الأخير|معرَكة جِوابة الفَجر

1.1K 111 72
                                    

ساحَة القتالِ.
كالكَهرمانِ العَتيقِ رَسمت الشَمس لوحَة باهِتَة في سَماءِ المَكانِ المُهمل مطلِقًا سَراح بَعض الرِياح الَتي لَهت بالآرچاءِ المُختمِرة بقَلقٍ وخَوفٍ كانَا كالأرواحِ العابِرَة لقُلوبٍ مُضطرِبة.

إستَقرت قدماهَا فَوق الچَرفِ العالِي تَستمِع إلى هَديرِ الرياحِ الوَليدةِ الَتي عنَفت أمواجَ المُحيطِ الراكِض بالأسفَلِ بكَسلٍ،تُحاوِطه الأشجارُ الكبير مِنها والصَغير حيثُ تستقِر بلابِل الصَباح الصداحَة تُنشِد غنّواها الشَجِن.

كانَ الجُنود قَد نَصبوا الخيماتَ على بُعدِ أميالٍ قَليلةٍ مِن بُقعةِ القتالِ الفَسيحة الَتي إنزَوت مِن الحوافِ إلى مُنحدرٍ بَعيدٍ أسرَى ببدنِها قُشعريرة راعِدَة؛لمُجردِ تخيُل أن ذَلِك المَكان هُو موقِع الحَربِ القادِمة خِلال سويعاتٍ وحَسب.

كانَت هِى المرأة الوَحيدة بجوارِ جُيوشِ دورمِين وجُيوش الجَنوبِ والشَرق،مِما جَعلها مَحط إعجابٍ من الرِجال اللَذين مَدحوا شَجاعتها ومُثابرتها في المُشاركةِ بحمايةِ مملَكتِها وشَعبها،ولَكِن قليلٌ ما يَعلِمون.

لقَد كانَت ترتعِب خوفًا.
كانَت تتظاهَر بالشَجاعةِ والقُوة وإنَما أخفَى قلبُها رعبًا لم تستطِع السَيطرة علَيه. كانَت هذه الحَرب حقيقية. لم تكُن هناك قوانينٌ تردَع أحدهُم مِن قَتلِها لَحظة أن تسنَح له الفُرصة لِهَذا.

مرَرت أصابِعَها المُرتجِفة عَبر خُصلاتِها بعَصبيةٍ،مُنصِتة إلى حَفيفِ خطواتٍ خافتَةٍ چذَبت عيونُها المُتورِمة بأرقٍ لتُجابِه زَرقاوتيّه المُبتسِمَتين بتكلُفٍ رَيثما يَستقِر بجوارِها،منتعِشًا ببَعضِ النَسيمِ الحَزينِ.

"الأميرُ شـون مُعجب بكِ،يَقول أنَه لو لم يكُن بالفعلِ مُرتبِطًا لطَلب يدَكِ للزواجِ قَبل بَدءِ الحَرب."صَرح لِوي بصَوتٍ مُنخفضٍ ضاحكٍ؛لتُحرِر قَهقهة قَصيرة خرَچت مِن عَرينِ كأبَتِها لتَطلِي الآچواءَ السوداويةَ بلَمعةٍ باهتةٍ.

"كانَ هذ ليَكون فريدًا مِن نوعِه،ألّا تعتقِد؟"
تعالَت ضحكاتَها وهِى تَراه يعبَس للحظاتٍ قَبل أن يُكرمِش أنفَه بلُطفٍ ويَهِز رأسَه. "لَا،لقد فعلتُها بطَريقةٍ أفضَل."

"مؤكَد."أدارَ عيونَه بتضجُرٍ جراءَ نبرتِها المُراوغةِ،بَينما يمُد ذِراعَه لتَوحيدِ أجسادَهما المُسترخِية،شاعِرًا بِها تسكُن بعناقِه بسَلامٍ.

تبَددت بسمتُها بتَروٍ ومَرارة لاذِعَة تعبُر حلقَها وهِى تُريح رأسَها على كتفِه شارِدةً. هِى كَرهت حَقيقة أن افضَل ذِكرَى لهُما تعلَقت بأسوءِ لَيلةٍ حدَثت في حياتِها على الِاطلاق.

قضَمت شِفَتها بإستياءٍ كنَّفها،وهِى تَرفع يدَيها لمُحاوطةِ عُنقه مُدرِجة إياه بعناقٍ قَويٍ دافئٍ أرسَل عِدَة رجفاتٍ لَطيفةٍ عزَّفت أوتارَ قلبِه بشَغفٍ.

حُـب تنكُـرِي.Where stories live. Discover now