الحلقة السابعة والثلاثون

1K 26 2
                                    

إبتلعت داليا ريقها وهي تقول:
ــ: في كل الأحوال مكانش هينفع تجوزي شادي..سواء رفضت أو قبلت
إلتفت لها شادي بذهول بينما نظرت لها سارة بإستغراب وسارعت يمنى قائلة بعصبية:
ــ: ليه يعني.؟
صمتت داليا قليلا لتفجر مفاجئتها التي سحقت الجميع بلا رحمة وهي تقول:
ــ: لأن إنتي وشادي إخوات..!!
تمنى لو أنه سُحق تحت عجلات قطار ضخم على أن يسمع تلك الجملة التي حطمت كل الماضي وسحقت الحاضر ودمرت المستقبل..
لو كان بيد أحدهم كاميرا لتلتقط صوره لوجه كل من سارة وشادي لأشفقت الكاميرا وإمتنعت..بل وبكت عدساتها عليهما..
أبعد قصة العشق غير المنتهية تلك التي جسدت بينهما روحا لن تموت مهما حدث تأتي الحقيقة لتقتلها وتحرق فتاتها وتمحيها وتطمس معالمها بتلك الجملة التي خرجت بتشفي وغل من فم داليا لتدل على ما بداخلها من حقد لن ولم ينتهي
أراد شادي أن يصرخ فيها أن يكذبها ولكن جملتها ألجمت صوته ووأدت صراخه..فإنتفض جسده معلنا الإستنكار والرفض التام..أقنعه عقله بلا أي مبررات أنها كاذبة ولكن كيف تقول ذلك.؟
كيف تكون ملاك أخته؟
أنقذته يمنى متحدثه بلسانه بذهول قائلة:
ــ: هي مين اللي أخت شادي يا ماما؟
داليا بتصميم :
ــ: ساره أخت شادي
ثم أسندت ظهرها على جانب الفراش قائلة:
ــ: أنا هحكيلكم الحكاية من الأول أنا إجوزت ثلاث رجاله..خالد وبعدين تامر وبعدين سامر..
خالد كان حب عمري بجد وإجوزنا وهو كان رجل أعمال لسه في بدايته وعنده ثلاث شركات وكان سنه صغير بس ورث الذكاء والفلوس من أبوه وكان شاطر وعرف يكبرها وأنا كنت زي أي بنت ليا أحلام وطموحات بحلم بيها بس إتقتلت أول ما حاولت أحققها..بعد الجواز سافرنا لندن فتره ورجعنا إسكندريه كان بيخلص شغل مع واحد صاحبه..وفجأه شركته اللي بره في لندن حصل فيها مشكلة وإضطر يسافر لوحده وسابني في الفيلا لوحدي..ووصى صاحبه عليا لكن صحبه كان كلب وحاول يتحرش بيا ولما بهدلته إغتصبني
شهقت يمنى بصوت عالي فإلتفتت داليا تنظر ليمنى قائلة بغضب:
ــ: الراجل ده بقى يا يمنى كان مجوز ومراته ماتت وعنده ولد إسمه شادي..الراجل ده يبقى أبوكي تامر الأسيوطي
إتسعت عينا شادي بصدمة للحظات ثم قال بضحكة حانقة:
ــ: إنتي كمان عايزه تسوأي سمعة أبويا يا بنت التيييييييت
داليا بإبتسامة ساخرة:
ــ: أسوأ إيه مش لما تسمع الباقي..أبوك يا إبن الاصول مش بس عمل كده ده كمان لما رجع خالد وأنا قلتله راحله وكان زي المجنون جريت وراه قلت لا يقتله بس لما وصلت لقيت إن أبوك ميتخافش عليه..لأن أبوك كان قتل خالد فعلا..وفي النيابة قال إن جوزي إتهجم عليه وكان بيدافع عن نفسه..إتسجن وبعدها أنا عرفت إني حامل وكنت حامل منه
ثم إلتفتت ناظره لساره وهي تقول:
ــ: فيكي يا ملاك
فغرت ساره فمها ببلاهه تامة وبإزبهلال وأكملت داليا قائلة:
ــ: كنت خايفه أوي من تامر..خدت فلوس جوزي اللي سبهالي ورجعت لندن وولدتك هناك وبعدين لقيت شركاته بتخسر وأنا مش بفهم في شغله..بعتلي أخوه من مصر شاكر وقالي أنزله وهو هيساعدني وكان شاكر أصغر من خالد وكان لسه بيبدأ شغله وبيوسعه..نزلت مصر بس قعدت في القاهرة وفهمت شاكر إن إنتي بنت أخوه خالد وإني بعد موته إكتشفت إني حامل منه..وقف جمبي وبدأت الفلوس تكبر حبه حبه ورجعت شركات خالد تقف على رجليها لحد ما طلع تامر من السجن بكفالة
أشعلت سيجاره وهي تقول:
ــ: طبعا قلب عليا الدنيا لأن أنا اللي شهدت عليه في موت خالد الله يرحمه..وعرف مكاني وجالي في شركة جوزي وهددني طبعا إنه هيخرب بيتي ويبهدلني وبدأ يدعبس ورايا..وقتها أنا كنت مرعوبة عليكي يا ملاك وكنت خايفه لا يعرف إن عندي بنت وياخدها مني..وشاكر إقترح عليا إني أسجلك بإسمه واللي ساعدنا إنه لما كان عندك خمس شهور كانت مراته حامل وولدت والبنت ماتت..خدنا شهادة الميلاد وبقى عندك يوم واحد تاني وغيرنا إسمك من ملاك لإسم بنته ساره..وكان شرطي الوحيد وقتها إن مرات "علي" أخويا ترضعك عشان أضمن إني لو حصلي حاجه على الأقل يبقالك إخوات حقيقين وفعلا " منى" رضعتك بس مكانتش تعرف إن أنا عايشه وكانت فكراني ميته لأن حاصلي حادثة عربيه بعد موت خالد والكل افتكرني ميته وانا سافرت بره ومقلتش لحد اني عايشه بس " علي " اللي كان يعرف
ليلي بغضب شديد:
ــ: إنتي مش عاتقه حد حتى أبويا هدخليه في الموضوع يا ظالمه
داليا بإستهزاء:
ــ: أنا ظالمه برضو..ده أنا إتظلمت ظلم متظلمهوش حد..علي أبوكي يبقى أخويا يا ليلى وأنا عمتك
لم يتحمل شادي كل هذا فإنقض عليها بعنف وهو يقبض على ذراعيها ويهزها بعنف صارخا بقسوة:
ــ: إنتي إيه؟؟ بطلي كدب بقى وإخرسي شويه...بس كفااايه
أبعدته يمنى عنها وهي تبكي ..فنظرت له داليا قائله بإحتقار:
ــ: طالع خسيس زي أبوك
صاحت يمنى قائلة:
ــ: إسكتي بقى إسكتي حرام عليكي
قال إبراهيم بوجوم:
ــ: أنا عمري ما أبويا حكالي إن ليه إخوات
نطقت ساره أخيرا وهي تقول بذهول:
ــ: بس قالي أنا
توجهت الأنظار نحوها بدهشة فسارعت قائلة:
ــ: الله يرحمه حكالي في المستشفى..بس مقالش إن إسمها داليا
إنفرجت شفتي داليا بإبتسامة نشوة وهي تقول:
ــ: لأن انا إسمي الحقيقي مش داليا..ده إسمي لما حبيت أشتغل شاكر وأنتقم منه..لكن قبلها مكانش إسمي
ساره بإماءه من رأسها وهي تقول بصوت مبحوح:
ــ: وكمان قالي كل أسراري هعرفها منك
ثم نظرت لها قائلة بحرقة:
ــ: كان إسمك إيه؟؟
داليا بإبتسامة واسعة:
ــ: عبير
عادت ساره بظهرها للفراش وهي تتمتم ببكاء:
ــ: صح
هتف إبراهيم بعصبية:
ــ: أنا أول مره أسمع الكلام ده
ساره:
ــ: لأن محدش يعرفه خالص غير خالو الله يرحمه وأنا وهي ولو سألت مامتك هتقولك ان انت ليك خاله اسمها عبير وماتت في حادثة عربيه
وضعت داليا ساقا فوق الأخرى وهي تقول بكبرياء:
ــ: نكمل بقية الحكاية..بعد ما غيرت إسمك لساره شاكر الأدهم وبقيتي بنته رسمي..فضل تامر ورايا لغاية ما في يوم لقيته ملبسني مصيبة إني بتاجر في مخدرات وإتقبض عليا وفي عربيتي أكياس هيروين..جالي السجن وقالي إنه ممكن يخرجني لو وافقت أجوزه وأكتبله نص فلوسي بإسمه وإلا هترمي في السجن ومش هشوف النور تاني وبعد تفكير طويل وافقت وخرجت وكتبتله الفلوس وإجوزته وسافرت معاه إسكندريه تاني..بس قبل ما أسافر إتفقت مع شاكر إن إحنا نوقعه في شر أعماله وإني هسربله أخبار شغله وصفقاته وهو يعارضه في السوق وفعلا قعدت مجوزاه تسع سنين وخلفت توأم يمنى ورامي في أول سنه جواز وربيت شادي معاهم وقتها كان عنده سبع سنين..ومع الوقت كان تامر بيتعب كتير وأنا كنت بستغل ده وألعب في الشغل وحولت فلوس كتير لحساب شاكر على أساس إن إحنا متفقين إن الفلوس هنوزعها بينا بعد ما أخلص من تامر
يمنى ببكاء:
ــ: يعني إنتي اللي قتلتي بابا فعلا؟
نفثت داليا دخان سيجارتها قائلة:
ــ: مش بالظبط..أنا كنت السبب في خسارته المره ورا التانية لغاية ما قلبه وقف وريحنا منه
كان شادي ينظر لها ونيران الغضب تتأجج في عينيه مع كل كلمه تنطق بها
فأكملت قائلة:
ــ: بس كالعاده كل الرجاله خاينة وكدابة..بعد ما حولت الفلوس لشاكر ومات تامر رحتله عشان نقسم بس الطماع إداني فتافيت وقالي كفاية عليكي شركته في إسكندرية والفيلا والأربع شقق وخد بقيت الفلوس..وإكتشفت إنه لما كتب ساره بإسمه كان عامل حسابه إني ممكن أقوله ده ميراثي أنا وبنتي من خالد ماهي أصلا فلوس خالد ورفض يديني بنتي وقالي إنه عمها وهياخد باله منها ولو حاولت أعمل شوشره هيتهمني إني مجنونة ويرميني في المصحة ومكانش معايا حاجة تثبت إن سارة بنتي وكده كنت هخسر رامي ويمنى كمان وطبعا مقدرتش أقوله إن ساره مش بنت خالد لأن ده كان هيقويه أكتر عليا
نظرت لساره قائلة بحقد شديد:
ــ: عرفتي ليه بقى هو كان عايش في دور الاب المثالي معاكي لأنه كان عارف إنه سارق فلوسك وفلوس أمك وأبوكي
نظر لها شادي قائلا بإحتقار:
ــ: قمتي رجعتي إسكندرية وغيرتي إسمك وإجوزتي سامر وإشتغلتوا مع بعض وسلطتيني على شاكر
إبتسمت قائلة:
ــ: متنكرش إن مفيش أذكى مني..ورغم إني إتخدعت كتير بس إنتقمت من كل اللي خدعني وخدت فلوسي من شاكر وهو إتقتل أبشع قتله لأنه كان بيمشي عوج
في هذه المره إنقض عليها باسم بغضب شديد وهو يصرخ قائلا:
ــ: أنا هخلص عليكي يا كدابة
دفعته عنها قائلة:
ــ: مفيش حاجه وحده تثبت إني كدابة..لو إنت بقى شاطر إثبت
إنهار شادي جالسا على الأرض رافعا رأسه لأعلى يبكي وهو يقول بصوت مكتوم:
ــ: ربنا يحرقك..ربنا يحرقك
تجمع الجميع حول " داليا" من ينهرها ومن يصرخ بوجهها ومن يبكي ولكن صوت صرخة ساره غطت على كل شيء..توقف عقلها عن التفكير وما إن عاد حتى إنهار فبرائتها أضعف من أن تتحمل كل هذا..
أخذت تصرخ بهيستيرية شديدة ..إنتفض شادي من مكانه وإقترب منها محاولا تهدأتها ولكن باسم دفعه عنها وضمها إليه لكي تهدأ وتعالى صوتها أكثر وزادت شهقاتها وهي تنتفض بين ذراعيه وتبكي وتصرخ..
وقف الجميع ينظرون لها بإشفاق وبألم..إقترب منها شادي وأمسك يديها وضغط عليها بحنان وهو يبكي هامسا لها:
ــ: إهدي يا ملاك أرجوكي
صرخت مرة أخيرة بعد جملته ثم خارت قواها تماما وسقطت مغشيا عليها بين ذراعي باسم بلا حراك
..............................................................................................
مر يومان وساره بالمشفى لا تحدث أحد ولا تتفوه بكلمة واحدة أصبحت باهته ذابلة متألمة ولم تجف عيناها للحظة..ما إن يدخل عليها أحد حتى تصرخ معلنة رفضها لرؤية أي جنس من المخلوقات..أخبرهم الطبيب أن حالتها تسوء أكثر وأكثر ولو إستمرت هكذا قد يحدث لها ما حدث بعد وفاة والدها..
عزم باسم أمره على أخذها إلى شقه يقيم هو فقط معها حتى عودة والدته من لندن..وفي الشقة كانت حالتها صعبة لا تستجيب لأحد ساكنة في مكانها ودائما شاردة..
جلس باسم بجوارها وهو يقول بترجي:
ــ: ساره ممكن تردي عليا..إنتي سمعاني؟
إلتفتت أخيرا له بعد محاولات منه ناظره إليه بضياع تام..أخذ يربت على يدها قائلا:
ــ: أنا عايزك تفهمي حاجه..أنا أخوكي وداليا كدابة
ظلت عيناها مثبته عليه بلا أي إنفعالات فأكمل قائلا:
ــ: داليا شوهت الحقيقة..نص كلامها صح والنص التاني غلط..يا حبيبتي صدقيني أنا أخوكي وحتى لو كلامها صح إنتي رضعتي معايا يعني في كل الأحوال أختي
لم تتحرك بل ظلت ثابتة كالجماد بلا حراك وبسكون تام ومالبثت أن إبتلت عيناها بالدموع لتنهمر على خديها معلنة نفاذ الصبر..تأجج قلبها محترقا بألمه يأكل بعضه بعضا..أيعقل بعد كل تلك السنين تكتشف إنها ليست إبنة أبيها وأمها؟ بل وجاءت للدنيا عنوة..جاءت للدنيا في الحرام!!
دائما كانت تتفاخر بوالدها والآن يخبرونها أنه ليس والدها بل هو مخادع..!
شعرت بنفسها تتهاوى في منحدرات الضياع بلا مرشد..أين الطريق للحقيقة وما ذنبي أنا بمخادعين ظالمين لا يهتمون بشيء إلا بالمال..تبا وسحقا للمال الذي بسببه يقتل ويشرد ويعذب الكثير.
إرتفع صوت الجرس فتوجه باسم وفتح الباب ووجد ليلى أمامه..دخلت وهي تقول بقلق:
ــ: عامله إيه؟
نظر لها باسم للحظات ثم إرتمى في حضنها باكيا وهو يقول:
ــ: زي ما هي يا ليلي..أختي بضيع مني وأنا مش عارف أنقذها
ربتت على ظهره مهدئة له وهي تقول:
ــ: هتفضل كده كتير يا باسم..ريحها طيب
إبتعد عنها قائلا:
ــ: مينفعش..معييش حاجه تثبت الكلام ده ومش عايز أديها أمل ومقدرش أثبتلها
تنهدت ليلى قائلة:
ــ: بس أنا معايا
نظر لها بإستغراب قائلا:
ــ: معاكي إيه؟
ليلى بإبتسامة غامضة:
ــ: معايا اللي يثبت إن داليا كدبت وأعرف اللي هيساعدنا
..............................................................................................
كان شادي واقفا عند البحر بوجوم ينظر لأمواجه وفي داخله قهر وغضب..سمع صوت حسام من خلفه قائلا:
ــ: شادي
إلتفت شادي ناظرا إليه وهو يقول بقلق:
ــ: أخبارها إيه؟
حسام بتنهيدة:
ــ: كلمت إبراهيم قالي مع باسم في شقتهم بس لسه زي ما هيا
أطرق شادي وهو يقول بحرقة:
ــ: لسه ساكته
أماء له برأسه وهو يزفر بضيق..جلس شادي على التراب وهو يغمغم:
ــ: يارب خد بإيدها..يارب إشفيها
جلس حسام بجواره وهو يربت على كتفه ويجاهد دموعه قائلا:
ــ: خلاص يا صاحبي..متهيألي كفايه عليك كده خلينا نرجع كندا يا شادي
تأوه شادي بحرقه قائلا:
ــ: إتكتب عليا يتحرق قلبي عليها ثلاث مرات..وإتكتب عليها تتعذب بسببي سواء كنت حبيبها أو
صمت محاولا إستجماع قوته ليقول بصعوبة:
ــ: أو أخوها
ثم نظر له قائلا بحسرة وعدم تصديق:
ــ: كل ده كان حلم ووهم؟ ملاك أختي؟! بعد كل ده طلعت أختي.! إنت فاهم يعني إيه أختي؟
زم حسام شفتيه قائلا بأسى:
ــ: لازم نرجع يا شادي لازم
تنهد شادي قائلا بإستسلام:
ــ: أول ما أعرف إنها كويسه هرجع ومش هاجي هنا تاني أبدا
.......................................................................................
في بيت يمنى جلس رامي بجوارها على الأريكة قائلا بحزن:
ــ: أنا لسه راجع من عند أمك
نظرت له يمنى قائلة بدهشة:
ــ: كنت عندها ليه؟
رامي:
ــ: كان في حاجة عايز أفهمها منها
يمنى بإنتباه:
ــ: حاجة إيه؟
نظر لها رامي قائلا:
ــ: لو هي أخت علي الحماد زي ما قالت إزاي سابته لحد ماخسر فلوسه كده؟ وأصلا رشاد مبيعملش حاجة غير بأوامر منها أو من سامر يعني أكيد حتى كان عندها علم إنه ناوي ينصب على أخوها
إنتبهت يمنى لحديثه فقطبت جبينها بإستغراب قائلة:
ــ: وقالتلك إيه؟
إبتسم رامي قائلا بمرارة:
ــ: طلعت أمك هي اللي قالت لعلي الحماد يكمل الصفقة معاهم حتى بعد ما إكتشفوا لعبته وقالتله لازم تعاقب رشاد عشان حاول ينصب عليك وتنصب إنت عليه وتكتبله شيك بخمسة وعشرين مليون بس يبقى مؤجل لشهر يعني رشاد ميعرفش يصرف الشيك إلا بعد شهر عشان يبدأ يحط الأساسيات ويشتغل وبعدين يقوم "علي" لاغي الشيك ومفركش المشروع وكده رشاد يكون خسر فلوسه اللي بدأ بيها
يمنى بإستغراب:
ــ: طب وده محصلش ليه؟
رامي:
ــ: لأن رشاد لما عرف إن "علي" هيكتبله الشيك مؤجل إشترى المحاسب بتاع شركته وخلاه يحط تاريخ صرف الشيك بمزاجه هو وطبعا صرفه وقتها على طول ومستناش
إتسعت عينا يمنى قائلة بذهول:
ــ: يعني رشاد كان عايز ينصب على عمو "علي " الله يرحمه قام عمو "علي" بمساعدة ماما حاولوا ينصبوا عليه قام رشاد إشترى المحاسب وخلاه يظبط التاريخ بمزاجه مش زي ما عمو "علي" طلب منه
أكمل رامي قائلا:
ــ: ومش بس كده..ده المحاسب سرق العقد اللي كان بين شركة الحماد ونجمة مصر لما " علي الحماد" كان في المستشفى يعني لو وقتها كان ولاده عايزين يثبتوا إن كان في شغل بين شركتهم وبين شركة نجمة مصر مكانوش هيعرفوا عشان معندهمش دليل وطبعا المحاسب خد الفلوس وخلع
يمنى بضحكه ألم:
ــ: عارف إيه اللي يضحك في الموضوع..إن طول عمري كنت بتمنى يكون ليا أخت..وعمري ما تخيلت إنها موجوده فعلا
أطرق رأسه قائلا:
ــ: أختنا تبقى حبيبة أخونا أنا مش عارف داليا دي إزاي كده؟.إزاي عملت كل ده؟..أنا حاسس إني عايش في خيال
يمنى بتنهيده:
ــ: أحيانا الواقع بيبقى أغرب من الخيال وبيبقى أصعب وأقسى والكارثة إنه واقع متقدرش تغيره..بيقهرك ويكسرك ومش زي الخيال ممكن تهرب منه وتتحكم إنت فيه
..............................................................................................
كان إبراهيم جالسا في مكتبه بشرود تام حين دخل عليه عمار قائلا:
ــ: فك بقى يا هيما..هتفضل لحد إمتى كده؟
نظر له إبراهيم قائلا:
ــ: مش مصدق يا عمار ومش داخل دماغي
جلس عمار على طرف مكتبه قائلا:
ــ: لازم تصدق وتجمد وتقف جمب عيلتك
إبراهيم بسخرية:
ــ: أنهي عيله بقى..أنا بقيت خايف لأطلع في الآخر لقوني جمب معبد يهودي
إبتسم عمار قائلا:
ــ: والله مستغربش إنت اصلا بخيل ويمشي معاك يهودي إشطه أوي
إبراهيم بضيق:
ــ: مش وقتك على فكره
مط عمار شفتيه قائلا:
ــ: طب إنت مش ناسي حاجه؟
إبراهيم:
ــ: إيه؟؟
عمار بهمس:
ــ: رشاد المصري
وضع إبراهيم يده على رأسه قائلا:
ــ: يااااه نسيته خالص
عمار:
ــ: لسه محدش راحله الفيلا بس كده هتطول وهتبوخ على الآخر وأنا بفكر نعمل حاجة عشان نخلص بقى
إبراهيم بإنتباه:
ــ: حاجه زي إيه
عمار بغمز:
ــ: زي إن إحنا نراقبه جوه الفيلا مثلا
إبراهيم بدهشه:
ــ: إزاي؟؟
عمار بمكر:
ــ: قلتلي إزاي بص بقى يا برنس..أنا هقولك هنعمل إيه
..............................................................................................
في إحدى الحدائق العامة نظر باسم لساعته ثم أعاد النظر لليلى الجالسة أمامه قائلا بضيق:
ــ: هي فين كل ده.؟
ليلى وهي تتلفت حولها قائلة:
ــ: زمانها جايه
باسم:
ــ: ما قلتلك تحدد مكان ونروح نجيبها بقالنا ساعه قاعدين وهي مجاتش
ليلى بنفاذ صبر:
ــ: ممكن تهدى وتصبر..يمكن الطريق زحمه ومتنساش إنها ست كبيرة و..
قطعت حديثها وهي تشير لإحدى السيدات قائلة بحماس:
ــ: جات جات
إلتفت باسم ناظر إليها وأخذ يتفحصها جيدا..إقتربت منهم المرأة وقامت ليلى لتسلم عليها ثم جلست بجوارها ونظرت لليلى قائلة:
ــ: خير يا بنتي في إيه.؟
شبك باسم أصابعها على الطاوله وثبت نظره عليها قائلا:
ــ: طبعا تعرفي ساره يا داده سميحة صح
سميحة بإرتباك:
ــ: أه طبعا أعرفها دي بنت زي العسل وصحبة يمنى و..
قاطعها بصرامة قائلا:
ــ: ساره بتموت دلوقتي وإنتي الوحيدة اللي تقدري تساعديها
سميحة بلعثمة:
ــ: أساعدها إزاي أنا مالي ومال اللي حصل دي مشاكل عائلية
باسم بنظرات ثاقبة:
ــ: وإنتي عرفتي منين اللي حصل؟؟
صعدت الدماء لرأسها فجأة وقالت بتوتر ملحوظ:
ــ: من داليا هانم
تنهد قائلا:
ــ: أنا أعرف الحكاية كلها..أبويا حكالي الله يرحمه كل حاجه وخالي كان كاتب رسالة فيها كل حاجه ومع مراته دلوقتي بس أنا عايز دليل قوي يثبت الحقيقة لأن ممكن جدا داليا تشكك في أي كلام..أنا عايز حاجه مينفعش تنكرها
سارعت قائلة:
ــ: أنا معرفش حاجه ولازم أمشي دلوقتي عن إذنكم
ووقفت لتغادر لكن ليلى أمسكت يدها قائلة بترجي:
ــ: إحنا مش هنأذيكي وهنحميكي بس أرجوكي ساعدينا
سميحه بقلق:
ــ: أنا ماليش في البهدله أنا ست كبيرة ومش قد داليا وجبروتها
وقف باسم أمامها قائلا:
ــ: أوعدك إني أحميكي بس ساعدينا
أطرقت برأسها في حيرة شديدة ثم ما لبثت أن قالت بإصرار:
ــ: انا معرفش حاجه..عن إذنكم
وغادرت بسرعة كأن شياطين الدنيا تركض خلفها..جلس باسم على المقعد بحنق وهو يضرب بقبضته على الطاولة قائلا بعصبية:
ــ: هنعمل إيه إحنا دلوقتي
وضعت ليلى يدها على خدها بتفكير ثم هتفت فجأه قائلة:
ــ: شادي
باسم بإستغراب:
ــ: ماله؟؟
ليلى بإبتسامة واسعة:
ــ: هو اللي هيخليها تساعدنا
باسم بدهشه:
ــ: إشمعنا شادي؟
ليلى:
ــ: هفهمك بس كلم إبراهيم خليه يجيلنا على هنا دلوقتي
.........................................................................................
نظر إبراهيم لعمار قائلا بتمعن:
ــ: هي فكره مجنونة وهتنفعنا طبعا بس إزاي هنفذها
جلس عمار خلف مكتبه قائلا:
ــ: معرفش وعشان كده قلت أكلمك يمكن نوصل لحل سوا
تنهد إبراهيم قائلا بشرود:
ــ: مش ممكن نعمل كده من خلال الخدم بتوعه
عمار:
ــ: مينفعش لأن أكيد هو عارف الخدامين عنده وأكيد هما كام واحد بس وواثق فيهم وعارفهم كويس
إبراهيم:
ــ: يبقى مفيش حل غير المجازفة
عمار بحذر:
ــ: بمعنى إيه؟؟
إبراهيم:
ــ:سيبني أفكر شويه و
إرتفع صوت هاتفه فتناوله وهو يجيب قائلا:
ــ: أيوه يا باسم..عامل إيه وساره أخبارها إيه؟
باسم:
ــ: عايزك ضروري يا هيما..أنا عرفت أوصل للحقيقة بس محتاجين شادي يساعدنا وعايزك تروحله
إبراهيم بإستغراب:
ــ: مش داليا قالت الحقيقة كلها قدامنا؟
باسم بثقة:
ــ: لا يا معلم..داليا قالت اللي عايزانا نعرفه واللي بسببه هدمرنا لكن الحقيقة مش كده خالص بس محتاجين حد يثبت كلامنا..انا هفهمك كل حاجه بس لما تيجي
إبراهيم:
ــ: طب طالما الموضوع كده قولي إنت فين ونتقابل عشان كنت عايز رأيك برضو في حاجه تخص رشاد المصري
هتف باسم قائلا:
ــ: هار إسود ده أنا نسيت الليلة دي كلها
إبراهيم:
ــ: ما أنا برضو كنت ناسي بس عمار فكرني وفي فكرة كده في دماغي..المهم أقابلك فين؟
باسم:
ــ: هروح أجيب ماما من المطار وأصلها مع ليلى وأجيلك
.............................................................................................
توجه باسم للمطار مستقبلا والدته وفي الطريق للمنزل قص عليها ما حدث بالتفصيل الممل لتكتمل الصورة أمام عينيه من خلال والدته..أوصلها للمنزل وصعد معها ثم إستأذن منها ليكمل مشوار بحثه عن الحقيقة وتكذيب داليا..
جلست إيمان بجوار ساره التي كانت تحسنت قليلا وبيدها مصحف تقرأ فيه بعينيها
إيمان بخفوت:
ــ: سامحيني يا بنتي بس أنا والله حبيتك زي بنتي وإنتي عارفه ده كويس
إلتفتت ساره تنظر لها ببرائتها المعهودة وفي عينيها نظرات لوم ولكنها كانت تعلم أن تلك المرأة لم تبخل عليها يوما بالحب والحنان..إيتسمت ساره بضعف وربتت على يدها معلنة لها أنها سامحتها..إبتسمت إيمان بسعادة وضمتها إليها وهي تمسح على شعرها قائلة:
ــ: كل حاجه هتبقى أحسن صدقيني
إرتفع صوت جرس المنزل فتوجهت ليلى لتفتح الباب ثم قالت بسعادة:
ــ: إنتي كنتي فين يا بنتي ؟
هاله بقلق:
ــ: أنا لسه عارفه من ريهام الموضوع المهم اللي سمعته ده صح؟
أطرقت ليلى برأسها قائلة:
ــ: يعني نص نص..في منه صح ومنه لسه هنتأكد؟
دفعتها هاله جانبا وهي تقول:
ــ: مش فاضيه للعبة حزري فزري دي خلينا أدخل أشوف ساره
دخلت هاله إلى غرفة ساره ووجدت بجوارها إيمان..فقالت بمرح:
ــ: إنتي هتستعبطي يا بت هو إنتي تفرحي تحلوي تزعلي تحلوي ده إيه الهم ده
إبتسمت ساره بوهن وهي تنظر لها بسعادة فجلست هاله بجوارها وهي تربت على يدها قائلة:
ــ: ينفع كده يعني.؟ ينفع تخضينا كده؟ مش يبقى عندك دم وتدينا إنذار الأول عشان نلحق نجهز الورد الأبيض وكده
إيمان بإبتسامة:
ــ: ربنا يبارك فيكي يا بنتي
هاله بمرح:
ــ: متقلقيش نفسك يا طنط ساعتين زمن وهخليها تغني مش بس تكلم
دخلت ليلى عليهم قائلة بلهجة محذره:
ــ: بت إنتي بلاش تزعجيها لازم ترتاح
هاله بعناد:
ــ: مالكيش فيه..يلا يا بت من هنا خليني أقعد مع سوسو عشان هي وحشاني أوي
خرجت ليلى وتبعتها إيمان لتبدل ثيابها وإلتفتت هاله ناظرة لساره وهي تقول بمشاكسة:
ــ: بس تصدقي لما خسيتي بقيتي موزه..أنا بفكر أطلب إيدك
ضحكت ساره بخفوت وهي تلكمها بيدها على ركبتها..فقالت هاله متظاهره بالجدية:
ــ: أه يختي وبعدين أنا هظبطك والله وبصي إطلبي اللي عايزاه أنا ممكن أجيبلك طقم صيني وبلاي ستيشن والباقي عليكي بقى متبقيش طماعه
ثم نظرت لسارة قائلة:
ــ: إيه يا بت ده؟ عماله ترغي ترغي إسكتي شويه صدعتيني
رفعت ساره حاجبها بدهشة وهي تشير بيدها لنفسها فأكملت هاله قائلة:
ــ: أومال أمي يختي..عماله لوك لوك إيه إفصلي شويه وإلا هطلقك
ثم سارعت قائلة:
ــ: برضو برضو!! طب روحي يا ساه وإنتي طالق وخدي عيالك معاكي ده إنتوا الستات حاجه غم
إنفجرت ساره ضاحكة وهي تنظر لهاله بإمتنان وشكر فربتت هاله على يدها قائله بحنان:
ــ: مش إنتي قلتيلي قبل كده إن الواحد لو كان فيه خير وربنا بيحبه وبعد عن ربنا..ربنا بيبتليه عشان الإنسان يفتكر ربنا ويدعيله ويقرب منه..ربنا بيحبك يا ساره وعايز يسمعك وإنتي بتدعيله..صح؟
أماءت ساره برأسها بإقتناع وعلى ثغرها إبتسامة صافية
...............................................................................................
فـــــي إحــــدى الـــكــافيــتــيــريــات
أخذ إبراهيم يحدق في الورقة التي أمامه قائلا بذهول:
ــ: يا بنت الجنيه..دي طلعت داليا دي شيطان رجيم
باسم:
ــ: شفت بقى متهيألي اللي كان شادي ناوي يعمله فيها قليل على مقامها
إبراهيم بإبتسامة:
ــ: أيوه صح..شادي لازم يعرف كل حاجه..الله يرحمك يا بابا حليت الأزمة
باسم بحيرة:
ــ: بيني وبينك أنا إتقفلت من شادي وكنت بفكر مقولوش بس هو اللي هيقدر يخلي سميحه تتكلم
قاطعه إبراهيم قائلا بحزم:
ــ: أوعى يا باسم..إنت شفت لما بنخبي الدنيا بتتشقلب إزاي مش عايزين نغلط نفس غلط داليا..إنت توضح الحقيقة وتسيبهم هما يقرروا
باسم بتفهم:
ــ: معاك حق..المهم قولي بقى إيه حكاية رشاد
إبراهيم بحماس:
ــ: بص يا سيدي.. كنت بكلم مع عمار في الموضوع فهو رأيه إن إحنا لازم نعرف إيه اللي بيحصل جوه الفيلا يمكن نوصل لحاجه يعني عايزين نراقبه من جوه
وضع باسم قبضته تحت ذقنه قائلا بتفكير:
ــ: تصدق فكره بس إزاي؟
إبراهيم:
ــ: إزاي دي اللي بفكر فيها أنا قلت نزرعله حد جوه تبعنا يبلغنا بس ده صعب لأنه أكيد عارف اللي عنده كويس في ظروف زي دي
صمت باسم قليلا ثم قال:
ــ: وليه نزرع بني آدمين ماهو ممكن نزرع حاجة تانية ونوصل منها برضو
إبتسم إبراهيم قائلا:
ــ: فكرت في اللي بتفكر فيه بس هتبقى خطر أوي
باسم بإبتسامة ماكرة:
ــ: ولا خطر ولا حاجه وأنا ممكن أنفذها بس أخلص من موضوع ساره
إبراهيم بقلق:
ــ: بلاش إنت لا ليلى تنفخني
باسم:
ــ: خليها على الله يا برنس وبعدين لازم اللي يعمل كده ميبقاش رشاد عارفه عشان لو شافه أو حصل حاجه يعرف يفلت وكلكم معروفين
إبراهيم بتمعن:
ــ: إنت شايف كده؟
باسم:
ــ: أيوه ومفيش غير كده
إبراهيم بتنهيدة:
ــ: تمام يبقى هبلغ أدهم يجهزلنا الكاميرات وعقبال ما نخلص من موضوع ساره يبقى هو جاهز
..............................................................................................
نظرت ليلى ليمنى الواقفة عند باب المنزل ثم قالت بمجاملة:
ــ: أهلا يا يمنى
أطرقت يمنى برأسها قائلة:
ــ: أنا عارفه إنكم مضايقين مني بس عايزه أطمن على ساره
ليلي بعنف:
ــ: إنتي اللي عايزه تطمني ولا سي شادي؟
يمنى بحزن:
ــ: أنا يا ليلي اللي عايزه أطمن مش ساره دي أختي؟
تنهدت ليلى وهي تقول:
ــ: حقك عليا متزعليش مني بس إنتي عارفه الوضع إزاي
يمنى:
ــ: مش زعلانه بس طمنيني عليها
ليلى وهي تشير لها بالدخول:
ــ: إدخلي ونكلم
يمنى بقلق:
ــ: لأ بلاش لا ساره تضايق
لم تنهي جملتها حتى خرجت ساره من إحدى الغرف وهي تودع هاله لتنصرف..نظرت ساره ليمنى بعينين حزينتين فسارعت هاله لتلطف الأجواء وإقتربت من يمنى قائلة:
ــ: يمنى حبيبتي إزيك وحشاني
يمنى بإبتسامة باهتة:
ــ: الحمدلله إنتي عامله إيه؟
هاله وهي تنظر لساره قائلة:
ــ: كلنا كويسين ولسه أنا والبت دي كنا في سيرتك
نظرت يمنى لساره بدهشة فإبتسمت ساره وهي تؤكد لها بإماءه من رأسها مما أسعد يمنى وجعلها تدخل بإرتياح
............................................................................................
فتح شادي باب شقته قائلا بخضه:
ــ: ملاك جرالها حاجه؟
إبتسم إبراهيم وهو يربت على كتفه قائلا:
ــ: متقلقش ساره بقت كويسة أوي وهتبقى أحسن لو جيت معايا دلوقتي
شادي بإستغراب:
ــ: أجي معاك فين؟؟
إبراهيم بإبتسامة واسعة:
ــ: مشوار صغير كده
شادي بعدم فهم:
ــ: مشوار إيه؟
عقد ذراعيه أمامه وهو يقول بخبث:
ــ: أنا مجرب الحب وعارف وجعه..وعارف قد إيه إنت قلبك محروق دلوقتي وأنا بقى هساعدك عشان توصل لحبيبة القلب
أطرق شادي برأسه قائلا بحرقة:
ــ: خلاص بقت أختي
تنهد إبراهيم قائلا:
ــ: لأ يا سيدي ساره عمرها ما كانت أختك..وأبوك أشرف من الشرف ومعملش أي حاجه من اللي قالتها داليا.
نظر له شادي بإزبهلال وعدم تصديق فأكمل إبراهيم قائلا:
ــ: وداليا نفسها هتعترف بكده..ممكن تيجي معايا بقى؟
شادي بسعادة:
ــ: إنت متأكد من الكلام ده؟
إبراهيم بثقه:
ــ: مليون في المية..إحنا صدقنا داليا عشان إتأكدنا إنها أخت أبويا وهي فعلا أخته بس ده برضو ميثبتش إنك أخو ساره ومعانا اللي يثبت مين أبو ساره الحقيقي..داليا إستغلت حكاية إن ساره عارفه إنها عبير عشان تدمر كل حاجه بس ربنا فضحها
وإستطرد قائلا:
ــ: بس في مشكلة واحدة وإنت الوحيد اللي تقدر تحلها
شادي بلهفة:
ــ: قول
إبراهيم:
ــ: داده سميحه اللي بتشتغل عندكم
شادي بدهشه:
ــ: وهي مالها؟
إبراهيم:
ــ: هي الوحيدة اللي تقدر تثبت كلامنا وتأكده وتجيبلنا الدليل بس هي خايفة ومش موافقة
شادي :
ــ: وإنت إيش عرفك إنها تعرف حاجة؟
إبراهيم بثقة:
ــ: الرسالة هي اللي بتقول كده
...............................................................................................
أنهت سميحة عملها في الفيلا وتوجهت لغرفتها في الحديقة لتنام بعد عناء يوم طويل وما إن دخلت وأغلقت الباب خلفها حتى شهقت بفزع وهي تنظر لشادي الجالس على فراشها واضعا ساقا فوق الأخرى و ينظر لها بهدوء..
هتفت سميحة بخضة:
ــ:إيه ده ياشادي؟ خضتني
إبتسم شادي قائلا بغموض:
ــ:ليه يا داده هو إنتي خايفة من حاجه؟
سميحه بإستغراب:
ــ: حاجة إيه؟
تنهد وهو يقول :
ــ: تعالي إقعدي عايز أكلم معاكي شويه في موضوع ملاك
جلست سميحة بقربه وهي تقول بإرتباك:
ــ: أنا معرفش حاجة يا شادي
...................................................................................................

كش ملكOnde histórias criam vida. Descubra agora