الثامِن عَشر|يَجوز أو لَا يَجوز

1.1K 119 160
                                    

"اللَعنة."هكَذا لفَظت مارِي بانزعاچٍ،وهِى تُقلِب بمُحتوياتِ دُرجِ لَيلى الخاصَ بغُرفةِ حاچِيات الخَدم بآخرِ الطابِق.

منذُ أن عادَت مِن الزُقاقِ وهِى مُتيبِسة مُستوعِبة ما صدَمها بِه الطَبيب زَين شاعِرة بنيرانِ الهلَع تُضمر بداخِلها على خُطوةِ لَيلى التالِية.

هِى لَم تحتَج إلى دليلٍ ما كَي تُصدِق كَلام الطَبيب.
ما تفعلَه ليلى مِن لؤمٍ وخُبثٍ كان إثباتٌ كافيٌ لتُصدِق علَيها أي شَيء.

عبَثت بمُحتوياتِ الدُرج بيأسٍ ولَكِن كان مِن الواضِح منذُ البِداية بأن مُبتغاها لَيس موجودًا هُنا. حتمًا تأكَدت ليلى مِن إخفاءِ تلك الزُجاجة جيدًا،حيثُ لن يعثُر عليها أي شَخصٍ.

زفَرت مُغلِقة الدُرج بقُوةٍ تزامنًا بانفتاحِ بابَ الحُجرةِ فجأةً كَي تُطِل عبرَه لَيلى بمَلامِح مُتعجِبة وخَضراوتان ترمُقان مارِي بتساؤلٍ. "كنتُ أبحَث عنكِ،مارِي. ماذا كُنتِ تفعلِين هُنا؟"

"لَا شيء. كنتُ أبحَث عن..رِداءٍ آخرٍ!"كذَبت بارتباكٍ،مُراقِبة جِفنّي لَيلى ينكمِشا بلُطفٍ بَينما تنظُر إلى يديّها للحظاتٍ،قَبل أن تضَع يديّها على خصرِها بشَكٍ.
"وأينَ هو الرِداء إذَن؟"

"أوَه؟ أنا لَم أجِده هُنا،سأسأل دوسَوو أن تُحضِر لِي رداءً جديدًا."ابتَسمت مارِي بتوتُرٍ لم يخفَ أمام نظراتَ ليلى الشائِكَة تمامًا،لتتَحرك بعدَم راحةٍ بتلجلُجٍ. "سأذهَب الآن. أراكِ لاحِقًا،لَيلى!"

تخطَتها مارِي بسُرعةٍ مُطلِقة أنفاسًا حُبِست برئتيّها وهِى تشعُر بخَضراوتِي لَيلى الكَيادتين تلحَقان بِها بحفنةٍ من النَظراتِ الشَاكة الَتي إشتَمت كذَبتها بوضوحٍ.

-
هِى لَم تتصَور بحياتِها أبدًا أن يُصبِح الوَضع بهَذا الشَكل.

رمَقت سام غَسق السماءِ تنزلِق بحُبيباتِ ثلجٍ هادِرة تنحدِر على زُجاجِ النافِذة الَذي عكَس نظرَة الحُزنِ الَتي لم تُفارِق وجهَها طِوال ساعَة التَدريبِ خصوصًا بحُضورِ لوي بالمُحيطِ يأمُر الرِجال بحدَةٍ وفُتورٍ لَم تراهُما مِنه مسبقًا.

ضمَت الشَقراء قميصَها لعُنقِها مُتنفِسة برَجفةٍ شتائيةٍ سَريعةٍ،قَبل أن تُنتشل مِن شرودِها بدَقةٍ عاليةٍ ببابِها لتَلتفِت بحَيرةٍ والبابَ يُفتح مظهرًا روز بمَلامِح مَسرورة مُنبسِطة. "أيتُها الأميرَة،لقد عادَ الملِك!"

إنفَرجت تقاسِمُ سام بغتةً بسَعادةٍ،ونفَض قلبُها غمًا كنَفه لوقتٍ طويلٍ مستشعِرًا بَصيص فرحٍ ضعيفٍ لمَسه لثوانٍ.

آخذت الطَريق مِن بَعد روز بَين الدَهاليزِ المُزخرفة والشِمعداناتِ المُلتهِبة مُبتهِجة لعَودةِ المَلِك أخيرًا بعد زيارةٍ طالِت لمُقاطعاتِ المملكةِ،بعيدًا عن حاجتِها الماسَة لَه.

حُـب تنكُـرِي.Where stories live. Discover now