممت تجيلي النهارده وأشغلك عنها خالص
صاح شادي بغضب:
ــ: يا ولاد التييييت
رفع يده ليصفعها على وجهها وما كادت تصل الى خديها حتى سحبها قائلا بحنق:
ــ: لولا إنك وحده ست كان زماني فرمتك دلوقتي
ثم أكمل بعنف:
ــ: المكان فين بالظبط والمراكب هتتطلع الساعه كام
سارعت نهى قائلة:
ــ: بعد ساعه من دلوقتي وهقولك على المكان بس تسيبني في حالي
شادي بإمتعاض:
ــ: لو عليا مش عايز اشوف وشك بس أنا مضطر أشرف هنا معاكي لحد ما الشرطه تبلغني إنهم مسكوا البضاعة قبل ما تطلع فبلاش تكدبي لأنهم لو بلغوني إنهم ممسكوش البضاعة أنا فعلا هخلص عليكي..
أخبرته بمكان التسليم وإتصل مباشرة بحسام وتم إبلاغ الشرطة..ومرت ساعتين وتلقى شادي إتصالا من حسام أخبره فيها أن الشرطة قبضت على المهربين وتم التحفظ على البضاعة قبل خروجها من إسكندرية لكن لا شيء يخص داليا فكل شيء يثبت تورط سامر وحده..
غادر شادي وملاك شقة نهى إلى حيث قسم الشرطة وحمدالله أن أنقذه من فخ آخر نصبته له داليا..كم كان يتمنى أن يُقبض عليها هي الأخرى لكن لا شيء يثبت عليها إتهاما حتى الأوراق التي معه بمفردها لن تؤدي إلى شيء فهو يعلم أن داليا ليست بالهدف الهين..
أوصل شادي ساره إلى منزلها وكانت في حالة وجوم فلم تحدثه طول الطريق فقط كانت مذهولة وجسدها يرتعش..أسندها وصعد بها إلى الشقه فتحت له إيمان المنزل وصُدمت لرؤية ساره بتلك الحالة..أجلسها شادي على أحد المقاعد وذهبت إيمان لتحضر لها كوبا من الماء..رشفت منه رشفة صغيرة ثم وضعته..وإلتفتت تنظر لشادي قائلة بدموع:
ــ: إحنا مش هنخلص من الهم ده..هي مش هتسكت لغاية ما تحرق قلبي عليك
ضمها إليه وهو يربت على ظهرها قائلا بحنان:
ــ: خلاص إهدي بس..ما أنا كويس أهو
زاد بكاؤها وهي تقول:
ــ: لو كانت فرقت في لحظة كنت زمانك...
قطعت كلامها وهي تكتم فمها بيدها وتعالت شهقاتها فأسرع شادي قائلا:
ــ: الأعمار بإيد الله يا ملاك وأنا مش عيل صغير أنا كنت عارف إمتى هاخد منها المسدس بس كنت مستني اللحظة المناسبة عشان إنتي كمان متتأذيش
دفنت رأسها في صدره أكثر وهي تحاول السيطرة على شهقاتها في حين قالت إيمان بذهول:
ــ: فهموني إيه اللي حصل
..........................................................................................................
غادر شادي بعد أن إطمئن على سارة إلى شقة أخيه رامي وإتصل بـ"حسام" وطلب منه أن يحضر إليه وحين أتى جلسا معا وبادر حسام قائلا:
ــ: ناوي على إيه؟
وضع شادي يده على رأسه وهو يقول:
ــ: مش عارف يا حسام بس لازم أخلص من داليا بأي طريقه مينفعش نفضل عايشين في قلق كده
حسام :
ــ: والله الست دي مش خساره فيها القتل
شادي بسخرية:
ــ: لو عليا كنت ولعت فيها
حسام بتنهيدة:
ــ: ماتجوز ملاك ونرجع كندا كلنا
هتف شادي بحنق:
ــ:ههرب من مصر يعني ولا إيه؟
حسام:
ــ: مش قصدي بس نرتاح منها
شادي:
ــ: لأ طبعا و..
قطع حديثه صوت هاتفه يرن فأجاب قائلا:
ــ: إزيك يا إبراهيم
أتاه صوت إبراهيم قائلا بسرعة:
ــ: إنت فين يا شادي؟
شادي بقلق:
ــ: في شقة أخويا خير في ايه؟
إبراهيم:
ــ: طب تعرف تجيلنا في شقة عمار بسرعة أنا وأدهم عنده
قطب شادي حاجبيه وهو يقول:
ــ: هو في حاجه ولا إيه؟
تنهد إبراهيم وهو يقول:
ــ: تقرير الطب الشرعي بتاع رشاد طلع
شادي ببطء:
ــ: أيوه وبعدين؟
أجاب إبراهيم دفعة واحدة:
ــ: رشاد متقتلش دبح
ضرب شادي بقبضته على المقعد وهو يقول بتوتر:
ــ: زي ما توقعت
ثم نهض وهو يقول مسرعا:
ــ: مسافة السكه وهبقى عندك
أغلق الخط وإلتفت لحسام قائلا:
ــ: الظاهر مش مكتوبلنا الراحة أبدا يا حسام
حسام بدهشة:
ــ: هو في إيه؟
شادي بحنق:
ــ: في كارثة لازم نلحقها وغالبا لو إتعرفت ملاك هتروح فيها
إنطلق شادي بسيارته ومعه حسام إلى حيث منزل عمار وعند وصولهما ترجلا من السيارة وما إن دخلا المنزل حتى تعلقت نظرات شادي بإبراهيم قائلا بلهفة:
ــ: إتقتل إزاي؟
أجابه أدهم بخيبة أمل:
ــ: مخنوق
هتف عمار بعصبية:
ــ: أنا مبقتش فاهم حاجه خالص
زفر شادي بضيق وهو يهوي بجسده على المقعد بقرب إبراهيم قائلا:
ــ: بالنسبالي بقيت فاهم وياريتني ما فهمت
إلتفت له إبراهيم قائلا بإستغراب:
ــ: فاهم إيه بالظبط؟كده كل توقعاتنا راحت فشنك..الكينج مبيقتلش غير دبح ليه يقتل رشاد خنق وليه يدبحه بعد كده أنا مش فاهم؟
سارع شادي قائلا:
ــ: لأن مش الكينج هو اللي قتل رشاد
نظروا له ببلاهه فأكمل قائلا:
ــ: أنا بقالي فتره بفكر في كذا سؤال مش لاقيله حل
جلس الجميع حوله في حين أكمل هو:
ــ: لو أي واحد فينا مطلوب منه يركب كاميرات في الدور الثاني وأول حاجه هيعملها إنه هيروح غرفة رشاد يخدره وبعدين يشتغل..المنطق بيقول إن أول كاميرا يركبها فين؟؟
حسام بتلقائية:
ــ: في الغرفة اللي هو فيها
نظر له شادي قائلا:
ــ: بس اللي حصل العكس..باسم ركب الكاميرات في بقية الغرف إلا غرفة رشاد والأوضه اللي في وشها
هتف إبراهيم بعصبية:
ــ: إنت بتلمح لإيه؟؟
شادي وهي يعض على شفتيه قائلا:
ــ: أنا نفسي كلامي يطلع غلط وعشان كده مقلتش لحد عن شكوكي لغاية ما عرفت منكم دلوقتي نتيجة تقرير الطب الشرعي..أنا اكتر واحد هضر من الكلام اللي هقوله بس في حاجات لو جمعناها جمب بعضها متدلش إلا على حاجه واحده بس..
صمت لحظة يقلب نظره في وجوههم بتوتر ثم إستطرد قائلا بصوت مكتوم:
ــ: إن باسم ليه علاقه بالموضوع
صاح عمار قائلا:
ــ: مش معقول ده باسم هو اللي خططلنا كل حاجه عشان نوقع الكينج
شادي وهو يشير له بسبابته:
ــ: لو فكرنا واحدة واحدة في تصرفات باسم هنلاقيها غريبة..ليه صمم هو اللي يركب الكاميرات مش حد غيره وليه صمم أبقى أنا في الدور الأول وهو في التاني؟؟ ليه إداني خمس كاميرات وخد هو أربعة.. ليه لما أدهم إقترح عليه سبع كاميرات هو صمم على تسعة؟
سارع إبراهيم قائلا:
ــ: إحتياطي عشان مكانش عايزكم تطلعوا تاني
نظر له شادي وهو يقول:
ــ: وليه متقولش إنه كان عايزنا نطلع تاني..بس نطلع عشان نجيب الكاميرتين اللي ناقصين بس وكان قاصد إنهم يبقوا عنده مش عندي..عشان لو خلصت قبله طبيعي هطلعله فوق لكن لما يخلص هو قبلي وينزلي ويقولي ناقصنا إتنين هنطلع نجيبها من بره وكان لازم نطلع عشان سامر يتحرك..وبرضو عشان يبعد عنه أي شبهه إختار تسعة كاميرات عشان ينقص إتنين مش واحدة
إبراهيم بإصرار:
ــ: عادي ممكن تبقى صدفة
شادي:
ــ: بس مش صدفه إنه يركبهم كلهم إلا غرفة رشاد اللي كان فيها في الاول خالص..والغرفة اللي في وش غرفة رشاد يسيبها فاضيه ويركب الكاميرا بتاعتها في الطُرقه وتنقص كاميرتين بدل كاميرا
أدهم بتمعن:
ــ: قصدك إنه كان عارف إن بمجرد ما يركب الكاميرا إحنا بنلقط الصورة بره عشان كده خلاها في الآخر..طب والغرفة التانية اللي مركبش فيها عمل كده ليه
شادي:
ــ: لسببين عشان يركب في الطرقه اللي في وش غرفة رشاد وعشان ميبانش إنه كان قاصد غرفة رشاد بالذات
عمار ببلاهه:
ــ: وهو ليه يركب في الطرقه مش فاهم؟
شادي:
ــ:ركب في الطرقه عشــ
قاطعه إبراهيم بحنق:
ــ: إستنوا إستنوا إنتوا بتكلموا كده إزاي كأنكم متأكدين من كلامكم..أصلا هو مصلحته إيه في كل ده.؟
تنهد شادي وهو يقول:
ــ: مصلحته دي أنا معرفش بس هو متورط في حاجه..وكمان حاجه تانية مين اللي قالكم إن رشاد في فيلته لما رحتوا تقبضوا عليه أول مرة وهرب؟
إبراهيم:
ــ: واحد كان باسم حاطه بيراقب رشاد
شبك شادي أصابعه وهو يقول:
ــ: تقدر تقولي رشاد بعد مايعرف إن إبنه إتخطف ويدفع المبلغ ده كله إزاي يرجع بيته كده عادي؟ وعرف إزاي إنكم مراقبينه؟ وليه يدخل الفيلا وبعدين يهرب من ورا..الطبيعي إنه ميروحش الفيلا أصلا يخاف لا المكان يكون متراقب
عمار بذهول:
ــ: يعني قصدك تقول إن رشاد مكانش في الفيلا أصلا
شادي:
ــ: بالظبط..رشاد مراحش الفيلا ولا حاجه هو هرب على طول وباسم كان بيكسب وقت وشغلنا كلنا عن مكان رشاد الحقيقي
أدهم بعدم تصديق:
ــ: طب ليه؟
شادي بتمعن:
ــ: في حاجه كمان أنا مش فاهمها هو كان دايما كل توقعاته صح وخططه كانت بتمشي مية مية إلا حاجه وحدة كان دايما يفهمنا إن سامر وسيط الكينج وخلانا نروحله عشان نضغط عليه وعمره ما جاب سيرة عن شخصية الكينج الحقيقية
أدهم:
ــ: كان عين لسامر بينا يعني؟
أكمل شادي شارحا:
ــ: إنتوا مسألتوش نفسكم سؤال؟إحنا لغاية دلوقتي منعرفش مين الوسيط بتاع الكينج إحنا عرفنا الكينج بس معرفناش الوسيط
صاح عمار برعب:
ــ: مستحيل..إنت عايز تقول إن باسم هو الوسيط
إبراهيم بذهول:
ــ: إنتوا إجننتوا.!ده جوز أختي وأنا أعرفه كويس مستحيل يعمل حاجه كده
أدهم بتمعن:
ــ: باسم هو اللي كان بيخطط لكل حاجه فعلا وكمان في حاجة غريبة عرف منين كل المعلومات دي عن الكينج؟ وطريقة شغله وهو أصلا بقاله فتره بره مصر؟
حك شادي ذقنه قائلا :
ــ: لما إتبعتتلنا سكاكين على البيت حسام وقتها لفت إنتباهي لحاجه
نظر له حسام قائلا:
ــ: أيوه صح
عمار:
ــ: حاجة إيه؟
شادي:
ــ: مين اللي إتبعتله الهديه دي..إبراهيم وعمار ورامي وأنا وحسام مع إني أنا وحسام مكناش لسه ظهرنا قدام الكينج خالص ولا يعرف أصلا إن إحنا نعرفكم ..بعتلنا ليه؟؟ وعرفنا منين؟
عمار:
ــ: مش شرط يا شادي يمكن كان مراقبنا
حسام:
ــ: طب مبعتش ليوسف ومحمد ليه؟ ماهما كانوا معانا كذا مرة وإحنا بنتفق هنعمل إيه..صدقوني اللي بعت السكاكين دي كان عارف بيبعتها لمين بالظبط
حرك إبراهيم رأسه بعنف وهو يقول:
ــ: لأ لأ مستحيل طب ما باسم إتبعتتله برضو
أدهم بإبتسامة:
ــ: ماهو لازم يتبعتله عشان ميتكشفش
عمار بتذكر:
ــ: في حاجه كمان مخدناش بالنا منها
شادي بإنتباه:
ــ: إيه؟
عمار:
ــ: سامح النصار متقتلش إلا بعد ما إبراهيم حكى لباسم إتفاقنا معاه
إتسعت عينا إبراهيم في ذهول وهو يتذكر كيف قص على باسم إتفاقه مع سامح ثم تم قُتل سامح بعدها مباشرة
حسام:
ــ: كمان إيه اللي خلى باسم متأكد إن رشاد بيشتغل مع الكينج وأقنعنا كلنا بكده عرف منين أصلا.؟
ساد الصمت بينهم للحظات وعيونهم تدور بينهم بذهول ثم قال عمار بتعجب:
ــ: إحنا إزاي مكناش واخدين بالنا من الحاجات دي كلها
تنهد شادي قائلا:
ــ: لأن باسم مكانش بيدينا فرصة نفكر كان مجهز كل حاجه أو بالأصح متجهزله كل حاجه وهو يحركنا
أدهم:
ــ: طب لو إفترضنا إن كل ده صح..إنت عايز تقول إن باسم قتل رشاد طب ليه؟وهو عارف إن سامر هيوصل ويقتله
حسام:
ــ: يمكن باسم لما دخل يخدر رشاد لقاه صاحي ومكانش قدامه فرصه غير إنه يقتله
شادي بحزم:
ــ: لأ باسم كان قاصد يقتله قبل ما سامر يقتله
عمار:
ــ: إشمعنا يعني؟
شادي :
ــ: لو فكرنا بتفكير الكينج وحطينا نفسنا مكانه أكيد الإتفاق كان هيبقى إنه باسم هيركب الكاميرات ويخدر رشاد وياخدني ونطلع نكسب وقت عشان سامر يقتل رشاد..
أدهم :
ــ: تمام
أكمل شادي شارحا:
ــ: وأكيد سامر كان موجود أصلا وإحنا جوه لأنه لو كان دخل بعد ما ركبنا الكاميرات كنتوا بره شفتوه..سامر كان موجود في نفس الوقت وللإحتياط مقتلوش رشاد قبلها عشان لو حصل أي حاجه وأنا طلعت معاه فوق وشفته مقتول ده مش هيكون في صالحهم..مكانوش عايزينا نعرف انهم قتلوا رشاد قبل مانوصله زي سامح وقبل ما نستفيد منه وإلا كنا هنشك إن في حد بيساعد الكينج مننا
إبراهيم:
ــ: ده ميثبتش إنه مع الكينج لأنه لو قتله ليه سامر يدبحه وهو مقتول أصلا؟
شادي:
ــ: ماهو سامر معرفش إن باسم قتل رشاد أصلا لأن أكيد سامر كان مستخبي في حته عقبال ما إحنا نخلص ونطلع..وباسم خنق رشاد ونيمه على السرير ونزل ..وكده سامر لما دخل عليه إفتكره نايم مش ميت ودبحه وحط جمبه إسم الكينج
عمار:
ــ: طب إفرض بقى إن سامر مكانش ضرب عليكم نار ومشافكوش ماهو إنتوا كنتوا هتطلعوا تركبوا الكاميرا وتكتشفوا إن رشاد إتقتل وكده باسم يروح في داهية
أدهم بإنتباه:
ــ: عمار معاه حق
إبتسم شادي ثم قال:
ــ: باسم مش عبيط عشان يغلط غلطه زي كده..باسم كان متأكد إن سامر هيضرب علينا نار قبل ما ندخل
هتف إبراهيم بعصبية:
ــ: وإنت واثق كده منين؟
تنهد شادي وهو يقول بذكاء:
ــ: هو اللي بيدِبح وهو ميت قبلها مخنوق زي اللي بيدِبح وهو عايش؟؟
سارع أدهم قائلا:
ــ: لأ طبعا اللي بيدبح عايش دمه بيسيل أكتر من اللي
قطع كلامه وقد اتسعت عيناه بذهول وبدأ يفهم ما يقصده شادي فسارع شادي قائلا بثقة:
ــ: باسم كان عارف إن سامر هيكتشف إن رشاد إتقتل قبلها لأن دمه مش هيسيل طبيعي لأنه مخنوق ودمه إتجلط
إبراهيم بإزبهلال:
ــ: وبعدين
نظر عمار لشادي وهو يشير له بسبابته قائلا:
ــ: انت صح لأن طبيعة الكينج اللي عرفناها من باسم ومن الجرايم قبل كده إنه مبيقبلش بغلطة وحدة وإن اللي بيخالف كلامه بيتعاقب..عرف إن رشاد كان ميت أصلا وخاف لا يكون باسم متفق مع الشرطة ولا إتعمله فخ
قاطعه شادي قائلا:
ــ: وأول حاجه فكر فيها يخلص من اللي ممكن يثبت عليه كل جرايمه
وأكمل بصوت حانق:
ــ: الوسيط بتاعه
حسام:
ــ: بس أنا لسه مش فاهم باسم ليه عمل كل ده..ليه قتل رشاد كان عايز يوصل لإيه؟
شادي:
ــ: باسم كان متأكد إن الكينج المرادي هيقع وهيتقبض عليه وكان عايز يخلص منه وفكر بنفس تفكيره بالظبط.. قالك لو إتقبض عليه أكيد هيقول على باسم إنه بيساعده وقالك يخلص منه بس بإيد الشرطة عشان إحنا نفرح إن إحنا خلصنا من الكينج وننسى خالص حكاية الوسيط..وكمان باسم كان عارف إن الكينج لو قتل رشاد حتى لو متقبضش عليه هيقتله لأن الكينج حريص أوي إنه ميتكشفش وباسم كده أو كده كان هيتكشف لأن تحركاته مش طبيعيه فكان لازم يلحق نفسه
عمار:
ــ: وأكيد خاف يواجه الكينج مباشرة ويقتله بنفسه لأنه عارف إنه خطير جدا
إبراهيم:
ــ: بس لو كلامكم صح يبقى الكينج كان عارف من الأول إن الشرطة هتبقى موجوده طب ليه يحاول يقتل باسم وهو عارف إن الشرطه أول ما هتشوف ضرب نار هيضربوا على طول هما كمان
شادي:
ــ: أصلا الكينج مكانش عارف إن الشرطة موجوده وبتراقب المكان لأن أكيد باسم مقالوش
أدهم :
ــ: ولولا إن الضابط شاف سامر وهو خارج من غرفة رشاد في الكاميرا اللي حطها باسم في الطرقة ووقتها إديت أمر بضرب النار كان زمانهم إتقتلوا فعلا لأن إحنا كنا واقفين بعيد مكناش هنلحقهم
حسام:
ــ: بس الكينج مش عبيط عشان يعمل كده وهو عارف إن الكاميرات هتلقطه
شادي:
ــ: وهو هيعرف منين إن باسم كان حاطط كاميرا في وش غرفة رشاد على طول.. نرجع تاني لسؤال عمار ليه باسم ركب كاميرا في الطرقه؟
نظروا له ببلاهه فأجاب قائلا:
ــ: الطبيعي إن الكاميرات تتعلق في الغرف..وهو كان عارف إن باسم هيبقى معاه أربع كاميرات على حسب الغرف الموجودة وتفضل غرفة واحدة..لكن باسم مركبش في غرفة كمان غير غرفة رشاد وحطها في الطرقه وأوهمنا إن الكاميرات مكفتش وكده سامر يتشاف على الكاميرا اللي في وش غرفة رشاد وهو خارج منها..وأدهم هيجري ورانا ويلحقنا..وأكيد كمان باسم كان مفهم الكينج ان الكاميرات دي فكرتنا إحنا ومش متفقين مع الشرطة عشان كده سامر افتكر اننا لوحدنا وأصلا باسم كده كده كان معاه سلاح
إبراهيم وهو يحدق فيهم بغضب قائلا:
ــ: بس ده كان خطر أوي عليه..يعني كانت ممكن معاكم تفرق في دقيقة وحدة
أسند شادي ظهره على المقعد وهو يقول:
ــ: هو كان حاسبها كويس أوي وعارف هو بيعمل إيه..ومكانش عنده حل تاني ويمكن عشان كده مكانش عايز حد يروح معاه عشان ميتعرضش لخطر
أدهم بسخرية:
ــ: مساعد الكينج وهيفرق معاه أوي إن واحد يتعرض لخطر
شادي:
ــ: متنساش إن الواحد ده كان معاه خطيب أخته وأخته كانت موجودة وكلنا عارفين إنه بيحبها أوي وبيخاف عليها وطبيعي مكانش عايزها تضايق أو تزعل
عقد حسام ذراعيه أمام صدره قائلا:
ــ: ماهو أصلا لو بيفكر في أخته كده مكانش دخل مع الكينج في العصابة دي
شادي بضيق:
ــ: برضو مش عايزين نظلمه مش يمكن ضغطوا عليه وهددوا بحاجه مثلا وإضطر يعمل كده
دفن إبراهيم وجهه بين كفيه وهو يقول :
ــ: أنا مش مصدق..ده بقى جوز اختي خلاص
ثم نظر لهما قائلا بذعر:
ــ: ده ممكن يأذي ليلى
سارع شادي قائلا:
ــ: لأ مش هياذيها هو لو كان عايز يأذيها أو يأذينا كان بإيده يعمل كده من زمان..عشان كده بقولكم بلاش نظلمه خليه لما يرجع ونسمعه
أدهم بإستغراب:
ــ: وإنت كان عندك شك فيه من إمتى يا شادي؟؟
شادي:
ــ: أنا مشكتش فيه ولا مره بس إستغربت من تصرفاته لكن بعد تقرير الطب الشرعي الصورة كملت كده..وعلى فكره في حاجات كتير مكنتش عارف أفسرها أديكوا فسرتوها لوحدكم لأن الموضوع مش ذكاء وفهلوة هي تجميع لشوية تصرفات مش مفهومة ونستنتج منها بس
حسام بحنق:
ــ: الواد ده داهيه مش بعيد يكون هو اللي كان بيخطط للكينج أصلا
أدهم:
ــ: لا دي بعيده شويه لأن باسم لسه راجع مصر قريب
إبراهيم:
ــ: طب يعني أفهم من كده إن باسم رجع مصر بس عشان يساعد الكينج
عمار:
ــ: لأ يا فالح باسم رجع مصر عشان يتوهنا لأن أنا وإنت كنا ماشيين صح وسامر مكانش قدامه حل تاني غير إنه يحط واحد بينا يوصله تحركاتنا عشان منعرفش نفضحه
إبراهيم بقلق:
ــ: هنعمل إيه؟
أدهم بصرامة:
ــ: أول ما يرجع مصر لازم يتقبض عليه ويتحقق معاه
شادي بحزن:
ــ: بس متنساش إنه قريبنا يعني إحنا عايزين نتأكد إنه عمل كده مش عايزين نظلمه وأنا عن نفسي هحاول أدور على أي حاجه تبرأه
زفر إبراهيم وهو يقول بضيق:
ــ: وياريت متجيبوش سيرة لباسم ولا لأي حد إن إحنا كلنا وصلنا للحقيقة خلي الكل يفتكر إن التحقيقات هيا اللي وصلت لكده
..........................................................................................................
إتفقت هاله مع ساره أن تذهب برفقتها لتقابل حسام وتشرح له موقفها عله يساعدها رغم إعتراض ساره الشديد إلا أن هاله أكدت لها أنه يحبها ويحدثها في الهاتف مرات عديدة ويلمح لها بحبه..وهو أكثر شخص سيتطيع مساعدتها..وبالفعل قصت هاله على حسام ما حدث معها ورغم غضبه من تصرفاتها إلا أنه وعدها أن يساعدها لكن بشرط أن تتقبله زوجا لها ولم تكن في حاجه لشروطه لتوافق..
وفي طريقهما للعودة
هتفت ساره بحزم:
ــ: متنسيش يا هاله مش عايزاكي تغلطي تاني عشان ربنا يسترها معاكي..بلاش كلام في التيلفون لو مفيش حاجه ضروريه أوي تخص موضوع مصطفى ولما يخلص متكلموش لحد ما يبقى في حاجه رسمي
هاله بفرحة:
ــ: طبعا طبعا..الحمدلله هخلص من مصطفى أخيرا
ساره بإبتسامة حانية:
ــ: ربنا يكتبلك الخير يا بت إنتي
هاله بحماس:
ــ: طب بالمناسبه دي بقى أنا هعزمك على الغدا يا بت يا ساره
ساره:
ــ: واللي يرجع في كلامه؟
هاله بإبتسامة:
ــ: عيب عليكي قوليلي بس تحبي تاكلي فين
..........................................................................................................
دخلت ريهام غرفة والدتها وجدتها جالسه تقرأ القرأن..جلست ريهام بجوارها حتى أنهت والدتها قراءة فسارعت ريهام قائله بفرحة:
ــ: ليلى لسه مكلماني ومبسوطة أوي
منى بسعادة:
ــ: طب الحمدلله
ريهام بملل:
ــ: ماما متيجي نخرج شويه أنا زهقانه اوي
منى:
ــ: هنروح فين يعني؟
ريهام بحماس:
ــ: أي حته نتفسح شويه أنا بقالي ساعة بتحايل على إبنك ومش راضي بيقولي مشغول إقنعيه إنتي
منى وهي تقوم من مكانها قائلة:
ــ: تعالي نروح نكلمه تاني
في غرفته كان ساكنا على فراشه مستلقيا وهو شارد في افكاره مقطب جبينه بشده فقوة تحمله لم تستطع أن الصمود أمام تلك الكوارث الواحدة بعد الأخرى فوق رأسه..دخلت عليه والدته وريهام بجوارها..إلتفت لهم قائلا بدهشة:
ــ: في حاجه؟؟
منى بإبتسامة:
ــ: مش ليلى كلمت ريهام من شويه
إنتفض في مكانه وهو يقول بذعر:
ــ: هي كويسه؟؟
منى بدهشه:
ــ: أيوه كويسه ومبسوطة اوي إنت إتخضيت كده ليه؟
إبراهيم وهو يزفر بضيق:
ــ: لا مفيش حاجه عادي
منى:
ــ: طب قوم كده وإتنشط عشان تخرجنا أنا وأختك
إبراهيم:
ــ: معلش يا ماما أنا تعبان اوي خليها يوم تاني
..........................................................................................................
بخطوات متوترة دلفت ساره إلى فيلا تامر الأسيوطي لتقابل داليا بعد أن أخبرتها عبر الهاتف أنها تريدها في أمر هام..حاولت تخمين هذا الموضوع في طريقها لها ولكن مع داليا كل شيء ممكن..ولا شيء مستبعد!!
أوصلتها الخادمة إلى حيث تجلس داليا في المكتب
جلست ساره على المقعد أمامها وهي تقول بوجوم:
ــ: أفندم
إستندت داليا بمرفقيها على المكتب وضمت قبضتي يدها تحت ذقنها وهي تقول :
ــ: بسأل على بنتي فيها حاجه دي ؟؟
رفعت ساره حاجبيها بدهشة ثم قالت بسخرية:
ــ: بنتك.!! وده بيحصل في السنة كام مرة
داليا بضحكة إستفزازية:
ــ: إيه هتتبري مني؟
سارعت ساره قائلة:
ــ: هــ لسه هـتبرى؟ أنا معرفكيش أصلا
داليا بغرور:
ــ: ده إنتي بنت الهانم
ساره بإستخفاف:
ــ: ميشرفنيش
ثم وقفت مكانها وهي تقول بصرامة:
ــ: لأخر مره بقولك إبعدي عني وعن شادي نهائي وكفايه إنك مسبتيش فرصة إلا وحاولتي تحرقي قلبي عليه لغاية إمبارح بس..فكفايه كده وخدي بالك إن النار اللي جواكي على خلق الله دي هتحرقك قريب
قامت داليا من مكانها وإقتربت من ساره وهي تقول بهدوء:
ــ: إنتي بتهدديني
ساره بضحكة ساخرة:
ــ: لأ أنا مبهددش بس لولا إن إنتي تبقى أم يمنى ورامي كان شادي قتلك إمبارح بعد ما حاولتي تصوريه مع نهى وبعد كده تقتليه صدقيني لو عليه كان زمانه حرقك وانتي عايشة
.........................................................................................................
في منزل يمنى جلست بجوار شادي على الأريكة وهي ترمقه بنظرات ثاقبة قائلة:
ــ: ما إنت متقنعنيش إنك كده طبيعي.مالك في إيه؟
إستلقى بجسده على الأريكة وهو يقول بضيق:
ــ: تصدقي لو قلتلك عايز أخدك إنتي وملاك وأهرب من هنا
يمنى بمرح:
ــ: وأنا موافقه هتهربنا فين
شادي:
ــ: أي حته بعيد عن هنا
يمنى بحنان:
ــ: مالك يا شادي أوعى تكون زعلت ساره
أخذ يفرك وجهه بيديه وهو يقول بحنق:
ــ: من ناحية الزعل هي هتزعل وهتزعل أوي
يمنى بقلق:
ــ: فهمني في إيه؟
شادي:
ــ: هحكيلك بس أوعي تقولي لأي حد خالص مفهوم
يمنى بتوتر:
ــ: ماشي بس فهمني أنا قلقت أوي
زفر شادي ثم قال:
ــ: باسم أخوها هيتقبض عليه
قص عليها ما حدث وما وصلوا إليه جميعا وهي في حاله ذهول تامة وما إن إنتهى حتى قالت بوجوم:
ــ: المرادي ساره ممكن تموت فيها يا شادي..حرام بجد كده كتير أوي عليها البت مش بتلحق تفرح تلاقي مصيبة نازله على دماغها..هي الناس بقت وحشه كده ليه؟
شادي بعصبية:
ــ: وكل الناس الوحشه دي حوالين المسكينة دي..أنا بجد قلقان عليها أوي لما تعرف
نظرت له يمنى بعينين مرتعشتين وهي تغمغم:
ــ: يارب يبقى تفكيركم غلط
شادي بأمل:
ــ: يارب
رن جرس المنزل فتوجه شادي وفتح الباب ثم قال بدهشة:
ــ: ملاك.!!!
دخلت ساره وعلى وجهها علامات الحزن وجلست على أحد المقاعد قائلة في تبرم:
ــ: كنت عند داليا
يمنى بإستغراب:
ــ: داليا أمي.؟؟؟
هزت رأسها قائله بحنق:
ــ: أيوه هي بذاتها
شادي بغضب:
ــ: وروحتيلها ليه ومقلتليش ليه؟؟
ساره:
ــ: هو أنا كنت هموت عليها يعني أنا كنت مع هاله وهي اللي إتصلت بيا وقالتلي تعالي ضروري عايزاكي
شادي:
ــ: وكانت عايزه إيه؟
ساره بسخرية:
ــ: مفيش جرت معايا ناعم وأنا طبعا صدرت الوش الخشب وبعد اللي حصل إمبارح أنا مش طايقه نفسي أصلا وقمت طلعت عليها القديم والجديد
شادي:
ــ: يعني هي كانت عايزه إيه أصلا
ساره بتنهيدة:
ــ: بتحاول تبعدني عنك
شادي بضحكة ساخرة:
ــ: ببساطه كده..ده إيه البلاوي دي يا ربي
..........................................................................................................
الـلــعــنــة
تلاحق صاحبها أينما ذهب
فما الحال حين تكون لعنة أحدهم هي الحزن والألم..؟؟
أينما ذهب تستقبله بين ذراعيها وتحتضنه لتغرقه بآلامه وتقضي عليه بجراحه..
وقد تنشغل عنه سويعات ليختلس من الدنيا لحظات يفرحها فتعود لتعوضه عن تلك اللحظات التي عاشها بأمل
بساعات من الألم..!!
مــا إن وصـلــت الطــائرة التــي تحــمــل بــاسم وليلــى إلى أرض مصر..وفي مطار إسكندرية تــم القبض على باسم ونقله إلى القسم للتحقيق معه..إنهارت ليلى في المطار وهي تراهم يأخذون زوجها أمامها..حاولت أن تفهم ما يجري ولكن الوجوم في عيني إبراهيم أرعبها..ظلت ساره مشدوهه وهي تحدق في الضباط الذين إلتفوا حول أخيها وكاميرات التصوير التي إلتقطت صور لرجل الأعمال الأهم في البلاد باسم الأدهم وهو يُقبض عليه من المطار..إلتفتت تستغيث بنظراتها لشادي أن يتدخل لكنه سارع قائلا:
ــ: يلا عشان هنطلع وراهم نشوف في إيه
إقتربت يمنى من ليلى وهي تهدئها ولكن دموعها إنهمرت وهي تقول:
ــ: هو في إيه؟؟
إبراهيم بوجوم:
ــ: مش عارف
ركب الجميع سياراتهم وإنطلقوا إلى حيث تم التحفظ على باسم..
وفي القسم تظاهر كل من إبراهيم وشادي بالذهول من الإتهامات الموجهة لــ "باسم" ولكن بعد لحظات أصيب الجميع بالصدمة فعلا... فباسم لم يدافع عن نفسه ولم ينكر الإتهامات الموجهة إليه بل لم ينطق ببنت شفه..كان الصمت هو سلاحه أمام الجميع.
خرج أدهم من الغرفة ونظر للجميع قائلا:
ــ: مش راضي يكلم والمفروض قانونا يتحول على النيابة بس أنا هخليه هنا يومين يمكن لما يهدا يكلم ونقفل المحضر بس لو مكلمش يبقى ثالث يوم هضطر أحوله للنيابة
قبل أن يتم أخذه للحبس دخل عليه شادي بعد أن توسط له أدهم كمحاولة أخيرة مع باسم..جلس شادي أمام باسم الذي كان يرمق الجدار بشرود
شادي بإنفعال:
ــ: أرجوك يا باسم إنطق قولي إن الكلام ده غلط قول أي حاجه
لم يلتفت له باسم ولم يجبه مطلقا فأكمل شادي قائلا:
ــ: عشان خاطر مراتك واختك اللي بيعطوا بره دول
نظر له باسم نظرات خاوية وهو يقول بصوت جاء من أعماقه:
ــ: أيوه أنا وسيط الكينج وأنا اللي قتلت رشاد..ليك شوق في حاجه تانية؟
شادي بإستغراب:
ــ: أنا مش مصدق..إنت ليه بتعمل كده؟ قول الحقيقة قولي إيه اللي حصل؟ هددوك بإيه؟ خليني أعرف أساعدك
وقف باسم وهو يقول:
ــ: فات أوان إن حد يعرف يساعدني يا شادي..فات من زمان..خد بالك من ساره مالهاش غيرك دلوقتي
شادي بعصبية:
ــ: ومراتك العروسة اللي مكملتش شهر لسه هتسيبها لمين؟
باسم بإبتسامة حزينة:
ــ: ليها رب يحميها أنا خلاص مبقتش ينفع أبقى في حياة حد تاني
أمسكه شادي من ذراعيه وهو يقول بترجي:
ــ: يا إبني إفهم أنا هساعدك بس قولي اللي حصل بالظبط وصدقني هخرجك منها
..........................................................................................................
إرتمت ليلى في حضن والدتها تبكي زوجها وشهقاتها تتعالى وهي تقول:
ــ: أنا لا يمكن أصدق إن باسم يعمل حاجه زي كده يا ماما هما كدابين..كدابييييين
أخذت والدتها تربت على ظهرها وهي تحاول تهدئتها بينما إنسحبت ساره تاركة الجميع إلى الحديقة..كانت الساعة العاشرة مساء والسماء مظلمة ليس بها نجوم تؤنسها..
ضمت ذراعيها حول صدرها ووقفت تنظر للسماء بشرود وقلبها يحترق..تلقفها الهواء محركا فستانها الطويل وطرحتها ولكنها ظلت واجمة بلا حركة..
شعرت بحركة خلفها فقالت دون أن تلتفت:
ــ: مستحيل باسم يعمل كده يا شادي
شادي بتنهيدة :
ــ: وهو ساكت ليه طيب
إلتفتت إليه وفي عينيها غضب شديد وهي تقول بعصبية:
ــ: لأنه معندوش حاجه يثبت فيها برائته..كل الأدلة ضده زي ما إنت كانت كل الأدلة ضدك في قتل شاكر الأدهم بس أنا متأكدة إنه بريء
زفر شادي بضيق وهو يقول:
ــ: صدقيني أنا نفسي أكتر منك يطلع بريء
وضعت كفها على فمها وهي تحاول منع دموعها قائلة:
ــ: هو ممكن منعرفش نثبت إنه بريء؟
نظر لها بإشفاق ثم إقترب منها وضمها بين أحضانه قائلا بدفء:
ــ: هيطلع بريء إن شاء الله
ثم تنهد بحرقة وهو يقول بعدم إقتناع:
ــ: إن شاء الله
.........................................................................................................
كان إبراهيم واقفا عند نافذه الغرفة واضعا يديه في جيبه حين دخل عليه عمار وهو يحمل كوبا من الماء
إبراهيم بوجوم:
ــ: باسم قال لشادي إنه كان وسيط الكينج
سقط الكأس من يد عمار وهو يصرخ بذهول:
ــ: إعترف؟؟؟
إلتفتت له إبراهيم قائلا:
ــ: لشادي بس أما في التحقيق كان ساكت
هز عمار رأسه بعنف وهو يقول بذعر:
ــ: يا نهار إسود يعني إحنا كنا بنحارب الكينج ومعانا دراعه اليمين فعلا
إبراهيم بشك :
ــ: إنت مقتنع؟
عمار بحيرة:
ــ: مش عارف بس هو ليه قال لشادي ومقالش في التحقيق
عاد إبراهيم ينظر من خلال النافذه قائلا:
ــ: أنا حاسس إن في حاجه غلط..في حاجه لسه مش مفهومة
عمار:
ــ: وأختك عامله إيه؟؟
إبراهيم بحزن:
ــ: مدمرة على الآخر وكمان ساره كانت ماسكة دموعها بالعافية
عمار بقلق:
ــ: إنتوا قلتولهم إن باسم إعترف لشادي
إبراهيم:
ــ: لأ طبعا مجبناش سيرة عن الحكاية دي قلنالهم إنه مش راضي يكلم
وأكمل بحرقة:
ــ: أنا بجد ندمان إني دخلت في موضوع الكينج ده مكنتش متخيل إن البلاوي دي كلها هتنزل على دماغنا
.........................................................................................................
في اليوم التالي وأمام فيلا تامر الأسيوطي ترجلت ساره من سيارة شادي وهي تقول بإصرار:
ــ: أكيد هتبقى عارفه حاجه يا شادي
أغلق شادي السيارة وإلتف إلى حيث تقف ساره قائلا:
ــ: حتى لو تعرف يا ساره عمرها ما هتقول حاجه تنفعك
ساره بعناد:
ــ: برضو مش هنخسر حاجه لو سألناها
شادي بضيق:
ــ: هتحرق دمنا بس ماشي لما نشوف
بعد دقائق دخلت داليا الغرفة التي كانا ينتظرانها فيها ولم تستطع إخفاء دهشتها وهي تقول:
ــ: بصراحه مستغربة أوي من الزياره دي..ملاك وشادي مع بعض وعندي هنا
ثم جلست على أحد المقاعد وهي تقول بتعالي:
ــ: نعم..عايزين إيه؟
بادرت ساره قائلة بغضب:
ــ: إنتي اللي لفقتي القضيه لباسم أخويا عشان تنتقمي منه صح
داليا بإستغراب:
ــ:

كش ملكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن