حُـب تنكُـرِي.

الثامِن|حُب إيكاروس

دقَت رِياحُ الصباحِ زُجاجَ نافِذَتها برَقةٍ بَينما تُجدوِل خُصلاتَها الذَهبِية باشراقٍ بانَّ على وجهِها الَذي إستَرد لونَه الطَبيعي وإنقَشع عَنه شُحوب المَرضِ.

أطلَقت بِضعَة خُصلٍ صغيرةٍ بالجانبِ لتُطوِق جفونَها المُتيقِظَة طالِية مظهَرها بشَكلٍ جديدٍ. أغلَقت سام أزرارَ قميصِها الابيضِ قَبل أن تأخُذ طريقَها للخارِج مُبتسِمة ببشاشةٍ.

هِى قد مضَت بالسَرير مُدةً كادَت تعتقِدَها شهورًا،ولَكِنها لَم تكُن إلا بِضعَة أيامٍ وحَسب،حتى إستعادَت أخيرًا طاقتَها لِتُزاوِل ما تَقوم بِه دومًا كاسِرَة مَلل الحُمى البَغيض.

سطَعت بسمتُها ببَهچةٍ رَيثما تُقابِل لِوي الَذي خرَچ لِلتو مِن رواقِ حُجرتِه ساهِمًا دون أن يَلتفِت لإقترابِها؛فأسرَعت نحوَه بخُطىٍ رَشيقةٍ جاذِبة إنتباهَه. "لِوي!"

إستدارَ لِوي لجهتِها باستفهامٍ سُرعان ما تحوَل إلى دَهشةٍ مَسرورةٍ وهى تَقف أمامَه مُنفرِجة الأساريرَ.

"هِاي،تَبدين بخَيرٍ،أميرَتِي."إبتَسم بسَعادةٍ؛لتومأ سام ببشاشةٍ رَيثما تُدلِك قبضتيّها معًا ببَسمةٍ مُتحمسةٍ. "ومُستعِدة تمامًا لأطرَحك أرضًا مِن جَديد."

لم يَعقِب لِوي لدَهشتِها. ذابَت ابتسامتُه وحلَ مكانَها نظرةٌ مرتبِكةٌ لم تعهَد رؤيتِها،بَينما يُشيح ببصرِه بعيدًا عن تعجُبِ خضراوتيّها الحائِرَتين.

"بشأنِ هَذا..في الواقِع.."
هو لَم يَجِد الكَلِمات الَتي تَصِف الوَضع جيدًا،لم يعثُر على كلماتٍ تُخبِرها بأنَه قد أصبَح عالِقًا بتَدريبِ چينچِر دون أن يُثير غضبَها..لأنَه يعلَم كَيف يكون غَضبها.

"سام!"إلتَفت كِلاهُما على آثرِ صَوتِ چينچِر المُبتهِج،لِتَعلو نظرَة مُتوجِسة عيني لِوي وبَسمة مُستغرَبة ثغر سام،بَعد أن رأت هيئةَ چينچِر..المُختلِفة.

كانَت الصَهباءُ تختالَ بقميصٍ مُشابهٍ لملابِسها العادِية،وبنطالٍ قُماشيٍ لم يَبتعِد كثيرًا عَن خاصِها،بينما جمَعت خُصلها المُجعدة خَلف رأسِها باحكامٍ.

كانَ شكلَها وثِيابها جديدًا تمامًا عَن ذوقِ چينچِر المُعتاد.

"چينچِر..تَبدين مُختلِفة."علَّقت سام بحَيرةٍ،دون أن تَنتزِع بصرَها الثاقِب عَن شكلِها الَذي كانَت تعنَته أُمها بِالرُجولِي،وتَسخر مِنه چينچِر أحيانًا..فما الَذي تغير الآن؟

"أجَل. طلبتُ مِن دووسَو أن تُخيط لِي ثيابًا مُريحةً لِلتَدريبِ."فسَرت چينچِر بحُبورٍ؛ولَكِن كلماتُها ضرَبت بركانًا هامدًا ليَثور بعَدم فهمٍ بداخِل الشَقراءِ.

"أي تَدريبٍ؟"

"القِتال بالطَبعِ. ألَم يُخبرَكِ لِوي؟ إنَه يَقوم بِتَدريبي أنا الآن،أكادَ أصِل إلى براعتَكِ وفِي خلالِ أيامٍ وحَسب."غمَزت چينچِر بالأخيرِ،وإن كان عقلُ سام منشغِلًا بينما تَلتفِت إلى لِوي الَذي أسقَط بصرَه أرضًا.